قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

المسلمون قوّة الوحدة في عالم القوى

المسلمون قوّة الوحدة في عالم القوى

المسلمون قوّة الوحدة في عالم القوى

تحمیل

المسلمون قوّة الوحدة في عالم القوى

35/354
*

فالذي يريد أن يحقّق هدفاً عظيماً مثل إقامة الدّين وإقامة حكم الله في الأرض لابدّ أن يدفع ثمن هذا الهدف العظيم.

فعندما تدعوك نفسك إلى مخالفة صاحبك تساءل في نفسك : هل من الصحيح أن أضحّي بهدفي العظيم الذي هو إقامة الدّين في الحياة ، وإنقاذ النّاس من الضّلالة ، من أجل أن أشبع غرور نفسي ورياءها ، وأتحدّى صاحبي؟

ونحن نرى في بعض الأحيان أنّ هناك أعمالاً تصل إلى مستوى إسقاط الطاغوت من بعد العلم كما يقول سبحانه : ( وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ) (١) ، فالإنسان الذي يريد أن يوحّد نفسه فإنّ بإمكانه ذلك ، ولكنّه لا يريد لأنّه يبحث عن البغي.

طبيعة عدوانية :

والمشكلة الرئيسية التي يعاني منها الإنسان إجمالاً هي الإنسان يريد أن يسرق جهود غيره ؛ فروحه تدعوه دوماً إلى العدوان على الآخرين ، ولذلك نجد أنّ أكثر أسباب التفرّق تبع من هذه الطبيعة البشرية غير المهذّبة ، فإذا رضي كلّ إنسان بما يعمله وينتجه لما حدثت مشكلة في العالم ، ولكن كلّ واحد يريد أن يأخذ من الآخرين زيادة على ما يمتلكه ، فكل إنسان يتصوّر أنّه أعلى وأسمى من الآخرين ، وكلّ واحد يظن أنّ حقوقه أكثر من الآخرين ، وأنه يستحقّ أكثر مما يعطى له ، وهنا يستغلّ الشيطان هذه الثغرة في نفس الإنسان ليُوسوس ، وليُوحي إليه أنّه من المفترض أن يحتلّ المنزلة الفلانية ، وأن حقّه مهضوم ، وأنّ الآخرين لا يقدّرونه حق تقديره ، في حين أنّ هذا التصوّر مغلوط من الأساس ، لأنّ الإنسان لا يستطيع أن يقيم نفسه حسب ما

__________________

١ ـ الشورى (٤٢) : ١٤.