قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة [ ج ٢ ]

كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة

كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة [ ج ٢ ]

تحمیل

كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة [ ج ٢ ]

299/456
*

فيحمل في كل يوم منه شيء في الصيف والشتاء ، لا ينقطع البتة برسم الثياب والصناديق ، فإذا كان أوان التفرقة الصيفية أو الشتوية شدّ لمن تقدّم ذكره من أولاد الخليفة ، وجهاته وأقاربه ، وأرباب الرواتب والرسوم من كل صنف شدّة على ترتيب الفروض من شقق الديباج الملوّن ، والسقلاطون إلى السوسيّ ، والإسكندرانيّ على مقدار الفصول من الزمان ، ما يقرب من مائتي شدّة ، فالخواص في العراضي الديبقي ، ودونهم في أوطية حرير ، ودونهم في فوط إسكندرية ، ويدخل في ذلك : كتاب ديواني الإنشاء ، والمكاتبات دون غيرهم من الكتاب على مقدارهم ، وذلك يخرج من الجواري في الشهر المطلقات.

وقال القاضي الفاضل في متجدّدات سنة سبع وستين وخمسمائة بعد وفاة العاضد : وكشف حاصل الخزائن الخاصة بالقصر ، فقيل : إن الموجود فيها : مائة صندوق كسوة فاخرة من موشى ، ومرصع ، وعقود ثمينة ، وذخائر فخمة ، وجواهر نفيسة ، وغير ذلك من ذخائر عظيمة الخطر ، وكان الكاشف بهاء الدين قراقوش.

خزائن الجوهر والطيب والطرائف

قال ابن المأمون : وكان بها الأعلام والجوهر التي يركب بها الخليفة في الأعياد ويستدعى منها عند الحاجة ، ويعاد إليها عند الغنى عنها ، وكذلك السيف الخاص ، والثلاثة رماح المعزية ، وقال في كتاب الذخائر والتحف : وذكر بعض شيوخ دار الجوهر بمصر : أنه استدعى يوما هو وغيره من الجوهريين من أهل الخبرة بقيمة الجوهر إلى بعض خزائن القصر يعني في أيام الشدّة زمن المستنصر ، فأخرج صندوق كيل منه : سبعة أمداد زمرّد قيمتها ، على الأقل : ثلثمائة ألف دينار ، وكان هناك جالسا فخر العرب بن حمدان ، وابن سنان ، وابن أبي كدينة ، وبعض المخالفين فقال بعض من حضر من الوزراء المعطلين للجوهريين : كم قيمة هذا الزمرّد؟ فقالوا : إنما نعرف قيمة الشيء إذا كان مثله موجودا ، ومثل هذا لا قيمة له ، ولا مثل! فاغتاظ ، وقال ابن أبي كدينة : فخر العرب كثير المؤنة ، وعليه خرج ، فالتفت إلى كتاب الجيش ، وبيت المال ، فقال : يحسب عليه فيه خمسمائة دينار ، فكتب ذلك ، وقبضه وأخرج عقد جوهر قيمته على الأقل : من ثمانين ألف دينار فصاعدا ، فتحرّيا فيه ، فقال : يكتب بألفي دينار ، وتشاغلوا بنظر ما سواه ، وانقطع سلكه فتناثر حبّه ، فأخذوا واحد منهم واحدة ، فجعلها في جيبه ، وأخذ ابن أبي كدينة أخرى ، وأخذ فخر العرب بعض الحب ، وباقي المخالفين التقطوا ما بقي منه ، وغاض كأن لم يكن ، وأخذ ما كان أنفذه : الصليحي من نفيس الدرّ الرفيع الرائع وكيله على ما ذكر سبع ويبات ، وأخذوا ألفا ومائتي خاتم ذهبا وفضة فصوصها من سائر أنواع الجوهر المختلف الألوان والقيم والأثمان ، والأنواع مما كان لأجداده وله ، وصار إليه من وجوه دولته منها ثلاثة خواتم ذهب مربعة عليها ثلاثة فصوص أحدها زمرّذ ، والاثنان ياقوت سماقيّ ، ورمّانيّ بيعت باثني عشر ألف دينار بعد ذلك.