.................................................................................................

______________________________________________________

الخارج مثل الصورة التي تجيء في ذهن المعمار من الدار الموجود في الخارج فانها تكون مع جميع الخصوصيات وأخرى يتصور في النفس صورة دار ويريد ايجادها في الخارج بواسطة البناء وهذه الصورة لا تكون مع الخصوصيات التفصيلية متصورة بل بنحو من الاجمال فالاوامر المتعلقة بالطبائع من قبيل الثاني دون الأول فيتعلق الأمر بماهية الصلاة التي يراد ايجادها في الخارج لا الصلاة الموجودة ، وأجاب عنه بعض اساتذتنا بأن الصورة لا مصلحة فيها والايجاد والوجود واحد على مسلكه فيعود المحذور من تحصيل الحاصل وعدم المصلحة في الماهية ، والجواب عنه واضح ، فإن الصورة حاكية عن الخارج كان الخارج هو بجميع شرائطه حتى المصلحة جاء في الذهن وتعلق به الأمر مع الغض عن ذهنيته وهذا واضح ، وذكر استادنا الآملي في المجمع ج ١ ص ٣٧٤ ، فالحق أن يقال إن الايجاد والوجود ليسا بواحد فإن نسبة الفاعلية غير النسبة المفعوليّة فيكون الطلب متعلقا بالايجاد الذي يكون هو فعل الفاعل أو بالماهية لغاية الايجاد أي لتوجد في الخارج والشاهد على تعددهما هو فصل لفظة الفاء الدال على الترتيب الذاتي فانه يقال الشيء قررت فامكنت فاوجدت فوجدت كما يقال تحركت اليد فتحرك المفتاح فكما أن اتحاد الزمان لا يوجب اتحاد العلة والمعلول فكذلك في المقام فإن رتبة الايجاد قبل الوجود المصلحة تكون في الفاعلية انتهى.

وفيه أن الايجاد والوجود أمر واحد وإنما متعدد اعتبارا وتخلل الفاء لما عليه الاعتبار وإلّا يكون واحد حقيقة قال المحقق الاصفهاني في النهاية ج ١ ص ٢٤٨ ولا يخفى عليك ان الايجاد والوجود والافاضة والفيض متحدان بالذات متفاوتان بالاعتبار فمن حيث قيام الصاد الفائض بالماهية يسمى وجودا لها ومن حيث قيامه بالجاعل قيام الفعل بالفاعل يسمى ايجادا وجعلا وافاضة الخ.