• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الباب الأوّل

  • في بيان الامتحان بميل النفوس إلى ما اعتادت عليه

  • أذهب في حاجتي فإنّي قد ركبت فإذا جئت حدّثتك» فقال : أسألك بقرابتك من رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله لما حدّثتني .

    قال : فنزل ، فقال له سفيان : مُر لي بدواة وقرطاس حتّى اُثبته فيه ، فدعا به ، ثمّ قال :

    «اكتب : بسم اللّه‏ الرحمن الرحيم ، خطبة رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله في مسجد الخيف : نضّر اللّه‏ عبداً سمع مقالتي فوعاها وبلّغها من لم تبلغه ، يا أيّها الناس ، ليبلّغ الشاهد الغائب ، فربّ حامل فقه ليس بفقيه ، وربّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب امرى‏ء مسلم : إخلاص العمل للّه‏ ، والنصيحة لأئمّة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم ، فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم ، المؤمنون إخوة تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم يسعى بذمّتهم أدناهم» .

    فكتبه سُفيان ، ثمّ عرضه عليه وركب أبو عبداللّه‏ عليه‌السلام وجئت أنا وسُفيان ، فلمّا كنّا في بعض الطريق قال لي : كما أنت حتّى أنظر في هذا الحديث ، فقلت له : قد واللّه‏ ، ألزم أبو عبداللّه‏ رقبتك شيئاً لا يذهب من رقبتك أبداً ، فقال : وأيّ شيء ذلك ؟ فقلت له : ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب امرى‏ءٍ مسلم : إخلاص العمل للّه‏ ، قد عَرفناه ، والنصيحة لأئمّة المسلمين» ، مَن هؤلاء الأئمّة الذين تجب علينا نصيحتهم ؟ معاوية بن أبي سفيان (١)

    __________________

    (١) هو يكنّى أبا عبدالرحمن ، هو اللعين ابن اللعين على لسان رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله في سبعة مواطن ، ولي الحكومة عشرين سنة إلاّ شهراً ، وهو الذي نصب لواء العداوة لعليّ عليه‌السلام وأشاع لعنه في الناس ، واُمّه هند بنت عتبة بن ربيعة آكلة الأكباد أحوالها مشهورة ، وهلك بـ : دمشق سنة ٦٠ .

    انظر : الخصال : ٣٩٧ / ١٠٥ ، الكنى والألقاب ١ : ٨٥ ، الطبقات لابن سعد ٧ : ٤٠٦ ، المعارف لابن قتيبة : ٣٤٩ ، تاريخ الطبري ٥ : ٢٧٩ ، مروج الذهب ٣ : ٣ ، تاريخ بغداد ١ : ٢٠٧ / ٤٨ ، المنتظم لابن الجوزي ٥ : ٢٤٣ .