• الفهرس
  • عدد النتائج:

ذلك من كل جنس ، فيكون من المعقولات ، ويكون من الإنذارات (١) ، ويكون شعرا ، ويكون غير ذلك بحسب الاستعدادات والعادة والخلق. وهذه الخواطر تكون لأسباب تعنّ (٢) للنفس مسارقة (٣) فى أكثر الأمر وتكون كالتلويحات (٤) المستلبة التى لا تتقرّر فتذكر إلا أن تبادر إليها النفس بالضبط الفاضل ، ويكون أكثر ما يفعله أن يشغل التخيل بجنس غير مناسب لما كان فيه.

ومن شأن هذه القوة المتخيلة أن تكون دائمة الإكباب على خزانتى

__________________

(١) فى تعليقة نسخة : اى الاخبار بنزول عذاب او بلاء.

(٢) اى تظهر.

(٣) هو يسارق فى النظر اذا احتال فيه.

(٤) قوله : « وتكون كالتلويحات » يعنى تكون تلك الخواطر التى تعنّ اى تظهر للنفس مسارقة كتلك التلويحات التى لا تتقرر فى النفس فتذكر اى حتى تذكر بل تلوح فتذهب بلا تراخ ومن ثم تنسى وتنمحى ، الا ان تبادر النفس الى تلك الخواطر اللائحة بالضبط الفاضل اى تمسكها جيدا ولا تطلقها.

ثم اخذ الشيخ ـ قدس‌سره ـ ان يبين علة عدم تقررها فى النفس وعدم تذكرها اياها بقوله : « واكثر ما يفعله ... » وخلاصتها ان المتخيلة تزاحم النفس فى ذلك التقرر والتذكر. فـ « اكثر ما » مبتدأ ، وخبره : « ان يشغل التخيل » و « التخيل » فاعل « يشغل ».

وفاعل « يفعل » هو الضمير الراجع الى « اكثر ما ». والضمير البارز المنصوب فى « يفعله » راجع الى « عدم التقرر ». والتذكر المستفاد من قوله « لا تتقرر فتذكر » اى اشتغال التخيل بشىء غير مناسب هو اكثر شىء موجب لعدم تقرر تلك الخواطر وعدم تذكرها للنفس.

فعلم ان الهمّ الواحد هو سبب انقهار المتخيلة للنفس وهو يحصل فى السلوك الانسانى من المراقبة التامة. وهذا الفصل الشريف من غرر فصول كتاب النفس.

وبما ذكرنا من معنى العبارة دريت ان الصواب المحقق هو تذكير الفعلين اعنى يفعله ويشغل لا تأنيثهما كما فى طبع مصر ، ولو كان كذلك لوجب ان يقال « ان تشغل التخيل عن جنس ... » لانّ النفس على هذا الزعم تشغله عنه على انه زعم باطل وان تكلف فى تصحيح المعنى فتدبر.