قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تصحيح القراءة في نهج البلاغة

تصحيح القراءة في نهج البلاغةتصحيح القراءة في نهج البلاغة

تصحيح القراءة في نهج البلاغة

تحمیل

تصحيح القراءة في نهج البلاغة

192/382
*

فقلت : يا رسول الله ! أو ليس قد قلت لي يوم أُحد حيث استشهد مَن أُستشهد من المسلمين وحيزت عنّي الشهادة فشقّ ذلك علَيَّ ، فقلت لي : أبشر ! فإنّ الشهادة من ورائك ؟

فقال لي : إنّ ذلك لكذلك ، فكيف صبرك إذاً ؟

فقلت : يا رسول الله ! ليس هذا من مواطن الصبر ، ولكن من مواطن البشرىٰ والشكر.

وقال : يا عليّ ! إنّ القوم سيُفتنون بأموالهم ، ويمنّون بدينهم علىٰ ربّهم ، ويتمنّون رحمته ، ويأمنون سطوته ، ويستحلّون حرامه بالشبهات الكاذبة ، والأهواء الساهية ، فيستحلّون الخمر بالنبيذ ، والسحت بالهدية ، والربا بالبيع.

قلت : يا رسول الله ! فبأي المنازل أنزلهم عند ذلك ، أبمنزلة ردة ، أم بمنزلة فتنة ؟

فقال : بمنزلة فتنة » (١).

ولا خلاف في أنّ الّذين قاتلوا عليّاً عليه‌السلام أيّام خلافته ، سواء في البصرة أو صِفّين أو النهراون ، هم من البغاة ، علىٰ هذا اتّفق الفقهاء والجمهور الأعظم ومتكلّمو المسلمين ..

قال المناوي الشافعي في فيض القدير : قال عبد القاهر الجرجاني في كتاب الإمامة : أجمع فقهاء الحجاز والعراق من فريقي الحديث والرأي ، منهم : مالك ، والشافعي ، وأبو حنيفة ، والأوزاعي ، والجمهور الأعظم من المتكلّمين والمسلمين أنّ عليّاً مصيب في قتاله لأهل صِفّين ، كما هو

__________________

(١) نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٢ / ٤٩.