رواهما ابن أبي حاتم.
(وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ* قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ.)
[١١ / هود : ٤٢ ـ ٤٣]
وهذا الابن هو «يام» أخو سام وحام ويافث ؛ وقيل اسمه كنعان. وكان كافرا عمل عملا غير صالح ، فخالف أباه في دينه ؛ فهلك مع من هلك. هذا وقد نجا مع أبيه الأجانب في النسب ؛ لما كانوا موافقين في الدين والمذهب.
(وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.)
[١١ / هود : ٤٤]
أي لما فرغ من أهل الأرض ؛ ولم يبق بها (١) أحد ممن عبد غير الله عزوجل ؛ أمر الله الأرض أن تبتلع (٢) ماءها ، وأمر السماء أن تقلع أي تمسك عن المطر ، (وَغِيضَ الْماءُ) أي نقص عما كان (وَقُضِيَ الْأَمْرُ) أي وقع بهم الذي كان قد سبق في علمه وقدره ؛ من إحلاله بهم ما حلّ بهم.
(وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) أي نودي عليهم بلسان القدرة : بعدا لهم من الرحمة والمغفرة.
كما قال تعالى : (فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِينَ.)
[٧ / الأعراف : ٦٤]
وقال تعالى : (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ.) [١٠ / يونس : ٧٣]
وقال تعالى : (وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ.)
[٢١ / الأنبياء : ٧٧]
وقال تعالى : (فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ* ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ* إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ* وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)
[٢٦ / الشعراء / ١١٩ ـ ١٢٢]
وقال تعالى : (فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ.)
وقال تعالى : (ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ.)
__________________
(١) م : منها.
(٢) و : تبلع.