• الفهرس
  • عدد النتائج:

ولا يتألم ، بل النفس تتألم من ذلك وتلتذ من داخل. وكذلك الحال فى الأذن ، فإن تألمت الأذن من صوت شديد والعين من لون مفرط كالضوء فليس تألم من حيث تسمع أو تبصر ، بل من حيث تلمس ، لأنه يحدث فيه ألم لمسى ، وكذلك تحدث فيه (١) بزوال ذلك لذة لمسية. وأما الشم والذوق فتتألمان وتلتذان إذا تكيفتا بكيفية منافرة أو ملائمة. وأما اللمس فإنه قد يتألم بالكيفيية الملموسة ويلتذ بها ، وقد يتألم ويلتذ بغير توسط كيفية هى المحسوس الأول ، بل بتفرق الاتصال والتئامه.

ومن الخواص التى للمس أن الآلة الطبيعية التى يحس بها وهى لحم عصبى أو لحم وعصب تحس بالمماسة ، وإن لم يكن متوسط (٢) ألبتة ، فإنه لا محالة يستحيل عن المماسات ذوات الكيفيات ؛ وإذا استحال عنها أحس ، ولا كذلك حال كل حاسة مع محسوسها. وليس يجب أن يظن أن الحساس هو العصب فقط ، فإن العصب بالحقيقة هو مؤد للحس اللمسى إلى عضو غيره وهو اللحم. ولو كان الحساس نفس العصب فقط ، لكان الحساس فى جلد الإنسان ولحمه شيئا منتشرا كالليف ، وكان حسه ليس بجميع (٣) أجزائه ، بل أجزاء ليفية فيه ، بل العصب الذى لحس (٤) اللمس مؤد وقابل معا. والعصبة المجوفة مؤدية للبصر لكنها غير

__________________

(١) لانه يحدث فيها الم لمسى وكذلك تحدث فيها ( كما فى المطبوعة بمصر ). ومخطوطاتنا موافقة للمتن اى يحدث فى كل واحد منهما ....

(٢) بتوسط. كما فى عدة نسخ.

(٣) ليس لجميع اجزائه نسخة. قال الهروى فى بحر الجواهر : ليف بالكسر : پوست درخت خرما. ودر طب عبارتست از ريشهاى پى ورباط. وفيه ايضا : البردية هى الرطوبة الجليدية.

(٤) الذى يحس اللمس. كما فى عدة نسخ.