تراثنا ـ العددان [ 50 و 51 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 50 و 51 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٨

الزاهرة (١) : أنه أخذت فتاوى الفقهاء بتعزير أحمد بن إسماعيل بن يوسف أبي الخير القزويني الشافعي إذ قال على منبر النظامية يوم عاشوراء : يزيد إمام مجتهد ، ثم أخرج من بغداد إلى قزوين. انتهى.

هذا ، وقد مر عليك آنفا كلام ابن عقيل ـ من أئمة الحنابلة ـ في أشعار يزيد ، وكون سبه ولعنه مفروغا منه عنده.

واختار السفاريني الحنبلي ما ذهب إليه ابن الجوزي وأبو الحسين القاضي ومن وافقهما على جواز التخصيص باللعنة (٢).

وقال الشيخ عبد الكريم بن ولي الدين في كتاب مجمع الفوائد ومعدن الفرائد (٣) : معلوم أن يزيد اللعين وأتباعه كانوا من الذين أهانوا أهل بيت الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ، فكانوا مستحقين للغضب والخذلان واللعنة من الملك الجبار المنتقم يوم القيامة ، فعليه وعلى من اتبعه وأحبه وأعانه ورضيه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. انتهى.

وقال الشيخ شهاب الدين أحمد بن أبي بكر الحموي الشهير بالرسام في كتاب عقد الدرر واللآلي في فضل الشهور والأيام والليالي ـ كما حكاه عنه البرسوي في روح البيان (٤) ـ : المستحب في ذلك اليوم ـ يعني يوم عاشوراء ـ فعل الخيرات من الصدقة والصوم والذكر وغيرهما ، ولا ينبغي أن يتشبه بيزيد الملعون في بعض الأفعال.

قال : فمن اكتحل يوم عاشوراء فقد تشبه بيزيد الملعون وقومه. انتهى.

__________________

(١) النجوم الزاهرة ٦ / ١٣٤.

(٢) روح المعاني ٢٦ / ٧٣.

(٣) مجمع الفوائد ومعدن الفرائد : ٢٠.

(٤) روح البيان ٤ / ١٤٢.

٢٤١

وممن صرح بلعن يزيد ـ لعنه الله ـ شيخنا العلامة المحدث الشريف أبو اليسر جمال الدين عبد العزيز بن محمد بن الصديق الحسني الغماري في كتابه الموسوم ب (التحذير) (١).

وكنا قد سألناه ـ أدام الله كلاءته ـ عن لعن يزيد وإكفاره ، فأجاب : إن من يشك في كفر يزيد اللعين فهو إلى الكفر أقرب ، وكيف يقول بإسلامه بعد ما ثبت عنه من الكفريات في القول والعمل ما يطول تتبعها وإحصاؤها ، وواحدة منها تكفي في الحكم عليه بالكفر ، فكيف بها كلها.

قال : فلهذا يجب أن يحكم على عدو الله بالكفر ، ويجب أن يتقرب إلى الله بلعنه ، ومن شك في هذا فلم يباشر الإيمان قلبه ـ والعياذ بالله ـ. انتهى.

قلت : وأيم الله لقد نطق الحق على لسان شيخنا الغماري ، فهل تبقى بعد ذلك شبهة للمجادل والمماري؟!

هذا ، واعلم أنه قد وردت أحاديث صريحة أو مؤولة في ذم يزيد ـ عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ـ وهي من أعلام نبوة المصطفى (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ، فينبغي سردها هنا.

منها : ما أخرجه أبو يعلى في مسنده (٢) ، قال : حدثنا الحكم بن موسى ، حدثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن مكحول ، عن أبي عبيدة ، قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : «لا يزال أمر أمتي قائما بالقسط ، حتى يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد» ، وذكره الحافظ ابن حجر

__________________

(١) التحذير من أخطاء النابلسي في التعبير : ٣١.

(٢) مسند أبي يعلى ٢ / ١٧٦ ح ٨٧١.

٢٤٢

بترجمة يزيد من لسان الميزان (١) ، ورواه البيهقي وأبو نعيم وابن منيع (٢).

ومنها : ما أخرجه أبو يعلى أيضا في مسنده ، عن أبي ذر (رضي‌الله‌عنه) ، عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ، قال : «أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية» (٣).

زاد الروياني في مسنده ، عن أبي الدرداء وابن عساكر : «يقال له يزيد» (٤).

وقال البيهقي في كلامه على الحديث : هو يزيد بن معاوية (٥).

ومنها : ما أخرجه ابن عساكر وأبو نعيم والديلمي ، عن سلمة بن الأكوع ، والطبراني عن معاذ بن جبل ، عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ، قال : «ويح الفراخ فراخ آل محمد من خليفة مستخلف مترف» (٦).

ورواه السيوطي في الجامع الصغير (٧).

قال المناوي في الشرح (٨) : قالوا : المراد يزيد بن معاوية وأضرابه من خلفاء بني أمية. انتهى.

قلت : وفي لفظ آخر زيادة قوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : «يقتل خلفي وخلف الخلف» (٩).

__________________

(١) لسان الميزان ٦ / ٢٩٤ ، قيد الشريد : ٣٧ ـ ٣٨.

(٢) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٥ / ٢٤١.

(٣) الجامع الصغير ١ / ٤٣٥ ح ٢٨٤١.

(٤) فيض القدير ٣ / ٩٤.

(٥) فيض القدير ٣ / ٩٤.

(٦) كنز العمال ١٢ / ١١٦ ح ٣٤٢٧٠ ، فيض القدير ٦ / ٣٦٥ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٩٠ ، المعجم الكبير ٢٠ / ٣٨ ـ ٣٩.

(٧) الجامع الصغير ٢ / ٧١٨ ح ٩٦٣٩.

(٨) فيض القدير ٦ / ٣٦٥.

(٩) كنز العمال ١١ / ١٦٦ ح ٣١٠٦١ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٩٠ ، فضائل الخمسة من

٢٤٣

وقوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : (خلفي) متأول على ما كان من يزيد بن معاوية ـ لعنه الله تعالى ـ إلى الحسين بن علي (عليه‌السلام) وأولاده والذين قتلوا معه.

ومنها : ما أخرجه البخاري ، عن عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو ابن سعيد ، قال : أخبرني جدي ، قال : كنت جالسا مع أبي هريرة في مسجد النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) بالمدينة ومعنا مروان ، قال أبو هريرة : سمعت الصادق المصدوق (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) يقول : «هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش» ، فقال مروان : لعنة الله عليهم غلمة ، فقال أبو هريرة : لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت ، فكنت أخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا بالشام ، فإذا رآهم غلمانا أحداثا قال لنا : عسى هؤلاء أن يكونوا منهم ، قلنا : أنت أعلم (١). انتهى.

قال ابن حجر المكي في تطهير الجنان واللسان (٢) : يزيد بن معاوية هو المراد بهذا الحديث.

وقال ابن بطال ـ كما حكاه عنه الحافظ ابن حجر في (الفتح) (٣) ـ : جاء المراد بالهلاك في رواية ابن أبي شيبة : أن أبا هريرة كان يمشي في السوق ويقول : اللهم لا تدركني سنة ستين ولا إمارة الصبيان.

قال : وفي هذا إشارة إلى أن أول الأغيلمة كان سنة ستين ، وهو كذلك ، فإن يزيد بن معاوية استخلف فيها ، وبقي إلى سنة أربع وستين

__________________

الصحاح الستة ٣ / ٣٨٨.

(١) صحيح البخاري ٩ / ٦٠ كتاب الفتن باب ٢ ، الجامع الصغير ٢ / ٧١٢ ح ٩٥٩٣ ، التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ـ للقرطبي ـ : ٥٦٢ ـ ط دار الفكر / ١٤١٠.

(٢) تطهير الجنان واللسان : ٥٣.

(٣) فتح الباري ١٣ / ١٢.

٢٤٤

فمات. انتهى.

وقال الحافظ في شرح البخاري (١) : أولهم ـ يعني الأغيلمة ـ يزيد ، كما دل عليه قول أبي هريرة : «رأس الستين وإمارة الصبيان» فإن يزيد كان غالبا ينتزع الشيوخ من إمارة البلدان الكبار ويوليها الأصاغر من أقاربه. انتهى.

وقال جمع ـ منهم القرطبي (٢) ـ : منهم يزيد بن معاوية وأضرابه من أحداث بني أمية ، فقد كان منهم ما كان من قتل أهل البيت وخيار المهاجرين والأنصار بمكة والمدينة وسبي أهل البيت (عليهم‌السلام).

قال : وغير خاف ما صدر عن بني أمية وحجاجهم من سفك الدماء وإتلاف الأموال وإهلاك الناس بالحجاز والعراق وغيرهما.

وبالجملة : فبنو أمية قابلوا وصية المصطفى (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) في أهل بيته (عليهم‌السلام) وأمته بالمخالفة والعقوق ، فسفكوا دماءهم ، وسبوا نساءهم ، وأسروا صغارهم ، وخربوا ديارهم ، وجحدوا شرفهم وفضلهم ، واستباحوا نسلهم وسبيهم وسبهم ، فخالفوا رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) في وصيته ، وقابلوه بنقيض قصده وأمنيته ، فيا خجلهم إذا التقوا بين يديه ، ويا فضيحتهم يوم يعرضون عليه. انتهى.

ومنها : ما أخرجه ابن عساكر عن ابن عمر ، والطبراني عن معاذ ـ من حديث ـ عنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ، قال : «لا بارك الله في يزيد الطعان اللعان ، أما إنه نعي إلي حبيبي الحسين ، وأتيت بتربته ، ورأيت قاتله ، أما إنه لا يقتل بين

__________________

(١) فتح الباري بشرح صحيح البخاري ١٣ / ١٣.

(٢) التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ـ للقرطبي ـ : ٥٦٢ ـ ٥٦٣ ـ ط دار الفكر / ١٤١٠ ، فيض القدير ٦ / ٣٥٥.

٢٤٥

ظهراني قوم فلا ينصروه إلا عمهم بعقاب» (١).

فإن قال قائل : إن ذلك معارض بما أخرجه البخاري في صحيحه (٢) عن أم حرام أن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) قال : «أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم».

وقال (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : «لتفتحن القسطنطينية ، ولنعم الأمير أميرها ، ولنعم الجيش ذلك الجيش» رواه أحمد والحاكم عن بشر الغنوي (٣).

واستدل المهلب بذلك على ثبوت خلافة يزيد ، وأنه من أهل الجنة لدخوله في عموم قوله «مغفور لهم» ، وهو أول من غزا مدينة قيصر (٤).

قلنا : غلط المهلب في حميته الجاهلية لجرو بني أمية ، فإن يزيد لم تثبت له خلافة ولم تنعقد له بيعة عند المحققين من أهل العلم ، لعدم أهليته لذلك.

وقد صرح العلماء بأنه لا يلزم من دخول يزيد بن معاوية في ذلك العموم عدم خروجه عنه بدليل خاص ، إذ لا يختلف أهل العلم في أن قوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : «مغفور لهم» مشروط بأن يكون من أهل المغفرة ، حتى لو ارتد واحد ممن غزاها بعد ذلك لم يدخل في ذلك العموم مطلقا اتفاقا ، فدل على أن المراد مغفور لمن وجد شرط المغفرة فيه منهم (٥) ، ويزيد

__________________

(١) فضائل الخمسة من الصحاح الستة ٣ / ٣٨٨ ـ ٣٨٩.

(٢) صحيح البخاري ـ كتاب الجهاد والسير ـ باب ما قيل في قتال الروم ٤ / ١١٤ ح ١٣٥ ـ ط المكتبة الثقافية / بيروت.

(٣) مسند أحمد ٤ / ٣٣٥ ، المستدرك على الصحيحين ٤ / ٤٦٨ ح ٨٣٠٠.

(٤) فتح الباري ٦ / ١٢٠ ، إرشاد الساري ٥ / ١٠٤ ، قيد الشريد : ٨٠.

(٥) فتح الباري ٦ / ١٢٠ ، إرشاد الساري ٥ / ١٠٤ ، قيد الشريد : ٨٠ ـ ٨١ ، فيض القدير ٣ / ٨٤ و ٥ / ٢٦٢.

٢٤٦

ليس من أهل المغفرة ، بل قد ثبت كفره وارتداده عند الجهابذة المحققين ـ كما عرفت ـ فلا يدخل في ذلك العموم قطعا ، والله تعالى أعلم.

وبالجملة : فلا ينبغي لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، ويحب رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ويود آله (عليهم‌السلام) أن يتوقف في كفر يزيد بن معاوية فضلا عن لعنه ـ لعنه الله ـ وهذا هو الحق الذي أجمع عليه أهله (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) (١) وما أحسن قول بعض أصحابنا (٢) :

وسب عمرو ويزيد عندنا

ندب به نقول قولا معلنا

وإن من أنكره لمنكر

وجدانه والأمر فيه أظهر

من ذا الذي يمنع سب من سبى

آل النبي المصطفى واعجبا

سباهم سبي العبيد والإما

لكفره كما به ترنما

وفي العزم إن شاء الله تعالى أن أفرد رسالة لاستيفاء الكلام في بيان كفره وردته ، وبسط الأدلة على ضروب إلحاده وزندقته ، فالله المستعان وعليه التكلان.

اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد ، وآخر تابع له على ذلك ، اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله ، اللهم العنهم جميعا.

والحمد لله أولا وآخرا ، وباطنا وظاهرا ، وصلى الله على سيد الأولين والآخرين ، نبينا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين ، وصفوة صحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

__________________

(١) سورة الكهف ١٨ : ٢٩.

(٢) السهم الثاقب : ٢٦.

٢٤٧

المصادر

١ ـ أبو هريرة ، للسيد الإمام عبد الحسين شرف الدين العاملي ـ ط المطبعة الحيدرية ـ النجف الأشرف ، سنة ١٣٨٤ ه.

٢ ـ الإتحاف بحب الأشراف ، لشيخ الإسلام عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي ـ ط المطبعة الأدبية ـ مصر ، سنة ١٣١٦ ه.

٣ ـ إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين ، لمحمد مرتضى الزبيدي ـ ط المطبعة الميمنية ، سنة ١٣١١ ه.

٤ ـ إحياء علوم الدين ، لأبي حامد الغزالي ـ أوفسيت عالم الكتب.

٥ ـ الأذكار المنتخب من كلام سيد الأبرار (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ، لمحيي الدين النووي ، تحقيق عصام الدين سيد الصبابطي ـ ط دار الحديث ـ القاهرة.

٦ ـ إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ، للقسطلاني ـ ط المطبعة الأميرية ـ مصر ، سنة ١٣٠٤ ه.

٧ ـ الإستيعاب في معرفة الأصحاب ، لابن عبد البر القرطبي ـ المطبوع بهامش «الإصابة» ـ الطبعة الأولى سنة ١٣٢٨ ه.

٨ ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة ، لابن الأثير الجزري ـ ط دار الشعب ـ مصر ، سنة ١٣٩٣ ه.

٩ ـ الإصابة في تمييز الصحابة ، لابن حجر العسقلاني ، الطبعة الأولى سنة ١٣٢٨ ه.

٢٤٨

١٠ ـ إعلام الساجد بأحكام المساجد ، للزركشي ، تحقيق الشيخ مصطفى المراغي ـ ط القاهرة ، الطبعة الثالثة سنة ١٤١٢ ه.

١١ ـ الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ، لشمس الدين السخاوي ـ ط مطبعة الترقي ـ دمشق ، سنة ١٣٤٩ ه.

١٢ ـ الباقيات الصالحات ، لعبد الباقي العمري الموصلي ـ منشورات الشريف الرضي ـ قم ، سنة ١٤١٢ ه ، تصحيح أبو مصعب البصري.

١٣ ـ تاريخ الخلفاء ، لجلال الدين السيوطي ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ـ ط مطبعة السعادة ، سنة ١٣٧١ ه.

١٤ ـ تاريخ اليعقوبي ، لأحمد بن أبي يعقوب ابن واضح ـ ط دار صادر ـ بيروت.

١٥ ـ التحذير من أخطاء النابلسي في التعبير ، للسيد عبد العزيز بن محمد ابن الصديق الغماري ـ ط مطبعة دار التأليف ـ مصر ، الطبعة الأولى سنة ١٣٧٣ ه.

١٦ ـ تذكرة خواص الأمة في مناقب الأئمة (عليهم‌السلام) ، لأبي المظفر يوسف بن قزأوغلي المعروف بسبط ابن الجوزي ـ ط المطبعة الحيدرية ـ النجف الأشرف.

١٧ ـ الترغيب والترهيب من الحديث الشريف ، للحافظ المنذري ـ ط مكتبة مصطفى البابي الحلبي ، سنة ١٣٨٨ ه.

١٨ ـ تطهير الجنان واللسان عن الخطور والتفوه بثلب معاوية بن أبي سفيان ، لأحمد بن حجر الهيتمي المكي ، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف ـ ط مكتبة القاهرة ، سنة ١٣٨٥ ه.

١٩ ـ التفسير الكبير ، لفخر الدين الرازي.

٢٠ ـ تهذيب التهذيب ، للحافظ ابن حجر العسقلاني ـ ط دار إحياء التراث

٢٤٩

العربي ، سنة ١٤١٢ ه.

٢١ ـ حاشية المسايرة ، لزين الدين قاسم بن قطلوبغا ـ ط المطبعة الأميرية الكبرى ـ مصر ، سنة ١٣١٧ ه.

٢٢ ـ حياة الحيوان ، لكمال الدين محمد بن موسى الدميري ـ ط البابي الحلبي ـ مصر ، سنة ١٣٩٠ ه.

٢٣ ـ خلق أفعال العباد ، للبخاري ـ ط مؤسسة الرسالة ـ بيروت ، الطبعة الأولى سنة ١٤٠٤ ه.

٢٤ ـ الدر المنتقى في شرح الملتقى ، لعلاء الدين الحصكفي ـ المطبوع بهامش «مجمع الأنهر» ـ ط دار الطباعة العامرة ، إسطنبول سنة ١٣٢٨ ه.

٢٥ ـ الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، لجلال الدين السيوطي ـ ط المطبعة الميمنية ، سنة ١٣١٤ ه.

٢٦ ـ الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد ، لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي الشهير بابن الجوزي ، تحقيق الشيخ محمد كاظم المحمودي ، الطبعة الأولى سنة ١٤٠٣ ه.

٢٧ ـ رسائل الجاحظ ، لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ، تحقيق عبد السلام محمد هارون ـ أوفسيت دار الجيل ـ بيروت ، سنة ١٤١١ ه.

٢٨ ـ روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني (تفسير الآلوسي) ، لمحمود بن عبد الله الآلوسي ـ ط دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٢٩ ـ الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ، لمحمد بن إبراهيم الوزير اليماني ـ أوفسيت دار المعرفة ـ بيروت ، سنة ١٣٩٩ ه.

٣٠ ـ رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (عليه‌السلام) ، لعلي بن

٢٥٠

أحمد بن معصوم المدني ـ ط سنة ١٣٣٤ ه.

٣١ ـ الزواجر عن اقتراف الكبائر ، لابن حجر الهيتمي المكي ـ ط مطبعة البابي الحلبي ، الطبعة الثالثة سنة ١٣٩٨ ه.

٣٢ ـ سنن الترمذي (الجامع الصحيح) ، لأبي عيسى محمد بن سورة الترمذي ، تحقيق أحمد محمد شاكر ـ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت ، الطبعة الأولى سنة ١٤٠٨ ه.

٣٣ ـ السهم الثاقب في الرد على الناصب ، للسيد محمد باقر الحجة الطباطبائي ـ ط إيران ، سنة ١٣٧٨ ه.

٣٤ ـ سؤال في يزيد بن معاوية ، لأحمد بن تيمية ، تحقيق صلاح الدين المنجد ـ ط دار الكتاب الجديد ـ بيروت ، الطبعة الثالثة سنة ١٤٠٥ ه.

٣٥ ـ سير أعلام النبلاء ، لشمس الدين الذهبي ـ ط مؤسسة الرسالة ـ بيروت ، سنة ١٤٠٦ ه.

٣٦ ـ شذرات الذهب في أخبار من ذهب ، لابن العماد الحنبلي ـ ط القدسي ، سنة ١٣٥٠ ه.

٣٧ ـ شرح العقائد النسفية ، لسعد الدين التفتازاني ـ ط الآستانة ، سنة ١٣١٣ ه.

٣٨ ـ شرح المقاصد ، لسعد الدين التفتازاني ، تحقيق عبد الرحمن عميرة ، الطبعة الأولى المحققة سنة ١٤٠٩ ه.

٣٩ ـ شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد المعتزلي ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ـ ط سنة ١٣٨٥ ه.

٤٠ ـ الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة ، لأحمد بن

٢٥١

علي بن حجر الهيتمي المكي ، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف ـ ط مكتبة القاهرة ، سنة ١٣٨٥ ه.

٤١ ـ طرح التثريب في شرح التقريب ، للعراقي ـ أوفسيت دار التراث العربي.

٤٢ ـ العواصم من القواصم ، لأبي بكر ابن العربي المالكي ، تحقيق محب الدين الخطيب ـ ط المطبعة السلفية ، الطبعة الثانية سنة ١٣٧١ ه.

٤٣ ـ فتاوى ابن الصلاح ، لأبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري ـ ط المنيرية ـ مصر.

٤٤ ـ الفتاوى الحديثية ، لأحمد بن علي بن حجر الهيتمي المكي ، الطبعة الأولى سنة ١٣٥٣ ه.

٤٥ ـ فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، للحافظ ابن حجر العسقلاني ـ ط دار الريان للتراث ـ مصر ، سنة ١٤٠٧ ه.

٤٦ ـ فضائل الخمسة من الصحاح الستة ، للعلامة الفيروزآبادي ـ ط مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ، سنة ١٤٠٢ ه.

٤٧ ـ فيض القدير في شرح الجامع الصغير ، لعبد الرؤوف المناوي ـ ط مصر ، سنة ١٣٥٧ ه.

٤٨ ـ قيد الشريد من أخبار يزيد ، لمحمد بن طولون الدمشقي ، تحقيق محمد زينهم محمد عزب ـ ط دار الصحوة ـ القاهرة ، الطبعة الأولى سنة ١٤٠٦ ه.

٤٩ ـ لسان الميزان ، للحافظ ابن حجر العسقلاني ـ ط حيدرآباد ، سنة ١٣٣١ ه.

٥٠ ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، لنور الدين الهيثمي ـ ط حسام الدين

٢٥٢

القدسي ، سنة ١٣٥٢ ه.

٥١ ـ مجموع فتاوى ابن تيمية ، جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي ـ الرياض ، سنة ١٣٨١ ه.

٥٢ ـ المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء ، لمحمد محسن الفيض الكاشاني ـ مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ، الطبعة الثانية سنة ١٤٠٣ ه.

٥٣ ـ مسند أحمد ، للإمام أحمد بن حنبل ـ ط المطبعة الميمنية ، سنة ١٣١٣ ه.

٥٤ ـ مقدمة ابن خلدون ، لعبد الرحمن بن خلدون الحضرمي ـ المكتبة التجارية ـ مصر ، الطبعة الأولى.

٥٥ ـ المنح المكية في شرح الهمزية ، لأحمد بن علي بن حجر الهيتمي المكي ـ ط المطبعة البهية المصرية ، سنة ١٣٠٩ ه.

٥٦ ـ النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ، لابن تغري بردى ـ ط دار الكتب ـ مصر.

٥٧ ـ نزل الأبرار بما صح من مناقب أهل البيت الأطهار ، لمحمد بن رستم البدخشاني ـ ط حجرية.

٥٨ ـ النصائح الكافية لمن يتولى معاوية ، لمحمد بن عقيل العلوي الحضرمي الشافعي ـ أوفسيت دار الثقافة للطباعة والنشر ـ قم ، سنة ١٤١٢ ه.

٥٩ ـ نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت ، للإمام المحقق علي ابن عبد العال الكركي ـ ط مكتبة نينوى الحديثة ـ طهران.

٦٠ ـ نيل الأوطار في شرح منتقى الأخبار ، لمحمد بن علي الشوكاني ـ ط مكتبة مصطفى البابي الحلبي ، سنة ١٣٩١ ه.

٢٥٣

معجم شواهد التفسير

(١)

أسعد الطيّب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله ومن والاه.

وبعد :

فقد أُنزل القرآن الكريم بلسانٍ عربيٍّ مبين ، ودارت حول هذا الكتاب المجيد العلوم الاِسلامية من تفسير ولغة ونحو وصرف وبيان وبلاغة .. واعتمدت هذه العلوم في تأسيسها وإنشائها على كلام العرب من نثر وشعر ، ومن استقرائه وجد علم النحو وعلم الصرف وعلم اللغة ، وكان الشعر العربيّ المحتجّ به من أخطر أُسس هذه العلوم شأناً وأكثرها دوراناً على الاَلسنة وفي بطون الكتب.

وبدأت شواهد الشعر في تفسير معاني الكتاب الكريم تحتلّ مكانها المقدّر لها منذ العصر الاَوّل ، فكان ابن عبّاس يستدلّ لتفسيرِه معانيَ القرآن

٢٥٤

بالشعر ، وكان يقول : «الشعر ديوان العرب ، فإذا خفي علينا الحرف من القرآن الذي أنزله الله بلغة العرب رجعنا إلى ديوانها فالتمسنا معرفة ذلك منه» ، كما في الاِتقان لعلوم القرآن للسيوطيّ ٢/٦٧ ، وقد بقيت لنا مجموعة من أسئلة عن معاني ألفاظ من القرآن الكريم سألها نافع بن الاَزرق ، أجابه عنها عبد الله بن عبّاس واستدلّ على معانيها كلّها بأشعار جاهليّة ، وقد استوعب جلّها السيوطي في إتقانه ، ثمّ نشرها الدكتور إبراهيم السامرائيّ.

واستمرّت شواهد الشعر تجري في ما أُلِّف حول القرآن الكريم في القرون التالية في كتب معاني القرآن ومجازه وبيانه وإعرابه وتفسيره ، وكثر استخراج العلماء لهذه الشواهد من ديوان العرب وتضخّم عددها حتّى كان أبو بكر محمّد بن القاسم ابن الاَنباريّ (٣٢٨ هـ) يحفظ ثلاثمائة ألف شاهد على ألفاظ القرآن كما في بُغية الوعاة ١/٢١٢ ، الترجمة ٣٧٩.

وهو مبلغ ضخم لو وصلنا لوصلتنا معه ثروة لغويّة وتفسيريّة لا تقدّر بثمن ، وحسبك أن تتصوّر ضخامة هذا العدد من النصّ التالي : «قال ثعلب : كان الاَحمر [قلت : هو عليّ بن الحسن ـ وقيل ابن المبارك ، وبه جزم الخطيب ـ المعروف بالاَحمر ، شيخ العربية ، وصاحب الكسائي (١٩٤ هـ) يحفظ أربعين ألف شاهد في النحو ، وكان مقدّماً على أفراد في حياة الكسائيّ ، وأملى الاَحمر شواهد في النحو ، فأراد الفرّاء أن يتمّمها فلم يجتمع له الناس كما اجتمعوا للاَحمر ، فقطع». بغية الوعاة ٢/١٥٩ ، الترجمة ١٦٩٤.

وهذا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يحيى بن المبارك البغداديّ اليزيديّ صنّف كتاباً في غريب القرآن استشهد فيه على كلّ كلمة من القرآن

٢٥٥

بأبيات من الشعر ، وقد ملك الكتاب القفطي (٦٢٤) وهو في ستّة مجلّدات. إنباه الرواة على أنباه النحاة ٢/١٥١ ، الترجمة ٣٦٥.

وضاع ما ضاع من نفائس الكتب التي خدم بها مؤلّفوها كتاب العربيّة الاَكبر ، وبقي كثير منها حبيس الخزائن الخاصّة أو العامّة التي لا يصل إليها إلاّ المحظوظون.

هذا ، وقد سبق عملي هذا عملان قيّمان :

معجم شواهد العربية لمحمّد عبد السلام هارون.

ومعجم شواهد البلاغة لعراقيّ نشره في العراق العزيز ولم أره ، ولكن واصفه مدحه لي.

ورأيت أن أصنع معجماً لشواهد تفاسير القرآن الكريم ، واستقرأت جملة من التفاسير التي وصلت إليها يدي؛ فتبيّن لي أنّ جملة من تفاسير الكتاب المجيد تصلح لهذا العمل ، وأنّها قد اضطمّت جنباتها على معظم ما وصل إلينا من شواهد تفسير القرآن الكريم ، وهي مع ذلك تُمثّل مختلف نواحي التفسير وتستغرق مدّة طويلة من سنة ٢٠٧ هـ وهي سنة وفاة أبي زكريا يحيى بن زياد الفرّاء إلى سنة ٧٩١ هـ وهي سنة وفاة القاضي البيضاويّ.

وفي أوائل تدويني لهذا المعجم رأيت أن لا بدّ من منهج واضح أعمل على وفقه ، فقلّبت النظر في السبيل الذي يؤدّي بالقارىَ إلى تحصيل الشاهد من هذا المعجم الكبير بالسرعة المستطاعة ، وهذه السرعة إحدى غايات صنع الفهارس والمعاجم عامّة فرأيت أن أرجع إلى من سبقني في اقتحام هذا الميدان ، واخترت رجلين من رجالنا الكبار الّذين لهم القدم الراسخ في علوم العربية وفي التحقيق :

٢٥٦

أوّلهما العلاّمة محمود محمّد شاكر ، وقد رجعت إلى فهرس الشعر في طبقات فحول الشعراء الذي أحياه بعد موات ، فوجدته قد رتّب الشعر على كلمة القافية فقط ، وأخّر الكلمة التي بعد حرف الرويّ فيها هاء وألف «ها» إلى آخر فهرس القافية ، ورتّب كلمات القوافي على البحور ، ورمز لها بما يأتي :

ط : الطويل ، م : المديد ، ب : البسيط ، ل : مُخلّع البسيط ، و : الوافر ، ك : الكامل ، هـ : الهزج ، ر : الرمل ، س : السريع ، ح : المنسرح ، خ : الخفيف ، ع : المضارع ، ض : المقتضب ، ث : المجثّث ، ق : المتقارب.

هذا كلّه في الشعر ، وأفرد الرجز بعد ذلك وحده.

ورتّب فهرسه هكذا :

(الهمزة)

و

الاِضاء

زهير

٣٤

الخلاء

زهير

٣٧

وهلمّ جرّاً إلى أن ينتهي بحر الوافر من قافية الهمزة.

ثمّ :

ك

الاِمساءُ

عبد الرحمن بن سويد المرّي

٦٧٧

إلى أن ينتهي بحر الكامل من قافية الهمزة.

وهكذا إلى انتهى من قافية الهمزة ، ثمّ سار في قافية الباء على هذا المنوال.

ورأيته أخّر قافية الاَلف الليّنة إلى آخر فهرس الشعر.

وهو عمل يصلح لفهرس الشعر في كتاب محقّق أو مؤلَّف قليلة أشعاره ، أمّا في معجم كبير فلا.

٢٥٧

وثانيهما الاَُستاذ عبد السلام محمّد هارون رحمه الله في كتابه معجم شواهد العربية ، فتّشت كتابه فرأيته قد سلك سبيلاً وعراً لا يستطيع جَزْعَه إلاّ العارفون ببحور الشعر ، وما أقلّهم في أيامنا هذه! ولنقتطف نصّ كلامه :

قال : «ترتيب المعجم :

وقد جريت في ترتيب هذا المعجم على نظام دقيق روعي فيه ما يلي :

(القسم الاَوّل) : قسم الاَشعار ، وسرت فيه على هذا النسق :

١ ـ تقسيم القوافي إلى أبواب حروف الهجاء.

٢ ـ تقسيم كلّ حرف إلى ساكن ، ثمّ متحرّك بالفتحة ، فالضمّة ، فالكسرة : أربعة أقسام.

٣ ـ ورتّبت هذه الاَقسام الاَربعة على بحور الشعر القديمة والمحدَثة ، والفنون السبعة بترتيبها المألوف : الطويل ، المديد ، البسيط ، الوافر ، الكامل ، الهزج ، الرجز ، الرمل ، السريع ، المنسرح ، الخفيف ، المضارع ، المقتضب ، المجثّث ، المتقارب ، المتدارك ، مع مراعاة وضع المجزوّ من تلك البحور عقب التامّ منها.

وأمّا البحور المولّدة فموضعها بعد القديمة ، وهي : المستطيل ، الممتدّ ، المتوفّر ، المتّئِد ، المنسرد ، المطّرد.

وبعدها الفنون السبعة ، وهي : السلسلة ، الدوبيت ، القوما ، الموشّح ، الزجل ، كان وكان ، المواليا أو الموّال.

٤ ـ وفي كلّ بحرٍ من تلك البحور روعي نظام القافية ، فقسّم إلى فصولها من المتواتر ، المتدارك ، المتكاوس أو المتراكب ، المؤسّسة ، المردوفة بألف ، المردوفة بواو أو ياء ، مثل : أهل ، المعوّل ، سبل ، عواذل ، الخيال وأمثال ، تقول ، وسبيل.

٢٥٨

٥ ـ وفي ظلّ هذا النظام رُتّب الشعراء أصحاب الشواهد على حروف الهجاء في جزء من أجزاء الفصل ، وما لم يعرف كان ترتيبه بعد ترتيب ما عرف قائله.

٦ ـ في تخريج الشواهد روعي الترتيب التأريخيّ للمراجع ، فيذكر بعد سيبويه مثلاً نوادرُ أبي زيد ، ثمّ المقتضب للمبرّد ، ثمّ مجالس ثعلب ، وهكذا.

و (القسم الثاني) : قسم الاَرجاز ، ويشمل مشطورات الاَبحر الثلاثة : الرجز ، السريع ، المنسرح ، وقد روعي في ترتيبه وتنسيقه ما روعي في قسم الاَشعار.

و (القسم الثالث) : أجزاء الاَبيات التي لم تعرف تتمّتها ، والاِحالات إلى القوافي ، وقد رتّبت جميعها على حروف الهجاء مع مراعاة الترتيب في الحرف الثاني وما بعده ، وأشرت إلى الاِحالات بالعلامة (=)». معجم شواهد العربية : ١٤ ـ ١٥.

هذا أَوّلاً.

وثانياً : فإنّه قد رمز للكتب التي بنى معجمه من شواهدها وهي ثلاثون كتاباً وفكّ رموزَها في مقدّمة الكتاب ، ولكن لم يرمز لمئات المراجع الثانوية.

قال : «فاستقرّ الاَمرُ على انتقاء ثلاثين مرجعاً جعلتها المِهادَ الاََوّل لهذا المعجم ، مضيفاً إليها مئات المراجع الاَُخرى الثانوية من كتب الاَدب والاختيارات والحماسات ، واللغة والبلدان ، والتاريخ والنسب ، والتفسير والحديث والسير ، ودواوين الشعر مطبوعها والمخطوط ، وقد أوضحتها في ثبت المراجع معيّناً طبعاتها.

٢٥٩

أمّا المراجع الثلاثون فهي على هذا الترتيب التاريخيّ : ...». معجم شواهد العربيّة : ٦.

ثمّ ساق أسماء المراجع الثلاثين ورموزها.

وثالثاً : فإنّ شواهد معجمه الكثيرة قد رتّبت حسب الكلمة الاَخيرة من الشاهد فقط.

وهنا لي وقفة ، فإنّ الطالب لشاهد في هذا المعجم يجد أمامه آخر كلمة من البيت الذي يفتّش عنه ، تتطابق مع كلمة بعدها أو قبلها في الحروف ، فهو هنا ملزم بفكّ رموز بيتين ليَتَبَيّنَ له البيت الذي هو له طالب.

وانصرفت نفسي عن ترتيب معجم شواهد العربيّة ، لعسره.

وقيل لي : إنّ أحد المؤلّفين من غير العرب رتّب معجماً للشواهد على أوائل حروف الاَبيات ، فلم أُلقِ إليه بالاً لاَنّه مخالف لما ورثناه عن أسلافنا في فهرسة الشعر منذ دهرٍ طويل.

وطال تقليبي لظهر هذا الاَمر وبطنه ، لاَنّي أريد لمعجمي اليُسر والسهولة للباحثين والقرّاء ، إلى أن استقرّ رأيي على ترتيب الزمخشريّ في أساس البلاغة فوجدته من بين المعاجم ذا الترتيب الاَيسر الاَسهل ، وقد سارت على ترتيبه جميع المعاجم العربيّة الحديثة ، فرأيت اتّباع ترتيبه .. ولكن معكوساً!

أمّا الترتيب الكلّيّ لهذا المعجم فهو :

١ ـ الشعر.

٢ ـ الرجز.

٣ ـ أجزاء الاَبيات التي لم تعرف قافيتها.

٢٦٠