فأكرمه السّلطان وأطلقه ، وأرسله تحت الاحتياط إلى أصبهان. ورتّب لسمرقند أبا طاهر عميد خوارزم.
ثمّ قصد كاشغر (١) ، فبلغ إلى يوزكند (٢) ، وهي بلدة يجري على بابها نهر ، فأرسل رسله إلى ملك كاشغر يأمره بإقامة الخطبة والسّكّة له ، ويتهدّده إن خالف. فدخل في الطّاعة ، وجاء إلى الخدمة ، فأكرمه السّلطان وعظّمه ، وأنعم عليه ، وردّه إلى بلده. ثمّ ردّ إلى خراسان (٣) ، فوثب عسكر سمرقند بالعميد أبي طاهر ، فاحتال حتّى هرب منهم (٤) ، وكان كبيرهم عين (٥) الدّولة ، ثمّ ندم وخاف ، فكاتب يعقوب (٦) أخا الملك صاحب كاشغر ، فحضر واتّفق معه. وجرت أمور ، فلمّا اتّصلت الأخبار بالسّلطان كرّ راجعا إلى سمرقند ، فهرب يعقوب ، وكان قد قتل عين (٥) الدّولة ، فلحق بفرغانة وهي ولايته. ثمّ هادنه ورجع بعد فصول طويلة (٧).
[وفاة ابنة السلطان]
وكانت ابنة السّلطان زوجة الخليفة أرسلت تشكو من الخليفة لكثرة اطّراحه
__________________
(١) كاشغر : بفتح الكاف وسكون الألف والشين المعجمة وفتح الغين المعجمة ، وفي آخرها راء.
مدينة وقرى ورساتيق يسافر إليها من سمرقند وتلك النواحي. وهي في وسط بلاد الترك.
(٢) في الأصل : «بئركند» ، والمثبت عن : الكامل في التاريخ ١٠ / ١٧٢ ، ومعجم البلدان ٥ / ٤٥٣ وفيه ، يوزكند : بضم أوله ، وسكون ثانيه ، وفتح الزاي والكاف ، وسكون النون. بلد بما وراء النهر يقال له : أوزكند.
وقال : أوزكند : بالضم ، والواو والزاي ساكنان. بلد بما وراء النهر من نواحي فرغانة ، ويقال :أوزجند. قال ياقوت : وخبّرت أنّ كند بلغة أهل تلك البلاد معناه القرية كما يقول أهل الشام :الكفر. وأوزكند : آخر مدن فرغانة مما يلي دار الحرب. ولها بساتين وقهندز وعدّة أبواب ، وإليها متجر الأتراك. (١ / ٢٨٠). وقد أثبتها محقّق نهاية الأرب ٢٦ / ٣٢٨ «بيوزكند» ، فوهم ، وفي : المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٩٩ «بوزكند» وتصححت في : تاريخ ابن الوردي ٢ / ٣.
(٣) نهاية الأرب ٢٦ / ٣٢٧ ، ٣٢٨ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٩٩ ، دول الإسلام ٢ / ١٠ ، ١١ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٣ ، ٤.
(٤) الكامل في التاريخ ١٠ / ١٧١ ـ ١٧٣ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٢٨.
(٥) في نهاية الأرب ٢٦ / ٣٢٨ «عزّ».
(٦) في نهاية الأرب : «يعقوب تكين».
(٧) انظر تفصيل ذلك في (الكامل في التاريخ ١٠ / ١٧٣ ـ ١٧٥) و (نهاية الأرب ٢٦ / ٣٢٨) و (العبر ٣ / ٢٩٩) ، ومرآة الجنان ٣ / ١٣٣ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٣٥ ، ومآثر الإنافة ٢ / ٧.