قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة [ ج ٢ ]

كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة

كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة [ ج ٢ ]

تحمیل

كتاب المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزيّة [ ج ٢ ]

26/456
*

وما زالت القبط على هذا إلى أن ملك مصر أغشطش بن بوحس ، فأراد أن يحملهم على كبس السنين ليوافقوا الروم أبدا فيها ، فوجدوا الباقي حينئذ إلى تمام السنة الكبيسة الكبرى خمس سنين ، فانتظر حتى مضى من ملكه خمس سنين ، ثم حملهم على كبس الشهور في كل أربع سنين بيوم ، كما تفعل الروم ، فترك القبط من حينئذ استعمال أسماء الأيام الثلاثين ، لاحتياجهم في يوم الكبس إلى اسم يخصه ، وانقرض بعد ذلك مستعملو أسماء الأيام الثلاثين من أهل مصر ، والعارفون بها ، ولم يبق لها ذكر يعرف في العالم بين الناس ، بل دثرت كما دثر غيرها من أسماء الرسوم القديمة ، والعادات الأول سنة الله في الذين خلوا من قبل ، وكانت أسماء شهور القبط في الزمن القديم : توت ، بؤوني ، أتور ، سواق ، طوبى ، ماكير ، فامينوت ، برموتي ، باحون ، باوني ، افيعي ، ابيقا ؛ وكل شهر منها ثلاثون يوما ، ولكل يوم اسم يخصه ، ثم أحدث بعض رؤساء القبط بعد استعمالهم الكبس الأسماء التي هي اليوم متداولة بين الناس بمصر ، إلا أن من الناس من يسمى كيهك كياك ، ويقول في برمهات برمهوط ، وفي بشنس بشانس ، وفي مسري ماسوري ، ومن الناس من يسمى الخمسة الأيام الزائدة أيام النسيء ، ومنهم من يسميها أبو عمنا ، ومعنى ذلك الشهر الصغير ، وهي كما تقدّم تلحق في آخر مسرى ، وفيه يزاد اليوم الكبيس ، فيكون أبو عمنا ستة أيام حينئذ ، ويسمون السنة الكبيسة النقط ، ومعناه العلامة ، ومن خرافات القبط أنّ شهورهم هي شهور سني نوح وشيث وآدم منذ ابتداء العالم ، وإنها لم تزل على ذلك إلى أن خرج موسى ببني إسرائيل من مصر ، فعملوا أوّل سنتهم خامس عشر نيسان ، كما أمروه به في التوراة إلى أن نقل الإسكندر رأس سنتهم إلى أوّل تشرين ، وكذلك المصريون نقل بعض ملوكهم أوّل سنتهم إلى أوّل يوم من ملكه ، فصار أوّل توت عندهم يتقدّم أوّل يوم خلق فيه العالم بمائتين وثمانية أيام أوّلها يوم الثلاثاء ، وآخرها يوم السبت ، وكان توت أوّله في ذلك الوقت يوم الأحد ، وهو أوّل يوم خلق الله فيه العالم الذي يقال له الآن : تاسع عشري برمهات وذلك أنّ أوّل من ملك على الأرض بعد الطوفان نمرود بن كنعان بن حام بن نوح ، فعمر بابل ، وهو أبو الكلدانيين ، وملك بنو مصرايم بن حام بن نوح عليه‌السلام : متش فبنى منف بمصر على النيل ، وسماها باسم جدّه مصرايم ، وهو ثاني ملك ملك على الأرض ، وهذان الملكان استعملا تاريخ جدّهما نوح عليه‌السلام ، واستن بسنتهم من جاء بعدهم حتى تغيرت كما تقدّم.

ذكر أعياد القبط من النصارى بديار مصر

روى يونس عن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه أنه قال : اجتنبوا عيد اليهود والنصارى ، فإنّ السخط ينزل عليهم في مجامعهم ، ولا تتعلموا رطانتهم فتخلقوا ببعض خلقهم.

وعن ابن عباس في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا