تراثنا ـ العدد [ 14 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 14 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٣٨

يتلوه الداعي بقصد إنشاء ما يتلو من المعنى ، وقاصدا للمعاني التي في الكلام الخاص ، في إطار هذه الألفاظ المعينة ، بعنوان أنه يناجي بها ربه ، لا أنه يرويها وينقلها عن منشئيها ، وإن كان إنما أخذ نص الدعاء عنه نقلا.

مع أن جواز رواية الحديث بالمعنى ليس على إطلاقه ، بل :

١ ـ إن رواية الحديث بلفظه أحسن ـ مهما أمكن ـ من روايته بالمعنى ..

قال المحدث العاملي : نعم ، لا مرية أن روايته بلفظه أولى على كل حال ، ولهذا قدم الفقهاء المروي بلفظه على المروي بمعناه (١٨).

وقد أكد الأئمة عليهم‌السلام على ذلك ، فعن أبي بصير ، قال :

قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : قول الله جل ثناؤه : «الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه» (١٩)؟

قال عليه‌السلام : هو الرجل يسمع الحديث فيحدث به كما سمعه ، لا يزيد فيه ولا ينقص منه (٢٠).

٢ ـ إن على الراوي بالمعنى أن يشعر بذلك.

فقد صرح علماء الحديث بأنه ينبغي للراوي بالمعنى أن ينبه على ذلك ، فيقول بعد نقل الحديث : «أو كما قال» و «أو نحو ذلك» ليحترز من الكذب في نسبة نفس اللفظ المنقول إلى المنقول عنه (٢١).

وقد عمل بذلك جمع من الصحابة والمتقدمين (٢٢).

ومن الواضح أن مثل هذا غير مناسب للدعاء.

٣ ـ إن رواية الحديث بالمعنى مشروط بشرط أساسي ومهم وهو : أن يكون

__________________

(١٨) وصول الأخيار : ١٥٢.

(١٩) سورة الزمر ٣٩ / ١٨.

(٢٠) وصول الأخيار : ١٥٣ : عن الكافي ١ / ٥١.

(٢١) لاحظ : وصول الأخيار : ١٥٥.

(٢٢) السنة قبل التدوين ـ لمحمد عجاج الخطيب : ١٣٠.

٢١

الراوي بالمعنى عارفا لمعنى الحديث واقفا على أسراره وجميع خصوصياته.

قال العاملي : إنما جوزناه لمن يفهم الألفاظ ويعرف خواصها ومقاصدها ويعلم عدم اختلال المراد منها فيما أداه ...

وإذا لم يكن المحدث عالما بحقائق الألفاظ ومجازاتها ومنطوقها ومفهومها ومقاصدها ، خبيرا بما يحيل إليه معانيها ، لم تجز له الرواية بالمعنى بغير خلاف ، بل يتعين اللفظ الذي سمعه إذا تحققه ، وإلا لم تجز له الرواية (٢٣).

وهذا يعني أن رواية الحديث بالمعنى لا تجوز إلا لمن كان واعيا متحققا مما يسمع ، فطنا متنبها لما يتحمل ويؤدي ، فيتعين عليه أداء اللفظ إن لم يصب المعنى ، وإن أصاب المعنى وكان أهلا لذلك لمعرفته بأسرار اللغة ، وخواصها ، ومرادفاتها ، ومشتركها في مفرداتها ، وخصائص تراكيبها ، جاز له الرواية بالمعنى.

وأجمع العلماء كلهم على أنه لا يجوز للجاهل بمعنى ما ينقل أن يروي الحديث على المعنى (٢٤).

ومع هذا الشرط فلا يرد على تجويز الرواية بالمعنى ما توهمه بعض المغرضين من أن ذلك يؤدي إلى تجويزه لجميع الرواة في كل الطبقات ، وذلك يقتضي ـ بعد تغيير الألفاظ في جميع الطبقات ـ إلى سقوط الكلام الأول ، لأن ذلك لا ينفك عن تفاوت ـ وإن قل ـ وإذا توالت التفاوتات ، كان التفاوت الأخير فاحشا (٢٥).

فإن التجويز خاص بالمقتدرين على درك المعاني وأداء جميع خصوصياتها بالدقة المذكورة ، ومن المعلوم أن ذلك كان خاصا بالطبقة الأولى ، حيث كانت اللغة سليمة ، وكانت السلائق على طبيعتها غير مشوبة ، فلم يصب الحديث من نقلهم بالمعنى وبألفاظ أخرى خلل أصلا ، ولم نحتمل في ما نقلوه

__________________

(٢٣) وصول الأخيار : ١٥١ ـ ١٥٢.

(١٤) السنة قبل التدوين : ١٣٤.

(٢٥) أضواء على السنة ـ لمحمود أبي رية ـ : ١٧٩ ، ولاحظ تعقيبنا عليه في كتابنا «تدوين الحديث».

٢٢

تفويتا لمعنى مراد أبدا.

وقد ظهر من خلال ما ذكرنا أن استدلالهم لمنع الرواية بالمعنى ، بما روي عن الرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قوله :

«نضر الله عبدا سمع مقالتي وحفظها ووعاها ، وأداها كما سمعها ، فرب حامل فقه غير فقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه» (٢٦).

لا يتم ، وذلك ، لأن رواية المعنى مع مراعاة الشرط المذكور ، أداء لما قاله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلا تفاوت ، فإن الرسول في أكثر حديثه كان بصدد تعليم الأحكام الشرعية ، والسنن والآداب الإسلامية ، ولا ريب أن مهمة أصحابه كانت فهم مقاصده ، ودرك معاني كلامه وإرشاداته ، وإبلاغها إلى من وراءهم ، سعيا في نشرها ، وفي مثل هذه الأحاديث لم يكن للألفاظ دور إلا مهمة أداء المعاني وإيصالها ، ولم ينظر إلى ألفاظ الحديث كعبارات خاصة لها ميزة تعبيرية من بلاغة وفصاحة ، ولا تحتوي على جهات بديعية ، خاصة في أجواء التشريع ، حيث كان المجتمع بحاجة إلى إصلاحات سريعة وعميقة.

وبذلك أيضا يرد على من جوز نقل الحديث بالمعنى إلا في حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بدعوى :

«أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفصح من نطق بالضاد ، وفي تراكيبه أسرار ودقائق ، لا يوقف عليها إلا بها كما هي ، لأن لكل تركيب معنى ... لو لم يراع ذلك لذهبت مقاصدها» (٢٧).

أقول : أما أحاديث الأحكام والسنن ، فقد عرفت أن الغرض المهم فيها هو إيصال المعاني وإبلاغ المقصود ، من دون نظر خاص إلى الألفاظ.

مع أن حديثا ما لو كان محتويا على مثل ذلك كان على الناقل له بالمعنى مراعاته مهما أمكن ونقله ، وإلا لم يكن ناقلا له.

__________________

(٢٦) وصول الأخيار : ١٥١ ، والسنة قبل التدوين : ١٣٤.

(٢٧) وصول الأخيار : ١٥٦.

٢٣

وأما في غير أحاديث الأحكام والسنن ، من الأحاديث التي أخذ فيها بنظر الاعتبار احتواؤها على كلمات خاصة أو روعي فيها مقتضى الحال ، وناسب تأليفا معينا من الكلمات وتركيبا خاصا من الجمل ، أو حالا لفظية بعينها ، من تقديم أو تأخير ، وفصل أو وصل ، بحيث لو تجاوزه الرواي كان مخالفا لغرض المتكلم ولم يؤد المعنى المراد له.

أما في هذه ، فاشتراط المحافظة على المعنى يقتضي الاحتفاظ بالتراكيب الخاصة ، ولا يجوز نقلها بالمعنى ، لأداء ذلك إلى تغيير الألفاظ المفوت لما ذكرنا.

ولذلك نجد أن الرواة كانوا يحافظون على ذلك أشد المحافظة من دون شك ، فنقلوا الخطب والكتب والرسائل وجوامع الحكم والأدعية المأثورة ، كما وردت عن المعصومين عليهم‌السلام مليئة بالمحسنات البديعية ، مفعمة بأسرار البلاغة ، ومزدانة بقوة الفصاحة ، بما يمكن استشمام روح المعصومين عليهم‌السلام فيها. ويمكن استشفاف أثرهم عليها.

وفي النهاية هذه الفقرة نقول : إن الدعاء لا يجوز نقله بالمعنى ، بل يلزم المحافظة على نصه ، ولعل الحكمة في ذلك ، مع أن الدعاء عملية روحية أكثر منها لفظية ، أنه يراد من نصوصه أن يتفاعل الداعي منع مولاه ، وأولياء الله ، تفاعلا تاما ، لا روحيا فقط ، بل يلتزم بالاتباع اللفظي لهم ، ويتقيد بالأوامر فيطبقها حرفيا بفكره وبلسانه.

إن الالتزام بنص ورد من الشرع في الدعاء ، لا يعني فقط التوجه إلى الله من أقرب الطرق وأليقها ، بل يعني ـ أيضا ـ السلوك في أبين المسالك ، وأزهرها حجة ، وأنقاها وآمنها محجة.

إن المقصود الأساسي من الدعاء ، وهو الارتفاع إلى مقام القرب بشكل أكثر اطمئنانا ووثوقا ، كما يرفع مستوى الإنسان معنويا بالاقتراب من أقرب البشر إليه ، كذلك يوحد صوته مع أصواتهم القدسية المستلهمة من مقامه الكريم ، وهم محمد وآله الكرام عليهم الصلاة والسلام.

٢٤

إن ذلك يحقق جزء من الهدف الأساسي من الدعاء ، فلا نشك أن ما ورد من الأدعية المأثورة فيها آثار من مقام قربهم ، ونفحات من قدس أنفاسهم ، وجذبات من صفاء نفوسهم ، يفقدها الداعي لو ابتعد عنها ويبتعد عن مقصوده لو تركها.

٤ ـ دعوة إلى ضبط الأدعية وتحقيق كتبها :

ومن مجموع ما ذكرنا تتبين صحة ما ذكره المحدث الفقيه صاحب العالم من أن الاختلاف الذي يقع ويكثر في متون الأخبار الواردة بمجرد الأحكام ربما كان العذر فيه تسويغ الرواية بالمعنى ، وعدم انتهاء الاختلاف إلى الحد الذي يحصل به الاضطراب فيه.

وأما ما يتضمن نقل الدعوات والأذكار المأثورة ، فأي عذر للتسامح فيه ، والتقصير في ضبطه (٢٨).

نعم ، إن الأمانة الروحية تدعونا أي المحافظة على الدعاء المأثور وضبطه وحفظه عن التحريف واللحن ، فإن الدعاء من أفضل نعم الله التي ألهمها الإنسان.

وكذلك الأمانة العلمية تلزمنا المحافظة على النصوص الواردة وضبطها ، فالأخبار التي ذكرناها تدل بوضوح على عدم جواز اللحن في الدعاء ، كما تدل على لزوم الاحتفاظ بنصه كما ورد.

وأعتقد : أن ذلك يؤكد ضرورة التحقيق في كتب الدعاء لتقديم نصوص مضبوطة موثوقة للأدعية ، كي تبلغ الأمة بتلاوتها ما ينشد منها من الآثار الروحية والمعنوية ، وتبلغ المقام المحمود الذي وعده الله للداعين.

مضافا إلى ما فيها من متعة تراثية حيث أن عشرات الكتب قد ألفت في

__________________

(٢٨) منتقى الجمان ٣ / ٢٥٨.

٢٥

الدعاء ، منذ عصور الأئمة عليهم‌السلام وكذلك ما فيها من متع علمية ، لأن الأدعية تحتوي على مضامين عالية في مجالات العقيدة والسلوك والوجدان.

ومما يجز في القلب ما آلت إليه كتب الأدعية من إهمال وتشويه ، على أثر تصدي الجهلة لنقلها وتداولها ، وعلى أثر جشع الطابعين ـ بل الطامعين ـ في إصدار ما هب ودب مما يدر الأرباح عليهم ، غافلين ـ أو متغافلين ـ عن أن عملهم هذا اعتداء صارخ على أمر مقدس لدى الأمة ، وعلى أهم وسيلة من وسائل رقيها في مجالات العقائد والأخلاق وفي مقامات السلوك والعرفان.

وهذا أيضا مما يثقل المسؤولية على كاهل المحققين الأفاضل ، والمؤسسات الثقافية ، كي تقوم بعبء هذا الأمر الهام ، وينقذوا الدعاء وكتبه من براثن هؤلاء ، ويرفعوه إلى مقامه العلمي والروحي اللائق.

فلا عذر في التقصير فيه!

٥ ـ مصادر الدعاء المأثور :

إن مصادر الدعاء عند المسلمين هم النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ، الذي هو أفصح من نطق بالضاد ، وأليق من اكتسى الأمجاد ، من خصه الله بوحيه فبه فاه ، وبالبلاغة حلاه ، وبمكارم الأخلاق حباه ، باعتباره الصادع بالشريعة الغراء ، والواسطة بين الأرض والسماء ، والمطلع على أسرار الخليفة ، والواقف على المجاز والحقيقة ، أعلم الناس وأعرفهم ، وأشجع الناس وأورعهم ، من لا يقاس به سواه ، ولا يعرف حقيقة مقامه إلا الله ، الذي نباه ، عليه أفضل الصلاة وأزكى التحية.

وكذلك ابن عمه وربيبه ، ووصيه وحبيبه ، خليفته من يعده على أمته ، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام " مشرع الفصاحة وموردها ، ومنشأ البلاغة ومولدها ، ومنه ظهر مكنونها ، وعنه أخذت قواعدها ، وعلى أمثلته حذا

٢٦

كل قائل وخطيب ، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ ، لأن كلامه عليه مسحة من العلم الإلهي ، وفيه عبقة من الكلام النبوي " (٢٩).

وكذلك الأئمة الأخيار من أهل البيت الأطهار عليهم‌السلام ، العلماء الأوتاد ، والزهاد الأمجاد ، والأئمة الأجواد ، الذين تحلوا من الفضائل بأحسنها ، ومن الشمائل بأجملها وامتلأوا بالعظمة فأقرها لهم العدو قبل الصديق ، فكانوا أنوارا كاشفة لسواء الطريق ، الأئمة المنتجبون بنص القرآن ، وكلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، للقيادة والإمامة ، وما روي عنهم يدل على تحقق ما قال فيهم أبوهم أمير المؤمنين عليه‌السلام حيث قال : «وإنا لأمراء الكلام ، وفينا تنشبت عروقه ، وعلينا تهدلت غصونه» (٣٠).

هؤلاء هم مصادر الدعاء المأثور عندنا ، وإن ما ورد عنهم من الدعاء لأصدق شاهد ، وأقوى دليل على صدق ما قيل.

«فقد أنشأوا» كما يقول واحد من كبار العرفاء «من الدعوات الجليلة والمضامين اللطيفة ما فيه فوق طاقة البشر ، من فنون العلم بأسماء الله وصفاته ، وما يقتضيه جماله وجلالة ، وحق أدب العبودية مع كل ، فيما يناسبه مقامه وأوصافه وأحواله ، وكيفية الاستعطاف والاسترحام ، ولطيف الاستدلالات في استيجاب عفوه وكرمه وفضله ، وعرض مذلة الاعتراف عند مقدس أبواب رأفته ورحمته.

ولعمري لو كان للإنسان فكرة أو فطنة لكفاه ما صدر في الدعاء من أئمة الحق ، عن كل معجز في إثبات الرسالة والإمامة " (٣١).

وقد حفظت من أدعية المعصومين عليهم‌السلام نماذج كثيرة ، رويت بأسانيد صحيحة ، سجلت في كتب باسم «الصحيفة» لكل واحد منهم عليهم‌السلام صحيفة أو أكثر.

__________________

(٢٩) نهج البلاغة ، مقدمة الشريف الرضي : ٣٤.

(٣٠) نهج البلاغة ، الخطبة (٢٣٣) : ٣٥٤.

(٣١) المراقبات ، للملكي : ١٠٥.

٢٧

ومنها ما روي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام بعنوان : الصحيفة العلوية الأولى والثانية ، الجامعة لأدعية سيدنا أمير المؤمنين عليه‌السلام.

وأما الإمام السجاد ، زين العابدين ، علي بن الحسين عليه‌السلام ، فقد اشتهرت أدعيته الكثيرة لأنه عليه‌السلام اتخذ الدعاء في ظروف سياسية قاسية وسيلة لتوعية الأمة وتثقيفها ، وبث العقائد الحقة حفاظا من أن تمسها الدول الظالمة المستهترة بسوء.

فقد أملى جملة وافرة من أدعيته ، فجمعت في كتاب باسم «الصحيفة الكاملة» وهي متداولة ، كثيرة الطبعات.

ثم جمع عدة من العلماء سائر أدعيته في صحف أخرى بأسماء «الصحيفة السجادية الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة» وكلها مطبوعة متداولة (٣٢).

وأما سائر مصادر الدعاء المأثور :

فقد بذل علماء الإسلام جهودا وفيرة في جمع ما يتعلق بالدعاء من آيات الكتاب ، وأحاديث العترة الأطياب ، وما ورد عنهم من الدعاء المأثور في كتب قيمة ، منذ عصور الأئمة عليهم‌السلام وحتى يومنا هذا ، تحت عنوان «كتاب الدعاء» أو بأسماء خاصة.

كما ضمن مؤلفو الجوامع الكبيرة ، أبوابا وكتبا خاصة بالدعاء وجمعوا فيها ما يرتبط بالدعاء من الأحاديث والنصوص.

فهذا كتاب «الكافي» لأبي جعفر ، محمد بن يعقوب ، الكليني ، الرازي (ت ٣٢٩) وهو من أصول الحديث عند الشيعة الإمامية ـ جعل السادس من كتبه باسم «كتاب الدعاء» وأورد فيه ٥٥ بابا ، تحتوي على ٤٠٨ أحاديث (٣٣).

__________________

(٣٢) أنظر : دائرة المعارف الإسلامية الشيعية ، للسيد حسن الأمين ١٢ / ٥٠ بعنوان «الدعاء» ، وص ٨٠ بعنوان «الصحيفة السجادية».

(٣٣) أنظر : الكافي ٢ / ٤٦٦ ـ ٥٧٧ طبعة دار الكتب.

٢٨

وأما الكتب الخاصة بالأدعية فكثيرة جدا ، وقد ذكرها شيخنا الطهراني في موسوعته «الذريعة» (٣٤) بعنوان الدعاء ، والدعوات ، عدا الكتب المعنونة بأسماء خاصة على حروف المعجم.

وقد تخصص بعض العلماء في موضوع الدعاء ، فأولوه عناية فائقة ، وبذلوا أوسع جهودهم في مجاله.

منهم السيد العالم الزاهد علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحلي (ت ٦٦٤) حيث جمع الأدعية ونظمها في كتبه مستفيدا من خزانة كتبه الزاخرة بعيون التراث المجيد ، وخاصة ما ألف في الدعاء ، وقد بلغت كتب الأدعية التي كانت عنده في أواخر حياته أكثر من (سبعين) مجلدا من كتب الدعاء (٣٥).

ومن أهم كتب ابن طاووس المطبوعة : الإقبال ، ومهج الدعوات ، وفلاح السائل ، وجمال الأسبوع.

ومنهم العالم الفاضل الأديب البارع ، العلامة تقي الدين ، إبراهيم بن علي ، العاملي ، الكفعمي الذي تدل مؤلفاته على تضلعه في العلوم الأدبية عامة ، والبلاغية خاصة ، وقد أبدع فيما ألفه من كتب خاصة بالدعاء من حيث النظم والتحقيق والتثبت ، والاعتماد على مصادر موثوقة.

ومن مؤلفاته : البلد الأمين ، والمصباح.

وأخيرا : لو أتيح لمصادر الدعاء من يجمع أسماءها وينظم لها فهرسا ، وكشافا جامعا ، لبلغت المئات ، ولدلت على اهتمام بليغ من قبل العلماء ، وخاصة القدماء ، بأمر الدعاء والتأليف فيه.

* * *

__________________

(٣٤) الذريعة ٨ / ١٨٢ ـ ١٩٦ و ١٩٩ ـ ٢٠٦ ، بعنوان الدعاء والدعوات ، وانظر : دائرة المعارف الإسلامية الشيعية ج ١٢ مجلد ٣ ص ٥٠.

(٣٥) كشف المحجة لثمرة المهجة : المقدمة ، بقلم الشيخ الطهراني ، وانظر صفحة ١٣١ من أصل الكتاب.

٢٩

٦ ـ الدعاء والأدب العربي :

يقول الدكتور حسين علي محفوظ : «الدعاء» جانب مهم من الآداب العربية ، نسيه تاريخ الأدب ، وتجاهله الأدباء ، وأغفله النقاد وكادوا يطمسون الإشارة إلى بلاغته ، على الرغم من أنه : نثر فني رائع ، وأسلوب ناصع من أجناس المنثور ، ونمط بديع من أفانين التعبير ، وطريقة بارعة من أنواع البيان ، ومسلك معجب من فنون الكلام.

والحق أن ذلك النهج العبقري المعجز ، من بدائع بلاغات النبي صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم‌السلام التي لم يرق إليها غير طيرهم ، ولم تسم إليها سوى أقلامهم.

فالدعاء أدب جميل ، وحديث مبارك ، ولغة غنية ودين قيم ، وبلاغة عبقرية المجاز ، إلهية المسحة ، نبوية العبقة ، تفتر عن إيمان جم الفضائل ، وزهد دثر المحاسن ، وتواضع أبيض المحجة ، وعمل أغر الطريقة ، وتقاة عظيمة القدر (٣٦).

حقا إن الدعاء يمثل واحدا من أرفع أساليب الأداء العربي في بلاغته الناصعة ، وتعبيره العذب ، وهو من أوقع الكلام في الكشف عن مكامن الضمير ، ومرادات النفس ومتطلبات الروح ، مع تطوره وإبداعه في استخدام أساليب الاستدعاء والرجاء والعتاب والاعتذار ، وفي أطوار المرونة والعنف ، والعجلة والصبر ، واليسر والعسر ، والاضطرار والرخاء.

وأيضا : الكلمة الناطقة عن التنازلات والتعهدات والالتزامات في صيغ متكاملة الأطراف ، جامعة الأسس ، رصينة البنود ، فصيحة المفردات ، بليغة التراكيب.

وهذا أمر يتكفل الإفصاح عنه والبرهنة عليه ، نصوص الدعاء المأثور

__________________

(٣٦) الصحيفة السجادية ، مقال نشر في مجلة «البلاغ» الكاظمية ، السنة الأولى ، العدد ٦.

٣٠

بشهادة المنقطعين إلى الأدب ونقده وتحليله اللفظي والمعنوي.

ومن المؤسف أن أدب الدعاء طواه إغفال الأدباء ، بل تعدى إغفالهم لجانب بديعه وغريبه ونحوه وأسلوبه أيضا ، بالرغم من صرف جهود واسعة في الأضعف منه والأخس من مجون الشعراء ، ولغط الأعراب في زوايا البوادي أو النوادي.

إلا أن بعض فطاحل النحو وفحول اللغة ، قد تنبهوا إلى هذا الأمر الخطير ، كابن مالك النحوي ، والمحقق الشيخ نجم الأئمة الرضي شارح «الكافية»! وابن منظور الأنصاري صاحب «لسان العرب» وابن فارس صاحب «المقاييس» فقد احتجوا في مؤلفاتهم بحديث النبي وأهل البيت عليهم‌السلام.

قال البغدادي : الصواب جواز الاحتجاج بالحديث النبوي في ضبط ألفاظه ، ويلحق به ما روي عن الصحابة وأهل البيت عليهم‌السلام ، كما صنع الشارح المحقق الرضي (٣٧).

هذا في مطلق الحديث ، وأما خصوص ما احتوى على الدعاء منه ، فاهتمام الشارع والمتشرعة بأمر ضبطها والمحافظة عليها ، يدفع كل الشبه المثارة حولها فلا نزاع في الاحتجاج بها في المباحث اللغوية كافة ،.

والحق أن «الدعاء» الشريف ، خزينة غنية بالمعارف العقلية ، والأخلاف الفاضلة ، وكنز لغوي حافل بالمفردات الفصيحة ، والتراكيب البليغة ، خالية عن أدنى شوب أو لكنة.

فأين أولياء اللغة من هذه الحقيقة السافرة؟

وأين هم من هذا الكنز العظيم؟

وأين هم من هذا المورد العذب؟

والله ولي التوفيق ، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.

__________________

(٣٧) خزانة الأدب ، للبغدادي

١ / ٤ ـ ٧ ، الطبعة الأولى.

٣١

مراجع البحث

١ ـ الأسماء المبهمة من الأنباء المحكمة ، للخطيب البغدادي أحمد بن علي (ت ٤٦٣) ، أخرجه دكتور عز الدين علي السيد ، مكتبة الخانجي ، الطبعة الأولى ، سنة ١٤٠٥ ، القاهرة.

٢ ـ أضواء على السنة المحمدية ، لمحمود أبي رية ، الطبعة الخامسة ، دار المعارف ، القاهرة.

٣ ـ إكمال الدين وإتمام النعمة ، للصدوق الشيخ محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت ٣٨١) ، تحقيق علي أكبر الغفاري ، طهران ١٣٩٥ ، الطبعة الثانية ، دار الكتب الإسلامية.

٤ ـ بحار الأنوار ، للمجلسي محمد باقر بن محمد تقي الأصفهاني (ت ١١١٠) ، الطبعة الحديثة ، إيران ولبنان.

٥ ـ تدريب الراوي ، للسيوطي جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (ت ٩١١) ، تحقيق عبد اللطيف عبد الوهاب ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، ١٣٧٩ ه.

٦ ـ الحدائق الوردية ، للمحلي ، طبع دار أسامة ، دمشق.

٧ ـ خزانة الأدب ، للبغدادي عبد القادر بن عمر ، الطبعة الأولى ، المطبعة المنيرية ، القاهرة.

٨ ـ دائرة المعارف الإسلامية الشيعية ، للسيد حسن الأمين ، دار التعارف ، بيروت ، ١٣٩٥ ه.

٩ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، للشيخ آغا بزرك الطهراني محمد محسن بن محمد رضا (ت ١٣٨٩) ، طبع النجف وطهران.

١٠ ـ السنة قبل التدوين ، لمحمد عجاج الخطيب ، دار الفكر ، الطبعة الثانية ، القاهرة ، ١٣٩١ ه.

١١ ـ سنن الترمذي.

١٢ ـ سنن ابن ماجة القزويني.

١٣ ـ سنن أبي داود.

١٤ ـ صحيح البخاري.

٣٢

١٥ ـ صحيح مسلم.

١٦ ـ الصحيفة السجادية ، مقال مستل من مجلة «البلاغ» ، العدد ٦ ، السنة الأولى الكاظمية.

١٧ ـ عدة الداعي ، لابن فهد الحلي أحمد بن محمد الأسدي (ت ٨٤١) ، مطبعة حكمت ، مكتبة الوجداني ، قم ١٣٨٢ ه.

١٨ ـ قواعد التحديث، للقاسمي جمال الدين الشامي، طبع دمشق ، سنة ١٣٥٢ ه.

١٩ ـ الكافي ـ الأصول ـ ، للشيخ الثقة أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي (ت ٣٢٩) ، دار الكتب الإسلامية ، صححه علي أكبر الغفاري ، مطبعة حيدري ، طهران.

٢٠ ـ كشف المحجة لثمرة المهجة ، للسيد ابن طاووس ، علي بن موسى بن جعفر الحلي (ت ٦٦٤) ، المطبعة الحيدرية ، النجف ، ١٣٧٠ ، قدم له الشيخ آغا بزرك الطهراني.

٢١ ـ الكفاية إلى علوم الرواية ، للخطيب البغدادي علي بن أحمد بن ثابت (ت ٤٦٣) ، طبع مصر ، البعة الأولى ، مطبعة السعادة ، القاهرة ، ١٩٧٢ م.

٢٢ ـ كنز العمال ، للمتقي الهندي.

٢٣ ـ المراقبات ، للحاج الميرزا جواد الملكي التبريزي (ت ١٣٤٣) ، نشر مكتبة الشفيعي ، أصفهان ، مطبعة حيدري ١٣٨١.

٢٤ ـ مسند أحمد بن حنبل ، طبع مصر ، في ستة مجلدات.

٢٥ ـ المعجم الصغير ، للطبراني.

٢٦ ـ منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان ، للشيخ حسن صاحب العالم (ت ١٠١١) ، طبع جامعة المدرسين ، قم ١٤٠٢ ، تحقيق علي أكبر الغفاري.

٢٧ ـ نهج البلاغة ، من كلام الإمام أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، جمع السيد الشريف الرضي محمد بن الحسين الموسوي (ت ٤٠٦) ، تحقيق صبحي الصالح ، الطبعة الأولى ، بيروت ١٣٨٧.

٢٨ ـ وسائل الشيعة ، للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (ت ١١٠٤) ، تحقيق الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي ، المطبعة الإسلامية ، طهران ١٣٩٨.

٢٩ ـ وصول الأخيار إلى أصول الأخبار ، للشيخ المحقق المحدث الشيخ حسين بن

٣٣

عبد الصمد الحارثي (ت ٩٨٤) ، تحقيق السيد عبد اللطيف الكوهكمري ، مطبعة الخيام ، قم ١٤٠١ ه.

وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.

٣٤

أهل البيت (ع)

في المكتبة العربية

(٧)

السيد عبد العزيز الطباطبائي

٢٥٧ ـ شرح ديوان علي بن أبي طالب

لمستقيم زاده سليمان بن سعد الدين بن أمن الله عبد الرحمن بن محمد مستقيم الرومي ، الأديب الحنفي الصوفي النقشبندي (١١٣١ ـ ١٢٠٢ ه).

له نحو السبعين كتابا ، منها : شرح حديث «من عرف نفسه فقد عرف ربه» ، وأغلبية مؤلفاته موجودة في مكتبة ييلديز ، وقد طبع هذا الشرح في إسلامبول.

نسخة الأصل من شرح الديون هذا في مكتبة أسعد أفندي في إسلامبول.

هدية العارفين ١ / ٤٠٦ ، عثمانلي مؤلفلري ١ / ١٥٧.

٢٥٨ ـ شرح شافية أبي فراس.

في مدح آل رسول الله وذم بني العباس.

للقاضي أبي المكارم ابن العديم ، محمد بن عبد الملك بن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن أبي جرادة العقيلي الحنفي الحلبي ، المتوفى سنة ٥٦٥ ه.

من بيت عريق بالعلم والقضاء والحشمة والوجاهة ، يعرف ببيت ابن العديم وبيت ابن أبي جراده ، وجدهم الأعلى محمد بن أبي جراده صاحب

٣٥

أمير المؤمنين صلوات الله عليه كما ذكره ياقوت في معجم الأدباء ٦ / ١٨ ، وترجم لأبي المكارم هذا في ص ٣٢ وقال : «سمع بحلب ، ورحل إلى بغداد وسمع بها محمد بن ناصر السلامي» ، وترجم له الصفدي في الوافي بالوفيات ٤ / ٣٨.

ونشر هذا الشرح في مجلة «العرفان» الصادرة في صيدا ، كما ذكره شيخنا رحمه‌الله في الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٣ / ٣١٤.

أما الشافية :

قصيدة ميمية مشهورة ، من غرر قصائد أبي فراس الحمداني ، الأمير الشاعر الفارس ، أبي فراس الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون التغلبي (٣٢٠ ـ ٣٥٧ ه).

رد فيها على محمد بن عبد الله بن سكرة العباسي لما بلغه أنه نظم شعرا غض فيه من آل علي عليهم‌السلام! فإنشاء قصيدته هذه الميمية وسماها الشافية.

وقد ترجم له الثعالبي في اليتيمة ١ / ٥٧ وأطراه بقوله : «كان فرد دهره ، وشمس عصره ... وشعره مشهور سائر ، بين الحسن والجودة ، والسهولة والجزالة ، والعذوبة والفخامة ، والحلاوة والمتانة ، ومعه رواء الطبع ، وسمة الظرف ، وعزة الملك ... وكان الصاحب يقول : بدئ الشعر بملك وختم بملك ، يعني امرئ القيس وأبا فراس ، وكان المتنبي يشهد له بالتقدم والتبريز ...».

أقول : وقضى الحمدانيون أيامهم في حروب متواصلة مع جيرانهم الروم ، وكانت لأبي فراس اليد الطولى في قيادة الجيوش الحمدانية وكسر جيوش العدو وتشريدهم ، وأسر فيها مرتين سنة ٣٤٨ وسنة ٣٥١ ه.

وراجع عن مصادر ترجمته وشعره في المذهب : كتاب الغدير ٣ / ٣٩٩ ـ ٤١٦ ، وأوسع ترجمة له ما كتبه سيدنا الحجة السيد الأمين رحمه‌الله في أعيان الشيعة ١٨ / ٢٩ ـ ٢٩٨ من الطبعة الأولى ، وفي الطبعة الحديثة ٤ / ٣٠٧ ـ ٣٦٥.

كما أن لسيدنا الأمين كتابا مفردا عن أبي فراس طبع في دمشق سنة ١٣٦٠ = ١٩٤١ باسم «أبو فراس الحمداني» وللباجقني كتاب سماه «فخر أبي

٣٦

فراس وأبي الطيب» طبع في دمشق سنة ١٩٣٢ م ، ولأحمد بدوي كتاب «أبو فراس الحمداني شاعر بني حمدان» طبع بالقاهرة سنة ١٩٥٢ م ، ولعمر فروخ كتاب «أبو فراس» طبع في بيروت سنة ١٩٥٤ ، ولجرج غريب كتاب «أبو فراس الحمداني» طبع في بيروت ، ولماهر الكنعاني كتاب «شاعرية أبي فراس» طبع في بغداد.

ولعبد اللطيف بن بهاء الدين الشامي البهائي ـ المتوفى سنة ١٠٨٢ ه ـ شرح على ديوان أبي فراس ، منه مخطوطة في مكتبة نور عثمانية في إسلامبول ، رقم ١ / ٣٩٦١ ، كتبت في حياته سنة ١٠٧٦ ه.

ونسخة الأصل بخط الشارح في دار الكتب الوطنية في طهران ، رقم ٢٩٠ ع ، كتبت سنة ١٠٧٥ ه ، ذكر شيخنا رحمه‌الله في الذريعة ١٣ / ١٦٤ أنه فرغ من تبييضه ١٨ ربيع الثاني سنة ١٠٧٧ ، وذكر رحمه‌الله أن للسيد الأمين العاملي أيضا شرحا على ديوان أبي فراس طبع سنة ١٣٦٠.

وجمع ديوانه صديقه وراويته ابن خالويه مع شروح له موجزة على موارد منه.

وطبع ديوانه في بيروت سنة ١٨٧٣ و ١٩٠٠ و ١٩١٠ و ١٩٦١ من منشورات دار صادر ، وبدون تاريخ عن دار إحياء التراث العربي.

وحققه سامي الدهان كاملا في ثلاثة مجلدات على مخطوطة أحمد الثالث المكتوبة سنة ٦٨٨ ، رقم A ٢٤٢٣ ، ونشره في بيروت سنة ١٩٤٤ مع مقدمة ضافية ، والقصيدة الشافية في الجزء الثاني منه ص ٣٤٨ ـ ٣٥٦.

وحقق الدكتور محمد التونجي الحلبي ـ أستاذ جامعة حلب ـ ديوان أبي فراس وصدر عام ١٤٠٨ = ١٩٨٧ من منشورات المستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق.

وهناك شروح أخر على شافية أبي فراس :

منها :

١ ـ شرح مختصر لبعض الأصحاب ، ذكره شيخنا رحمه‌الله في الذريعة

٣٧

١٣ / ٣١٤.

٢ ـ شرح للسيد علي بن الحسين الهاشمي النجفي ، المولود سنة ١٣٢٦ والمتوفى سنة ... ، طبع في النجف الأشرف سنة ١٣٥٧ ه.

٣ ـ ولمحمد طلعت تشطير قصيدة أبي فراس مع تذييله بشرح ، طبع بالقاهرة سنة ٣١٥ ه.

ذكره سزگين ٢ / ١٧ من الترجمة العربية لمجلد الشعر ، ولم يذكر أي قصيدة هي؟ الشافية أم غيرها؟.

كما ذكر سزگين هناك أن بعض قصائد أبي فراس ترجمت إلى اللغات الأخرى ، ولم يعينها هل الشافية منها أم لا؟!.

٤ ـ شرح الشافية ، لابن أمير الحاج ، وهو السيد أبو جعفر محمد بن الحسين بن محمد بن محسن بن عبد الجبار بن إسماعيل بن عبد المطلب بن علي بن الفاخر بن أسعد بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن أحمد ـ الذي كان أمير الحاج نيفا وعشرين سنة ـ ابن محمد أمير الحاج ابن أبي الحسين النقيب محمد الأشتر ـ أمير الحاج بالكوفة ثمان سنين ـ ابن عبيد الله بن علي الرضا ابن عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه‌السلام.

كان من أعلام الشيعة وأدبائها وشعرائها في القرن الثاني عشر ، وكان يسكن في النجف الأشرف وكربلاء ، وقرأ على أعلام المشهدين وتخرج على أساتذتها ، وتوفي حدود سنة ١١٨٠ ه ، وكان من أبرز تلامذة السيد نصر الله المدرس الحائري ، الشهيد في حدود سنة ١١٦٨ ه ، ونظم باسمه «الآيات الباهرات في معجزات النبي والأئمة الهداة» وهي منظومة في معجزاتهم صلوات الله عليهم ، ذكر لكل منهم تسع معجزات وآيات باهرات بعدد آيات موسى الكليم عليه‌السلام ، ونظم في أولها نسبه إلى آدم عليه‌السلام ، نظمها وهو ابن خمسين سنة [الذريعة ١ / ٤٤].

* * *

٣٨

ومن تأليفاته :

٢ ـ أرجوزة في سلسلة نسب القاضي فخري زاده كاتب الديوان ، وهو السيد عبد الله بن فخر الدين بن يحيى بن فخر الدين ، نظم سلسلة نسبه إلى آدم عليه السلام [الذريعة ٢٦ / ٣٩].

٣ ـ تاريخ نور الباري ، وهو ديوان شعره ، وأكثره في أهل البيت ونظم تواريخهم عليهم‌السلام ، فرغ من نظمه سنة ١١٧٧ ه ، واحتمل شيخنا رحمه‌الله في الذريعة أن يكون من أحفاد أمير الحاج الجنابذي الخراساني ، من شعراء القرن التاسع [الذريعة ٣ / ٢٩٢ ، ٩ / ١٧ و ٩٩].

٤ ـ مآثر آباء خاتم الأنبياء ، ذكره شيخنا رحمه‌الله في الذريعة ١٩ / ٤ ، ومنه مخطوطة في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، برقم ٦٢٢٥ ، في ١٣٣ ورقة ، ذكرت في فهرسها ١٦ / ٢٢١.

٥ و ٦ ـ مجالس المناقب ومجالس المصائب ، ذكرا في الذريعة ١٩ / ٣٦٨.

٧ ـ منظومة في تواريخ الأئمة عليهم‌السلام ، نظمها عام ١١٢٧ ه ، ذكرت في الذريعة ١ / ٤٦٦ و ٢٣ / ٩٨.

٨ ـ نفثات الصدور.

٩ ـ شرح شافية أبي فراس ، ألفه باسم كاتب الديوان فخري زاده سنة ١١٧٣ ، قال في تاريخ تأليفه :

هذا الكتاب يسرني تاريخه

عند النبي جزاء شرحي الشافية

وهو ينطبق على ١١٧٣ ، راجع الذريعة ١٣ / ٣١٥ ، وفيه من نظمه باللغة الفارسية ، ويظهر منه أنه كان يجيد اللغة التركية وقد أورد شيئا منها في شرحه هذا ، ينقل في شرحه هذا عن مجمع البحرين للطريحي ، المتوفى سنة ١٠٨٥ ، وينقل كثيرا عن كتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي ، المتوفى سنة ١١١٠.

وقد طبع شرح الشافية هذا في طهران سنة ١٢٩٨ وسنة ١٣١٥ ، وفي تبريز

٣٩

سنة ١٣١٥.

ومن مخطوطاته :

١ ـ مخطوطة في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام العامة ، في النجف الأشرف ، رقم ١٠٠.

٢ ـ مخطوطة كتبت سنة ١٢٢٦ ه ، في ٢٤٣ ورقة ، في هيد لبرج ، رقم A ٣٠٧.

٣ ـ مخطوطة في دار الكتب بالقاهرة ، رقم ٤٧٨٦ / أدب (فهرسها ٨ / ١٦٧).

٤ ـ مخطوطة في مكتبة السيد المرعشي العامة في قم ، رقم ٣٣٧٩ ، كتبت سنة ١٢٨٣ ، ذكرت في فهرسها ٩ / ١٥٦ ، كتب عليها أن للمؤلف شرحا على نهج البلاغة ، وعلى الصحيفة السجادية ، وعلى ميمية الفرزدق ، وعلى هاشميات الكميت.

٥ ـ مخطوطة كتبت سنة ١٢٧٧ ، في مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد ، رقم ٤٨٤٤.

٦ ـ مخطوطة كتبت سنة ١٢٨٥ ، في ٢٢٤ ورقة ، في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم ٣٤١٣ ، ذكرت في فهرسها ١١ / ٢٤١٧.

٧ ـ مخطوطة في برلين ، رقم ٦٤٧٧ ، وفي برلين نسخة من الشافية نفسها ضمن المجموعة رقم ٧٥٨٣.

وأما بروكلمن ، فقد أخطأ في اسم مؤلفنا ابن أمير الحاج ، فقد سماه في الجزء الثاني من الترجمة العربية بأسماء مختلفة ، فسماه في ص ٩٤ : محمد بن محمد أمير الحاج.

وفي ص ٩٥ تارة : محمد أمير الحاج الشيعي ، وأن شرعه على الشافية طبع سنة ١٢٩٤.

٤٠