• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الباب الأوّل

  • في بيان الامتحان بميل النفوس إلى ما اعتادت عليه

  • وفي رواية اُخرى : «البرّ والفاجر ، ولا يعطي دينه إلاّ من يحبّ» (١) .

    وفي اُخرى : «إلاّ صفوته من خلقه» (٢) .

    وقد روي مثله عن جمع من الأئمّة الاثني عشر (٣) .

    وفيه : أنّ رجلاً من أصحاب الصادق عليه‌السلام قال له : واللّه‏ ، لا يسعك القعود ، لكثرة مواليك وشيعتك وأنصارك ، فقال : «وكم عسى أن يكونوا ؟ » فقال : مائة ألف ، فقال عليه‌السلام : «مائة ألف ؟» قال : نعم ، ومائتي ألف ، بل نصف الدنيا ، فسكت الصادق عليه‌السلام ، وقال له : «هل يخفّ عليك أن تبلغ معنا إلى ينبع ؟» (٤) قال الرجل ، فقلت : نعم ، وركبت معه فمضينا حتّى صرنا إلى أرض حمراء ، فنظر إلى غلام يرعى جداءً (٥) ، فقال : «واللّه‏ ، يا فلان ، لو كان لي شيعة وأنصار بعدد هذه الجداء لما وسعني القعود» ، فعطفت إلى الجداء فعددتها فإذا هي سبعة عشر (٦) .

    وبهذا المعنى ما ورد في الحديث : أنّ رجلاً قال للحسن بن عليّ المجتبى عليهما‌السلام : إنّي من شيعتكم ، فقال : «إن كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا

    __________________

    (١) الكافي ٢ : ١٧٠ / ٣ ، (باب أنّ اللّه‏ إنّما يعطي الدين من يحبّه) ، المحاسن ١ : ٣٤١ / ٧٠٤ ، والتمحيص : ٥١ / ٩٥ .

    (٢) الكافي ٢ : ١٧١ / ٣ ، (باب أنّ اللّه‏ إنّما يعطي الدين من يحبّه) ، المحاسن ١ : ٣٤٢ / ٧٠٧ و٧٠٨ .

    (٣) انظر : مصادر الهامش ١ و٢ .

    (٤) ينبع ـ بالفتح فالسكون وضمّ الموحّدة ـ قرية كبيرة ، بها حصن على سبع مراحل من المدينة ، نُقل أنّه لمّا قسّم رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله الفيء أصاب عليّ عليه‌السلام أرضاً فاحتفر عيناً فخرج منها ماء ينبع في الماء كهيئة عنق البعير ، فسمّاها عين يَنْبُع .

    انظر : مجمع البحرين ٤ : ٣٩٤ ـ نبع ـ .

    (٥) الجدي : من أولاد المعز ، وهو ما بلغ ستّة أشهر أو سبعة ، والجمع جداء .

    انظر : مجمع البحرين ١ : ٨١ ، الصحاح ٦ : ٢٢٩٩ ـ جدى ـ .

    (٦) الكافي ٢ : ١٩٠ / ٤ (باب في قلّة عدد المؤمنين) ، بحار الأنوار ٤٧ : ٣٧٢ / ٩٣ .