أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-414-8
ISBN الدورة:
الصفحات: ٧٠٣
فَمَنْ هَاهُنَا كَانَ ذَبَحَهُ (١)؟ ».
__________________
(١) قال الشيخ الصدوق في جملة من كتبه : « قد اختلفت الروايات في الذبيح ، فمنها ما ورد بأنّه إسماعيل ، ومنها ما ورد بأنّه إسحاق ، ولا سبيل إلى ردّ الأخبار متى صحّ طرقها ، وكان الذبيح إسماعيل ، لكنّ إسحاق لمّا ولد بعد ذلك تمنّى أن يكون هو الذي امر أبوه بذبحه ، وكان يصبر لأمر الله عزّوجلّ ويسلّم له كصبر أخيه وتسليمه ، فينال بذلك درجته في الثواب ، فعلم الله عزّوجلّ ذلك من قلبه ، فسمّاه بين ملائكته ذبيحاً ؛ لتمنّيه لذلك ». وقال في الفقيه : « وقد ذكرت إسناد ذلك في كتاب النبوّة متّصلاً بالصادق عليهالسلام ».
وقال العلاّمة الفيض : « لعلّ معنى قوله : فمن هاهنا كان ذبحه؟ أنّه لمّا لم يكن هناك سوى إبراهيم وأهله وولده إسماعيل الذي كان يساعده في بناء البيت دون إسحاق ، فمن كان هاهنا ذبحه إبراهيم؟ يعني لم يكن هناك إسحاق ليذبحه. قوله : فمن زعم ، إلى آخره ، لعلّه من كلام بعض الرواة » ، ثمّ نقل ما نقلناه عن الشيخ الصدوق وقال : « أقول : لا يخفى أنّ حديث أبي بصير الذي مضى في قصّة الذبيح من الكافي ـ وهو الحديث العاشر الآتي هنا ـ لا يحتمل هذا التأويل ، وحمله على التقيّة أيضاً بعيد ، وكأنّهم عليهمالسلام كانوا يرون مصلحة في إبهام الذبيح ، كما يظهر من بعض أدعيتهم ، ولذا جاء فيه الاختلاف عنهم ، وكانا جميعاً ذبيحين ، أحدهما بمنى ، والآخر بالمُنى ».
وقال العلاّمة الشعراني ذيل قوله : « وكانا جميعاً ذبيحين » : « هذا هو الوجه الذي اختاره الصدوق بعينه ، وما ذكره المصنّف من استبعاد التقيّة صحيح ؛ فإنّه لا وجه للتقيّة مع عدم الخوف من إظهار الفتوى في هذه الامور التي لا تتعلّق بسياسة الخلفاء وعمل الناس في مذهبهم ، مع كونهم مختلفين ، ولابدّ من الاعتقاد بأنّ في هذه الروايات المنقولة ما ليس صادراً عنهم ، كما قاله المفيد رحمهالله. والجمع الذي اختاره الصدوق أحسن وإن لم يوافقه لفظ بعض الأحاديث ؛ إذ لا نريد أن يكون جميع الألفاظ منطبقة عليه ، فلعلّه من تصرّفات الرواة ».
وأمّا العلاّمة المجلسي فإنّه قال : « قوله : فمن هاهنا كان ذبحه؟ غرضه رفع استبعاد لكون إسحاق ذبيحاً بأنّ إسحاق كان بالشام ، والذي كان بمكّة إسماعيل فكون إسحاق ذبيحاً مستبعد ، فأشار المؤلّف رحمهالله هاهنا إلى أنّ هذا الخبر يدلّ على أنّ إبراهيم عليهالسلام قد حجّ مع أهله وولده ، فيمكن أن يكون الأمر يذبح إسحاق في هذا الوقت.
واعلم أنّ المسلمين اختلفوا في أنّ الذبيح إسماعيل أو إسحاق ، مع اتّفاق أهل الكتاب على أنّه إسحاق ، وكذا اختلف أخبار الخاصّة والعامّة في ذلك ، لكنّ القول بكونه إسحاق أشهر بين المخالفين ، كما أنّ القول بكونه إسماعيل أشهر بين الإماميّة ، فحمل الأخبار الدالّة على كونه إسحاق عليهالسلام على التقيّة أظهر. ويظهر من الكليني رحمهالله أنّه في ذلك من المتوقّفين ، ولا يبعد حمل الأخبار الدالّة على كونه إسحاق عليهالسلام على التقيّة ». ثمّ نقل ما نقلناه عن الشيخ الصدوق وقال : « أقول : لا ينفع هذا في أكثر الأخبار المصرّحة بكون الذبيح حقيقة هو إسحاق ، ويمكن القول بصدورهما معاً إن لم يتحقّق إجماع على كون الذبيح أحدهما فقط ». وراجع : الخصال ، ص ٥٨ ـ ٥٧ ، باب الاثنين ، ذيل ح ٧٨ ؛ عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢١٢ ، ذيل ح ١ ؛ الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٣٠ ، ذيل ح ٢٢٧٨ ؛ الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٤٩ ـ ١٥٠ ؛ مرآة العقول ، ج ١٧ ، ص ٣٨ ـ ٣٩.
وَذَكَرَ (١) عَنْ أَبِي بَصِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ وَأَبَا عَبْدِ اللهِ عليهماالسلام يَزْعُمَانِ أَنَّهُ إِسْحَاقُ ؛ فَأَمَّا (٢) زُرَارَةُ ، فَزَعَمَ (٣) أَنَّهُ إِسْمَاعِيلُ. (٤)
٦٧٣٣ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ (٥) ، قَالَ :
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليهالسلام ـ يَعْنِي الرِّضَا ـ لِلْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ : « أَيُّ شَيْءٍ السَّكِينَةُ عِنْدَكُمْ؟ »
فَقَالَ : لَا أَدْرِي جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَأَيُّ (٦) شَيْءٍ هِيَ (٧)؟
قَالَ : « رِيحٌ تَخْرُجُ مِنَ الْجَنَّةِ طَيِّبَةٌ ، لَهَا صُورَةٌ كَصُورَةِ وَجْهِ الْإِنْسَانِ ، فَتَكُونُ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَهِيَ الَّتِي نَزَلَتْ عَلى إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام حَيْثُ (٨) بَنَى الْكَعْبَةَ ، فَجَعَلَتْ تَأْخُذُ كَذَا وَكَذَا ، فَبَنَى (٩) الْأَسَاسَ عَلَيْهَا ». (١٠)
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليهالسلام عَنِ
__________________
(١) الظاهر « ذَكَرَ » بصيغة المعلوم ، وأنّ الضمير المستتر فيه راجع إلى أبان بن عثمان. فينسحب إليه الطرق الثلاثةالمذكورة في صدر الحديث ؛ لما يأتي في نفس الباب ، ح ١٠ ؛ من رواية المصنّف عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن أبي بصير أنّه سمع أبا جعفر وأبا عبد الله عليهماالسلام بالطرق الثلاثة.
(٢) في « بخ ، بف » والوافي والبحار : « وأمّا ».
(٣) في « ظ ، جد » : « فيزعم ».
(٤) الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٤٨ ، ح ١١٦٧٩ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢١٢ ، ح ١٧٥٨٣ ، إلى قوله : « فوضعه موضعه » ؛ البحار ، ح ١٢ ، ص ١٣٥ ، ذيل ح ١٧ ، ملخّصاً.
(٥) في المرآة : « في بعض النسخ : ابن مسكان ». وهو سهو ؛ فإنّ المراد من ابن مسكان ، عبدالله بن مسكان ، وهو من أحداث أبي عبدالله عليهالسلام ، مات في أيّام أبي الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام ، ولم يدرك الرضا عليهالسلام ، كما لم يرو عنه أحمد بن محمّد ، المراد به أحمد بن محمّد بن عيسى.
(٦) في « بخ ، بف » والوافي : « فأيّ ».
(٧) في « بث ، بخ ، بف ، جن » : + « جعلت فداك ».
(٨) في الوافي : « حين ».
(٩) في « ى » : « وبنى ». وفي « بح ، بخ ، بس ، بف » والوافي : « فيبني ».
(١٠) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٤٦ ، ح ٢٣١٨ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣١٢ ، ح ٨٠ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٢٨٥ ، ح ٣ ، بسند آخر عن الرضا عليهالسلام. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٨٤ ، ح ٣٩ ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام ؛ وفيه ، ص ١٣٣ ، صدر ح ٤٤٢ ، عن العبّاس بن هلال ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير. راجع : الكافي ، كتاب المعيشة ، باب ركوب البحر للتجارة ، ح ٩١٦٧ ؛ وتفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٨٢ ؛ وج ٢ ، ص ٢٨٢ الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٥١ ، ح ١١٦٨١ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢١٢ ، ح ١٧٥٨٤.
السَّكِينَةِ ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ. (١)
٦٧٣٤ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَمَّا أُمِرَ (٢) إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ عليهماالسلام بِبِنَاءِ الْبَيْتِ (٣) وَتَمَّ بِنَاؤُهُ ، قَعَدَ إِبْرَاهِيمُ عَلى رُكْنٍ ، ثُمَّ (٤) نَادى : هَلُمَّ الْحَجَّ ، هَلُمَّ الْحَجَّ (٥) ، فَلَوْ نَادى (٦) : هَلُمُّوا
__________________
(١) الكافي ، كتاب الصلاة ، باب صلاة الاستخارة ، ضمن ح ٥٦٦٠ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أسباط ومحمّد بن أحمد ، عن موسى بن القاسم بن البجلي ، عن عليّ بن أسباط ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام. قرب الإسناد ، ص ٣٧٢ ، ضمن ح ١٣٢٧ ، بسنده عن ابن أسباط ، وفيهما مع اختلاف الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٥١ ، ح ١١٦٨٢ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢١٢ ، ذيل ح ١٧٥٨٤.
(٢) في العلل : « أمر الله عزّوجلّ ».
(٣) في « بخ » : « الكعبة ».
(٤) في « بف » : ـ « ثمّ ».
(٥) في « ى ، بس ، جن » : ـ « هلمّ الحجّ ». وفي الوافي : « نادى جنس الإنس بلفظ المفرد ، ولذا عمّ نداؤه الموجودين والمعدومين ، ولو نادى الأفراد بلفظ الجمع لم يشمل المعدومين ، بل اختصّ بالموجودين ، وذلك لأنّ حقيقة الإنسان موجودة بوجود فرد مّا ، وتشمل جميع الأفراد وجدت أو لم توجد ، وأمّا الفرد الخاصّ منه فلا يصير فرداً خاصّاً جزئيّاً منه ما لم يوجد. وهذا من لطائف المعاني نطق به الإمام عليهالسلام لمن وفّق لفهمه ».
وقال المحقّق الشعراني في هامش الوافي : « الفرق بين العبارتين أنّ الأوّل مفرد وهو هلمّ ، والثاني هلمّوا ، وهو جمع ، والعادة في الخطاب العامّ أن يكون بلفظ المفرد ، وأمّا الجمع فيخاطب به الموجودون في زمان الخطاب. قال الفاضل الچلبي : لم يوجد في القرآن ولا في كلام العرب العرباء خطاب عامّ بصيغة الجمع. انتهى. وعلى هذا فجميع ما ورد في الكتاب العزيز من قوله : ( يا أَيُّهَا النّاسُ ) و ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) وأمثال ذلك مختصّ المشافهين ، ويلحق بهم غيرهم بالإجماع ».
أقول : كأنّ ما قاله إجمال لما فصّله العلاّمة المجلسي في المقام في مرآة العقول ، ج ١٧ ، ص ٤٠ وقال في آخره : « وعلى ما في الكتاب ـ أي هلمّ بدون كلمة « إلى » ـ يحتمل هذا الوجه ـ وهو عموميّة الخطاب ـ بأن يكون الحجّ منصوباً بنزع الخافض. ويحتمل وجهاً آخر بأن يكون الحجّ مرفوعاً بأن يكون المخاطب الحجّ لبيان أنّه مطلوب في نفسه من غير خصوصيّة مباشر ، فيكون أبلغ في إفادة الخطاب العامّ ». ولسلطان العلماء هاهنا بيان مذكور في هامش الوافي طوينا عن ذكره مخافة الإطناب. وللمزيد أيضاً راجع : مختصر المعاني ، ص ٤٩ ؛ الحدائق الناضرة ، ج ١٥ ، ص ٦٩ ـ ٧١.
(٦) في « بس » : + « يومئذٍ ».
إِلَى الْحَجِّ ، لَمْ يَحُجَّ إِلاَّ مَنْ كَانَ يَوْمَئِذٍ (١) إِنْسِيّاً مَخْلُوقاً ، وَلكِنَّهُ نَادى : هَلُمَّ الْحَجَّ ، فَلَبَّى النَّاسُ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ (٢) : لَبَّيْكَ دَاعِيَ اللهِ ، لَبَّيْكَ دَاعِيَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَمَنْ لَبّى عَشْراً ، يَحُجُّ عَشْراً ، وَمَنْ لَبّى خَمْساً ، يَحُجُّ خَمْساً ، وَمَنْ لَبّى أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ (٣) ، فَبِعَدَدِ ذلِكَ ، وَمَنْ (٤) لَبّى وَاحِداً ، حَجَّ وَاحِداً (٥) ، وَمَنْ لَمْ يُلَبِّ ، لَمْ يَحُجَّ ». (٦)
٦٧٣٥ / ٨. عَنْهُ (٧) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَنَاحٍ ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَتِ (٨) الْكَعْبَةُ عَلى عَهْدِ إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام تِسْعَةَ أَذْرُعٍ (٩) ، وَكَانَ لَهَا بَابَانِ ، فَبَنَاهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ، فَرَفَعَهَا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعاً ، فَهَدَمَهَا الْحَجَّاجُ ، فَبَنَاهَا (١٠) سَبْعَةً وَعِشْرِينَ ذِرَاعاً ». (١١)
__________________
(١) في « بس ، ظ » : ـ « يومئذٍ ».
(٢) قال العلاّمة الفيض في هامش الوافي : « لعلّ إجابة من كان في الأصلاب والأرحام إشارة إلى ما كتب بقلمالقضاء في اللوح المحفوظ من طاعة المطيع لهذه الدعوة على لسان إبراهيم ومن بعده الأنبياء عليهمالسلام ».
(٣) في « ظ ، بخ » والوافي والعلل : ـ « من ذلك ».
(٤) في « ى » : « فمن ».
(٥) في « بس » : « ومن لبّى واحدة حجّ واحدة ».
(٦) علل الشرائع ، ص ٤١٩ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٣٢ ، ضمن الحديث الطويل ٢٢٨٢ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام. وفيه ، ص ١٩٩ ، ذيل ح ٢١٣٣ ، من قوله : « نادى هلمّ الحجّ » وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٥١ ، ح ١١٦٨٤ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١٠ ، ح ١٤١١٥ ؛ وفيه ، ج ١٣ ، ص ٢١٣ ، ح ١٧٥٨٥ ، إلى قوله : « ثمّ نادى هلمّ الحجّ ».
(٧) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد المذكور في السند المتقدّم ؛ فقد روى أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عن سعيد بن جناح في عددٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥١٩ ، وص ٦٧٦.
(٨) في « بث » : « لمّا كانت ».
(٩) في المرآة : « قوله عليهالسلام : تسعة أذرع ، إمّا بأذرع ذلك الزمان ، أو بدون الرخامة الحمراء التي هي الأساس ؛ لئلاّ ينافي ما مرّ ».
(١٠) في « ظ ، بح ، بس ، بف ، جن » والوافي والوسائل : « وبناها ».
(١١) الوافي ، ج ١٢ ، ص ٦٢ ، ح ١١٥٠٧ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢١٣ ، ح ١٧٥٨٦.
٦٧٣٦ / ٩. وَرُوِيَ (١) عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ طُولُ الْكَعْبَةِ يَوْمَئِذٍ تِسْعَةَ أَذْرُعٍ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهَا سَقْفٌ ، فَسَقَّفَهَا قُرَيْشٌ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعاً ، فَلَمْ تَزَلْ (٢) ، ثُمَّ كَسَرَهَا الْحَجَّاجُ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ ، فَبَنَاهَا وَجَعَلَهَا (٣) سَبْعَةً وَعِشْرِينَ ذِرَاعاً ». (٤)
٦٧٣٧ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛ وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدَوَيْهِ (٥) بْنِ عَامِرٍ جَمِيعاً ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ وَأَبَا عَبْدِ اللهِ عليهماالسلام يَذْكُرَانِ (٦) أَنَّهُ : « لَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ ، قَالَ جَبْرَئِيلُ لِإِبْرَاهِيمَ عليهماالسلام : تَرَوَّهْ (٧) مِنَ الْمَاءِ ، فَسُمِّيَتِ التَّرْوِيَةَ ، ثُمَّ أَتى مِنًى ، فَأَبَاتَهُ بِهَا ، ثُمَّ غَدَا بِهِ إِلى عَرَفَاتٍ ، فَضَرَبَ خِبَاهُ (٨) بِنَمِرَةَ (٩) دُونَ عَرَفَةَ (١٠) ، فَبَنى مَسْجِداً بِأَحْجَارٍ بِيضٍ ، وَكَانَ يُعْرَفُ أَثَرُ مَسْجِدِ إِبْرَاهِيمَ حَتّى أُدْخِلَ فِي هذَا الْمَسْجِدِ الَّذِي بِنَمِرَةَ حَيْثُ
__________________
(١) يحتمل في « روى » كونه بصيغة المعلوم ، فالضمير المستتر فيه راجع إلى أحمد بن محمّد ، كما يحتمل كونه بصيغة المجهول ، فيكون الخبر مرسلاً.
(٢) في « ى ، بس ، جن » والفقيه : « فلم يزل ».
(٣) في الوافي عن بعض النسخ : « جعله ».
(٤) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٤٧ ، ح ٢٣١٩ ، مرسلاً الوافي ، ج ١٢ ، ص ٦٢ ، ح ١١٥٠٨ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢١٤ ، ح ١٧٥٨٧.
(٥) في « بس » : « عبدالله ». وفي « جر » والوسائل : « عبد ربّه ».
(٦) في « ى » : « يذكر ».
(٧) في « ظ ، بث ، جد » والوسائل : « تروّ ».
(٨) الخِباء : أحد بيوت العرب من وَبَر أو صوف ، ولا يكون من شَعر ، وهو على عمودين أو ثلاثة ، وما فوق ذلكفهو بيت. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٢٥ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٩ ( خبا ).
(٩) قال ابن الأثير : « هو ـ أي نمرة ـ الجبل الذي عليه أنصاب الحرم بعرفات ». وقال الفيّومي : « نمرة : موضع ، قيل : من عرفات ، وقيل : بقربها خارج عنها ». راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١١٨ ؛ المصباح المنير ، ص ٦٢٦ ( نمر ).
(١٠) في الوافي : « عرنة ».
يُصَلِّي الْإِمَامُ يَوْمَ عَرَفَةَ ، فَصَلّى بِهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ ، ثُمَّ عَمَدَ بِهِ (١) إِلَى عَرَفَاتٍ فَقَالَ (٢) : هذِهِ عَرَفَاتٌ فَاعْرِفْ بِهَا مَنَاسِكَكَ ، وَاعْتَرِفْ بِذَنْبِكَ ، فَسُمِّيَ عَرَفَاتٍ ، ثُمَّ أَفَاضَ إِلَى الْمُزْدَلِفَةِ ، فَسُمِّيَتِ الْمُزْدَلِفَةَ لِأَنَّهُ ازْدَلَفَ (٣) إِلَيْهَا ، ثُمَّ قَامَ (٤) عَلَى الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ، فَأَمَرَهُ (٥) اللهُ أَنْ يَذْبَحَ ابْنَهُ ، وَقَدْ رَأى فِيهِ شَمَائِلَهُ (٦) وَخَلَائِقَهُ (٧) ، وَأَنِسَ مَا كَانَ إِلَيْهِ (٨) ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَفَاضَ مِنَ الْمَشْعَرِ إِلى مِنًى ، فَقَالَ (٩) لِأُمِّهِ : زُورِي الْبَيْتَ أَنْتِ (١٠) ، وَأَحْتَبِسَ الْغُلَامَ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، هَاتِ الْحِمَارَ وَالسِّكِّينَ حَتّى أُقَرِّبَ الْقُرْبَانَ (١١) ».
فَقَالَ (١٢) أَبَانٌ : فَقُلْتُ لِأَبِي بَصِيرٍ : مَا أَرَادَ بِالْحِمَارِ وَالسِّكِّينِ؟ قَالَ : أَرَادَ أَنْ يَذْبَحَهُ ، ثُمَّ يَحْمِلَهُ ، فَيُجَهِّزَهُ (١٣) وَيَدْفِنَهُ.
قَالَ (١٤) : « فَجَاءَ الْغُلَامُ بِالْحِمَارِ وَالسِّكِّينِ (١٥) ، فَقَالَ : يَا أَبَتِ ، أَيْنَ الْقُرْبَانُ؟ قَالَ :
__________________
(١) « عمد به » أي لزمه. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٣٨ ( عمد ).
(٢) في « جن » : « قال ».
(٣) الازدلاف : هو الاقتراب والاجتماع. قال ابن الأثير : « سمّي المشعر الحرام مزدلفة ؛ لأنّه يتقرّب إلى الله تعالىفيها ». النهاية ، ج ٢ ، ص ٣١٠ ( زلف ).
(٤) في « بف » : « أقام ». وفي المرآة : « قوله عليهالسلام : ثمّ قام ، قيل : الأظهر : نام ».
(٥) في « ظ ، جد ، جن » : « فأمر ». وفي « بس » : « وأمره ».
(٦) الشمائل : جمع الشِمال ، وهو الطبع والخُلُق. لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٣٦٥ ( شمل ).
(٧) في حاشية « بث » : « خلقه ». والخلائق : جمع الخليقة ، وهي الطبيعة التي يُخْلَق بها الإنسان. لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٨٦ ( خلق ).
(٨) في الوسائل : ـ « وأنس ما كان إليه ». وفي الوافي : « أنس ما كان إليه ؛ يعني لم يكن يأنس إلى أحد مثل ما كان يأنس إلى ابنه ». وفي المرآة : « قوله عليهالسلام : وأنس ما كان إليه ، أي كان انسه عليهالسلام ما كان ، أي دائماً إليه ، أي إلى إسحاق ؛ لأنّه كان معه غالباً ، وإنّما كان يلقى إسماعيل عليهالسلام نادراً ، فـ « ما » بمعنى مادام ، و « كان » تامّة. ثمّ ذكر احتمالات اخر وقال : « والأوّل هو الصواب ، وسائر الاحتمالات وإن خطرت بالبال فهي بعيدة ».
(٩) في الوسائل : « ثمّ قال ».
(١٠) في الوسائل : ـ « أنت ».
(١١) في « بح » : « القربات ».
(١٢) في « ظ ، بخ ، بف ، جد » والوافي : « قال ».
(١٣) في « ظ » : « ويجهّزه ».
(١٤) في « ظ » : ـ « قال ».
(١٥) في « بح » : ـ « والسكّين ».
رَبُّكَ يَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ؟ يَا بُنَيَّ أَنْتَ ـ وَاللهِ ـ هُوَ ، إِنَّ (١) اللهَ قَدْ أَمَرَنِي بِذَبْحِكَ( فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصّابِرِينَ ) (٢) ».
قَالَ (٣) : « فَلَمَّا عَزَمَ عَلَى الذَّبْحِ ، قَالَ : يَا أَبَتِ ، خَمِّرْ وَجْهِي (٤) ، وَشُدَّ وَثَاقِي ، قَالَ : يَا بُنَيَّ ، الْوَثَاقُ مَعَ الذَّبْحِ وَاللهِ لَا أَجْمَعُهُمَا عَلَيْكَ الْيَوْمَ ».
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « فَطَرَحَ لَهُ قُرْطَانَ (٥) الْحِمَارِ ، ثُمَّ أَضْجَعَهُ عَلَيْهِ ، وَأَخَذَ الْمُدْيَةَ (٦) ، فَوَضَعَهَا عَلَى حَلْقِهِ ».
قَالَ : « فَأَقْبَلَ شَيْخٌ ، فَقَالَ : مَا تُرِيدُ مِنْ هذَا الْغُلَامِ؟ قَالَ (٧) : أُرِيدُ أَنْ أَذْبَحَهُ ، فَقَالَ : سُبْحَانَ اللهِ ، غُلَامٌ لَمْ يَعْصِ اللهَ طَرْفَةَ عَيْنٍ تَذْبَحُهُ؟! فَقَالَ : نَعَمْ ، إِنَّ اللهَ قَدْ (٨) أَمَرَنِي بِذَبْحِهِ ، فَقَالَ : بَلْ رَبُّكَ نَهَاكَ (٩) عَنْ ذَبْحِهِ ، وَإِنَّمَا (١٠) أَمَرَكَ بِهذَا الشَّيْطَانُ فِي مَنَامِكَ ، قَالَ : وَيْلَكَ ، الْكَلَامُ الَّذِي سَمِعْتُ هُوَ الَّذِي بَلَغَ بِي (١١) ، مَا تَرى لَاوَ اللهِ لَا أُكَلِّمُكَ ، ثُمَّ عَزَمَ
__________________
(١) في « بف » : « وإنّ ».
(٢) الصافّات (٣٧) : ١٠٢.
(٣) في « بف » : ـ « قال ».
(٤) التخمير : التغطية والستر. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٥٠ ( خمر ).
(٥) القُرْطان : البرذعة ـ بالذال المعجمة ، وبالدال المهملة أيضاً ـ وهي الحِلْس الذي يلقى تحت الرحل. والحِلْس : كلّ ما يوضع ظهر الدابّة تحت السرج أو الرحل ، وهو بالفارسيّة : پالان. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٥١ ( قرط ) ؛ ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ١٥٠ ( برذع ).
(٦) المدية ـ بالضمّ ـ : الشَفْرَة ، وقد تكسر. والشفرة ـ بالفتح ـ : السكّين العريضة العظيمة. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٩٠ ( مدى ) ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٤٢٠ ( شفر ).
(٧) في « ظ ، بس ، جد » : « فقال ».
(٨) في « بخ ، بف » والوافي : ـ « قد ».
(٩) في « ى ، بث ، بح ، بس ، بف » والوافي : « ينهاك ».
(١٠) في « ى » : « إنّما » بدون الواو.
(١١) في المرآة : « قوله عليهالسلام : هو الذي بلغ بي ، أي كان ما رأيت من جنس الوحي الذي أعلم حقيقته وصار سبباًلنبوّتي ، وليس من جنس المنام الذي يمكن الشكّ فيه ».
عَلَى الذَّبْحِ ، فَقَالَ الشَّيْخُ : يَا إِبْرَاهِيمُ ، إِنَّكَ إِمَامٌ يُقْتَدى بِكَ ، فَإِنْ (١) ذَبَحْتَ وَلَدَكَ ، ذَبَحَ النَّاسُ أَوْلَادَهُمْ ، فَمَهْلاً ، فَأَبى أَنْ يُكَلِّمَهُ ».
قَالَ أَبُو بَصِيرٍ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « فَأَضْجَعَهُ (٢) عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطى ، ثُمَّ أَخَذَ الْمُدْيَةَ ، فَوَضَعَهَا عَلى حَلْقِهِ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ انْتَحى عَلَيْهِ (٣) ، فَقَلَبَهَا جَبْرَئِيلُ عليهالسلام عَنْ حَلْقِهِ ، فَنَظَرَ إِبْرَاهِيمُ ، فَإِذَا هِيَ مَقْلُوبَةٌ فَقَلَبَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلى حَدِّهَا (٤) ، وَقَلَبَهَا جَبْرَئِيلُ عَلى قَفَاهَا ، فَفَعَلَ ذلِكَ مِرَاراً ، ثُمَّ نُودِيَ مِنْ مَيْسَرَةِ مَسْجِدِ الْخَيْفِ : يَا إِبْرَاهِيمُ ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ، وَاجْتَرَّ الْغُلَامَ مِنْ تَحْتِهِ ، وَتَنَاوَلَ (٥) جَبْرَئِيلُ الْكَبْشَ مِنْ قُلَّةِ ثَبِيرٍ (٦) ، فَوَضَعَهُ تَحْتَهُ ، وَخَرَجَ الشَّيْخُ الْخَبِيثُ حَتّى لَحِقَ بِالْعَجُوزِ حِينَ نَظَرَتْ إِلَى الْبَيْتِ ، وَالْبَيْتُ فِي وَسَطِ الْوَادِي ، فَقَالَ : مَا شَيْخٌ رَأَيْتُهُ بِمِنًى ، فَنَعَتَ نَعْتَ إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام ، قَالَتْ : ذَاكَ (٧) بَعْلِي ، قَالَ : فَمَا وَصِيفٌ (٨) رَأَيْتُهُ مَعَهُ ، وَنَعَتَ نَعْتَهُ ، قَالَتْ : ذَاكَ ابْنِي ، قَالَ : فَإِنِّي رَأَيْتُهُ (٩) أَضْجَعَهُ ، وَأَخَذَ الْمُدْيَةَ لِيَذْبَحَهُ ، قَالَتْ : كَلاَّ ، مَا رَأَيْتَهُ ، إِبْرَاهِيمُ أَرْحَمَ
__________________
(١) في « ى » : « إن ». وفي « بح ، جد » : « وإن ».
(٢) « فأضجعه » ، أي ألقاه على جنبه. الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٤٨ ( ضجع ).
(٣) في « ى » : ـ « عليه ». والانتحاء في السير : الاعتماد على الجانب الأيسر ، هذا هو الأصل ، ثمّ صار الانتحاءُ الاعتمادَ والميلَ في كلّ وجه. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٠٣ ؛ المصباح المنير ، ص ٥٩٦ ( نحا ).
(٤) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « خدِّها ». وحدّ كلّ شيء : طرف شباته ، كحدّ السكّين والسنان والسهم ، أو الحدّ من كلّ ذلك : ما رقّ من شفرته ، والجمع : حدود. لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٤٢ ( حدد ).
(٥) في « جد » : « فتناول ».
(٦) في « بس ، جد » : « بشير ». و « ثبير » : جبل بين مكّة ومنى ، ويُرى من منى ، وهو على يمين الداخل منها إلى مكّة. وهي أربعة أثبرة : ثبير غَيناء ، وثبير الأعرج ، وثبير الأحدب ، وثبير حراء. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٠٠ ، المصباح المنير ، ص ٨٠ ؛ تاج العروس ، ج ٣ ، ص ٧٢ ـ ٧٣ ( ثبر ).
(٧) في حاشية « بح » والوافي : « ذلك ».
(٨) قال الجوهري : « الوصيف : الخادم ، غلاماً كان أو جارية ؛ يقال : وصف الغلام ، إذا بلغ حدّ الخدمة ». الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٣٩ ( وصف ). وفي المرآة : « وإنّما قال ذلك تجاهلاً وإشعاراً بأنّه لا ينبغي أن يكون ولده وهو يريد ذلك به ».
(٩) في « ظ » : « رأيت ».
النَّاسِ (١) ، وَكَيْفَ (٢) رَأَيْتَهُ يَذْبَحُ ابْنَهُ؟ قَالَ : وَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَرَبِّ هذِهِ الْبَنِيَّةِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ أَضْجَعَهُ ، وَأَخَذَ الْمُدْيَةَ لِيَذْبَحَهُ ، قَالَتْ : لِمَ؟ قَالَ : زَعَمَ أَنَّ رَبَّهُ أَمَرَهُ بِذَبْحِهِ ، قَالَتْ : فَحَقٌّ لَهُ أَنْ يُطِيعَ رَبَّهُ (٣) ».
قَالَ : « فَلَمَّا قَضَتْ مَنَاسِكَهَا ، فَرِقَتْ (٤) أَنْ يَكُونَ قَدْ نَزَلَ فِي ابْنِهَا (٥) شَيْءٌ ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا مُسْرِعَةً فِي الْوَادِي ، وَاضِعَةً يَدَهَا عَلى رَأْسِهَا ، وَهِيَ تَقُولُ : رَبِّ لَاتُؤَاخِذْنِي بِمَا عَمِلْتُ بِأُمِّ إِسْمَاعِيلَ ».
قَالَ « فَلَمَّا جَاءَتْ سَارَةُ (٦) ، فَأُخْبِرَتِ الْخَبَرَ ، قَامَتْ إِلَى ابْنِهَا تَنْظُرُ ، فَإِذَا أَثَرُ السِّكِّينِ خُدُوشاً فِي حَلْقِهِ ، فَفَزِعَتْ وَاشْتَكَتْ (٧) ، وَكَانَ (٨) بَدْءَ مَرَضِهَا الَّذِي هَلَكَتْ فِيهِ (٩) ».
وَذَكَرَ (١٠) أَبَانٌ (١١) عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « أَرَادَ أَنْ يَذْبَحَهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي حَمَلَتْ أُمُّ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطى ، فَلَمْ يَزَلْ مَضْرَبَهُمْ يَتَوَارَثُونَ
__________________
(١) هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جن » والوافي. وفي « بح » : « ما رأيت إبراهيم أرحم الناس ». وما ورد في « جد » مبهم غير واضح. وفي المطبوع : « ما رأيت إبراهيم إلاّ أرحم الناس ».
(٢) في « بخ » : « فكيف ».
(٣) في « بس » : ـ « أن يطيع ربّه ».
(٤) في « ى » : « وفرقت ». و « فرقت » أي خافت ، من الفَرَق ـ بالتحريك ـ وهو الخوف والفزع. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٤١ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٣٨ ( فرق ).
(٥) في حاشية « بث » : « بابنها ».
(٦) في الوافي : « يستفاد من هذا الحديث أنّ الذبيح إنّما كان إسحاق دون إسماعيل ؛ لأنّ سارة إنّما كانت امّ إسحاق ، ولقولها : ربّ لا تؤاخذني بما عملت بامّ إسماعيل ؛ تعني به إيذاءها إيّاها ».
(٧) « اشتكت » ، أي مرضت. والشَكْو والشَكْوى والشَكاة والشَكاء والاشتكاء ، كلّه بمعنى المرض. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٩٧ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٤٣٩ ( شكا ).
(٨) في « بف » والوافي : « فكان ».
(٩) في البحار : ـ « فيه ».
(١٠) في البحار : « فذكر ».
(١١) السند معلّق. ويروي المصنّف عن أبان ، بالطرق الثلاثة المتقدّمة المنتهية إلى أحمد بن محمّد بن أبي نصر.
بِهِ (١) كَابِرٌ (٢) عَنْ كَابِرٍ حَتّى كَانَ آخِرَ مَنِ ارْتَحَلَ مِنْهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام فِي شَيْءٍ كَانَ بَيْنَ بَنِي هَاشِمٍ وَبَيْنَ (٣) بَنِي أُمَيَّةَ ، فَارْتَحَلَ فَضَرَبَ (٤) بِالْعَرِينِ (٥) ». (٦)
٦٧٣٨ / ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَالْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام : أَيْنَ أَرَادَ إِبْرَاهِيمُ عليهالسلام أَنْ يَذْبَحَ ابْنَهُ؟
قَالَ : « عَلَى الْجَمْرَةِ الْوُسْطى ».
وَسَأَلْتُهُ عَنْ كَبْشِ إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام : مَا كَانَ لَوْنُهُ؟ وَأَيْنَ (٧) نَزَلَ؟
فَقَالَ : « أَمْلَحَ (٨) ، وَكَانَ أَقْرَنَ (٩) ، وَنَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى الْجَبَلِ الْأَيْمَنِ (١٠) مِنْ مَسْجِدِ
__________________
(١) في « بث » والبحار : « يتوارثونه » بدل « يتوارثون به ». وفي مرآة العقول : « قوله عليهالسلام : يتوارثون به ، والأظهر : يوارثونه ».
(٢) في « ظ » والبحار : « كابراً ». وفي هامش الوافي عن ابن المصنّف : « كذا في ما عندنا من نسخ الكافي المعوّل عليها ، والأصوب : كابراً عن كابر ، بالنصب ، ففي الصحاح : قولهم : توارثوا المجد كابراً عن كابر ، أي كبيراً عن كبير في العزّ والشرف ». وراجع أيضاً : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٠٣ ( كبر ).
(٣) في « بح » : ـ « بين ».
(٤) في « ظ » والوافي : « وضرب ».
(٥) قال ابن الأثير : « وفيه أنّ بعض الخلفاء دُفن بعرين مكّة ، أي بفنائها ، وكان دفن عند بئر ميمون. والعرين في الأصل مأوى الأسد ، شبّهت به لعزّها ومنعتها ». وقال غيره : أصل العرين جماعة الشجر. وقيل : العرين : الفناء والساحة. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٢٣ ؛ لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢٨٣ ( عرن ).
(٦) تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٢٤ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليهالسلام ، إلى قوله : « ربّ لاتؤاخذني بما عملت بامّ إسماعيل » مع اختلاف وزيادة في آخره الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٤٤ ، ح ١١٦٧٦ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٢٣٠ ، ح ١٤٦٦٧ ، إلى قوله : « وأحتبس الغلام » ؛ البحار ، ج ١٢ ، ص ١٢٨ ، ح ٤ ، ملخّصاً.
(٧) في « بس » : « ومن أين ».
(٨) قال الجوهري : « المُلْحَة من الألوان : بياض يخالطه سواد ، يقال : كبش أملح ». وقال ابن الأثير : « الأملح : الذيبياضه أكثر من سواده. وقيل : هو النقيّ البياض ». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٠٧ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٥٤ ( ملح ).
(٩) كبش أقرن ، أي كبير القرنين ، أو المجتمع القرنين. راجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٣٣١ ؛ تاج العروس ، ج ١٨ ، ص ٤٥٠ ( قرن ).
(١٠) في « ى » : ـ « الأيمن ».
مِنًى (١) ، وَكَانَ يَمْشِي فِي سَوَادٍ ، وَيَأْكُلُ فِي سَوَادٍ (٢) ، وَيَنْظُرُ وَيَبْعَرُ (٣) وَيَبُولُ فِي سَوَادٍ ». (٤)
٦٧٣٩ / ١٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ (٥) بْنِ نُعْمَانَ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَمَّا زَادُوا (٦) فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (٧)؟
فَقَالَ : « إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ عليهماالسلام حَدَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ (٨) مَا (٩) بَيْنَ الصَّفَا (١٠)
__________________
(١) في مرآة العقول ، ج ١٧ ، ص ٤٥ : « قوله عليهالسلام : من مسجد منى ، كلمة « من » للنسبة ، كقولهم : أنت منّي كنفسي ».
(٢) قال ابن الأثير : « وفيه : أنّه ضحّى بكبش يطأ في سواد ، وينظر في سواد ، ويبرك في سواد ، أي أسود القوائم والمرابض والمحاجر ». وقال الفيّومي : « الشاة تمشي في سواد ، وتأكل في سواد ، وتنظر في سواد ، يراد بذلك سواد قوائمها وفمها وما حول عينيها ، والعرب تسمّي الأخضر أسود ؛ لأنّه يرى كذلك على بعد ». وقال العلاّمة الفيض : « وقيل : السواد كناية عن المرعى والنبت ، فالمعنى حينئذٍ : كان يرعى وينظر ويبرك في خضرة. وقيل : كان من عظمه ينظر في شحمه ويمشى في فيئه ويبرك في ظلّ شحمه. ويروى المعاني الثلاثة عن أهل البيت عليهمالسلام ». راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤١٩ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٩٤ ( سود ).
(٣) « يبعر » ، أي يلقي بعره. والبَعْر : رجيع ذوات الخفّ والظلف ، أي سرجينها. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٧١ ؛ المصباح المنير ، ص ٥٣ ( بعر ).
(٤) تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٢٤ ، ذيل الحديث ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليهالسلام ، مع اختلاف يسير. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٣١ ، ذيل ح ٢٢٧٩ ، مرسلاً عن الصادق عليهالسلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٤٧ ، ح ١١٦٧٧ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ١١٠ ، ح ١٨٧٣٤ ؛ البحار ، ج ١٢ ، ص ١٣١ ، ح ١٧.
(٥) في الوافي : « الحسين ».
(٦) في « بث ، بح » : « رأوا ».
(٧) في التهذيب : + « عن الصلاة فيه ».
(٨) في التهذيب : ـ « الحرام ».
(٩) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والمرآة والوسائل والبحار والفقيه. وفي المطبوع : ـ « ما ».
(١٠) في المرآة : « قوله عليهالسلام : ما بين الصفا ، لعلّ المعنى أنّ المسجد في زمانه عليهالسلام كان محاذياً لما بين الصفا والمروة متوسّطاً بينهما وإن لم يكن مستوعباً لما بينهما ، فيكون الغرض بيان أنّ ما زيد من جانب الصفا حتّى جازه كثيراً ليس من البيت ، أو المعنى أنّ عرض المسجد في ذلك الزمان كان أكثر حتّى كان ما بين الصفا والمروة داخلاً في المسجد ، ويؤيّده ما رواه في التهذيب عن الحسين بن نعيم بسند صحيح ، فذكر بعد ذلك : فكان الناس يحجّون من المسجد إلى الصفا ، أي يقصدون ، ولا يلزم من ذلك أن يكون للزائد حكم المسجد.
ويحتمل أن يكون المراد أنّ المسجد في زمانه عليهالسلام كان حدّ منها ما يحاذي الصفا ، وحدّ منها ما يحاذي المروة ، فيكون أكثر ممّا في هذا الزمان من جانب المروة.
وَالْمَرْوَةِ (١) ». (٢)
٦٧٤٠ / ١٣. وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « خَطَّ (٣) إِبْرَاهِيمُ بِمَكَّةَ مَا بَيْنَ الْحَزْوَرَةِ (٤) إِلَى الْمَسْعى ، فَذلِكَ الَّذِي خَطَّ إِبْرَاهِيمُ عليهالسلام » يَعْنِي الْمَسْجِدَ (٥) (٦)
٦٧٤١ / ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ إِسْمَاعِيلَ دَفَنَ أُمَّهُ فِي الْحِجْرِ ، وَحَجَّرَ عَلَيْهَا (٧) ؛ لِئَلاَّ يُوطَأَ قَبْرُ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ فِي الْحِجْرِ (٨) ». (٩)
__________________
وقيل : أي كان المسجد الحرام بشكل الدائرة ، وكان مسافة المحيط بقدر ما بين الصفا والمروة ، فيكون من مركز الكعبة إلى منتهى المسجد من كلّ جانب بقدر سدس ما بينهما ؛ لأنّ قطر الدائرة قريب من ثلث المحيط ».
(١) في الفقيه والتهذيب : + « فكان الناس يحجّون من المسجد إلى [ الفقيه : ـ « إلى » ] الصفا ».
(٢) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٥٣ ، ح ١٥٨٤ ، بسنده عن حمّاد بن عثمان ، عن الحسين بن نعيم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٣١ ، ح ٢٢٨٠ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام ، من قوله : « إنّ إبراهيم وإسماعيل » الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٥٢ ، ح ١١٦٨٥ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٧٧ ، ح ٦٥٣٧ ؛ البحار ، ج ١٢ ، ص ١٠٤ ، ح ١٤.
(٣) في الكافي ، ح ٧٩٩٧ : « حقّ ».
(٤) الحَزْوَرة : التلّ الصغير ، وموضع بمكّة ، كان به سوقها ، بين الصفا والمروة قريب من موضع النخّاسين ، وإنّما سمّي حزورة لمكان تلّ صغير هناك. وهو بوزن قسورة. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣٨٠ ( حزور ) ؛ مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٢٦٥ ( حزر ).
(٥) في « بح » : + « الحرام ».
(٦) الكافي ، كتاب الحجّ ، باب فضل الصلاة في المسجد الحرام ... ، ح ٧٩٩٧ ، عن فضالة بن أيّوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ؛ التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٥٣ ، ح ١٥٨٥ ، بسنده عن فضالة ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٣٢ ، ح ٢٢٨١ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام ، إلى قوله : « بين الحزورة إلى المسعى » الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٥٢ ، ح ١١٦٨٦ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٧٧ ، ذيل ح ٦٥٣٩ ؛ البحار ، ج ١٢ ، ص ١٠٤ ، ح ١٥.
(٧) في « ظ ، جد » : « عليه ».
(٨) في « بس » : « قبرها » بدل « قبر امّ إسماعيل في الحجر ».
(٩) علل الشرائع ، ص ٣٧ ، ح ١ ، بسنده عن عليّ بن النعمان ، مع اختلاف يسير. الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٩٢ ، ذيل
٦٧٤٢ / ١٥. بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْحِجْرُ بَيْتُ (١) إِسْمَاعِيلَ ، وَفِيهِ قَبْرُ هَاجَرَ ، وَقَبْرُ إِسْمَاعِيلَ ». (٢)
٦٧٤٣ / ١٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنِ الْحِجْرِ : أَمِنَ الْبَيْتِ هُوَ ، أَوْ (٣) فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الْبَيْتِ؟
فَقَالَ (٤) : « لَا ، وَلَاقُلَامَةُ ظُفُرٍ (٥) ، وَلكِنْ إِسْمَاعِيلُ دَفَنَ أُمَّهُ فِيهِ (٦) ، فَكَرِهَ أَنْ تُوطَأَ (٧) ، فَحَجَّرَ (٨) عَلَيْهِ (٩) حِجْراً ، وَ (١٠) فِيهِ قُبُورُ أَنْبِيَاءَ (١١) ». (١٢)
٦٧٤٤ / ١٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِّ ،
__________________
ح ٢١١٦ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٥٤ ، ح ١١٦٩٢ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٣٥٣ ، ح ١٧٩٢٩.
(١) في حاشية « بث » : + « امّ ».
(٢) الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٥٤ ، ح ١١٦٩٣ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٣٥٤ ، ح ١٧٩٣٠ ؛ البحار ، ج ١٢ ، ص ١١٧ ، ح ٥٤.
(٣) في « ظ ، بس ، جد » : « أم ».
(٤) في « بخ ، بس » والوافي : « قال ».
(٥) يقال : قَلَمْتُ الظُفر ، أي أخذت ما طال منها ، والقُلامة ، ـ بالضمّ ـ : ما سقط منه ، وهي المقلومة من طرف الظفر. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠١٤ ؛ المصباح المنير ، ص ٥١٥ ( قلم ).
(٦) في الوافي : « فيه امّه ».
(٧) في الوافي : « أن يوطأ ».
(٨) في الوسائل : « فجعل ».
(٩) في « بخ » والوافي : « عليها ».
(١٠) في « بح » : « أو » بدل « حجراً و ».
(١١) في « بخ » : « أنبيائه ». وفي « جن » وحاشية « بث ، بح » : « الأنبياء ».
(١٢) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٦٩ ، ح ١٦٤٣ ، بسند آخر ، إلى قوله : « ولا قلامة ظفر » مع اختلاف يسير. الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٩٣ ، ح ٢١١٧ ، وتمام الرواية فيه : « وروي أنّ فيه قبور الأنبياء عليهمالسلام ، وما في الحجر شيء من البيت ، ولاقلامة ظفر » الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٥٤ ، ح ١١٦٩٤ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٣٥٣ ، ح ١٧٩٢٨ ؛ البحار ، ج ١٢ ، ص ١١٧ ، ح ٥٥.
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « دُفِنَ فِي الْحِجْرِ مِمَّا (١) يَلِي الرُّكْنَ الثَّالِثَ عَذَارى (٢) بَنَاتِ إِسْمَاعِيلَ ». (٣)
٦٧٤٥ / ١٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « لَمْ يَزَلْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ (٤) وُلَاةَ الْبَيْتِ ، وَيُقِيمُونَ (٥) لِلنَّاسِ حَجَّهُمْ وَأَمْرَ دِينِهِمْ ، يَتَوَارَثُونَهُ كَابِرٌ عَنْ كَابِرٍ حَتّى كَانَ (٦) زَمَنُ عَدْنَانَ بْنِ أُدَدَ ، فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ ، فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ، وَأَفْسَدُوا (٧) وَأَحْدَثُوا فِي دِينِهِمْ ، وَأَخْرَجَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً ، فَمِنْهُمْ مَنْ خَرَجَ فِي طَلَبِ الْمَعِيشَةِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ خَرَجَ كَرَاهِيَةَ الْقِتَالِ ، وَفِي أَيْدِيهِمْ أَشْيَاءُ كَثِيرَةٌ مِنَ الْحَنِيفِيَّةِ مِنْ تَحْرِيمِ الْأُمَّهَاتِ وَالْبَنَاتِ وَمَا حَرَّمَ اللهُ فِي النِّكَاحِ (٨) ، إِلاَّ أَنَّهُمْ كَانُوا يَسْتَحِلُّونَ امْرَأَةَ الْأَبِ ، وَابْنَةَ الْأُخْتِ ، وَالْجَمْعَ بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ ، وَكَانَ فِي أَيْدِيهِمُ الْحَجُّ وَالتَّلْبِيَةُ ، وَالْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ إِلاَّ مَا أَحْدَثُوا فِي تَلْبِيَتِهِمْ ، وَفِي حَجِّهِمْ مِنَ الشِّرْكِ ، وَكَانَ فِيمَا بَيْنَ إِسْمَاعِيلَ وَعَدْنَانَ بْنِ أُدَدَ مُوسى عليهالسلام ». (٩)
__________________
(١) في الوافي : « ما ».
(٢) العذارَى والعَذاري : جمع العَذْراء ، وهي البِكْر ، أي الجارية التي لم يمسّها رجل. والعُذْرة : البَكارة. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٣٨ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ١٩٦ ( عذر ).
(٣) الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٥٥ ، ح ١١٦٩٦ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٣٥٤ ، ح ١٧٩٣١ ؛ البحار ، ج ١٢ ، ص ١١٧ ، ح ٥٦.
(٤) في الوسائل : « إسرائيل ».
(٥) في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد » والوافي والبحار : « يقيمون » بدون الواو.
(٦) في « ى » : ـ « كان ».
(٧) في « ى ، بخ ، بف » : « وفسدوا ».
(٨) في « بس » : + « كثيرة ».
(٩) الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٥٥ ، ح ١١٦٩٧ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٤١١ ، ح ٢٥٩٥٥ ، إلى قوله : « والتلبية والغسل من الجنابة » ؛ البحار ، ج ١٥ ، ص ١٧٠ ، ح ٩٧.
٦٧٤٦ / ١٩. وَرُوِيَ : « أَنَّ مَعَدَّ بْنَ عَدْنَانَ خَافَ أَنْ يَدْرُسَ الْحَرَمُ ، فَوَضَعَ أَنْصَابَهُ (١) ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ وَضَعَهَا ، ثُمَّ غَلَبَتْ جُرْهُمُ (٢) عَلى وِلَايَةِ الْبَيْتِ ، فَكَانَ يَلِي مِنْهُمْ كَابِرٌ عَنْ كَابِرٍ حَتّى بَغَتْ جُرْهُمُ بِمَكَّةَ ، وَاسْتَحَلُّوا حُرْمَتَهَا ، وَأَكَلُوا مَالَ الْكَعْبَةِ ، وَظَلَمُوا مَنْ دَخَلَ مَكَّةَ ، وَعَتَوْا وَبَغَوْا ، وَكَانَتْ مَكَّةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَايَظْلِمُ (٣) وَلَايَبْغِي فِيهَا وَلَايَسْتَحِلُّ حُرْمَتَهَا مَلِكٌ إِلاَّ هَلَكَ مَكَانَهُ (٤) ، وَكَانَتْ تُسَمّى بَكَّةَ (٥) ؛ لِأَنَّهَا (٦) تَبُكُّ أَعْنَاقَ الْبَاغِينَ إِذَا بَغَوْا فِيهَا ، وَتُسَمّى بَسَّاسَةَ (٧) ، كَانُوا إِذَا ظَلَمُوا فِيهَا بَسَّتْهُمْ (٨) وَأَهْلَكَتْهُمْ ، وَتُسَمّى (٩) أُمَّ رُحْمٍ (١٠) ، كَانُوا إِذَا لَزِمُوهَا رُحِمُوا ، فَلَمَّا بَغَتْ جُرْهُمُ وَاسْتَحَلُّوا (١١) فِيهَا ، بَعَثَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلَيْهِمُ
__________________
(١) أنصاب الحرم : حدوده ، وهي أعلام تنصب هناك لمعرفتها. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٣٠ ؛ تاجالعروس ، ج ١ ، ص ٤٨٦ ( نصب ).
(٢) في « ظ ، بح ، بخ ، بس ، جد » والوافي والبحار : + « بمكّة ». و « جُرْهُم » : حيّ من اليمن ، وهم أصهار إسماعيل عليهالسلام ، نزلوا بمكّة وتزوّج عليهالسلام فيهم ، فعصوا الله وألحدوا في الحرم ، فأبادهم الله. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٨٥ ؛ الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٨٦ ( جرهم ).
(٣) في « بث » : « لا تظلم ». وفي « بح » وحاشية « بث » : + « فيها ».
(٤) في « بخ ، بف » والوافي : « بمكانه ».
(٥) « بكّة » : اسم بطن مكّة ، سمّيت بذلك لأنّ الناس يبكّ بعضهم بعضاً في الطواف ، أي يزحم ويدفع ؛ أو لأنّهاتبكّ أعناق الجبابرة ، أي تدقّها وتكسر ، كما فسّرت في هذا الحديث. وقيل : بكّة : موضع البيت ، ومكّة : سائر البلد. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٧٦ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ١٥٠٦ ( بكك ).
(٦) في حاشية « بث » : + « كانت ».
(٧) سمّيت بها لأنّها تحطم وتكسر من أخطأ فيها. والبسّ : الحطم. قال ابن الأثير : « ويروى بالنون من النسّ : الطرد ». راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٢٧ ؛ لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٧ ( بسس ).
(٨) في « ظ » : « بسّهم ».
(٩) في البحار : « وسمّي ».
(١٠) « الرُّحْم » : الرحمة ، وامّ رُحْم ، أي أصل الرحمة. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٢٩ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٢١٠ ( رحم ).
(١١) في « جد » : « فاستحلّوا ».
الرُّعَافَ (١) وَالنَّمْلَ (٢) ، وَأَفْنَاهُمْ ، فَغَلَبَتْ (٣) خُزَاعَةُ ، وَاجْتَمَعَتْ لِيُجْلُوا (٤) مَنْ بَقِيَ مِنْ جُرْهُمَ عَنِ الْحَرَمِ ، وَرَئِيسُ (٥) خُزَاعَةَ (٦) عَمْرُو (٧) بْنُ رَبِيعَةَ (٨) بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرٍو ، وَرَئِيسُ جُرْهُمَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُصَاصٍ (٩) الْجُرْهُمِيُّ ، فَهَزَمَتْ خُزَاعَةُ جُرْهُمَ ، وَخَرَجَ مَنْ بَقِيَ مِنْ جُرْهُمَ إِلَى أَرْضٍ مِنْ أَرْضِ جُهَيْنَةَ (١٠) ، فَجَاءَهُمْ سَيْلٌ أَتِيٌّ (١١) ، فَذَهَبَ بِهِمْ ، وَوَلِيَتْ خُزَاعَةُ الْبَيْتَ ، فَلَمْ يَزَلْ فِي أَيْدِيهِمْ حَتّى جَاءَ قُصَيُّ بْنُ كِلَابٍ ، وَأَخْرَجَ (١٢) خُزَاعَةَ مِنَ الْحَرَمِ (١٣) ،
__________________
(١) في « ى » والوافي : « الزعاف ». و « الرعاف » : الدم يخرج من الأنف. ويقال : الرعاف : الدم نفسه. وقرأه العلاّمةالفيض : الزعاف ، بالزاي المعجمة والعين المهملة ، وهو الموت السريع والقتل السريع كناية عن الطاعون. وقال العلاّمة المجلسي : « قيل : ويحتمل أن يكون بالزاي والقاف ، والزعاق كغراب : الماء المرّ الغليظ لا يطاق شربه ». راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٦٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٣٠ ( رعف ).
(٢) قال الخليل : « النمل : قروح تخرج في الجنب ». وقال الفيروزآبادي : « النملة : قروح في الجنب كالنمل ، وبثرة تخرج في الجسد بالتهاب واحتراق ، ويرم مكانها يسيراً ، ويدبّ إلى موضع آخر ، كالنملة ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٨٤٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٠٦ ( نمل ).
هذا ، واحتمل في الوافي والمرآة أن يكون المراد به الحيوان المعروف.
(٣) في الوسائل : « وغلبت ».
(٤) « ليجلوا » من الإجلاء ، وهو الإخراجُ من البلد ، والمنعُ والطردُ. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٠٤ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٢٩١ ( جلا ).
(٥) في « جن » : « وبه رئيس ».
(٦) « خُزاعة » : حيّ من الأزد ، سمّوا ذلك لأنّ الأزد لمّا خرجت من مكّة لتتفرّق في البلاد ، تخلّفت عنهم خزاعة وأقامت بها من الخَزْع بمعنى التخلّف ؛ أو لتفرّقهم بمكّة ، من التخزّع بمعنى التفرّق. وقيل غير ذلك. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٠٣ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٨ ؛ لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٧٠ ( خزع ).
(٧) في « بث » : « عمر ».
(٨) في « بخ » : وحاشية « بث » : « سعد ».
(٩) في « بث » : « قصاص ». وفي « بخ » : « مضاض ». وفي « بف » : « فضاض ».
(١٠) « جهينة » : قبيلة ، وأبو قبيلة من العرب. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٩٦ ؛ لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١٠١ ( جهن ).
(١١) في « بث ، بح » والوافي : + « بهم ». وفي البحار : + « لهم ». و « سيل أَتيّ » ، على وزن فعيل ، وهو سيل جاءك ولم يصبك ويجئك مطره. والأتيّ أيضاً : الغريب. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٦٣ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٢١ ( أتا ).
(١٢) في « بث ، بخ ، بف » والوافي : « فأخرج ».
(١٣) في « بخ » : « البيت ».
وَوَلِيَ الْبَيْتَ ، وَغَلَبَ عَلَيْهِ (١) ». (٢)
٦٧٤٧ / ٢٠. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ سَعِيدٍ الْأَعْرَجِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ الْعَرَبَ لَمْ يَزَالُوا عَلى شَيْءٍ مِنَ الْحَنِيفِيَّةِ : يَصِلُونَ الرَّحِمَ ، وَيَقْرُونَ الضَّيْفَ (٣) ، وَيَحُجُّونَ الْبَيْتَ ، وَيَقُولُونَ : اتَّقُوا مَالَ الْيَتِيمِ ؛ فَإِنَّ مَالَ الْيَتِيمِ عِقَالٌ (٤) ، وَيَكُفُّونَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنَ الْمَحَارِمِ مَخَافَةَ الْعُقُوبَةِ ، وَكَانُوا لَا يُمْلى (٥) لَهُمْ إِذَا انْتَهَكُوا الْمَحَارِمَ (٦) ، وَكَانُوا يَأْخُذُونَ مِنْ لِحَاءِ شَجَرِ (٧) الْحَرَمِ ، فَيُعَلِّقُونَهُ فِي أَعْنَاقِ الْإِبِلِ ، فَلَا يَجْتَرِئُ أَحَدٌ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ تِلْكَ الْإِبِلِ حَيْثُمَا (٨) ذَهَبَتْ ، وَلَايَجْتَرِئُ أَحَدٌ أَنْ يُعَلِّقَ مِنْ غَيْرِ لِحَاءِ شَجَرِ الْحَرَمِ ، أَيُّهُمْ فَعَلَ ذلِكَ عُوقِبَ ، وَأَمَّا (٩) الْيَوْمَ ، فَأُمْلِيَ لَهُمْ ، وَلَقَدْ جَاءَ أَهْلُ الشَّامِ (١٠) ، فَنَصَبُوا الْمَنْجَنِيقَ عَلى أَبِي قُبَيْسٍ ، فَبَعَثَ
__________________
(١) في حاشية « بث » : « عليهم ».
(٢) الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٥٦ ، ح ١١٦٩٨ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٤٤ ، ح ١٧٦٥٧ ؛ البحار ، ج ١٥ ، ص ١٧٠ ، ذيل ح ٩٧.
(٣) « يَقْرُون الضيف » ، أي يحسنون إليه ؛ من القِرى ، وهو الإحسان إلى الضيف. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٤٧١ ؛ الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٩١ ( قرا ).
(٤) العِقال : الحبل الذي يشدّ به ذراعا البعير. قال العلاّمة الفيض : « كأنّه كناية عن التقيّد بوباله والارتهان بوخامةعاقبته ، مأخوذ من عقال البعير ». والظاهر أنّ العلاّمة المجلسي قرأه بتشديد القاف ، حيث قال : « قوله عليهالسلام : عقّال ، أي يصير سبباً لعدم تيسّر الامور وانسداد باب الرزق ، والعقّال معروف ، وقال في النهاية : بالتشديد : داء في رجلي الدابّة ، وقد يخفّف ». راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٨٢ ؛ لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٤٥٩ و ٤٦٣ ( عقل ).
(٥) « لا يُمْلى » أي لا يُمْهَل ، مجهول من الإملاء بمعنى الإمهال والتأخير والتطويل وإطالة العمر ؛ يقال : أملى الله له ، أي أمهله وطوّل له. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٩٧ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٣ ( ملا ).
(٦) انتهاك المحارم : تناولها بما لا يحلّ. راجع : المصباح المنير ، ص ٦٢٨ ( نهك ).
(٧) لِحاءُ الشجر : قشرها. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٨٠ ( لحا ).
(٨) في الوسائل : « حيث ».
(٩) في « بث ، بح ، بس » والوافي والوسائل : « فأمّا ».
(١٠) في مرآة العقول ، ج ١٧ ، ص ٥٠ : « قوله عليهالسلام : أهل الشام ، كأنّ المراد بهم أصحاب الحجّاج ؛ حيث نصبوا
اللهُ (١) عَلَيْهِمْ سَحَابَةً كَجَنَاحِ الطَّيْرِ ، فَأَمْطَرَتْ عَلَيْهِمْ (٢) صَاعِقَةً ، فَأَحْرَقَتْ سَبْعِينَ رَجُلاً حَوْلَ الْمَنْجَنِيقِ ». (٣)
٨ ـ بَابُ حَجِّ الْأَنْبِيَاءِ عليهمالسلام
٦٧٤٨ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ (٤) ، عَنِ الْوَشَّاءِ (٥) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
قَالَ لِي (٦) أَبُو الْحَسَنِ عليهالسلام : « إِنَّ سَفِينَةَ نُوحٍ كَانَتْ مَأْمُورَةً ، طَافَتْ (٧) بِالْبَيْتِ حَيْثُ غَرِقَتِ الْأَرْضُ ، ثُمَّ أَتَتْ مِنًى فِي أَيَّامِهَا ، ثُمَّ رَجَعَتِ السَّفِينَةُ ، وَكَانَتْ مَأْمُورَةً ، وَطَافَتْ (٨) بِالْبَيْتِ طَوَافَ النِّسَاءِ ». (٩)
٦٧٤٩ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ (١٠) :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام (١١) يُحَدِّثُ عَطَاءً (١٢) ، قَالَ : كَانَ
__________________
المنجنيق لهدم الكعبة على ابن الزبير ، أي مع أنّه أملى لهم لم تكن تلك الواقعة خالية عن العقوبة ، وهذا غريب لم ينقل في غير هذا الخبر. ويحتمل أن يكون إشارة إلى واقعة اخرى لم تنقل وإن كان أبعد ».
(١) في « ى » : ـ « الله ».
(٢) في الوسائل : « عليه ».
(٣) الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٥٧ ، ح ١١٦٩٩ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٣٧ ، ح ١٧٦٣٧ ؛ البحار ، ج ١٥ ، ص ١٧٢ ، ح ٩٨.
(٤) في « بث ، بح ، بف ، جن » : « أصحابنا ».
(٥) في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جد » : « عن الحسن بن عليّ الوشّاء ».
(٦) في « بح ، بخ ، بف » والوافي : ـ « لي ».
(٧) في « بس » وحاشية « بث » والمرآة : « وطافت ». وفي البحار : « فطافت ».
(٨) في « ظ ، بث ، بخ ، بس ، جد » وحاشية « بح » والوافي والوسائل : « فطافت ».
(٩) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب التواضع ، ضمن ح ١٨٧٤ ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٥٩ ، ح ١١٧٠٠ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٣٠٠ ، ح ١٧٧٩٥ ؛ البحار ، ج ١١ ، ص ٣٤٠ ، ح ٧٩.
(١٠) في المرآة : « عن صالح ».
(١١) في « بث ، بخ ، جن » : + « يقول ».
(١٢) في الوافي ، ج ٢٦ والكافي ، ح ١٥٢٤١ : ـ « قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يحدّث عطاء ».
طُولُ سَفِينَةِ نُوحٍ أَلْفَ ذِرَاعٍ وَمِائَتَيْ ذِرَاعٍ ، وَعَرْضُهَا (١) ثَمَانَمِائَةِ ذِرَاعٍ ، وَطُولُهَا فِي السَّمَاءِ ثَمَانِينَ (٢) ذِرَاعاً (٣) ، وَطَافَتْ بِالْبَيْتِ (٤) ، وَسَعَتْ (٥) بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ (٦) سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ ، ثُمَّ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ (٧) ». (٨)
٦٧٥٠ / ٣. عَلِيٌّ (٩) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (١٠) عليهالسلام يَقُولُ : « مَرَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فِي سَبْعِينَ نَبِيّاً عَلى فِجَاجِ (١١)
__________________
(١) في « بث » : + « كان ».
(٢) هكذا في « بث ، بح ، بخ ، بذ ، بف ، جت ، جي » والوافي. وفي « ظ ، ى ، بس ، بط ، جد » وحاشية « بث » : « مائتي ». وفي « ت ، غ ، بت ، بز ، بط ، بص ، بي ، جن » والمطبوع : « مائتين ». وفي الكافي ، ح ١٥٢٤١ : « ثمانون ».
(٣) في « ظ ، ى ، بث ، بس » : « ذراع ». وفي الوافي ، ج ١٢ : + « فركب فيها ».
(٤) في الوافي ، ج ١٢ : + « سبعة أشواط ». وفي الوافي ، ج ٢٦ والكافي ، ح ١٥٢٤١ : ـ « وطافت بالبيت ». وفي تفسير العيّاشي : + « سبعاً ».
(٥) في الوافي : + « ما ».
(٦) في الوافي ، ج ٢٦ والكافي ، ح ١٥٢٤١ : + « وطافت بالبيت ».
(٧) الجوديّ ، بتشديد الياء ، وقرئ بإرسالها تخفيفاً : اسم للجبل الذي استوت عليه سفينة نوح عليهالسلام ، وهو جبل بالجزيرة ، أو بينها وبين موصل ، أو بناحية شام ، أو آمِد ، أو بالموصل ، أو بالجزيرة ما بين الدجلة والفرات. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٦١ ؛ المفردات للراغب ، ص ٢١٠ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٣٨ ؛ مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٢٩ ( جود ).
وفي المرآة : « ويظهر من بعض الأخبار أنّه كان في موضع الغريّ ».
(٨) الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٢٤١. وفي تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٢٦ ، ضمن الحديث الطويل ، بسند آخر ، مع اختلاف. وفي علل الشرائع ، ص ٥٩٤ ، ضمن الحديث الطويل ٤٤ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٤٣ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن عليّ بن موسى الرضا ، عن آبائه ، عن عليّ عليهمالسلام ، مع اختلاف. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٤٩ ، ح ٣٥ ، عن الحسن بن صالح ؛ الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٣٠ ، ح ٢٢٧٧ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٥٩ ، ح ١١٧٠١ ؛ وج ٢٦ ، ص ٣٢٢ ، ح ٢٥٤٣٢ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٩٤ ، ح ١٧٧٨١.
(٩) في « ظ ، بث ، بخ ، بس » : + « بن إبراهيم ».
(١٠) في « جن » : « أبا عبد الله ».
(١١) في « بث » : + « الأرض ». وفي الفقيه : « صفائح ». والفِجاج : جمع الفجّ ، وهو الطريق الواضح الواسع ، أو الطريق
الرَّوْحَاءِ (١) ، عَلَيْهِمُ الْعَبَاءُ الْقَطَوَانِيَّةُ (٢) يَقُولُ : لَبَّيْكَ عَبْدُكَ ابْنُ (٣) عَبْدِكَ (٤) ». (٥)
٦٧٥١ / ٤. عَلِيٌّ (٦) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَرَّ مُوسَى النَّبِيُّ عليهالسلام بِصِفَاحِ (٧) الرَّوْحَاءِ عَلى جَمَلٍ أَحْمَرَ خِطَامُهُ (٨) مِنْ لِيفٍ ، عَلَيْهِ عَبَاءَتَانِ قَطَوَانِيَّتَانِ وَهُوَ يَقُولُ : لَبَّيْكَ يَا كَرِيمُ ، لَبَّيْكَ ».
__________________
الواسع ، أو الطريق الواسع بين الجبلين. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٣٣ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٤١٢ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٦٢ ( فجج ).
(١) في العلل : + « على جمل أحمر خطامه ليف ». والرَّوْحاء : موضع بين مكّة والمدينة على ثلاثين أو أربعين ميلاً من المدينة ، وقرية من رحبة الشام ، وقرية من نهر عيسى. والمراد هنا الأوّل. راجع : المصباح المنير ، ص ٢٤٥ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٣٦ ( روح ).
(٢) « القَطَوانيّة » : منسوبة إلى قَطَوان : موضع بالكوفة ، والنون زائدة ، وهي عباءة بيضاء قصيرة الخمل. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٦٥ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ٨٥ ( قطا ).
(٣) في « ظ ، ى ، بح ، بخ » وحاشية « جن » : « وابن ».
(٤) في الوافي والوسائل والفقيه : « عبديك ». وفي الفقيه والعلل : + « لبّيك ».
(٥) علل الشرائع ، ص ٤١٨ ، ح ٦ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٣٤ ، ح ٢٢٨٣ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٦٠ ، ح ١١٧٠٢ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٣٨٥ ، ح ١٦٥٧٤.
(٦) في « بث ، بخ » : + « بن إبراهيم ».
(٧) في « بث ، بخ ، بف » : « بفجاج ». وفي « جن » : « بصفح ». وفي العلل : « بصفائح ». وصفاح ، قرأه العلاّمة الفيضبتشديد الفاء كرمّان ، حيث قال في ذيل حديث نقله عن الفقيه ، وفيه : « على صفائح الروحاء » : « الصفائح : حجارة عراض رقاق ، ويقال لها أيضاً : صُفّاح ، كرمّان كما يأتي في حديثي هشام وجابر ـ وهما الرابع والخامس هنا ـ على نسخ الكافي ». والعلاّمة المجلسي قرأه بالتخفيف جمع الصَّفْح بمعنى الجانب والناحية. راجع : الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٦٠ ؛ مرآة العقول ، ج ١٧ ، ص ٥٢ ؛ الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٨١ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٥١٢ ( صفح ).
(٨) قال الجوهري : « الخطام : الزمام ، وخطمت البعير : زممته ». وقال ابن الأثير : « خِطام البعير : أن يؤخذ حبل من ليف أو كتّان فيجعل في أحد طرفيه حلقة ، ثمّ يشدّ فيه الطرف الآخر حتّى يصير كالحلقة ، ثمّ يقاد البعير ، ثمّ يثنّى على مَخْطِمه ، وأمّا الذي يجعل في الأنف دقيقاً فهو الزمام ». وقال الفيروزآبادي : « الخِطام ، ككتاب : ... كلّ ما وضع في أنف البعير ؛ ليقتاد به ». راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩١٥ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٥٠ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٥٥ ( خطم ).