• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الباب الأوّل

  • في بيان الامتحان بميل النفوس إلى ما اعتادت عليه

  • وقد جعل اللّه‏ للعلم أهلاً ، وفرض على العباد طاعتهم بقوله : ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (١) .

    وبقوله : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (٢) .

    وبقوله : ( اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (٣) .

    وبقوله : ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (٤) .

    وبقوله : ( وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ) (٥) ، والبيوت هي بيوت العلم الّتي استودعها الأنبياء ، وأبوابها أوصياؤهم ، فكلّ عمل من أعمال الخير يجري على غير أيدي أهل الاصطفاء ، وعهودهم ، وحدودهم ، وشرائعهم ، وسننهم ، ومعالم دينهم مردود غير مقبول ، وأهله بمحل كفر وإن شملتهم صفة الإيمان ؛ ألم تسمع قول اللّه‏ تعالى : ( وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ) (٦) ( وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ) (٧) .

    فمن لم يهتد من أهل الإيمان إلى سبيل النجاة لم يغن عنه إيمانه باللّه‏ مع دفعه حقّ أوليائه ، وحبط عمله ، وهو في الآخرة من الخاسرين .

    وقد قال اللّه‏ عزوجل : ( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) (٨) ( وَالَّذِينَ آمَنُوا ) في هذا الموضع هم المؤتمنون

    __________________

    (١) سورة النساء ٤ : ٥٩ .

    (٢) سورة النساء ٤ : ٨٣ .

    (٣) سورة التوبة ٩ : ١١٩ .

    (٤) سورة آل عمران ٣ : ٧ .

    (٥) سورة البقرة ٢ : ١٨٩ .

    (٦) سورة التوبة ٩ : ٥٤ .

    (٧) سورة التوبة ٩ : ١٢٥ .

    (٨) سورة المائدة ٥ : ٥٦ .