تراثنا ـ العدد [ 14 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 14 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٣٨

والشوكاني (١٢٩) ، وأبي رية (١٣٠) ، ومحمد عبدة (١٣١) ، ومحمد بن عقيل (١٣٢) ، ومحمد رشيد رضا (١٣٣) ، والمقبلي (١٣٤) ، والرافعي (١٣٥) ، وطه حسين ، وأحمد أمين ...

وغيرهم بأن في الصحابة عدولا وغير عدول ، وهذا هو رأي الشيعة الاثني عشرية (١٣٦).

وأما أنه مشهور لا أصل له .. فلأن هذا القول يناقض القرآن الكريم .. الذي تنص آيات كثيرة منه على أن كثيرا من الأصحاب حول النبي في حياته صلى‌الله‌عليه‌وآله منافقون فسقة (١٣٧) حتى جاءت سورة منه بعنوان «المنافقين».

ونصت الآية الكريمة : «... أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ...» (١٣٨) على ارتداد كثيرين منهم من بعده ...

وجاءت الأحاديث الصحيحة شارحة هذه الآية المباركة ومن أشهرها وأصحها حديث الحوض الوارد في الصحيحين وغيرهما بألفاظ وطرق مختلفة (١٣٩).

فالقول المذكور يناقض الكتاب والسنة .. ويناقض السير والتواريخ وأحوال الصحابة .. وبالجملة .. فإن الصحابة ما كانوا يرون في أنفسهم لأنفسهم وفيما بينهم ما قيل في حقهم ووضع في شأنهم .. فلقد تباغضوا وتسابوا

__________________

(١٢٩) إرشاد الفحول.

(١٣٠) شيخ المضيرة أبو هريرة : ١٠١.

(١٣١) أضواء على السنة المحمدية.

(١٣٢) النصائح الكافية.

(١٣٣) شيخ المضيرة أبو هريرة.

(١٣٤) المصدر نفسه.

(١٣٥) إعجاز القرآن.

(١٣٦) أنظر كتاب : «أصحابي كالنجوم» العدد الأول من سلسلة الأحاديث الموضوعة ، تأليف : علي الحسيني الميلاني.

(١٣٧) أنظر الآيات في سورة آل عمران ، سورة التوبة ...

(١٣٨) آل عمران : ٣ / ١٤٤.

(١٣٩) صحيح البخاري ، باب في الحوض ٤ / ٨٧ ـ ٨٨.

١٤١

وتضاربوا وتقاتلوا ..

وإن الآثار المنقولة عنهم الحاكية لارتكابهم الكبائر وافترافهم السيئات من الزنا ، وشرب الخمر ، والربا .. وغير ذلك .. كثيرة لا تحصى (١٤٠).

فهذا هو القول بعدالة الصحابة أجمعين .. فهو مشهور .. لكن لا أصل له ..

نعم .. يستدلون له بأدلة .. عمدتها ما رووا بأسانيدهم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم» لكنه حديث يعارض الكتاب والسنة والتاريخ الصحيح .. فلا اعتبار به .. مضافا إلى أن جمعا كبيرا من أعيان القوم ينصون على أنه حديث باطل موضوع ، ومنهم :

أحمد بن حنبل (١٤١) ، أبو إبراهيم المزني (١٤٢) ، أبو بكر البزار (١٤٣) ، ابن القطان (١٤٤) ، الدارقطني (١٤٥) ، ابن حزم (١٤٦) ، البيهقي (١٤٧) ، ابن عبد البر (١٤٨) ، ابن عساكر (١٤٩) ، ابن الجوزي (١٥٠) ، ابن دحية (١٥١) ، أبو حيان الأندلسي (١٥٢) ،

__________________

(١٤٠) أنظر : أصحابي كالنجوم : ٧٣ ـ ٨١.

(١٤١) نقل ذلك عنه في : التقرير والتحبير ـ لابن أمير الحاج ـ ، المنتخب ـ لابن قدامة ـ التيسير في شرح التحرير ٣ / ٢٤٣ ، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ١ / ٧٩.

(١٤٢) جامع بيان العلم ـ لابن عبد البر ـ ٢ / ٨٩ ـ ٩٠.

(١٤٣) جامع بين العلم ٢ / ٩٠ ، أعلام الموقعين ٢ / ٢٢٣ ، البحر المحيط ٥ / ٥٢٨.

(١٤٤) الكامل / ترجمة جعفر بن عبد الواحد الهاشمي القاضي وحمزة النصيبي.

(١٤٥) غرائب مالك ، تخريج أحاديث الكشاف ٢ / ٦٢٨.

(١٤٦) البحر المحيط ٥ / ٥٢٨ ، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ١ / ٧٨.

(١٤٧) المدخل ، وعنه في الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف ـ المطبوع على هامش الكشاف ـ ٢ / ٦٢٨.

(١٤٨) جامع بيان العلم ٢ / ٩٠ ـ ٩١.

(١٤٩) التاريخ ، وعنه في فيض القدير في شرح الجامع الصغير ٤ / ٧٦.

(١٥٠) العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ، وانظر : فيض القدير ٤ / ٧٦.

(١٥١) تعليق تخريج أحاديث منهاج البيضاوي.

(١٥٢) البحر المحيط ٥ / ٥٢٧ ـ ٥٢٨.

١٤٢

الذهبي (١٥٣) ، ابن القيم (١٥٤) ، ابن حجر العسقلاني (١٥٥) ، السخاوي (١٥٦) ، السيوطي (١٥٧) ، الشوكاني (١٥٨).

٢ ـ الصحابة علما :

وأما جهل الأصحاب بالقرآن الكريم والأحكام الشرعية .. فالشواهد عليه كثيرة جدا ، بل يمتنع أن تحصي له عددا وتبلغ به حدا .. ونحن نكتفي هنا بكلام لابن حزم .. وللتفصيل فيه مجال آخر :

قال الحافظ ابن حزم : «ووجدنا الصاحب من الصحابة ـ رضي‌الله‌عنهم ـ يبلغه الحديث فيتأول فيه تأويلا يخرجه به عن ظاهره ، ووجدناهم ـ رضي‌الله‌عنهم ـ يقرون ويعترفون بأنهم لم يبلغهم كثير من السنن ، وهكذا الحديث المشهور عن أبي هريرة : إن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق ، وإن إخواني من الأنصار كان يشغلهم القيام على أموالهم ، وهكذا قال البراء ... قال : ما كل ما نحدثكموه سمعناه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [و] لكن حدثنا أصحابنا ، وكانت تشغلنا رعية الإبل.

وهكذا [وهذا] أبو بكر ـ رضي‌الله‌عنه ـ لم يعرف فرض ميراث الجدة وعرفه محمد بن مسلمة والمغيرة بن شعبة ، وقد سأل أبو بكر ـ رضي‌الله‌عنه ـ عائشة في كم كفن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟

__________________

(١٥٣) ميزان الاعتدال ١ / ٤١٣ و ٢ / ١٠٢.

(١٥٤) أعلام الموقعين ٢ / ٢٢٣.

(١٥٥) الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف.

(١٥٦) المقاصد الحسنة ٢٦ / ٢٧.

(١٥٧) الجامع الصغير ـ بشرح المناوي ـ ٤ / ٧٦.

(١٥٨) إرشاد الفحول : ٨٣.

وراجع أصحابي كالنجوم : ٢١ ـ ٦٠ للاطلاع على كلمات العلماء الذين سبق ذكرهم وعلى كلمات علماء آخرين غيرهم بهذا الخصوص.

١٤٣

وهذا عمر ـ رضي‌الله‌عنه ـ يقول في حديث الاستئذان : أخفي علي هذا من أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ألهاني الصفق في الأسواق! وقد جهل أيضا أمر إملاص المرأة وعرفه غيره ، وغضب على عيينة بن حصن حتى ذكره الحر بن قيس بن حصن بقوله تعالى : (وأعرض عن الجاهلين).

وخفي عليه أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بإجلاء اليهود والنصارى من جزيرة العرب إلى آخر خلافته ، وخفي على أبي بكر ـ رضي‌الله‌عنه ـ قبله أيضا طول مدة خلافته ، فلما بلغ عمر أمر بإجلائهم فلا يترك بها منهم أحدا.

وخفي على عمر أيضا أمره عليه‌السلام بترك الإقدام على الوباء ، وعرف ذلك عبد الرحمن بن عوف.

وسأل عمر أبا واقد الليثي عما كان يقرأ به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في صلاتي الفطر والأضحى ، هذا وقد صلاهما رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم] أعواما كثيرة.

ولم يدر ما يصنع بالمجوس حتى ذكره عبد الرحمن بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم.

ونسي قبوله عليه‌السلام الجزية من مجوس البحرين وهو أمر مشهور ، ولعله ـ رضي‌الله‌عنه ـ قد أخذ من ذلك المال حظا كما أخذ غيره منه.

ونسي أمره عليه‌السلام بأن يتيمم الجنب فقال : لا يتيمم أبدا ولا يصلي ما لم يجد الماء ، وذكره بذلك عمار.

وأراد قسمة مال الكعبة حتى احتج عليه أبي بن كعب بأن النبي عليه‌السلام لم يفعل ذلك فأمسك.

وكان يرد النساء اللواتي حضن ونفرن قبل أن يودعن البيت ، حتى أخبر بأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أذن في ذلك. فأمسك عن ردهن.

وكان يفاضل بين ديات الأصابع حتى بلغه عن النبي [صلى الله عليه وآله] أمره بالمساواة بينها ، فترك قوله وأخذ المساواة.

١٤٤

وكان يرى الدية للعصبة فقط حتى أخبره الضحاك بن سفيان بأن النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] ورث المرأة من الدية فانصرف عمر إلى ذلك.

ونهى عن المغالاة في مهور النساء استدلالا بمهور النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى ذكرته امرأة بقول الله عزوجل : (وآتيتم إحداهن قنطارا) فرجع عن نهيه.

وأراد رجم مجنونة حتى أعلم بقول رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] : رفع القلم عن ثلاثة ، فأمر أن لا ترجم.

وأمر برجم مولاة حاطب حتى ذكره عثمان بأن الجاهل لا حد عليه فأمسك عن رجمها.

وأنكر على حسان الإنشاد في المسجد فأخبر هو وأبو هريرة أنه قد أنشد فيه بحضرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسكت عمر.

وقد نهى عمر أن يسمى بأسماء الأنبياء وهو يرى محمد بن مسلمة يغدو عليه ويروح وهو أحد الصحابة الجلة منهم ، ويرى أبا أيوب الأنصاري وأبا موسى الأشعري وهما لا يعرفان إلا بكناهما من الصحابة ، ويرى محمد بن أبي بكر الصديق وقد ولد بحضرة رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله] في حجة الوداع واستفتته أمه إذ ولدته ماذا تصنع في إحرامها وهي نفساء ، وقد علم يقينا أن النبي صلى الله عليه وسلم علم بأسماء من ذكرنا وبكناهم بلا شك وأقرهم عليها ودعاهم بها ولم يغير شيئا من ذلك ، فلما أخبره طلحة وصهيب عن النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] بإباحة ذلك أمسك عن النهي عنه.

وهم بترك الرمي في الحج ثم ذكر أن النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] فعله فقال : لا يجب لنا أن نتركه.

وهذا عثمان ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، فقد رووا عنه أنه بعث إلى الفريعة أخت أبي سعيد الخدري يسألها عما أفتاها به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في أمر عدتها وأنه أخذ بذلك.

وأمر برجم امرأة قد ولدت لستة أشهر فذكره علي بالقرآن وأن الحمل قد

١٤٥

يكون ستة أشهر ، فرجع عن الأمر برجمها.

وهذه عائشة وأبو هريرة ـ رضي‌الله‌عنهما ـ خفي عليهما المسح على الخفين وعلى ابن عمر معهما ، وعلمه جرير ولم يسلم إلا قبل موت النبي [صلى الله عليه وآله] بأشهر ، وأقرت عائشة أنها لا علم لها به وأمرت بسؤال من يرجى عنده علم ذلك وهو علي رضي‌الله‌عنه.

وهذه حفصة أم المؤمنين سئلت عن الوطء ، يجنب فيه الوطئ أفيه غسل أم لا؟ فقالت : لا علم لي!!

وهذا ابن عمر توقع أن يكون حدث نهي عن النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] عن كراء الأرض بعد أزيد من أربعين سنة من موت النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله] فأمسك عنها وأقر أنهم كانوا يكرونها على بعد أبي بكر وعمر وعثمان ، ولم يقل : إنه لا يمكن أن يخفى على هؤلاء ما يعرف رافع وجابر وأبو هريرة ، وهؤلاء إخواننا يقولون فيما اشتهوا : لو كان هذا حقا ما خفي على عمر!

وقد خفي على زيد بن ثابت وابن عمر وجمهور أهل المدينة إباحة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم للحائض أن تنفر حتى أعلمهم بذلك ابن عباس وأم سليم ، فرجعوا عن قولهم.

وخفي على ابن عمر الإقامة حتى يدفن الميت حتى أخبره بذلك أبو هريرة وعائشة فقال : لقد فرطنا في فراريط كثيرة.

وقيل لا بن عمر في اختياره متعة الحج على الإفراد : إنك تخالف أباك فقال : أكتاب الله أحق أن يتبع أم عمر؟! روينا ذلك عنه من طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر.

وخفي على عبد الله بن عمر الوضوء من مس الذكر حتى أمرته بذلك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسرة بنت صفوان ، فأخذ بذلك.

وقد نجد الرجل يحفظ الحديث ولا يحضره ذكره حتى يفتي بخلافه وقد يعرض هذا في آي القرآن ، وقد أمر عمر على المنبر بأن لا يزاد في مهور النساء على

١٤٦

عدد ذكره ، فذكرته امرأة بقول الله تعالى : (وآتيتم إحداهن قنطارا) فترك قوله وقال : كل أحد أفقه منك يا عمر ، وقال : امرأة أصابت وأمير المؤمنين أخطأ!

وأمر برجم امرأة ولدت لستة أشهر ، فذكره علي بقول الله تعالى : (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) مع قوله تعالى : (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) فرجع عن الأمر برجمها.

وهم أن يسطو بعيينة بن حصن إذ قال له : يا عمر ما تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل ، فذكره الحر بن قيس بن حصن بن حذيفة بقول الله تعالى : (وأعرض عن الجاهلين) وقال له : يا أمير المؤمنين هذا من الجاهلين ، فأمسك عمر.

وقال يوم مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : والله ما مات رسول الله ولا يموت حتى يكون آخرنا ، أو كلاما هذا معناه ، حتى قرئت عليه : (إنك ميت وإنهم ميتون) ، فسقط السيف من يده وخر إلى الأرض وقال : كأني والله لم أكن قرأتها قط!

قال الحافظ ابن حزم : فإذا أمكن هذا في القرآن فهو في الحديث أمكن ، وقد ينساه البتة ، وقد لا ينساه بل يذكره ولكن يتأول فيه تأويلا ، فيظن فيه خصوصا أو نسخا أو معنى ما ، وكل هذا لا يجوز اتباعه إلا بنص أو إجماع لأنه رأي من رأى ذلك ولا يحل تقليد أحد ولا قبول رأيه ...» (١٥٩).

هذا ، ولقد ذكر هذه القضايا وغيرها ابن القيم في «أعلام الموقعين» وقال : «وهذا باب واسع لو تتبعناه لجاء سفرا كبيرا» (١٦٠).

* * *

__________________

(١٥٩) الإحكام في أصول الأحكام ٢ / ١٢.

(١٦٠) أعلام الموقعين.

١٤٧

خاتمة الباب الثاني

لقد استعرضنا في الباب الثاني كل ما يتعلق ب (أهل السنة والتحريف) حيث ذكرنا أن المشهور بينهم هو تنزيه القرآن عن الخطأ والنقصان ، وتعرضنا للأحاديث الموهمة لذلك عن أهم أسفارهم .. فما أمكن حمله على بعض الوجوه المقبولة حملناه ، وما لم يمكن نظرنا في سنده فما ضعف رددناه وما صح على أصولهم كذبناه ، لتكذيب الكتاب والسنة والإجماع إياه ...

لكن هذا الرد والتكذيب .. أثار سؤالا عما إذا كان الحديث صحيحا وصريحا في اعتقاد بعض الأصحاب لتحريف الكتاب .. فكيف يكذب وتكذيبه طعن في الصحيحين وعدالة الأصحاب؟! وهذا ما دعانا إلى الدخول في بحث موجز حول كتابي البخاري ومسلم ، وعدالة أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ...

وتلخص أن مذهب أهل السنة نفي تحريف القرآن .. إلا القائلين منهم بصحة جميع ما أخرج في الكتابين ، وبعدالة الصحابة أجمعين .. وهؤلاء هم «الحشوية» الذين نسب إليهم هذا القول الطبرسي (١٦١) وغيره وأنه لا قيمة لإنكار ذلك من الآلوسي (١٦٢) وغيره.

خاتمة البحث

فيما أهل الإسلام!! الله الله في القرآن .. في حفظه والعمل به والسعي في تطبيقه في المجتمعات الإسلامية ... لا يسبقنكم بالعمل به غيركم ..

ولا ينسبن أحد منكم القول بتحريفه والتلاعب به إلى أخيه ... فإنه لم

__________________

(١٦١) مجمع البيان ١ / ١٥.

(١٦٢) روح المعاني ١ / ٢١.

١٤٨

يثبت القول بذلك من أحد من الشيعة إلا من شذ ، ولم ينقل به من السنة إلا الحشوية .. لأحاديث لا يستبعد محققو الفريقين دسها بين المسلمين من قبل الملاحدة والزنادقة .. دسوها ليتسنى لهم الطعن في القرآن المجيد هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلقه تنزيل من حكيم حميد .. فعوا وكونوا على حذر ...

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

قم / علي الحسيني الميلاني

* * *

١٤٩

من التراث الأدبي المنسي في الأحساء

تخميس قصيدة (لأم عمرو)

للشيخ محمد الصحاف

الشيخ جعفر الهلالي

ناظم القصيدة الأصل :

هو : أبو هاشم أو أبو عامر إسماعيل بن محمد بن يزيد وداع الحميري ، الملقب بالسيد.

وجاء في كتاب «الأغاني» أن أبوي السيد كانا أباظيين وكان منزلهما بالبصرة في غرفة بني ضبة ، وكان السيد يقول : طالما سب أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ في هذه الغرفة ، وإذا سئل عن التشيع من أين وقع له ، قال : غاصت علي الرحمة غوصا.

وكان في أول عهده بالتشيع كيسانيا يقول برجعة محمد بن الحنفية ، وما زال على هذه المقالة حتى لقي الإمام الصادق ـ عليه‌السلام ـ بمكة أيام الحج فناظره وألزمه الحجة فرجع عن ذلك إلى مذهب الإمامية.

ولادته ووفاته :

ولد السيد بعمان سنة ١٠٥ ه ، ونشأ في البصرة ، ثم تحول إلى الكوفة ، وأما وفاته فقد كانت في الرميلة ببغداد في أيام الرشيد سنة ١٧٣ ه ، وقيل سنة ١٧٨ ه ، وقيل سنة ١٧٩ ه.

١٥٠

قصيدة «لأم عمرو» : كان السيد من شعراء أهل البيت ـ عليهم‌السلام ـ المجاهرين ، وكان مكثرا مجيدا ، وكان أكثر شعره في مدح الإمام أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ وتعداد مناقبه ، ومن شعره فيه قصيدته المشهورة «لأم عمرو» ، وقد لاقت استحسانا كبيرا عند أهل البيت عليهم‌السلام ، وقد شرح هذه القصيدة مجموعة من العلماء عد منهم الشيخ الأميني ١٥ شارحا ، كما خمس هذه القصيدة وشطرها جماعة من الشعراء ، وقد ذكر الأميني خمسة منهم ، وهم : الشيخ الحر العاملي ـ صاحب «الوسائل» ـ ، وحفيده الشيخ عبد الغني ـ نزيل البصرة والمتوفى بها ـ ، والشيخ حسن بن مجلي الخطي ، والسيد علي النقي التقوي الهندي (١).

قلت : وقد وقفت على مجموعة أخرى من الأدباء والشعراء ممن خمس هذه القصيدة ، فمنهم :

الشيخ حسين بن علي بن محمد ، الذي ينتهي نسبه إلى الشيخ محمد بهاء الدين العاملي ، يقول في أول التخميس :

لا تنكروني جيرتي وارفعوا

هجرا وحبل الوصل لا تقطعوا

كم دهم خاوية تجزع

(لأم عمرو باللوى مربع

طامسة أعلامها بلقع)

كانت لأهل الميل إنسية

تزهو بحسن اللون وردية

فأصبحت بالروض منسية

(تروح عنها الطير وحشية

والأسد من خيفتها تجزع) (٢)

ومنهم الشيخ عبد الله الوائل المعروف بالصائع والذي مرت ترجمته وبعض

__________________

(١) أنظر : الغدير ٢ / ٢١٣ ، نشر دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ.

(٢) أنظر : كتاب «مفاتيح الدرر في أحوال الأنوار الأربعة عشر» للشاعر ، طبع تبريز / ١٣٧٠ ه.

١٥١

شعره (٣) ، قال في أول ذلك التخميس :

لله قلب بالأسى مولع

ومقلة أقرحها المدمع

لمدنف ادنفه مجمع

(لأم عمرو باللوى مربع

طامسة أعلامها بلقع)

كانت بأهل المجد مغنية

وعن صروف الدهر محمية

فأصبحت كالوشم معفية

(تروح عنها الطير وحشية

والأسد من خيفتها تجزع) (٤)

وكذلك فقد شطر الشيخ عبد الله الصايع قصيدة الحميري «لأم عمرو» قال في ذلك التشطير :

(لأم عمرو باللوى مربع

عاث به الدهر فلا يقلع

فهي برغم المجد من بعدها

(طامسة أعلامها بلقع)

(تروح عنها الطير وحشية)

فلا بها يلقى لها موضع

والوحش لم تأو لها خشية

(والأسد من خيفتها تجزع)

(برسم دار ما بها مؤنس)

خاوية أطلالها خشع

لم يلف في أكنافها ساكن

(إلا صلال في الثرى وقع) (٥)

ومنهم الشيخ محمد الصحاف ، وهو موضوع هذه الحلقة من حديثنا عن شعراء الأحساء المنسيين.

الشاعر المخمس :

هو الشيخ محمد بن الشيخ حسين بن الشيخ ناصر بن الشيخ موسى ابن الشيخ حسين بن الشيخ محمد الصحاف.

__________________

(٣) أنظر : «تراثنا» العدد الرابع ، السنة الأولى ، صفحة ١٨٧.

(٤) ديوان الشاعر ـ مخطوط ـ وسننشرها في كتابنا «معجم شعراء الحسين عليه‌السلام» عند ذكرنا للشاعر إن شاء الله.

(٥) الديوان المخطوط للشاعر أيضا.

١٥٢

ولادته :

ولد المترجم له في الأحساء ، ولم نقف على تاريخ ولادته.

نشأته ودراسته :

نشأ شاعرنا في مدينة الهفوف عاصمة الأحساء وبها أخذ تحصيله العلمي على يد علمائها آنذاك ومنهم حجة الإسلام الشيخ محمد حسين أبو خمسين ـ وكان من مراجع التقليد هناك ـ رجع إليه جماعة في الأحساء والبصرة والكويت والمحمرة.

عرف المترجم له بفضيلته العلمية وبتقواه ، وعند ما طلب أهل الكويت من الشيخ أبي خمسين المذكور أن يرسل إليهم نائبا ووكيلا عنه من أهل العلم ، أرسل إليهم الشيخ محمد الصحاف فسار من الأحساء بعائلته إلى الكويت وأقام هناك فيها موقرا معظما ، وكان من أعماله في الكويت تأسيسه أول مسجد للشيعة في الكويت الذي عرف ب «مسجد الصحاف» والمعروف بهذا الاسم إلى اليوم ، وقد أوقف بعض المؤمنين في الكويت على المسجد المذكور بعض الدكاكين ، وقد عرف المترجم بتضلعه في علوم الهيئة وبذلك عين قبلة المسجد المذكور.

وفاته :

عاش المترجم له بقية حياته كلها في الكويت حتى أدركته الوفاة سنة ١٣١٣ ه وقد تجاوز عمره المائة سنة ، ونقل جثمانه إلى النجف الأشرف.

آثاره الأدبية :

له ديوان شعر في مدح النبي وأهل بيته ورثائهم ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ وهو موجود في مكتبة آل الصحاف في الكويت ، ولم يتسن لي الوقوف عليه

١٥٣

إلا أني وقفت له على هذا التخميس لقصيدة السيد الحميري ، وأنا أضعه الآن بين يدي القارئ الكريم ولعلنا نوفق إلى الاطلاع على ديوانه في المستقبل إن شاء الله.

١٥٤

التخميس

من نكبات الدهر لا أجزع

وإنني في العيش لا أطمع

وقائل لي : صاح ما تسمع

(لأم عمرو باللوى مربع

طامسة أعلامها بلقع) ١

دار حوت غيداء حلية

كانت بحسن الرصف معنية

فصيرتها الريح معفية

(تروح عنها الطير وحشية

والأسد من خيفتها تفزع) (٦) ٢

قد كنت في الليل لها أغلس

وفي حشا قلبي لها مجلس

مربعها تشجى له الأنفس

(برسم دار ما بها مؤنس

إلا صلال في الثرى وقع) ٣

محمرة الأعين من لبثها

في الأرض والآلام من حرثها

تتلف للأرواح من بثها

(رقش يخاف الموت من نفثها

والسم في أنيابها منقع) ٤

تشوق القلب لمحبوبه

لأنه غاية مطلوبه

لله دهر كنت أخلو به

(ذكرت من قد كنت ألهو به

فبت والقلب شج موجع) (٧) ٥

__________________

(٦) هذا البيت المخمس ورد في الأصل كما في الديوان المطبوع بضمير المذكر هكذا :

تروح عنه الطير وحشية

والأسد من خيفته تفزع

وهذا هو الصحيح ، حيث أن الضمير في «عنه» و «خيفته» يعود على المربع ، وإن ورد البيت في بعض النسخ بضمير المؤنث ولكن الصواب ما ذكرناه.

(٧) قبل هذا البيت بيت لم يخمسه الشاعر وهو :

لما وقفن العيس في رسمه

والعين من عرفانه تدمع

ولا أدري هل سقط هذا التخميس من قبل النساخ أم أن الشاعر نسي تخميسه؟.

١٥٥

من هجره مس الأذى مضني

وصرت مفتونا بما خصني

لم أستطع صبرا لما مسني

(كان بالنار لما شفني

من حب أروى كبدي تلذع) ٦

فما أرى في وصلها مسعدا

ولا خدينا لا ولا منجدا

رفعت صوتي صارخا مجهدا

(عجبت من قوم أتوا أحمدا

بخطة ليس لها موضع) ٧

قالوا له : جئت رسولا لنا

من ظلمات الشرك أنقذتنا

إلى سبيل الله أهديتنا

(قالوا له : لو شئت أخبرتنا

إلى من الغاية والمفزع) ٨

أنت رؤوف ورحيم بنا

فمن توليه على أمرنا

بعدك نخشى ضيعة في الدنا

(إذا توفيت وفارقتنا

وفيهم للملك من يطمع) ٩

أرسلك الباري لطيفا بنا

فرائض الإسلام علمتنا

فانصب لنا مولى يزيل العنا

(فقال : لو أخبرتكم معلنا

فما عسيتم فيه أن تصنعوا) (٨) ١٠

وقال : إن أخبرتكم تتقوا

ولا تكونوا من أناس شقوا

أخاف إن أخبرتكم تلحقوا

(صنيع أهل العجل إذ فارقوا

هارون فالترك له أوسع) ١١

أزلت عنكم معضلات الفتن

بينت ما كان وما لم يكن

فالحمد لله جزيل المنن

(وفي الذي قال بيان لمن

كان له أذن بها يسمع) ١٢

__________________

(٨) البيت المخمس ورد في الأصل كما في الديوان هكذا :

فقال : لو أعلمتكم مفزعا

فما عسيتم فيه أن تصنعوا

١٥٦

رسول صدق وله شرعة

لم تستقم في دينه بدعة

عليه من رب العلى رحمة

(ثم أتته بعد ذا عزمة

من ربه ليس لها مدفع) ١٣

انصب عليا فهو ليث الوغا

خليفة قاتل من قد طغى

لأنه حتف على من بغى

(بلغ وإلا لم تكن مبلغا

والله منهم عاصم يمنع) ١٤

ذاك الذي بالعدل حقا غذي

وصاحب الحوض اللذيذ الغذي

وليس يرضى بالكلام البذي

(فعندها قام النبي الذي

كان بما يأمره يصدع) ١٥

يتلو كتاب الله في صحفه

ودمعه يجري على أنفه

قد خصه الرحمن من لطفه

(يخطب مأمورا وفي كفه

كف علي نورها ترفع) ١٦

يقول : هذا والد العترة

خليفتي بعدي على أمتي

فاتبعوه إنه خيرتي

(رافعه أكرم بكف التي

يرفع والكف التي ترفع) (٩) ١٧

فاتبعوه الحق في قوله

شرفه الجبار من طوله

يوم الجزا تنجون من هوله

(يقول والأملاك من حوله

والله فيهم شاهد يسمع) ١٨

هذا علي في الورى ما له

من مشبه حالي حكى حاله

قولوا : رضينا وأطعنا له

(من كنت مولاه فهذا له

مولى فلم يرضوا ولم يقنعوا) ١٩

__________________

(٩) جاء هذا البيت المخمس مخالفا لما في الأصل ، ففي الديوان ورد البيت هكذا :

رافعها أكرم بكف الذي

يرفع والكف التي ترفع

١٥٧

تالله ما فيهم فتى مسلم

ما أسلم القوم بل استسلموا

من كل قوم فهم أظلم

(فاتهموه وانحنت منهم

على خلاف الصادق الأضلع) ٢٠

من بعد أن بان لهم فعله

بنصبه من للورى مثله

ألوى لدى البعض به أصله

(وضل قوم غاضهم فعله

كأنما آنافهم تجدع) ٢١

قد أكد المختار في عهده

هذا علي الطهر مع ولده

من لم يطعهم ضل عن رشده

(حتى إذا واروه في لحده (١٠)

وانصرفوا من دفنه ضيعوا) ٢٢

كلامه المنصوص عن ربه

وثارت الفتنة في صحبه

وأنكروا قولا عناهم به

(ما قال بالأمس وأوصى به

واشتروا الضر بما ينفع) ٢٣

والكل منهم كامن حقده

في خلفه بل باذل جهده

ثم أحلوا حسدا عقده

(وقطعوا أرحامه بعده

فسوف يجزون بما قطعوا) ٢٤

وفرقوا من جهلهم دينهم

وضيعوا الفرض ومسنونهم

وطاوعوا في الكفر فرعونهم

(وقتلوا أولادهم بعدهم

بعض لبعض في العمى يتبع) (١١) ٢٥

أشقاهم الله وأعماهم

عن سبل الحق وأخزاهم

فالنار يوم الحشر مأواهم

(وأزمعوا غدرا بمولاهم

تبا لما كانوا به أزمعوا) (١٢) ٢٦

__________________

(١٠) في الديوان : قبره.

(١١) هذا البيت المخمس ساقط من نسخة الديوان المطبوع.

(١٢) أزمعوا ، من الزماع : وهو المضاء في الأمر والعزم عليه.

١٥٨

واتخذوا دينهم بغضه

وأغضبوا وأظهروا غمضه

وما رعوا للطهر تحريضه

(لا هم عليه يردوا حوضه

غدا ولا هو فيهم يشفع) ٢٧

مورد عذب للصدا قد جلا

ماء لذيدا باردا سلسلا

كونه الله لأهل الولا

(حوض له ما بين صنعا إلى

أيلة (١٣) أرض الشام أو أوسع) ٢٨

جل الذي صوره موردا

ماء لذيذا كاشفا للصدا

والنور من آلاته قد بدا

(ينصب فيه علم للهدى

والحوض من ماء له مترع) ٢٩

كأنه من ذوقه سكر

لعقل من يشتاره يبهر

يفوح منه المسك والعنبر

(يفيض من رحمته كوثر

أبيض كالفضة أو أنصع) ٣٠

حوض شريف وله نبعة

من جنة الفردوس منشقة

عن شربه الأعداء ممنوعة

(يفيض منه شعب خمسة

والخلق من حافاته تشرع) (١٤) ٣١

تشرب منه شيعة المرتضى

لأنهم أهل الولا والرضى

والنور من مرجانه قد أضا

(حصباه ياقوت كجمر الغضا

ولؤلؤ لم تجنه الإصبع) (١٥) ٣٢

طوبى لمن صارت مقاماته

فيه لقد شرف آلاته

__________________

(١٣) أيلة ـ بالفتح ـ : مدينة صغيرة واقعة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام.

(١٤) هذا البيت المخمس ساقط من نسخة الديوان المطبوع.

(١٥) في هذا البيت اختلاف عما جاء في نسخة الديوان المطبوع ، فقد ورد البيت في الديوان هكذا :

حصباه ياقوت ومرجانه

ولؤلؤ لم تجنه إصبع

١٥٩

يا حبذا حوض وساحاته

(بطحاؤه مسك وحافاته

يهتز منها مونق مونع) ٣٣

دهانه في أرضه باهر

من كل لون يشتهي الخاطر

يسر من رؤيته الناظر

(أخضر ما دون الجنى ناضر

وفاقع أصفر ما يطلع) ٣٤

فالناصب الملعون أفزاعه

تزيد بل تكثر أوجاعه

لأن رب العرش صناعه

(والعطر والريحان أنواعه

تسطع إن هبت به زعزع) (١٦) ٣٥

لقد بنى بالتبر حيطانه

تحير الأفكار ألوانه

ويخطف الأبصار لمعانه

(فيه أباريق وقد حانه

يذب عنها البطل الأنزع) ٣٦

خير الورى ليث بني غالب

فصل القضايا عمدة الطالب

حسن السجايا ملجأ الهارب

(يذب عنه ابن أبي طالب

ذبك جربي إبل تشرع) (١٧) ٣٧

تذاد عنه معشر نصب

في أسفل للنار قد كبكبوا

والنار في أجوافهم تلهب (إذا دنوا منه لكي يشربوا قيل لهم : تبا لكم فارجعوا) ٣٨

__________________

(١٦) بعد هذا البيت بيتان لم يخمسهما الشاعر وهما :

ريح من الجنة مأمورة

دائمة ليس لها منزع

إذا مرته فاح من ريحه

أزكى من المسك إذا يسطع

(١٧) جاء في هامش الديوان المطبوع : «في ذخائر العقبى ص ٩١ : عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ : يا علي ، معك يوم القيامة عصا من عصي الجنة تذود بها المنافقين عن الحوض.

وفي المناقب ٢ / ١٦٢ : روى أحمد في الفضائل ، قال : قال أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لأقمعن بيدي هاتين عن الحوض أعداءنا إذا وردته أحياؤنا».

١٦٠