القطامي ، عن تميم بن وعلة المري ، عن الجارود بن المنذر العبدي (١) ، ونقله أيضاً الكلبي (٢) من علماء العامّة بلا واسطة ، عن الشرقي ، عن تميم ، عن الجارود ، وقد نقله غيرهما أيضاً ، ونحن نذكر من كلّ نسخة ما هو الأضبط الأظهر :
قال تميم : وكان الجارود نصرانيّاً فأسلم عام الحديبيّة وحسن إسلامه ، وكان قارئاً للكتب ، عالماً بتأويلها ، بصيراً بالفلسفة والطب ، ذا رأي أصيل ووجهٍ جميل ، فأنشأ يحدّثنا في أيّام عمر بن الخطّاب .
قال : وفدت على رسول اللّه صلىاللهعليهوآله في رجال من عبد القيس ، فلمّا بصروا به راعهم منظره ومحضره فصدّهم عن بيانهم ، فاستقدمت دونهم إليه فوقفت بين يديه ، فقلت : سلام عليك يا رسول اللّه ، بأبي أنت واُمّي ! ثمّ أنشأت أقول ، وذكر أشعاراً في مدحه صلىاللهعليهوآله ، منها :
أنبأَنا الأوّلونَ بِاسمِكَ فينا |
| وبأسماءِ أوصياء كِرام (٣) |
قال : وكان عنده رجل لم أكن أعرفه ، فقلت : من هو ؟ قالوا : سلمان الفارسي ذو البرهان العظيم ، والشأن القديم .
__________________
(١) هو بشر بن عمرو بن حنش بن المعلّى العبدي ، يكنّى أبا المنذر ، وقيل : أبا غياث ، سيّد عبد القيس ، مات سنة ٢٠ هـ .
انظر : اُسد الغابة ١ : ٣١١ / ٦٥٧ ، الأعلام ٢ : ٥٥ .
(٢) هو محمّد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث الكلبي ، يكنّى أبا النظر ، عالم بالتفسير والأخبار وأنساب العرب وأحاديثهم ، من أهل الكوفة ، له كتب منها : كتاب تفسير القرآن ، مات سنة ١٤٦ هـ .
انظر : وفيات الأعيان ٤ : ٣٠٩ / ٦٣٤ ، تهذيب التهذيب ٩ : ١٥٧ / ٢٦٨ ، الأعلام ٦ : ١٣٣ .
(٣) مقتضب الأثر : ٣٣ ، كنز الفوائد ٢ : ١٣٧ وفيهما :
أنبأ الأولون باسمك فينا |
| وبأسماء بعده تتلألأ |