• الفهرس
  • عدد النتائج:

جهة مخصوصة حركات كثيرة يراعى بها الإشارة. وأما الصوت فقد تغنى الاستعانة به عن أن يكون من جهة مخصوصة ، وتغنى أيضا عن أن تراعى تحريكات (١) ، ومع ذلك فليس يحتاج فى أن يدرك إلى متوسط كما لا يحتاج اللون إليه ، لا كحاجة الإشارات.

فجعلت الطبيعة (٢) للنفس أن تؤلف من الأصوات ما يتوصل به إلى إعلام الغير. وفى الحيوانات الأخرى أيضا أصوات يقف بها غيرها على حال فى نفسها. لكن تلك الأصوات إنما تدل بالطبع وعلى جملة من الموافقة أو المنافرة (٣) غير محصلة ولا مفصلة.

والذى للإنسان فهو بالوضع ، وذلك لأن الأعراض الإنسانية تكاد أن لا تتناهى ، فما كان يمكن أن تطبع هى على أصوات بلانهاية ، فمما يختص بالإنسان هذه الضرورة الداعية إلى الإعلام والاستعلام لضرورة داعية إلى الأخذ والإعطاء بقدر عدل ولضرورات أخرى ، ثم اتخاذ المجامع واستنباط الصنائع.

وللحيوانات الأخرى وخصوصا للطير صناعات أيضا ، فإنها تصنع بيوتا ومساكن لا سيما النحل. لكن ذلك ليس مما يصدر عن استنباط وقياس ، بل عن إلهام وتسخير ، ولذلك ليس مما يختلف ويتنوّع ، وأكثرها لصلاح أحوالها وللضرورة النوعية ليست للضرورة الشخصية. والذى للإنسان فكثير منه للضرورة الشخصية ، وكثير لصلاح حال الشخص بعينه.

__________________

(١) ان تراعى بحركات ، نسخة.

(٢) فى تعليقة نسخة : جواب لما كان الانسان فى وجوده.

(٣) والمنافرة ، نسخة.