• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الفصل الأول :

  • الهامه ، وأطلق سراح أحد العلويين دون إذن الخليفة ، ـ عزله وو زجه فى السجن ، ولم يزل فى سجنه حتى أخرجه الرشيد فاقد البصر (١).

    أزداد نفوذ الفرس فى عهد الخليفة الرشيد ، فقد استوزر كاتبه يحيى بن خالد ابن برمك ، وكان البرامكة قديما على دين المجوس ، ثم دخلوا فى الإسلام وحسن إسلامهم ، وقد كان خالد بن برمك من الشخصيات البارزة فى بغداد فى عهد الخليفة المنصور ، ومن أهل الرأى فيها ، وكان سخيا جليلا ، حتى قيل لم يكن يرلجليس خالد دار إلا وخالد بناها له ولا ضيعة إلا وخالد ابتاعها له ، ولا دابة إلا وخالد حمله عليها ويرجع الفضل إلى يحيى بن خالد فى تولية الرشيد الخلافة (٢) ذلك أن الهادى اعتزم خلع أخيه الرشيد من ولايه العهد وتوليه ابنه موسى بدلا منه فتصدى له يحيى بن خالد ، وحذره بقوله : حملت الناس على نكث الإيمان ، ونقض العهود ، وتجرا الناس على مثل ذلك ، ولو تركت أخوك هارون على ولاية العهد ، ثم بايعت لجعفر بعده كان ذلك أوكد فى بيعته ، وحذره من اعتراض بنى هاشم. ولما ولى الرشيد قدر ليحيى بن خالد موقفه ، وعد هذا فضلا كبيرا من يحيى عليه (٣).

    واستوزره الرشيد ، وكان يخاطبه بالأبوه ، وبلغ من ثقته به أن قال له : يا أبة أنت أجلستنى هذا المجلس ببركة رأيك وحسن تدبيرك ، وقد قلدتك أمر الرعيه ، وأخرجته من عنقى إليك ، فاحكم بما ترى واستعمل من شئت ، وأسقط من رأيت ، فإنى غير ناظر معك فى شئ (٤).

    نهض يحيى بن خالد بأعباء الدولة أتم نهوض ، وسد الثغور ، وتدارك الخلل ، وجبئ الأموال ، وعمر الأطراف ، وأظهر رونق الخلافة وتصدى لمهمات المملكة ، وكان صائب الرأى حسن التدبير.

    __________________

    (١) المصدر السابق ص ١٦٦ ـ ١٦٧ ـ ١٦٩.

    (٢) الجهشيارى : الوزراء والكتاب ص ١٥٠.

    (٣) ابن طباطبا : الفخرى فى الآداب السلطانية ص ١٧٩ ـ ١٨٧٠.

    (٤) الجهشيارى : الوزراء والكتاب ص ١٢٧.