دكتور محمد بيومي مهران
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢١٢
دعائه أهل نينوى وتبليغه رسالة الله إليهم ، ولكنهم استعصوا عليه ، فضاق بهم صدرا ، وعاد مغاضبا (١) ، ولم يصبر على معاناة الدعوة معهم ، ظانا أن الله لن يضيّق عليه الأرض ، فهي فسيحة ، والقرى كثيرة ، والأقوام متعددون ، وما دام هؤلاء يستعصون على الدعوة فسيوجهه الله إلى قوم آخرين ، ذلك معنى «فظن أن لن نقدر عليه» أي أن لن نضيق عليه (٢) ، وذلك لأن يونس عليهالسلام ظن ، كما يقول الإمام الرازي ، أنه مخيّر إن شاء أقام وإن شاء خرج ، وأنه تعالى لا يضيق عليه في اختياره ، وكان من المعلوم أن الصلاح في تأخر خروجه ، وهذا من الله تعالى بيان لما يجري مجرى العذر له من حيث خرج ، لا على تعمد المعصية ، لكنه لظنه أن الأمر في خروجه موسع يجوز أن يقدم ويؤخر ، وكان الصلاح خلاف ذلك (٣).
هذا وقد ظن الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان أنه من القدرة ، فاستشكل ذلك ، إذ لا يظن أحد ، فضلا عن النبي عليهالسلام ، عدم قدرة الله تعالى ، وفزع إلى ابن عباس في ذلك (٤) ، «روى أن ابن عباس ، رضياللهعنهما ، دخل يوما على معاوية فقال : لقد ضربتني أمواج القرآن البارحة فغرقت فيها ، فلم أجد لنفسي خلاصا إلا بك ، قال : وما هي يا معاوية ، فقرأ الآية (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) فقال : أو يظن نبيّ الله أن لا يقدر عليه ، قال :
__________________
(١) يقول الألوسي في روح المعاني : وقيل مغاضبا لربه عزوجل ، وحكى في هذه المغاضبة كيفيات وتعقب (أبو حيان) ذلك في البحر بأنه يجب إطراح هذا القول ، إذ لا يناسب ذلك منصب النبوة ، وينبغي أن يتأول لمن قال ذلك من العلماء كابن مسعود والحسن والشعبي وابن جبير وغيرهم بأن يكون معنى قولهم لربه لأجل ربه تعالى وحمية لدينه ، فاللام لام العلة ، لا اللام الموصولة للمفعول به (روح المعاني ٣ / ٨٣ ـ ٨٤ ، وانظر أيضا : تفسير البحر المحيط ٦ / ٣٣٥ ، تفسير الطبري ١٧ / ٧٦ ـ ١ / ٧ ، تفسير الفخر الرازي ٢٢ / ٢١٤).
(٢) في ظلال القرآن ٤ / ٢٣٩٣.
(٣) تفسير الفخر الرازي ٢٢ / ٢١٥.
(٤) تفسير روح المعاني ١٧ / ٨٤.
هذا من القدر لا من القدرة (١) ، ويقول الرازي في التفسير الكبير (٢٢) : من ظن عجز الله تعالى فهو كافر ولا خلاف في أنه لا يجوز نسبة ذلك إلى آحاد المؤمنين ، فكيف إلى الأنبياء عليهمالسلام.
وعلى أي حال ، وكما أشرنا من قبل ، فلقد اتجه يونس عليهالسلام إلى شاطئ البحر ، فوجد سفينة مشحونة فركب فيها ، حتى إذا كانت في اللجة ثقلت ، وقال ربانها : إنه لا بد من إلقاء أحد ركابها في البحر لينجو سائر من فيها من الغرق ، فساهموا فجاء السهم على يونس ، فألقوه أو القى هو بنفسه ، فالتقمه الحوت (٢) وهو مليم ، لأنه تخلى عن المهمة التي أرسله الله بها ، وترك قومه مغاضبا قبل أن يأذن الله له ، وروى عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت ، أوحى الله إلى الحوت أن خذه ، ولا تخدش له لحما ولا تكسر له عظما ، فلما انتهى به إلى أسفل البحر سمع يونس حسّا فقال في نفسه ما هذا ، فأوحى الله إليه وهو في بطن الحوت إن هذا تسبيح دواب البحر ، قال : وسبّح وهو في بطن الحوت ، فسمعت الملائكة تسبيحه فقالوا : يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة ، قال : ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر ، قالوا : العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه من كل يوم وليلة عمل صالح ، قال : نعم ، قال : فشفعوا له عند ذلك ، فأمر الحوت فقذفه في الساحل ، كما قال الله تعالى «وَهُوَ سَقِيمٌ» ، رواه ابن جرير ورواه البزار في مسنده (٣) ، وعن عوف الأعرابي قال : لما صار يونس في بطن الحوت ، ظن أنه قد مات ، ثم حرك رجله ، فلما تحركت سجد
__________________
(١) تفسير النسفي ٣ / ٨٧.
(٢) في ظلال القرآن ٤ / ٢٣٩٣.
(٣) تفسير ابن كثير ٣ / ٣٠٧ ـ ٣٠٨ ، تفسير الطبري ١٧ / ٨١ ، ٢٣ / ١٠٠ ، تفسير الفخر الرازي ٢٢ / ٢١٦ ، ٢٦ / ١٦٥ ، تفسير القرطبي ص : ٤٣٧٠ ـ ٤٣٧١.
مكانه ، ثم نادى : يا رب اتخذت لك مسجدا في موضع ما اتخذه أحد (١) ، وفي رواية «يا رب اتخذت لك مسجدا في موضع لم يبلغه أحد من الناس» (٢).
هذا وقد اختلف المفسرون في المدة التي لبثها يونس عليهالسلام في بطن الحوت ، فقال قتادة : ثلاثة أيام (وهذا ما جاء في العهد القديم) (٣) ، وقال الإمام جعفر الصادق رضوان الله عليه : سبعة أيام ، وروى ابن أبي حاتم عن أبي مالك أنه بقي أربعين يوما ، وعن الضحاك عشرين يوما ، وقيل شهرا ، وروى مجاهد عن الشعبي قال : التقمه ضحى ولفظه عشية ، وقال الحسن : لم يلبث إلا قليلا وأخرج من بطنه بعد الوقت الذي التقمه (٤).
وعلى أية حال ، فما أن أحس النبي الكريم بالضيق في بطن الحوت ، حتى سبح الله واستغفره ، «فنادى من الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» ، وقد اختلف أهل التأويل في المعنى بهذه الظلمات ، فقال بعضهم : عني بها ظلمة الليل وظلمه البحر وظلمة بطن الحوت ، وقال آخرون : إنما عنى بذلك أنه نادى في ظلمة جوف حوت في جوف حوت آخر ، أو لأن الحوت إذا عظم غوصه في قعر البحر كان ما فوقه من البحر في ظلمة ، والصواب من القول ، عند الطبري ، إن الله تعالى أخبر يونس أنه ناداه في الظلمات «أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» ، ولا شك أنه قد عنى بإحدى الظلمات بطن الحوت ، وبالأخرى ظلمة البحر ، وفي الثالثة اختلاف : وجائز أن تكون تلك الثالثة ظلمة الليل ، وجائز أن تكون
__________________
(١) تفسير الطبري ١٧ / ٨١ ، ٢٣ / ١٠٠.
(٢) تفسير ابن كثير ٣ / ٣٠٧.
(٣) يونان ٢ / ١٧.
(٤) تفسير الطبري ١٧ / ٧٩ ، ٢٣ / ١٠١ ، تفسير روح المعاني ١٧ / ٨٥ (بيروت ١٩٧٨) ، تفسير ابن كثير ٤ / ٣٢ (بيروت ١٩٨٦) ، تفسير الفخر الرازي ٢٦ / ١٦٥.
كون الحوت في جوف حوت آخر ، ولا دليل يدل على أي ذلك من أي ، فلا قول في ذلك أولى بالحق من التسليم لظاهر التنزيل (١) ، وأما من قال : إن الحوت الذي ابتلعه غاص في الأرض السابعة ، فإن ثبت ذلك بخبر فلا كلام ، وإن قيل بذلك لكي يقع نداؤه في الظلمات ، فما قدمناه يغني عن ذلك (٢).
وإما قوله تعالى (لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (٣) ، فلقد أخرج الإمام أحمد والترمذي والنسائي ، والحكيم في نوادر الأصول ، والحاكم في المستدرك (وصححه) والبيهقي في الشعب وجماعة عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له» (٤) ، وفي رواية «ما من مكروب يدعو بهذا الدعاء إلا استجيب له» (٥) ، وعن الحسن البصري : ما نجاه الله تعالى إلا بإقراره عن نفسه بالظلم (٦) ، وروى ابن أبي حاتم عن كثير بن معبد قال : سألت الحسن فقلت : يا أبا سعيد اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى ، قال ابن أخي أما تقرأ القرآن قول الله تعالى : (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً) ـ إلى قوله : (وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) ، ابن أخي ، هذا اسم الله الأعظم ، إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى (٧).
__________________
(١) تفسير الطبري ١٧ / ٨٠ (بيروت ١٩٨٤) ، وانظر روح المعاني ١٧ / ٨٤.
(٢) تفسير الفخر الرازي ٢٢ / ٢١٦.
(٣) سورة الأنبياء : آية ٨٧ ـ ٨٨.
(٤) تفسير روح المعاني ١٧ / ٨٥.
(٥) تفسير النسفي ٣ / ٨٧ ، تفسير الفخر الرازي ٢٢ / ٢١٦ ، وأصل الحديث في سنن أبي داود.
(٦) تفسير الفخر الرازي ٢٢ / ٢١٦ ، تفسير النسفي ٣ / ٨٧.
(٧) تفسير ابن كثير ٣ / ٣٠٩.
وروى ابن جرير في التفسير بسنده عن سعيد بن المسيب قال : سمعت سعد بن مالك (سعد بن أبي وقاص) يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : اسم الله الذي إذا دعى به أجاب ، وإذا سئل به أعطى ، دعوة يونس بن متى قال : فقلت يا رسول الله : هي ليونس بن متى خاصة ، أم لجماعة المسلمين ، قال : هي ليونس بن متى خاصة ، وللمؤمنين عامة إذا دعوا بها ، ألم تسمع قول الله تبارك وتعالى : (فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) ، فهو شرط الله لمن دعا بها (١).
وروى الإمام أحمد بسنده عن إبراهيم بن محمد بن سعد قال : حدثني والدي محمد عن أبيه سعد هو ابن أبي وقاص (رض) قال : مررت بعثمان بن عفان (رض) في المسجد فسلمت عليه ، فملأ عينيه مني ثم لم يرد عليّ السلام ، فأتيت عمر بن الخطاب فقلت : يا أمير المؤمنين هل حدث في الإسلام شيء ، مرتين ، قال : لا ، وما ذاك ، قلت : لا ، إلا أنني مررت بعثمان آنفا في المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه مني ثم لم يرد السلام ، قال : فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه فقال : ما منعك أن لا تكون رددت على أخيك السلام ، قال : ما فعلت ، قال سعد قلت بلى حتى حلف وحلفت ، قال : ثم إن عثمان ذكر ، فقال بلى ، واستغفر الله وأتوب إليه ، إنك مررت بي آنفا ، وأنا أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، لا والله ما ذكرتها قط إلا تغشى بصري وقلبي غشاوة ، قال سعد : فأنا أنبئك بها ، إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذكر لنا أول دعوة ثم جاء أعرابي فشغله حتى قام رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأتبعته ، فلما أشفقت أن يسبقني إلى منزله ، ضربت بقدمي الأرض فالتفت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «من هذا ، أبو إسحاق ، قال : قلت : نعم يا رسول الله ، قال
__________________
(١) تفسير الطبري ١٧ / ٨٢.
«فمه» قلت ، لا والله إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة ، ثم جاء هذا الأعرابي فشغلك ، قال : «نعم دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» ، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط ، إلا استجاب له» (١) ، ورواه الترمذي (٢) والنسائي : في اليوم والليلة ، في حديث إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه سعد به (٣).
وهكذا استجاب الله تعالى لعبده يونس لأنه كان من قبل من المسبحين ، «فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ» (٤) ، روى ابن جرير عن ميمون بن مهران قال : سمعت الضحاك بن قيس يقول على منبره : اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة ، إن يونس كان عبدا لله ذاكرا ، فلما أصابته الشدة دعا الله ، فقال الله : (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) ، فذكره الله بما كان منه» (٥) ، ومن ثم فقد استجاب الله لدعائه فلفظه الحوت على الشاطئ ، وكان سقيما عاريا ، قال ابن مسعود : كهيئة الفرخ ليس عليه ريش ، وقال ابن عباس والسّدى كهيئة الضبي حين يولد ، وهو المنفرش ليس عليه شيء (٦) ، وقال ابن زيد : ما لفظه الحوت حتى صار مثل الضبي المنفوس قد نشر اللحم والعظم ، فصار مثل الصبي المنفوس ، فألقاه في موضع ، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين (٧) ، والجمهور على أن شجرة اليقطين هي «القرع» ، وفائدته أن الذباب لا يجتمع عنده ، وأنه أسرع الأشجار نباتا وامتدادا ، قيل لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنك لتحب
__________________
(١) مسند الإمام أحمد ١ / ١٧٠.
(٢) تحفة الأحوذي ٩ / ٤٧٩.
(٣) تفسير ابن كثير ٣ / ٣٠٨ ، تفسير روح المعاني ١٧ / ٨٥.
(٤) سورة الصافات : آية ١٤٣ ـ ١٤٤.
(٥) تفسير الطبري ٢٣ / ١٠٠.
(٦) ابن كثير : البداية والنهاية ١ / ٢٣٥.
(٧) تفسير الطبري ٢٣ / ١٠٢.
القرع ، قال : «أجل هي شجرة أخي يونس» (١) ، قال المبرد والزجاج : اليقطين كل شجر لا يقوم على ساق ، وإنما يمتد على وجه الأرض فهو يقطين ، نحو الدّبّاء والحنظل والبطيخ ، وروى عن ابن مسعود وابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير ووهب بن منبه وهلال بن يساف وعبد الله بن طاوس والسّدي وقتادة والضحاك وعطاء الخراساني وغير واحد قالوا كلهم : اليقطين هو القرع ، وعن سعيد بن جبير : اليقطين هو كل شيء ينبت على وجه الأرض ليس له ساق ، وفي رواية عنه أيضا : كل شيء ينبت يموت من عامه (٢) ، وقد ثبت أن سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يحب الدّبّاء ويتتبعه من حواشي الصفحة (٣) ، وقال الواحدي : والآية تقتضي شيئين لم يذكرهما المفسرون ، أحدهما : إن هذا اليقطين لم يكن قبل ، فأنبته الله تعالى لأجله ، والآخر : أن اليقطين كان معروشا ليحصل له ظل ، لأنه لو كان منبسطا على الأرض لم يكن أن يستظل (٤).
وعلى أية حال ، فما أن استكمل يونس عليهالسلام عافيته حتى رده الله تعالى إلى قومه الذين تركهم مغاضبا ، وكانوا قد خافوا ما أنذرهم به من العذاب بعد خروجه ، فآمنوا واستغفروا وطلبوا العفو من الله فسمع لهم ولم ينزل بهم عذاب المكذبين (فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) وكانوا مائة يزيدون ولا ينقصون ، وقد آمنوا أجمعين (٥) ، وحكى البغوي أنه أرسل إلى أمة أخرى بعد خروجه من الحوت كانوا مائة ألف أو يزيدون ، هذا وقد اختلف المفسرون في عدد زيادة قوم يونس عن المائة ألف ، فعن ابن عباس كانوا
__________________
(١) تفسير النسفي ٤ / ٢٩.
(٢) تفسير الفخر الرازي ٢٦ / ١٦٦ ، تفسير ابن كثير ٤ / ٣٤ ، تفسير الطبري ٢٣ / ١٠٤.
(٣) انظر : صحيح البخاري ٧ / ٩٨ ، ١٠٢.
(٤) تفسير الفخر الرازي ٢٦ / ١٦٦.
(٥) في ظلال القرآن ٥ / ٢٩٩٩.
مائة ألف وثلاثين ألف ، وعنه أيضا مائة ألف وبضعة وثلاثين ألفا ، وعنه مائة ألف وبضعة وأربعين ألفا ، وعن مكحول إنهم كانوا مائة ألف وعشرة آلاف ، وعن سعيد بن جبير يزيدون سبعين ألفا ، وعن أبىّ بن كعب أنه سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن قوله تعالى : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) قال : يزيدون عشرون ألفا ، وعند الرازي أن المعنى أو يزيدون في تقديركم بمعنى إنهم إذا رآهم الرائي قال : هؤلاء مائة ألف أو يزيدون على المائة (١).
وتنتهي قصة يونس عليهالسلام بقوله تعالى : (فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) (٢) ، أي متع الله أهل نينوى في مدينتهم مدة إقامة يونس فيهم وبعده آمنين مطمئنين إلى حين ، أي إلى الوقت الذي جعله الله تعالى أجلا لكل واحد منهم ، كقوله تعالى جلت عظمته : (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها ، إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) (٣).
(٢) سفر يونان (يونس عليهالسلام) : وكان هذا السفر في العهد القديم بين سفرى عوبديا وميخا ، وهو من أسفار الأنبياء الصغيرة ، ويتكون من أربع إصحاحات (٤٨ آية) ، ولا يقدم لنا العهد القديم إلا أقل المعلومات عن صاحب سفر يونان (Jonah) فكل ما جاء عنه في سفر الملوك الأول (١٤) إنه النبي «يوناثان بن أمتاي» من «جت حافر» ، على مقربة من الناصرة ، بأرض الجليل.
هذا ويذهب بعض الباحثين إلى أن يونان إنما كان يعيش في الفترة (٧٨٥ ـ ٧٤٥ ق. م) ، وإنه كان نبيّا قوميا من أنبياء بني إسرائيل على أيام
__________________
(١) تفسير ابن كثير ٤ / ٣٤ ، تحفة الأحوذي ٩ / ٩٧ ، تفسير الطبري ٢٣ / ١٠٤ ، تفسير النسفي ٤ / ٢٩ ، تفسير الفخر الرازي ٢٦ / ١٦٦.
(٢) سورة الصافات : آية ١٤٨.
(٣) سورة يونس : آية ٩٨ ، وانظر : تفسير ابن كثير ٤ / ٣٤ ، تفسير الطبري ٢٣ / ١٠٤ ـ ١٠٥.
ملك إسرائيل «يربعام الثاني» (٧٨٦ ـ ٧٤٦ ق. م) ، وإنه أرسل إلى أهل «نينوى» في الفترة (٧٦٥ ـ ٧٥٩ ق. م) في أخريات أيام العاهل الآشوري «آشوردان الثالث» (٧٧١ ـ ٧٥٤ ق. م) (١) ، وإما أنه كان نبيا قوميا أو عبرانيا ، فذلك ما جاء في السفر نفسه (٢) ، وإما إنه كان على أيام يربعام الثاني فهذا ما يخالف ما ذهبنا إليه من قبل (اعتمادا على رواية ابن عباس) من إنه كان نبيّا إسرائيليا على أيام الملك «حزقيال» (٧١٥ ـ ٦٨٧ ق. م) والنبي أشعياء (٧٣٤ ـ ٦٨٠ ق. م) ، هذا فضلا عن أن من ذهبوا إلى أن يونان (يونس عليهالسلام) كان على أيام يربعام الثاني ، لم يقدموا أي دليل يؤيدون به وجهة نظرهم هذه.
وعلى أي حال ، فإن العلماء لا يعرفون حتى الآن من الذي كتب سفر يونان هذا في روايته الحالية ، كما جاءت في العهد القديم ، وإن كانوا يذهبون إلى أنه كتب ربما حوالي عام ٣٥٠ قبل الميلاد ، وليس هناك أي دليل يثبت أن يونان هو كاتب هذا السفر الذي يحمل اسمه من بين أسفار العهد القديم (٣).
هذا ويختلف الباحثون كذلك في موضوع السفر نفسه ، فهناك فريق يذهب إلى أن كاتب السفر لم يقصد أن يروي قصة تاريخية عن نبي عاش قبله بقرون ، وإنما أراد أن يكتب موعظة في قالب قصة ، معتمدين في ذلك على
__________________
(١) حبيب سعيد : المرجع السابق ص ١٢٧ ـ ١٢٩ ، فؤاد حسنين : المرجع السابق ص ١١٤ ـ ١١٦ ، وكذاR. D. Wilson, The Authenticity of Jonah, PTR, ٦١, P. ٠٨٢ ـ ٨٩٢, ٠٣٤ ـ ٦٥٤ H. C. Trumlull, The Reasons bleness of the Miracle of Jonah, LCR, ١١٩١ وكذاE. W. Heaton, The Old Testament Prophets, ٩٦٩١, P. ٠٢ ـ ١٢
وكذاM.Unger ,op ـ cit ,P.١٠٦ ـ ٢٠٦.
(٢) يونان ١ / ٩.
(٣) انظر : محمد بيومي مهران : إسرائيل ٣ / ٥٢ ـ ٥٧.
أسباب منها (أولا) : وجود السفر مع الأسفار النبوية ، وليس مع الأسفار التاريخية (١) ، ومنها (ثانيا) : ذكره لمعجزات تختلف عن المعجزات المذكورة في الأسفار التاريخية ، ولا سيما النبأ المتعلق بالحوت (٢) ، ومنها (ثالثا) : عدم الاتفاق بين ما قيل عن توبة أهل «نينوى» ، وما جاء في سفر «ناحوم» ويل لمدينة الدماء ، كلها ملآنة كذبا وخطفا ، و «جرحك عديم الشفاء ، كل الذين يسمعون خبرك يصفقون بأيديهم عليك» (٣) ، ومن المعروف أن ناحوم عاش بعد يونان أي أن نبوته كانت حوالي عام (٦٥٠ ـ ٦٢٥ ق. م) ، ومنها (رابعا) : ما جاء في سفر إرميا ، (والذي عاش في الفترة ٦٢٦ ـ ٥٨٠ ق. م) (٤) ، «أكلني أفناني ، نبوخذ نصر ملك بابل ، جعلني إناء فارغا ، ابتلعني كتنين ... وأخرج من فمه ما ابتلعه» (٥) ، وهذا القول تشبيه بغير شك ، ومن ثم فقد ذهب بعض الباحثين المحدثين إلى أن رواية سفر يونان ، إنما هي أيضا تشبيه ليس إلا (٦).
على أن هناك فريقا من الباحثين من المحافظين من شراح العهد القديم إنما يذهب إلى أن سفر يونان هذا ، إنما هو سفر تاريخي كتبه «يونان النبي بن أمتاي» من سبط «زبولون» (أحد أبناء يعقوب الاثني عشر) من «جت حافز» ، على مبعدة ثلاثة أميال من الناصرة (قرية المسيح عليه
__________________
(١) انظر عن أسفار الأنبياء والأسفار التاريخية (محمد بيومي مهران : إسرائيل ٣ / ٣٣ ـ ٦٠).
(٢) باروخ سبينوزا : المرجع السابق ص ٣٢ ، حبيب سعيد : المرجع السابق ص ١٢٧ ، قاموس الكتاب المقدس ٢ / ١١٢٦ ـ ١١٢٧ ، وكذا
J. Young, Intiaduction to The Old Testment, ٩٤٩١, P. ٧٥٢.
(٣) ناحوم ٣ / ١٩.
(٤) انظر عن سفر إيرميا وعصره (محمد بيومي مهران : إسرائيل ٢ / ٩٩٧ ـ ١٠١٢ ، ٣ / ٤٤ ـ ٤٧).
(٥) إرميا ٥١ / ٣٤ ، ٤٤.
(٦) قاموس الكتاب المقدس ٢ / ١١٢٧.
السلام) ، ويؤيد هذا الفريق وجهة نظره هذه بعدة أدلة ، منها (أولا) : أن السفر لا يقول «صار قول الرب إلى إنسان» ، وإنما يقول «صار قول الرب إلى يونان بن أمتاي» (١) ، فالخطاب هنا موجه إلى شخص معين بذاته ، ومنها (ثانيا) : ما جاء في كلام السيد المسيح «لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ... رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه ، لأنهم تابوا بمناداة يونان وهو ذا الأعظم من يونان هاهنا» ، ومنها (ثالثا) : أن نبأ الحوت ليس من الحكايات التي غايتها أن تثير فضول الناس ودهشتهم ، بل غايته الرمز إلى موت المسيح وقيامته ، وأما بخصوص توبة أهل نينوى فمن المحتمل إنهم تابوا توبة وقتية فقط ، ولعل هذا السفر من عداد الأسفار النبوية ، لأن ما ورد فيه إنما يرمز إلى أمور مستقبلية (٢).
والرأي عندي أن «قصة الحوت» التي جاءت في سفر يونان (٣) هذا ، والتي ثار حولها جدل طويل بين علماء التوراة وشراحها ، ليس كما يزعم بعض الباحثين المحدثين ، قصة رمزية أو رواية تمثيلية في قالب تاريخي (٤) ، وإنما هي دونما أي ريب ، وبكل يقين المسلم وإيمانه بما جاء في كتاب الله (٥) ، وحديث المعصوم سيدنا ومولانا محمد رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٦) كما رأينا من قبل ، إنما هي قصة تاريخية حقيقية ، لأنها فيما نعتقد ونؤمن به الإيمان كل
__________________
(١) يونان ١ / ١.
(٢) قاموس الكتاب المقدس ٢ / ١١٢٦ ـ ١١٢٧ ، محمد بيومي مهران : إسرائيل ٣ / ٥٢ ـ ٥٦.
(٣) يونان ١ / ١ ـ ٢ / ١٠.
(٤) قاموس الكتاب المقدس ٢ / ١١٢٦ ، حبيب سعيد : المرجع السابق ص ١٢٧.
(٥) انظر : سورة يونس : آية ٩٨ ، الأنبياء : آية ٨٧ ـ ٨٨ ، الصافات : آية ١٣٩ ـ ١٤٨ ، سورة القلم : آية ٤٨.
(٦) انظر : تفسير روح المعاني ١٧ / ٨٥ ، تفسير النسفي ٣ / ٨٧ ، تفسير الفخر الرازي ٢٢ / ٢١٦ ، تفسير الطبري ١٧ / ٨٢ ، تفسير ابن كثير ٣ / ٣٠٨ ، مسند الإمام أحمد ١ / ١٧٠ ، تحفة الأحوذي ٩ / ٤٧٩.
الإيمان ، إنما تمثل معجزة نبيّ ، والمعجزة فيما نعلم ، قوى إلهية يعجز البشر عن الإتيان بمثلها ، والحصول على نظير لها ، ولا تأتي إلا في مقام التحدي والإعجاز ، وهي ، كغيرها من معجزات الأنبياء ، من عمل سبحانه وتعالى ، ولا لأحد فيها سواه ، جلّ جلاله ، فليس لنبيّ يد في الخوارق التي بهرت الناس ، وقهرت الخلق ، وقامت أدلة صادقة على صدق من ظهرت على أيديهم في أنهم مبلغون عن الله سبحانه وتعالى (١) ، ومن هذا النوع كانت معجزة الحوت لسيدنا يونس (يونان) عليهالسلام كما رأينا من قبل.
__________________
(١) محمد الصادق عرجون : معجزات الأنبياء بين العقل والعلم ـ الإسكندرية ١٩٥٥ ص ٢ ، وانظر عن المعجزة وشروطها : تفسير القرطبي ص ٧٠ ـ ٧٢ (القاهرة ١٩٦٩).
المراجع المختارة (١)
أولا:
١ ـ القرآن الكريم.
ثانيا ـ كتب الحديث :
٢ ـ إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (١٠ أجزاء) ، للألباني ، بيروت ١٩٧٩.
٣ ـ إرشاد الساري شرح صحيح البخاري ، للقسطلاني ، بيروت ١٣٢٣ ه.
٤ ـ الجامع الصحيح ، للترمذي ، المدينة المنورة ١٩٦٧.
٥ ـ الجامع الصغير ، للسيوطي ، القاهرة ١٩٥٤.
٦ ـ الجامع الكبير ، للسيوطي ، القاهرة ١٩٦٩.
٧ ـ السنن الكبرى ، للبيهقي ، حيدرآباد ١٣٤٧ ه.
٨ ـ المستدرك على الصحيحين ، للحاكم النيسابوري ، حيدرآباد ١٣٣٥ ه.
٩ ـ جامع الأصول في أحاديث الرسول ، لابن الأثير ، دمشق ١٩٧٤.
__________________
(١) هذه المراجع المختارة تختص بالأجزاء : الثاني والثالث والرابع ، من هذه السلسلة (دراسات تاريخية من القرآن الكريم) ، وأما الجزء الأول فقد ذكرت مراجعه في آخره.
١٠ ـ تهذيب الآثار ـ مسند عبد الله بن عباس (جزءان) ، للطبري ، القاهرة ١٩٨٢.
١١ ـ تهذيب الآثار ـ مسند عمر بن الخطاب ، للطبري ، القاهرة ١٩٨٣.
١٢ ـ تهذيب الآثار ـ مسند علي بن أبي طالب ، للطبري ، القاهرة ١٩٨٣.
١٣ ـ سنن ابن ماجة ، القاهرة ١٩٧٢.
١٤ ـ سنن أبي داود (جزءان) ، القاهرة ١٩٥٢.
١٥ ـ سنن النسائي ، القاهرة ١٩٦٤.
١٦ ـ صحيح البخاري (٩ أجزاء) ، القاهرة ١٣٨٦ ه.
١٧ ـ صحيح مسلم بشرح النووي (١٨ جزءا) ، بيروت ١٩٨١.
١٨ ـ فتح الباري شرح صحيح البخاري ، لابن حجر العسقلاني ، القاهرة ١٩٥٩.
١٩ ـ كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، للمتقي الهندي ، حلب ١٣٩٩ ه.
٢٠ ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، للهيثمي ، بيروت ١٩٦٧.
٢١ ـ مسند الإمام أحمد بن حنبل ، بيروت ١٩٦٩.
٢٢ ـ موطأ الإمام مالك ، القاهرة ١٩٧٠.
٢٣ ـ المعجم الصغير ، للطبراني ، المدينة المنورة ١٩٦٨.
٢٤ ـ المعجم الكبير ، للطبراني بغداد ١٤٠٤ ه.
٢٥ ـ نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار من أحاديث سيد الأخبار (٨ أجزاء) ، للشوكاني ، القاهرة ١٩٨٠.
ثالثا ـ كتب التفسير :
٢٦ ـ تفسير ابن كثير ، (تفسير القرآن العظيم) ، (٤ أجزاء) ، بيروت ١٩٨٦.
٢٧ ـ تفسير أبي السعود ، (إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم) ، القاهرة ١٣٤٧ ه.
٢٨ ـ تفسير الألوسي ، (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني) ، بيروت ١٩٧٨.
٢٩ ـ تفسير البيضاوي ، (أنوار التنزيل وأسرار التأويل) ، القاهرة ١٩٦٨.
٣٠ ـ تفسير الخازن ، (لباب التأويل في معاني التنزيل) ، القاهرة ١٩٥٥.
٣١ ـ تفسير الزمخشري (الكشاف عن حقائق عوامل التنزيل وعيون الأقاويل في وجود التأويل) ، القاهرة ١٩٦٦.
٣٢ ـ تفسير الصابوني ، (صفوة التفاسير) ، بيروت ١٩٨١.
٣٣ ـ تفسير الطبرسي ، (مجمع البيان في تفسير القرآن) ، بيروت ١٩٦١.
٣٤ ـ تفسير الطبري ، (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) ، القاهرة ٥٧.
٣٥ ـ تفسير السيوطي ، (الدر المنثور في التفسير بالمأثور) ، طهران ١٣٧٧ ه.
٣٦ ـ تفسير سيد قطب ، (في ظلال القرآن) ، بيروت ١٤٠٠ ه.
٣٧ ـ تفسير الجلالين ، بيروت ١٤٠٢ ه.
٣٨ ـ تفسير الفخر الرازي ، (التفسير الكبير) ، القاهرة ١٩٣٨.
٣٩ ـ تفسير القرطبي ، (الجامع لأحكام القرآن) ، القاهرة ١٩٧٠.
٤٠ ـ تفسير المنار ، (تفسير المنار ، (تفسير القرآن الحكيم) ، القاهرة ٧٣.
٤١ ـ تفسير القاسمي ، (محاسن التأويل) ، القاهرة ١٩٥٧.
٤٢ ـ تفسير طنطاوي جوهري ، (الجواهر في تفسير القرآن الكريم) ، القاهرة ١٩٧٤.
٤٣ ـ تفسير ابن حبان ، (تفسير البحر المحيط) ، بيروت ١٩٨٣.
٤٤ ـ تفسير ابن ناصر السعدي ، (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) ، مكة المكرمة ١٣٩٨ ه.
٤٥ ـ تفسير النسفي ، (مدارك التنزيل وحقائق التأويل) ، بيروت ١٩٨٠.
٤٦ ـ تفسير محمد عزة دروزة ، (التفسير الحديث) ، القاهرة ١٩٦٣.
٤٧ ـ تفسير ابن عطية ، (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز) ، الرباط ١٩٧٩.
٤٨ ـ تفسير الرازي ، (مفاتيح الغيب) ، بيروت ١٩٧٠.
٤٩ ـ تفسير ابن العربي ، (أحكام القرآن) ، القاهرة ١٩٥٧.
٥٠ ـ تفسير النيسابوري ، (غرائب القرآن ورغائب الفرقان) ، القاهرة ١٣٨١ ه.
٥١ ـ تفسير الجصاص ، (أحكام القرآن) ، القاهرة ١٩٥٩.
٥٢ ـ تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير في كتب السنة ، مكة المكرمة ١٩٨٦.
رابعا ـ المراجع العربية :
٥٣ ـ التوراة ، طبعة دار الكتاب المقدس ، القاهرة ١٩٧٠.
٥٤ ـ إبراهيم خليل : إسرائيل والتلمود ، القاهرة ١٩٦٧.
٥٥ ـ أبكار السقاف : إسرائيل وعقيدة الأرض الموعودة ، القاهرة ١٩٦٧.
٥٦ ـ ابن الأثير : الكامل في التاريخ ، بيروت ٧١٩٦٥ ٥٧ ـ ابن تيمية : مجموع فتاوى ابن تيمية ، (٣٧ جزءا) ، الرياض ١٣٨٢ ه.
٥٨ ـ ابن تيمية : كتاب النبوات ، بيروت ١٩٨٢.
٥٩ ـ ابن حزم : الفصل في الملل والأهواء والنحل ، القاهرة ١٩٦٤.
٦٠ ـ ابن خلدون : تاريخ ابن خلدون ، بيروت ١٩٧١.
٦١ ـ ابن سعد : الطبقات الكبرى ، القاهرة ١٩٦٨.
٦٢ ـ ابن كثير : البداية والنهاية ، بيروت ١٩٦٦.
٦٣ ـ أبو الفداء : المختصر في أخبار البشر ، القاهرة ١٣٢٥ ه.
٦٤ ـ أبو نعيم الأصفهاني : حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (١٠ أجزاء) ، بيروت ١٩٨٥.
٦٥ ـ الدكتور أحمد بدوي : في موكب الشمس (جزءان) ، القاهرة ١٩٥٢.
٦٦ ـ أحمد حسن الباقوري : مع القرآن ، القاهرة ١٩٧٠.
٦٧ ـ الدكتور أحمد شلبي : اليهودية ، القاهرة ١٩٦٧.
٦٨ ـ الدكتور أحمد عبد الحميد يوسف : مصر في القرآن والسنة ، القاهرة ١٩٧٣.
٦٩ ـ الدكتور أحمد فخري : دراسات في تاريخ الشرق القديم ، القاهرة ١٩٦٣.
٧٠ ـ الدكتور أحمد فخري : مصر الفرعونية ، القاهرة ١٩٧١.
٧١ ـ الدكتور إسرائيل ولفنسون : تاريخ اليهود في بلاد العرب ، القاهرة ١٩٢٧.
٧٢ ـ الدكتور إسرائيل ولفنسون : تاريخ اللغات السامية ، القاهرة ١٩٢٩.
٧٣ ـ الدكتور إسماعيل راجي الفاروقي : أصول الصهيونية في الدين اليهودي ، القاهرة ١٩٦٤.
٧٤ ـ الشهرستاني : الملل والنحل ، القاهرة ١٩٦٨.
٧٥ ـ البكري : معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع ، القاهرة ٤٥.
٧٦ ـ الثعلبي : قصص الأنبياء ـ المسمى عرائس المجالس ، القاهرة.
٧٨ ـ الحميري : الروض المعطار في خبر الأقطار ، بيروت ١٩٧٥.
٧٩ ـ الدكتور التهامي نقرة : سيكولوجية القصة في القرآن ، تونس ١٩٧٤.
٨٠ ـ العمري : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار ، القاهرة ١٩٢٤.
٨١ ـ الدكتور السيد يعقوب بكر : أوفير (من كتاب العرب والملاحة في المحيط الهندي) ، القاهرة ١٩٥٨.
٨٢ ـ الطبري : تاريخ الطبري ، (تاريخ الرسل والملوك) ، القاهرة ١٩٦٧.
٨٣ ـ المسعودي : مروج الذهب ومعادن الجوهر ، بيروت ١٩٧٣.
٨٤ ـ المقدسي : كتاب البدء والتأريخ ، باريس ٣.
٨٥ ـ اليعقوبي : تاريخ اليعقوبي ، بيروت ١٩٦٠.
٨٦ ـ باهور لبيب : لمحات من الدراسات المصرية القديمة القاهرة ١٩٤٧.
٨٧ ـ الدكتور جمال حمدان : شخصية مصر ، القاهرة ١٩٧٠.
٨٨ ـ الدكتور جواد علي : المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ، بيروت ٦٨.
٨٩ ـ حبيب سعيد : خليل الله في اليهودية والمسيحية والإسلام ، القاهرة ـ.
٩٠ ـ الدكتور حسن ظاظا : القدس مدينة الله ، أم مدينة داود؟ ، القاهرة ١٩٧٠.
٩١ ـ الدكتور حسن ظاظا : الساميون ولغاتهم ، القاهرة سنة ١٩٧٠.
٩٢ ـ الدكتور حسن ظاظا : الفكر الديني الإسرائيلي ، القاهرة ١٩٧١.
٩٣ ـ حسين ذو الفقار : توراة اليهود ـ المجلة العدد ١٥٧ ، القاهرة ١٩٧٠.
٩٤ ـ حسين ذو الفقار : إله موسى في توراة اليهود ـ المجلة العدد ١٦٣ ، القاهرة ١٩٧٠.
٩٥ ـ الدكتور رشيد الناضوري : جنوب غربي آسيا وشمال إفريقيا (جزءان) ، بيروت ٨.
٩٦ ـ الدكتور سليم حسن : مصر القديمة (١٦ جزءا) ، القاهرة ٤٠.
٩٧ ـ شاهين مكاريوس : تاريخ الأمة الإسرائيلية ، القاهرة ١٩٠٤.
٩٨ ـ طه باقر : مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة (جزءان) ، بغداد ١٩٥٥.
٩٩ ـ عباس محمود العقاد : إبراهيم أبو الأنبياء ، القاهرة ـ.
١٠٠ ـ عباس محمود العقاد : حقائق الإسلام وأباطيل خصومه ، القاهرة ١٩٦٥.
١٠١ ـ عباس محمود العقاد : الإسلام دعوة عالمية ، القاهرة ١٩٧٠.
١٠٢ ـ الدكتور عبد الحميد زائد : مصر الخالدة ، القاهرة ١٩٦٦.
١٠٣ ـ الدكتور عبد الحميد زائد : الشرق الخالد ، القاهرة ١٩٦٦.
١٠٤ ـ الدكتور عبد الحميد زائد : القدس الخالدة ، القاهرة ١٩٧٤.
١٠٥ ـ عبد الرحيم فودة : في معاني القرآن ، القاهرة.
١٠٦ ـ الدكتور عبد العزيز صالح : الشرق الأدنى القديم ، القاهرة ١٩٦٧.
١٠٧ ـ عبد الوهاب النجار : قصص الأنبياء ، القاهرة ١٩٦٦.
١٠٨ ـ عصام الدين حفني ناصف : محنة التوراة على أيدي اليهود ، القاهرة ١٩٦٥.
١٠٩ ـ الدكتور عويد المطرفي : داود وسليمان في القرآن والسنة ، مكة المكرمة ١٩٧٩.
١١٠ ـ الدكتور محمد أبو المحاسن عصفور : معالم تاريخ الشرق الأدنى القديم ، الإسكندرية ١٩٦٨.
١١١ ـ الدكتور محمد الطيب النجار : تاريخ الأنبياء في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية ، الرياض ١٩٨٣.
١١٢ ـ الدكتور محمد بيومي مهران : مصر (جزءان) ، الإسكندرية ١٩٨٢.
١١٣ ـ الدكتور محمد بيومي مهران : حركات التحرير في مصر القديمة ، القاهرة ١٩٧٦.
١١٤ ـ الدكتور محمد بيومي مهران : إخناتون ، القاهرة ١٩٧٩.
١١٥ ـ الدكتور محمد بيومي مهران : الحضارة المصرية القديمة ، الإسكندرية ١٩٨٤.
١١٦ ـ الدكتور محمد بيومي مهران : إسرائيل (أربعة أجزاء) ، الإسكندرية ١٩٧٨ ـ ١٩٧٩.
١١٧ ـ الدكتور محمد بيومي مهران : النبوة والأنبياء عند بني إسرائيل ، الإسكندرية ١٩٧٩.
١١٨ ـ الدكتور محمد بيومي مهران : تاريخ العرب القديم ، الرياض ١٩٧٧.
١١٩ ـ الدكتور محمد بيومي مهران : الديانة العربية القديمة ، الإسكندرية ١٩٧٨.
١٢٠ ـ الدكتور محمد بيومي مهران : دراسات تاريخية من القرآن الكريم (أربعة أجزاء) ، بيروت ١٩٨٨.
١٢١ ـ الدكتور محمد بيومي مهران : قصة الطوفان بين الآثار والكتب المقدسة ، الرياض ١٩٧٥.
١٢٢ ـ الدكتور محمد بيومي مهران : في رحاب النبي وآل البيت الطاهرين (خمسة أجزاء) ، تحت الطبع.
١٢٣ ـ محمد حسني عبد الحميد : أبو الأنبياء إبراهيم الخليل ، القاهرة ١٩٤٧.
١٢٤ ـ محمد رشيد رضا : تفسير سورة يوسف ، القاهرة ١٩٣٦.
١٢٥ ـ الدكتور محمد سيد طنطاوي : بنو إسرائيل في القرآن والسنة (جزءان) ، القاهرة ٨.
١٢٦ ـ محمد عزة دروزة : تاريخ بين إسرائيل من أسفارهم ، بيروت ١٩٦٩.
١٢٧ ـ محمد علي الصابوني : النبوة والأنبياء ، بيروت ١٩٨٠.
١٢٨ ـ محمد مبروك نافع : عصر ما قبل الإسلام ، القاهرة ١٩٥٢.
١٢٩ ـ الشيخ محمد متولي الشعراوي : الفتاوي (١٠ أجزاء في مجلدين) ، بيروت ١٩٨١.
١٣٠ ـ الدكتور محمود بن الشريف : الأديان في القرآن ، جدة ١٩٧٩.