الكافي - ج ٨

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٨

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-414-8
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٠٣

عَمَّا نَهى (١) عَنْهُ وَزَجَرَ (٢) ، اللهُ مُنْشِئُ الْأَرْوَاحِ (٣) وَالصُّوَرِ ». (٤)

٦٧٢٧ / ٢. وَرُوِيَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ قَالَ فِي خُطْبَةٍ لَهُ :

« وَلَوْ أَرَادَ اللهُ ـ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ـ بِأَنْبِيَائِهِ حَيْثُ بَعَثَهُمْ أَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ كُنُوزَ (٥) الذِّهْبَانِ (٦) ، وَمَعَادِنَ الْعِقْيَانِ (٧) ، وَمَغَارِسَ الْجِنَانِ ، وَأَنْ يَحْشُرَ (٨) طَيْرَ السَّمَاءِ وَوَحْشَ الْأَرْضِ مَعَهُمْ ، لَفَعَلَ ، وَلَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلَاءُ ، وَبَطَلَ الْجَزَاءُ ، وَاضْمَحَلَّ الابْتِلَاءُ (٩) ، وَلَمَا وَجَبَ لِلْقَائِلِينَ (١٠) أُجُورُ الْمُبْتَلَيْنَ ، وَلَالَحِقَ الْمُؤْمِنِينَ ثَوَابُ الْمُحْسِنِينَ ، وَلَالَزِمَتِ‌

__________________

(١) في « ظ ، ى ، بث ، بس ، جد ، جن » وحاشية « بح » : + « والله ».

(٢) في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جد ، جن » : « وذكر ». وما في المتن هو الأظهر ؛ فإنّه مضافاً إلى كونه ملائماً لسياق ألفاظ الخبر ، مؤيَّد بما ورد في الوافي والفقيه والإرشاد ، وقد صرّح في الوافي بأخذه من الكافي ، وتشهد القرائن بأخذ الصدوق أيضاً الخبر من الكافي.

(٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع والوافي : « المنشئ للأرواح ». وفي حاشية « بث » : « السحاب » بدل « الأرواح ».

(٤) التوحيد ، ص ٢٥٣ ، صدر ح ٤ ، بسنده عن أبي سليمان داود بن عبدالله ، عن عمرو بن محمّد. وفي الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٤٩ ، صدر ح ٢٣٢٥ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٦١٦ ، المجلس ٩٠ ، صدر ح ٤ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٤٠٣ ، صدر ح ٤ ، بسند آخر. الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٩٩ ، ضمن الحديث ، بسنده عن الكليني ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن العبّاس بن عمرو الفقيمي ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٨٣ ، ح ١١٧٢٨ ؛ الوسائل ، ج ٤ ، ص ٢٩٨ ، ح ٥٢٠٣ ، إلى قوله : « وجعله محلّ أنبيائه وقبلة للمصلّين إليه » ملخّصاً ؛ وفيه ، ج ١١ ، ص ١٠ ، ح ١٤١١٦ ، من قوله : « وهذا بيت استعبد الله به خلقه ».

(٥) في « جن » : « كنز ».

(٦) « الذُهبان » ـ بالكسر وبالضمّ ـ : جمع الذهب. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ١٧٣ ؛ المصباح المنير ، ص ٢١٠ ( ذهب ).

(٧) في « ظ ، ى ، بث ، بس ، جد ، جن » وحاشية « بح » : « البلدان ». و « العقيان » : الذهب الخالص. وقيل : هو ما ينبت‌منه نباتاً في معدنه وليس ممّا يُحصّل من الحجارة ، والألف والنون زائدتان. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٣٣ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٨٣ ( عقا ).

(٨) في « بف » : « تحشر ».

(٩) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « واضمحلّت الأنباء ».

(١٠) في الوافي : « القائلين ، من القيلولة ؛ يعني لو لم يكن ابتلاء لكانوا مستريحين ، فلا ينالون اجور المبتلين ، ولم

٤١

الْأَسْمَاءُ (١) أَهَالِيَهَا عَلى مَعْنًى مُبِينٍ ، وَلِذلِكَ (٢) لَوْ أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً (٣) ، فَظَلَّتْ (٤) أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ، وَلَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلْوى عَنِ النَّاسِ أَجْمَعِينَ.

وَلكِنَّ اللهَ ـ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ـ جَعَلَ رُسُلَهُ أُولِي قُوَّةٍ فِي عَزَائِمِ نِيَّاتِهِمْ ، وَضَعَفَةً فِيمَا تَرَى الْأَعْيُنُ مِنْ حَالَاتِهِمْ ، مِنْ قَنَاعَةٍ تَمْلَأُ (٥) الْقُلُوبَ وَالْعُيُونَ غَنَاؤُهُ (٦) ، وَخَصَاصَةٍ (٧) تَمْلَأُ (٨) الْأَسْمَاعَ وَالْأَبْصَارَ أَذَاؤُهُ (٩) ، وَلَوْ كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ أَهْلَ قُوَّةٍ لَاتُرَامُ (١٠) ، وَعِزَّةٍ لَاتُضَامُ (١١) ،

__________________

‌يكن هناك إحسان ، فلا يلحقهم ثواب المحسنين ، ولا يكون مطيع ولا عاص ، ولا محسن ولا مسي‌ء ، بل ترتفع هذه الأسماء ولا يستبين لها معنى ». وفي المرآة : « قوله : ولما وجب للقائلين ، أي للحقّ ».

(١) في مرآة العقول : « كالمؤمن والمتّقي والزاهد والعابد ».

(٢) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : ولذلك ، إشارة إلى قوله تعالى : ( إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ ) [ الشعراء (٢٦) : ٤ ] ويمكن توجيهه بوجهين :

الأوّل : أن يكون المعنى لأجل ما ذكرنا من بطلان الجزاء وسقوط البلاء قال الله تعالى على وجه الإنكار : ( إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ ) فأقام عليه‌السلام كلمة « لو » مكان « إن » للإشعار بأنّ المراد بالآية الإنكار وعدم كون المصلحة في ذلك ، فلذا لم يفعل.

والثاني : أن يكون الظرف متعلّقاً بقوله : ( فَظَلَّتْ ) أي ولما ذكرنا من سقوط البلاء ونظائره ظلّت أعناقهم خاضعين على تقديم نزول البلاء. ولا يخفى بعده ».

(٣) في « بس » : « آية من السماء ».

(٤) في الوافي : « لظلّت ».

(٥) في الوافي : « يملأ ».

(٦) في النهج وهامش المطبوع نقلاً عن بعض النسخ : « غنى ».

(٧) الخَصاصة ـ بالفتح ـ : الفقر والحاجة. راجع : المصباح المنير ، ص ١٧١ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٣٩ ( خصص ).

(٨) في الوافي : « يملأ ».

(٩) قرأه في المرآة : « أذاه » ثمّ قال : « في بعض النسخ : أداؤه ، بالمهملة. وفي بعضها بالمعجمة. وفي النهج : أذىً. ويظهر من القاموس الأذاء يجي‌ء ممدوداً ، وبالمهملة يحتاج إلى تكلّف ، والتذكير للمصدريّة ». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٥٣ ( أذى ).

(١٠) الرَّوْم : الطلب كالمَرام. يقال : رُمت الشي‌ء أروُمه رَوْماً ومَراماً : إذا طلبته. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٣٨ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٤٦ ( روم ).

(١١) الضَّيْم : الظلم ، وجاء بمعنى النقص والانتقاص أيضاً. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٧٣ ؛ لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٣٥٩ ( ضيم ).

٤٢

وَمُلْكٍ يُمَدُّ (١) نَحْوَهُ أَعْنَاقُ الرِّجَالِ (٢) ، وَيُشَدُّ (٣) إِلَيْهِ عُقَدُ الرِّحَالِ (٤) ، لَكَانَ أَهْوَنَ عَلَى الْخَلْقِ فِي الاخْتِبَارِ ، وَأَبْعَدَ لَهُمْ فِي (٥) الاسْتِكْبَارِ ، وَلَآمَنُوا عَنْ (٦) رَهْبَةٍ قَاهِرَةٍ لَهُمْ ، أَوْ رَغْبَةٍ مَائِلَةٍ بِهِمْ ، فَكَانَتِ (٧) النِّيَّاتُ مُشْتَرَكَةً (٨) ، وَالْحَسَنَاتُ مُقْتَسَمَةً.

وَلكِنَّ اللهَ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الاتِّبَاعُ لِرُسُلِهِ ، وَالتَّصْدِيقُ بِكُتُبِهِ ، وَالْخُشُوعُ لِوَجْهِهِ ، وَالاسْتِكَانَةُ (٩) لِأَمْرِهِ ، وَالاسْتِسْلَامُ (١٠) إِلَيْهِ (١١) أُمُوراً لَهُ خَاصَّةً (١٢) ، لَايَشُوبُهَا (١٣) مِنْ غَيْرِهَا شَائِبَةٌ ، وَكُلَّمَا كَانَتِ الْبَلْوى وَالاخْتِبَارُ أَعْظَمَ ، كَانَتِ (١٤) الْمَثُوبَةُ وَالْجَزَاءُ أَجْزَلَ (١٥)

__________________

(١) في « ظ ، بح ، بس ، جد » والمرآة : « تمدّ ».

(٢) في الوافي : « مدّ الأعناق نحو الملك كناية عن تعظيمه ؛ يعني يؤمّله المؤمّلون ، ويرجوه الراجون ».

(٣) في « ظ ، بس ، جد » : « وتشدّ ».

(٤) في الوافي : « شدّ الرحال ، كناية عن مسافرة أرباب الرغبات إليه ، يقول : لو كان الأنبياء ملوكاً ذوي بأس وقهر لم يكن إيمان الخلق وانقيادهم إليهم لله ، بل كان لرهبة لهم ، أو رغبة فيهم ، فكانت النيّات مشتركة ، فتكون لله‌ولخوف النبيّ ، أو رجاء نفعه ».

(٥) في « ى ، بف » وحاشية « بث » والوافي : « من ».

(٦) في الوافي : « من ».

(٧) في « بح » : « وكانت ».

(٨) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : فكانت النيّات مشتركة ، أي يكون المكلّف قد فعل الإيمان لكلا الأمرين ، فلم يكن نيّاتهم في أيمانهم ولا حسناتهم خالصة لله ، بل مشتركة ومقتسمة بعضها له وبعضها للرغبة وبعضها للرهبة. كذا ذكره ابن أبي الحديد وابن ميثم.

وقيل يحتمل أن يقال : لو كانت الأنبياء أهل قوّة وعزّة وملك لآمن بهم وسلّم لأمرهم جميع أهل الأرض عن رغبة ورهبة ، فكانت النيّات والحسنات مشتركة مقتسمة بين الناس ، ولم يتميّز المطيع عن العاصي ، والمؤمن عن الكافر. ولم يتميّز من عمل لله‌خالصة عمّن فعل الحسنات لأغراض اخر ، فلم يكن الاستلام والخشوع لله‌خاصّة. لكن لا يخفى أنّ الأوّل أظهر ، وربّما بعده أنسب ؛ فتأمّل ».

(٩) « الاستكانة » : الخضوع. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦١٤ ( كون ).

(١٠) « الاستسلام » : الانقياد. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٥٢ ( سلم ).

(١١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « لطاعته ».

(١٢) في حاشية « بث ، بح » : « خالصة ».

(١٣) هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بف ، جد ، جن » والوافي. وفي « بخ » : « « ولايشوبها ». وفي « بث » والمطبوع : « لاتشوبها ».

(١٤) في « ظ » : « كان ».

(١٥) « أجزل » ، أي أوسع وأكثر وأعظم. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٥٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٩٩ ( جزل ).

٤٣

أَلَاتَرَوْنَ أَنَّ اللهَ ـ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ـ اخْتَبَرَ الْأَوَّلِينَ مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى الْآخِرِينَ (١) مِنْ هذَا الْعَالَمِ بِأَحْجَارٍ مَا تَضُرُّ (٢) وَلَاتَنْفَعُ ، وَلَا تُبْصِرُ وَلَاتَسْمَعُ ، فَجَعَلَهَا بَيْتَهُ الْحَرَامَ الَّذِي جَعَلَهُ لِلنَّاسِ قِيَاماً ، ثُمَّ جَعَلَهُ (٣) بِأَوْعَرِ (٤) بِقَاعِ الْأَرْضِ حَجَراً ، وَأَقَلِّ نَتَائِقِ (٥) الدُّنْيَا مَدَراً (٦) ، وَأَضْيَقِ بُطُونِ الْأَوْدِيَةِ (٧) مَعَاشاً ، وَأَغْلَظِ مَحَالِّ الْمُسْلِمِينَ مِيَاهاً (٨) ، بَيْنَ جِبَالٍ خَشِنَةٍ ، وَرِمَالٍ دَمِثَةٍ (٩) ، وَعُيُونٍ وَشِلَةٍ (١٠) ، وَقُرًى مُنْقَطِعَةٍ ، وَأَثَرٍ (١١) مِنْ مَوَاضِعِ قَطْرِ السَّمَاءِ دَاثِرٍ (١٢) ، لَيْسَ‌

__________________

(١) في « ظ ، بس ، جن » : « آخرين ».

(٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : « لا تضرّ ».

(٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والمرآة. وفي المطبوع : « وضعه ».

(٤) الوَعْر : الصَعْب. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٤٦ ( وعر ).

(٥) قال ابن الأثير : « ومن حديث عليّ في صفة مكّة : والكعبة أقلّ نتائق الدنيا مَدَراً ؛ النتائق : جمع نتيقة ، فعيلةبمعنى مفعولة من النَتْق ، وهو أن تقلع الشي‌ء فترفعه من مكانه لترمى به ، هذا هو الأصل ، وأراد بها هاهنا البلاد لرفع بنائها وشهرتها في موضعها ». راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١٣ ( نتق ).

(٦) المَدَرُ : قِطَع الطين اليابس ، أو التراب المتلبّد ، أو الطين العِلْك الذي لا يخالطه رمل. راجع : المصباح المنير ، ص ٥٥٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٥٨.

(٧) « الأودية » جمع الوادي ، وهو كلّ مفرج ما بين جبال أو تلال أو آكام يكون منفذاً للسيل. راجع : المصباح المنير ، ص ٦٥٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٥٨ ( ودى ).

(٨) في « ظ ، جد » : « متاهاً ».

(٩) الدمثة : السهلة الليّنة ، أصله من الدَمْث : المكان السهل. وقال ابن الأثير : « هو الأرض السهلة الرخوة ، والرمل الذي ليس بمتلبّد ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٥٩٢ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ١٣٢ ( دمث ).

(١٠) الوَشَل : الماء القليل يُتحلّب من جبل أو صخرة ولا يتّصل قطره. ويقال : عيون وَشِلَة ، أي قليلة الماء. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١٨٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٠٩ ( وشل ).

(١١) الأَثَر : بقيّة ما يُرى من كلّ شي‌ء. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٦٥ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٨٩ ( أثر ).

(١٢) في المرآة : « وأثر ». والداثر : الدارس ؛ من الدُثُور : الدُرُوس ، وهو انمحاء الأثر وذهابه. قال ابن الأثير : « أصل الدثور : الدروس ، وهو أن تهبّ الرياح على المنزل ، فتغشّي رسومه بالرمل وتغطّيها بالتراب ». وقال العلاّمة

٤٤

يَزْكُو (١) بِهِ (٢) خُفٌّ وَلَاظِلْفٌ وَلَا حَافِرٌ (٣) ، ثُمَّ أَمَرَ آدَمَ وَوُلْدَهُ (٤) أَنْ يَثْنُوا أَعْطَافَهُمْ (٥) نَحْوَهُ ، فَصَارَ مَثَابَةً (٦) لِمُنْتَجَعِ (٧) أَسْفَارِهِمْ ، وَغَايَةً لِمُلْقى رِحَالِهِمْ ، تَهْوِي (٨) إِلَيْهِ ثِمَارُ الْأَفْئِدَةِ (٩) ، مِنْ مَفَاوِزِ (١٠)

__________________

المجلسي رحمه‌الله : « وفي بعض النسخ : داثر ، مكان وأثر. وعلى التقديرين لا يخلو من تكلّف ولعلّه لهذا أسقطه السيّد ». راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٥٥ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ١٠٠ ( دثر ).

(١) الزكاء ـ بالمدّ ـ : النماء والزيادة. راجع : المصباح المنير ، ص ٢٥٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٩٥ ( زكى ).

(٢) في حاشية « بث » : « بها ».

(٣) في الوافي : « الخفّ كناية عن الإبل ، والظلف عن البقر والشاة ، والحافر عن الدابّة ؛ يعني لا تسمن فيه ، يعني ليس حوله مرعى ترعاه فتسمن ». وفي المرآة : « المراد بالخفّ والظلف والحافر ، الجمل والخيل والبقر والغنم ؛ من قبيل إطلاق الجزء على الكلّ أو بحذف المضاف ».

(٤) في « ى » : « ولده » بدون الواو.

(٥) الأعطاف : جمع عِطف. وعطف الشي‌ء : جانبه. وقال العلاّمة المجلسي : « قوله عليه‌السلام : أعطافهم ، عطفا الرجل جانباه ، أي يقصدوه ويحجّوه ، و « يثنوا » أي يميلوا جوانبهم متوجّهين إليه معرضين عن غيره ، وليس من قبيل قوله تعالى : ( ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) فإنّه بمعنى إمالة الجانب للإعراض أو التجبّر ، على ما ذكره المفسّرون ». وذكر نحوه العلاّمة الفيض أيضاً. راجع : المصباح المنير ، ص ٤١٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١١٦ ( عطف ) ، وص ١٦٦٤ ( ثنى ).

(٦) المثابة : المكان الذي يرجع إليه الناس. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٥٢ ؛ المصباح المنير ، ص ٨٧ ( ثوب ).

(٧) المنتجع : المنزل في طلب الكلأ. وقال العلاّمة الفيض : « المنتجع : محلّ الكلأ. وانتجع فلان فلاناً : أتاه طالباً معروفه ، والمعنى : صار مرجعاً لإتيان منازلهم والمطلوب من أسفارهم ». راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٢٥ ( نجع ).

(٨) في « بخ ، بف » : « يهوي ».

(٩) في الوافي : « وفي قوله عليه‌السلام : تهوي إليه ثمار الأفئدة ، استعارة لطيفة ، ونظر إلى قوله سبحانه حكاية عن خليله عليه‌السلام : ( فَاجْعَلْ أَفِدَةً مّنَ النَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مّنَ الثَّمَرَتِ ). وفي شرح نهج البلاغة ، ج ١٣ ، ص ١٥٩ : « ثمر الفؤاد هي سويداء القلب ، ومنه قولهم للولد : هو ثمرة الفؤاد ». وفي المرآة ـ بعد نقله كلام ابن أبي الحديد ـ : « الظاهر أنّه إشارة إلى ماورد في بعض الأخبار في قوله تعالى : ( وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ ) إنّ المراد بها ثمرات القلوب ».

(١٠) المَفاوز : جمع المَفازة بمعنى المهلكة ، والفلاة لاماء بها. وقال الفيّومي : « المفازة : الموضع المهلك مأخوذة من فوّز ـ بالتشديد ـ إذا مات ؛ لأنّها مظنّة الموت. وقيل : من فاز ، إذا نجا وسلم ، وسمّيت به تفاؤُلاً بالسلامة ». راجع : المصباح المنير ، ص ٤٨٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧١٧ ( فوز ).

٤٥

قِفَارٍ (١) مُتَّصِلَةٍ ، وَجَزَائِرِ بِحَارٍ مُنْقَطِعَةٍ (٢) ، وَمَهَاوِي (٣) فِجَاجٍ (٤) عَمِيقَةٍ حَتّى يَهُزُّوا (٥) مَنَاكِبَهُمْ ذُلُلاً (٦) يُهَلِّلُونَ (٧) لِلّهِ (٨) حَوْلَهُ ، وَيَرْمُلُونَ (٩) عَلى أَقْدَامِهِمْ شُعْثاً (١٠) غُبْراً لَهُ ، قَدْ نَبَذُوا الْقُنُعَ (١١) وَالسَّرَابِيلَ (١٢) وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ ، وَحَسَرُوا (١٣) بِالشُّعُورِ حَلْقاً عَنْ رُؤُوسِهِمُ ، ابْتِلَاءً عَظِيماً ، وَاخْتِبَاراً كَبِيراً (١٤) ، وَامْتِحَاناً شَدِيداً ، وَتَمْحِيصاً (١٥) بَلِيغاً ، وَقُنُوتاً (١٦) مُبِيناً ،

__________________

(١) « قِفار » جمع القَفر ، بمعنى الخلاء من الأرض لا ماء فيه ولا نبات. راجع : المصباح المنير ، ص ٥١١ ؛ القاموس‌المحيط ، ج ١ ، ص ٦٤٧ ( قفر ). هذا ، وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ١٣ ، ص ١٥٩ : « والرواية المشهورة : من مفاويز قفار ، بالإضافة ، وقد روى قوم : من مفاوزَ ، بفتح الزاي ؛ لأنّه لا ينصرف ولم يضيفوا ، جعلوا « قفار » صفة ».

(٢) في « بس » : ـ « وأثر من مواضع ـ إلى ـ بحار منقطعة ».

(٣) المهاوي : جمع المَهوَى والمَهواة ، في الأصل يطلق على ما بين الجبلين ، والحفرة ، ونحو ذلك ، وهنا بمعنى المساقط. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٣٨ ؛ المصباح المنير ، ص ٦٤٣ ( هوى ).

(٤) الفِجاج : جمع الفَجّ ، وهو الطريق الواسع بين الجبلين. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣١٠ ( فج ).

(٥) الهَزّ : التحريك. يقال : هززت الشي‌ء هزّاً فاهتزّ ، أي حرّكته فتحرّك. وقال العلاّمة الفيض : « هو كناية عن الشوق نحوه والسفر إليه ». راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٠١ ؛ المصباح المنير ، ص ٦٣٧ ( هزز ).

(٦) في المرآة : « حال إمّا منهم ، أو من المناكب ». (٧) في « ى ، بح ، جن » والوسائل : ـ « يهلّلون».

(٨) في « ظ ، بخ ، بف » : « الله ». وفي « بث » : « يهلّلون لله‌ذللاً ».

(٩) في « ظ ، ى ، بث ، بس ، جن » والوسائل : « ويرملوا ». والرَمَل ـ بالتحريك ـ : الهرولة ، وهي ضرب من العَدْو ما بين المشي والعدو. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٧١٣ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٣٩ ( رمل ) ؛ الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٥٠ ( هرل ).

(١٠) الشُّعْث ـ بالضمّ ـ : جمع الأشعث ، من الشَعَث ـ محرّكة ـ وبسكون العين ، وهو الانتشار والتفرّق ، واغبرار الرأس وتلبّد الشعر. وقال العلاّمة المجلسي : « الشعث ، انتشار الأمر ، والمراد هنا انتشار الشعر ودخول بعضها في بعض بترك الترجيل ، والحاصل أنّهم لا يتعهّدون شعورهم ولا ثيابهم ولا أبدانهم ». راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٧٨ ؛ المصباح المنير ، ص ٣١٤ ( شعث ).

(١١) « القُنُع » : جمع القِناع ـ بكسر القاف ـ وهو أوسع من المقنعة. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٥٣١ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠١٤ ( قنع ).

(١٢) في « بح ، بخ ، بف » والوافي : « والسراويل ».

(١٣) « حسروا » أي كشفوا عن شعور رؤوسهم. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٢٩ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٣٨٣ ( حسر ).

(١٤) في « ى ، بخ ، بف ، جن » : « كثيراً ».

(١٥) قال الجوهري : « التمحيص : الابتلاء والاختبار ». وقال ابن الأثير : « أصل المحص : التخليص ، ومنه تمحيص الذنوب ، أي إزالتها ». راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٥٦ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٠٢ ( محص ).

(١٦) قال الجوهري : « القنوت : الطاعة ، هذا هو الأصل ». وقال ابن الأثير : « قد تكرّر ذكر القنوت في الحديث ،

٤٦

جعَلَهُ اللهُ سَبَباً لِرَحْمَتِهِ ، وَوُصْلَةً وَوَسِيلَةً إِلى جَنَّتِهِ ، وَعِلَّةً لِمَغْفِرَتِهِ ، وَابْتِلَاءً لِلْخَلْقِ بِرَحْمَتِهِ.

وَلَوْ كَانَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ وَضَعَ بَيْتَهُ الْحَرَامَ وَمَشَاعِرَهُ (١) الْعِظَامَ بَيْنَ جَنَّاتٍ وَأَنْهَارٍ ، وَسَهْلٍ (٢) وَقَرَارٍ ، جَمَّ (٣) الْأَشْجَارِ ، دَانِيَ الثِّمَارِ ، مُلْتَفَّ النَّبَاتِ ، مُتَّصِلَ الْقُرى ، مِنْ بُرَّةٍ (٤) سَمْرَاءَ ، وَرَوْضَةٍ خَضْرَاءَ ، وَأَرْيَافٍ (٥) مُحْدِقَةٍ (٦) ، وَعِرَاصٍ (٧) مُغْدِقَةٍ (٨) ، وَزُرُوعٍ نَاضِرَةٍ (٩) ، وَطُرُقٍ عَامِرَةٍ ، وَحَدَائِقَ كَثِيرَةٍ ، لَكَانَ قَدْ صَغُرَ الْجَزَاءُ ، عَلى حَسَبِ‌

__________________

ويرد بمعان متعدّدة ، كالطاعة ، والخشوع ، والصلاة ، والدعاء ، والعبادة ، والقيام ، وطول القيام ، والسكوت ، فيصرف في كلّ واحد من هذه المعاني إلى ما يحتمله الحديث الوارد فيه ». وقال العلاّمة الفيض : « القنوت : الخضوع ». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٦١ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ١١١ ( قنت ).

(١) المشاعر : مواضع المناسك ، ومحالّ العبادة. وأحد المشاعر المشعر الحرام ؛ لأنّه مَعْلَم للعبادة وموضع. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٩٨ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٧٩ ( شعر ).

(٢) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : وسهل ، أي في مكان سهل يستقرّ فيه الناس ، ولا ينالهم من المقام به مشقّة ».

(٣) الجَمُّ : الكثير ؛ يقال : جَمَّ المالُ وغيرُهُ ، أي كثر. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٨٩ ؛ المصباح المنير ، ص ١١٠ ( جمم ).

(٤) في الوافي : « البرّة : الواحدة من البرّ ، وهو الحنطة ، أو بالفتح : اسم الجمع ».

(٥) قال الجوهري : « الرِيفُ : أرض فيها زرع وخِصْب ، والجمع : أرياف ». والخِصْب : كثرة العُشب ، وهو الكلأ الرطب. وقال ابن الأثير : « هو ـ أي الريف ـ كلّ أرض فيها زرع ونخل. وقيل : هو ما قارب الماء من أرض العرب وغيرها ». راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٦٧ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٩٠ ( ريف ).

(٦) « مُحْدِقة » بكسر الدال ، أي محيطة. وقال العلاّمة الفيض : « المحدقة : المحيطة ، أو هي بفتح الدال بمعنى المرميّة بالأحداق ، أي الأبصار ، كناية عن بهجتها ونضارتها وروائها ». راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٥٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٦٠ ( حدق ).

(٧) في « بث ، بح ، بس » : « وعراض ». والعِراص : جمع العرصة ، وهو كلّ بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء ، سمّيت بذلك لاعتراص الصبيان فيها. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٤٤ ؛ لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٥٢ ( عرص ).

(٨) المُغْدِقة : كثيرة الماء ؛ من الغَدَق ، وهو المطر الكبار القطر. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٤ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٤٣ ( غدق ).

(٩) « ناضِرَة » أي حسنة ، أي ذات نضارة ورونق وحسن ؛ من النَّضْرَة والنَضارة ، وهو الحسن والرونق. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٣٠ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٧١ ( نضر ).

٤٧

ضَعْفِ الْبَلَاءِ.

ثُمَّ لَوْ كَانَتِ الْأَسَاسُ الْمَحْمُولُ عَلَيْهَا ، وَالْأَحْجَارُ (١) الْمَرْفُوعُ بِهَا ، بَيْنَ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ ، وَيَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ ، وَنُورٍ وَضِيَاءٍ ، لَخَفَّفَ ذلِكَ مُصَارَعَةَ الشَّكِّ (٢) فِي الصُّدُورِ ، وَلَوَضَعَ مُجَاهَدَةَ إِبْلِيسَ عَنِ الْقُلُوبِ ، وَلَنَفى مُعْتَلِجَ (٣) الرَّيْبِ مِنَ النَّاسِ ، وَلكِنَّ اللهَ‌ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَخْتَبِرُ عَبِيدَهُ (٤) بِأَنْوَاعِ الشَّدَائِدِ ، وَيَتَعَبَّدُهُمْ (٥) بِأَلْوَانِ الْمَجَاهِدِ (٦) ، وَيَبْتَلِيهِمْ بِضُرُوبِ الْمَكَارِهِ ؛ إِخْرَاجاً لِلتَّكَبُّرِ مِنْ قُلُوبِهِمْ ، وَإِسْكَاناً لِلتَّذَلُّلِ فِي أَنْفُسِهِمْ ، وَلِيَجْعَلَ ذلِكَ أَبْوَاباً (٧) إِلى فَضْلِهِ ، وَأَسْبَاباً ذُلُلاً (٨) لِعَفْوِهِ وَفِتْنَتِهِ (٩) ، كَمَا قَالَ : ( الم أَحَسِبَ النّاسُ أَنْ

__________________

(١) في « بث ، بح ، بخ ، بف ، جد » والوافي : « أو الأحجار ».

(٢) الصرْع : الطرح بالأرض. والمصارعة والصراع : معالجتهما أيّهما يصرع صاحبه. والمراد هنا : المنازعة والمجادلة ؛ قال العلاّمة المجلسي : « قوله عليه‌السلام : من مصارعة الشكّ ، في بعض النسخ بالصاد المهملة ، أي منازعته ومجادلته. وفي بعضها بالمعجمة ، أي مقاربة الشكّ ودنوّه من النفس ، من مضارعة الشمس ، إذا دنت للمغيب ، ويقال : ضرع السبع من الشي‌ء : إذا دنا ، أو مشابهة الشكّ ، أي الأمر المشكوك فيه باليقين ». راجع : لسان العرب ، ج ٨ ، ص ١٩٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٨٨ ( صرع ).

(٣) قوله عليه‌السلام : « مُعْتَلِجُ الريب » ، من اعتجلت الأمواج ، أي التطمت ، أو من اعتجلت الأرض ، أي طال نباتها. قال‌العلاّمة المجلسي : « والأوّل أظهر ، وهو مصدر ميميّ ، أي ولنفى اضطراب الشكّ ». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٣٠ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٨٦ ( علج ).

(٤) في « ى ، بف » والوافي : « عباده ».

(٥) « يتعبّدهم » أي يستعبدهم ويتّخذهم عبداً. يقال : تعبّد فلان فلاناً ، أي صيّره كالعبد له وإن كان حرّاً. وتعبّد اللهُ العبدَ بالطاعة ، أي استعبده ، أي اتّخذه عبداً ، والتعبّد أخصّ من الاستعباد. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١١٢٣ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٢٧١ ( عبد ).

(٦) في « بح ، بخ ، بس ، جد ، جن » والوافي والمرآة : « المجاهدة ». والمَجاهد : جمع المجهدة ، وهي المشقّة.

(٧) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : + « [ فتحاً ] ».

(٨) ذُلُل : جمع ذلول ، مثل رسول ورسل ، من الذلّ ـ بالكسر ـ بمعنى السهل وضدّ الصعب. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ١٦٦ ؛ المصباح المنير ، ص ٢١٠ ( ذلل ).

(٩) في « ظ ، بح ، جن » : « وفتنة ». وفي « بث ، جد » والوافي : « وفتنه ». والفتنة : الامتحان ، والاختبار ، والعذاب. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤١٠ ( فتن ).

٤٨

يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ ) (١) ». (٢)

٧ ـ بَابُ حَجِّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَبِنَائِهِمَا الْبَيْتَ وَمَنْ وَلِيَ الْبَيْتَ بَعْدَهُمَا عليهما‌السلام

٦٧٢٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ (٣) ، عَنْ عَبْدَوَيْهِ (٤) بْنِ عَامِرٍ وَغَيْرِهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ (٥) أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا وُلِدَ إِسْمَاعِيلُ ، حَمَلَهُ إِبْرَاهِيمُ وَأُمَّهُ عَلى حِمَارٍ ، وَأَقْبَلَ مَعَهُ جَبْرَئِيلُ حَتّى وَضَعَهُ فِي مَوْضِعِ الْحِجْرِ ، وَمَعَهُ شَيْ‌ءٌ مِنْ زَادٍ ، وَسِقَاءٌ (٦)

__________________

(١) العنكبوت (٢٩) : ١ ـ ٣. وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، ج ١٣ ، ص ١٦١ : « واعلم أنّ محصول هذا الفصل أنّه كلّما كانت العبادة أشقّ كان الثواب عليها أعظم ، ولو أنّ الله تعالى جعل العبادة سهلة على المكلّفين لما استحقّوا عليها من الثواب إلاّقدراً يسيراً بحسب ما يكون فيها من المشقّة اليسيرة ». ونحوه في الوافي.

(٢) نهج البلاغة ، ص ٢٩١ ، ضمن الخطبة ١٩٢ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٨٦ ، ح ١١٧٢٩ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١١ ، ح ١٤١١٧ ، من قوله : « ألا ترون أنّ الله اختبر » إلى قوله : « وحسروا بالشعور حلقاً عن رؤوسهم » ملخّصاً.

(٣) في البحار : « الحسين بن محمّد بن محمّد ». والحسين هذا ، هو الحسين بن محمّد بن عامر بن عمران‌الأشعري ، يروي عن عمّه عبدالله بن عامر. راجع : رجال النجاشي ، ص ٦٦ ، الرقم ١٥٦ ؛ وص ٢١٨ ، الرقم ٥٧٠.

(٤) في حاشية « بح » : « عبد الله ». وتقدّم في الكافي ، ذيل ح ٤٢٦٣ ، أنّ « عَبْدَويه » لهجة عامّيّة لـ « عبد الله » في لسان القمّييّن قديم الأيّام.

(٥) في البحار : ـ « محمّد بن ».

(٦) قال ابن الأثير : « السقاء : ظرف للماء من الجلد ، ويجمع على أسقية ». النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٨١ ( سقي ).

٤٩

فِيهِ شَيْ‌ءٌ مِنْ مَاءٍ ، وَالْبَيْتُ يَوْمَئِذٍ رَبْوَةٌ (١) حَمْرَاءُ مِنْ مَدَرٍ (٢) ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِجَبْرَئِيلَ عليهما‌السلام : هَاهُنَا أُمِرْتَ (٣)؟ قَالَ : نَعَمْ » قَالَ : « وَمَكَّةُ يَوْمَئِذٍ سَلَمٌ (٤) وَسَمُرٌ (٥) ، وَحَوْلَ مَكَّةَ يَوْمَئِذٍ (٦) نَاسٌ مِنَ الْعَمَالِيقِ (٧) ». (٨)

٦٧٢٩ / ٢. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنْهُ أَيْضاً ، قَالَ : « فَلَمَّا وَلّى إِبْرَاهِيمُ ، قَالَتْ هَاجَرُ : يَا إِبْرَاهِيمُ ، إِلى مَنْ تَدَعُنَا؟ قَالَ : أَدَعُكُمَا إِلى رَبِّ هذِهِ الْبَنِيَّةِ » قَالَ « فَلَمَّا نَفِدَ (٩) الْمَاءُ وَعَطِشَ الْغُلَامُ ، خَرَجَتْ حَتّى صَعِدَتْ عَلَى الصَّفَا ، فَنَادَتْ : هَلْ بِالْبَوَادِي (١٠) مِنْ أَنِيسٍ؟ ثُمَّ انْحَدَرَتْ حَتّى أَتَتِ الْمَرْوَةَ ، فَنَادَتْ مِثْلَ ذلِكَ ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ رَاجِعَةً (١١) إِلَى ابْنِهَا ، فَإِذَا‌

__________________

(١) الربوة ـ بالضمّ والفتح ـ : المكان المرتفع ، وما ارتفع من الأرض ، من ربا ، أي نشأ ، والكسر لغة. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ١٩٢ ؛ المصباح المنير ، ص ١١٧ ( ربا ).

(٢) قال الفيّومي : « المَدَر : جمع مَدَرة ، وهو التراب المتلبّد. وبعضهم يقول : الطين العِلْك الذي لا يخالطه رمل ، والعرب تسمّي القرية مدرة ؛ لأنّ بنيانها غالباً من المدر ». المصباح المنير ، ص ٥٦٦ ( مدر ).

(٣) في الوافي : « هاهنا امرت ؛ يعني الإسكان ، والصيغة تحتمل الخطاب والتكلّم ».

(٤) السَّلَم : شجر من العضاه ، الواحدة : سلمة بفتح اللام. قال ابن الأثير : « وورقها القَرَظ الذي يدبغ به ». والعضاه : كلّ شجر يعظم وله شوك. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٥٠ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٩٥ ( سلم ).

(٥) السَّمُر : ضرب من شجر الطَّلْح ، الواحدة : سَمُرَة. والطلح : شجر عظيم من شجر العضاه ، له شوك وليس في العضاه أكثر صَمْغاً منه ، ترعاه الإبل. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٨٩ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٩٩ ( سمر ).

(٦) في الوافي : ـ « يومئذ ».

(٧) قال الجوهري : « العَماليق والعَمالقة : قوم من ولد عِمْليق بن لاوَذ بن إرَم بن سام بن نوح عليه‌السلام ، وهم امم تفرّقوا في البلاد ». وقال ابن الأثير : « العمالقة : الجبابرة الذين كانوا بالشام من بقيّة عاد ، الواحد : عِمْليق وعِمْلاق. ويقال لمن يخدع الناس ويخلُبهم : عِمْلاق ». راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٣٣ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٠١ ( عملق ).

(٨) الوافي ، ج ١٢ ، ص ٧١ ، ح ١١٥١٧ ؛ البحار ، ج ١٢ ، ص ١١٥ ، ح ٤٨.

(٩) في « بخ » وحاشية « ى ، بث » : « فقد ». وفي « بس » : « نفذ ».

(١٠) في « بح » وحاشية « بث » والوافي : « بالوادي ». وفي « جن » : « في البوادي ». والبوادي : جمع البادية ، وهي ـ على‌ما قاله الخليل ـ اسم للأرض التي لا حضر فيها ، أي لا محلّة فيها دائمة. وعن أبي منصور : البادية : خلاف الحاضرة ، والحاضرة : القوم الذين يحضرون المياه. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ١٣٩ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٦٧ ( بدو ).

(١١) في « ظ » : ـ « راجعة ».

٥٠

عَقِبُهُ يَفْحَصُ (١) فِي مَاءٍ ، فَجَمَعَتْهُ (٢) ، فَسَاخَ (٣) وَلَوْ تَرَكَتْهُ لَسَاحَ (٤) ». (٥)

٦٧٣٠ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام لَمَّا خَلَّفَ إِسْمَاعِيلَ بِمَكَّةَ ، عَطِشَ الصَّبِيُّ ، فَكَانَ (٦) فِيمَا (٧) بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ شَجَرٌ (٨) ، فَخَرَجَتْ (٩) أُمُّهُ حَتّى قَامَتْ عَلَى الصَّفَا ، فَقَالَتْ : هَلْ بِالْبَوَادِي (١٠) مِنْ (١١) أَنِيسٍ؟ فَلَمْ يُجِبْهَا (١٢) أَحَدٌ ، فَمَضَتْ حَتّى انْتَهَتْ إِلَى الْمَرْوَةِ ، فَقَالَتْ : هَلْ بِالْبَوَادِي (١٣) مِنْ أَنِيسٍ؟ فَلَمْ تُجَبْ (١٤) ، ثُمَّ (١٥) رَجَعَتْ إِلَى الصَّفَا ، وَقَالَتْ (١٦) ذلِكَ حَتّى صَنَعَتْ ذلِكَ سَبْعاً ، فَأَجْرَى اللهُ ذلِكَ سُنَّةً ، وَأَتَاهَا (١٧) جَبْرَئِيلُ ،

__________________

(١) في الوافي : « تفحص ».

(٢) في الوافي : « فإذا عقبه تفحص ؛ يعني عقب رجله تبحث ، فجمعته : منعته من الجريان ».

(٣) « فساخ » أي رسب ، ودخل في الأرض وغاب ، وغاص ، من قولهم : ساخت قوائمه في الأرض ، أي دخلت فيها وغابت ، أو غاصت فيها. وساخ الشي‌ء ، أي رسب أو رسخ وثبت ووقف على الأرض. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٢٤ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٤١٦ ( سوخ ) ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٢٧ ( سيخ ).

(٤) في « بح ، جن » : « لساخ ». و « لساح » أي جرى ؛ يقال : ساح الماء يسيح سيحاً ، إذا جرى على وجه الأرض. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٧٧ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٤٩٢ ( سيح ).

(٥) الوافي ، ج ١٢ ، ص ٧١ ، ح ١١٥١٨ ؛ البحار ، ج ١٢ ، ص ١١٦ ، ح ٤٩.

(٦) في « بف » والوافي والعلل : « وكان ».

(٧) في « ظ » : ـ « فيما ». وفي « بث » : « ما ».

(٨) في الوافي : ـ « شجر ».

(٩) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : فخرجت ، يمكن أن يقرأ بالحاء المهملة ، ثمّ الراء ، ثمّ الجيم ، أي ضاق صدرها ».

(١٠) في « بح » وحاشية « بث » والوافي والعلل : « بالوادي ».

(١١) في « بس » : ـ « من ».

(١٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والعلل. وفي المطبوع : « فلم تجبها ».

(١٣) في « بح ، جن » وحاشية « بث » والوافي والعلل : « بالوادي ».

(١٤) في « ى » : « فلم يجب أحد ». وفي العلل : « فلم يجبها أحد ».

(١٥) في الوافي عن بعض النسخ : « حتّى ».

(١٦) في الوافي : + « مثل ».

(١٧) في الوافي : « فأتاها ».

٥١

فَقَالَ لَهَا : مَنْ أَنْتِ؟ فَقَالَتْ : أَنَا أُمُّ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ (١) لَهَا : إِلى مَنْ تَرَكَكُمْ (٢)؟ فَقَالَتْ : أَمَا لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ (٣) لَقَدْ قُلْتُ لَهُ (٤) حَيْثُ (٥) أَرَادَ الذَّهَابَ : يَا إِبْرَاهِيمُ إِلى مَنْ تَرَكْتَنَا؟ فَقَالَ : إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَالَ جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام : لَقَدْ وَكَلَكُمْ إِلى كَافٍ ».

قَالَ : « وَكَانَ النَّاسُ يَجْتَنِبُونَ الْمَمَرَّ إِلى مَكَّةَ لِمَكَانِ (٦) الْمَاءِ ، فَفَحَصَ الصَّبِيُّ بِرِجْلِهِ ، فَنَبَعَتْ زَمْزَمُ ».

قَالَ « فَرَجَعَتْ مِنَ الْمَرْوَةِ إِلَى الصَّبِيِّ وَقَدْ نَبَعَ الْمَاءُ ، فَأَقْبَلَتْ تَجْمَعُ التُّرَابَ حَوْلَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَسِيحَ الْمَاءُ (٧) ، وَلَوْ تَرَكَتْهُ لَكَانَ سَيْحاً (٨) ».

قَالَ (٩) « فَلَمَّا رَأَتِ الطَّيْرُ الْمَاءَ حَلَّقَتْ عَلَيْهِ ، فَمَرَّ رَكْبٌ مِنَ الْيَمَنِ يُرِيدُ السَّفَرَ ، فَلَمَّا رَأَوُا الطَّيْرَ قَالُوا : مَا حَلَّقَتِ الطَّيْرُ إِلاَّ عَلى مَاءٍ ، فَأَتَوْهُمْ ، فَسَقَوْهُمْ مِنَ الْمَاءِ ، فَأَطْعَمُوهُمُ (١٠) الرَّكْبُ (١١) مِنَ الطَّعَامِ ، وَأَجْرَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُمْ بِذلِكَ رِزْقاً ، وَكَانَ النَّاسُ يَمُرُّونَ بِمَكَّةَ ، فَيُطْعِمُونَهُمْ مِنَ الطَّعَامِ ، وَيَسْقُونَهُمْ مِنَ الْمَاءِ ». (١٢)

__________________

(١) في الوافي : « فقال ».

(٢) في العلل : « وكلّكم ».

(٣) في « ى ، بث ، بس » والعلل : « ذلك ». وفي « بخ » : ـ « ذاك ».

(٤) في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جد ، جن » : ـ « له ». وفي حاشية « جن » : « قلته ».

(٥) في الوافي : « حين ».

(٦) في « جد » : « مكان ».

(٧) في الوافي : « مخافة أن يسيح الماء ، بالمهملة ، أي يجري فينفد بالجريان ويذهب ولا يبقى ».

(٨) السيح : الماء الظاهر الجاري على وجه الأرض ، أو الماء الظاهر على وجه الأرض. وقال العلاّمة الفيض : « لكان سيحاً ، أي جارياً أبداً ». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٧٧ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٤٩٢ ( سيح ).

(٩) في « ى » : ـ « قال ».

(١٠) في حاشية « بث » والوافي : « فأطعمهم ».

(١١) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : فأطعموهم ، من قبيل أكلوني البراغيث ».

(١٢) المحاسن ، ص ٣٣٧ ، كتاب العلل ، ح ١١٩ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام. علل الشرائع ، ص ٤٣٢ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ٧٢ ، ح ١١٥١٩.

٥٢

٦٧٣١ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَأَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ (١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُورٍ ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْحَرَّانِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَمَرَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام أَنْ يَحُجَّ ، وَيُحِجَّ (٢) إِسْمَاعِيلَ (٣) مَعَهُ ، وَيُسْكِنَهُ الْحَرَمَ ، فَحَجَّا عَلى جَمَلٍ أَحْمَرَ ، وَمَا مَعَهُمَا إِلاَّ جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام (٤) ، فَلَمَّا بَلَغَا (٥) الْحَرَمَ ، قَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ : يَا إِبْرَاهِيمُ ، انْزِلَا ، فَاغْتَسِلَا قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَا الْحَرَمَ ، فَنَزَلا ، فَاغْتَسَلَا (٦) ، وَأَرَاهُمَا كَيْفَ يَتَهَيَّئَانِ لِلْإِحْرَامِ ، فَفَعَلَا ، ثُمَّ أَمَرَهُمَا ، فَأَهَلاَّ بِالْحَجِّ (٧) ، وَأَمَرَهُمَا بِالتَّلْبِيَاتِ الْأَرْبَعِ الَّتِي لَبّى بِهَا الْمُرْسَلُونَ ، ثُمَّ صَارَ (٨) بِهِمَا إِلَى (٩)

__________________

(١) هكذا في « بث ، بح ، بخ ، بف ، جر ، جن » والوسائل والبحار. وفي « ظ ، ى ، بس ، جد » والمطبوع : « عيسى بن‌محمّد بن أبي أيّوب ».

والظاهر أنّ عيسى بن محمّد هذا ، هو أبو محمّد عيسى بن محمّد بن أيّوب الأشعري الذي روى عنه ابن بطّة في طريق الشيخ الطوسي إلى كتاب عليّ بن حديد ، كما في الفهرست ، طبعة النجف الأشرف ، ص ٨٩ ، الرقم ٣٧٢. وابن بطّة ، هو محمّد بن جعفر بن أحمد بن بطّة القمّي ، وطبقته طبقة مشايخ الكليني.

وأمّا ما ورد في الفهرست ، طبعة مكتبة المحقّق الطباطبائي ، ص ٢٦٧ ، الرقم ٣٨٢ ؛ من أبي محمّد بن عيسى عن محمّد بن أيّوب الأشعري ، فلا يعتمد عليه ، كما يعلم من هامش الكتاب ، فلاحظ.

ويؤيّد ذلك ما ورد في الكافي ، ح ١٦١٩ و ١٦٦٤ و ١٧٣٩ و ٢٤٣٠ و ١٤٤٧١ من رواية أبي عليّ الأشعري ـ وهو أحمد بن إدريس ـ عن عيسى بن أيّوب عن عليّ بن مهزيار ؛ فإنّ الظاهر أنّ عيسى بن أيّوب متّحد مع عيسى بن محمّد بن أيّوب ، لكنّ الراوي نُسِبَ إلى جدّه في هذه الموارد المذكورة.

(٢) في « بف » : ـ « يحجّ ».

(٣) في « ظ ، بث ، بح ، بس ، جد ، جن » والوافي : « بإسماعيل ». وفي حاشية « بث » : « وإسماعيل ».

(٤) في « بح » : + « قال ».

(٥) في « بث » : « بلغوا ».

(٦) في « بح » والوافي : « واغتسلا ».

(٧) الإهلال : رفع الصوت بالتلبية. يقال : أهلّ المحرم ، إذا لبّى ورفع صوته. والمعنى : رفعا صوتهما بالتلبية لعقدالإحرام. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٥٢ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٧٠ ( هلل ).

(٨) في « ظ » والوافي : « سار ».

(٩) في « بح ، بخ ، بف » وحاشية « بث » والوافي : + « باب ».

٥٣

الصَّفَا ، فَنَزَلَا ، وَقَامَ جَبْرَئِيلُ بَيْنَهُمَا (١) ، وَاسْتَقْبَلَ (٢) الْبَيْتَ ، فَكَبَّرَ اللهَ وَكَبَّرَا (٣) ، وَهَلَّلَ اللهَ وَهَلَّلَا ، وَحَمَّدَ اللهَ وَحَمَّدَا ، وَمَجَّدَ اللهَ وَمَجَّدَا ، وَأَثْنى عَلَيْهِ ، وَفَعَلَا (٤) مِثْلَ ذلِكَ ، وَتَقَدَّمَ جَبْرَئِيلُ ، وَتَقَدَّمَا يُثْنِيَانِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَيُمَجِّدَانِهِ حَتّى انْتَهى بِهِمَا إِلى مَوْضِعِ الْحَجَرِ ، فَاسْتَلَمَ جَبْرَئِيلُ (٥) ، وَأَمَرَهُمَا أَنْ يَسْتَلِمَا ، وَطَافَ (٦) بِهِمَا أُسْبُوعاً.

ثُمَّ قَامَ بِهِمَا فِي مَوْضِعِ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام ، فَصَلّى رَكْعَتَيْنِ وَصَلَّيَا (٧) ، ثُمَّ أَرَاهُمَا الْمَنَاسِكَ وَمَا يَعْمَلَانِ بِهِ ، فَلَمَّا قَضَيَا مَنَاسِكَهُمَا ، أَمَرَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام بِالانْصِرَافِ ، وَأَقَامَ إِسْمَاعِيلُ وَحْدَهُ مَا مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرُ أُمِّهِ ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ ، أَذِنَ اللهُ لِإِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام فِي الْحَجِّ وَبِنَاءِ الْكَعْبَةِ ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَحُجُّ إِلَيْهِ ، وَإِنَّمَا كَانَ رَدْماً (٨) إِلاَّ أَنَّ قَوَاعِدَهُ مَعْرُوفَةٌ ، فَلَمَّا صَدَرَ النَّاسُ (٩) ، جَمَعَ إِسْمَاعِيلُ الْحِجَارَةَ ، وَطَرَحَهَا فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ.

فَلَمَّا أَذِنَ اللهُ لَهُ (١٠) فِي الْبِنَاءِ ، قَدِمَ إِبْرَاهِيمُ عليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، قَدْ أَمَرَنَا اللهُ بِبِنَاءِ الْكَعْبَةِ ، وَكَشَفَا (١١) عَنْهَا ، فَإِذَا هُوَ حَجَرٌ وَاحِدٌ أَحْمَرُ ، فَأَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهِ : ضَعْ‌

__________________

(١) في « بث » : « فيهما ».

(٢) في الوافي : « فاستقبلا ».

(٣) في « ى » : « فكبّرا ».

(٤) في الوافي : « ففعلا ».

(٥) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : + « [ الحجر ] ». وفي الوافي : « فاستلم جبرئيل ؛ يعني موضع الحجر ؛ لما يأتي أنّ الحجر كان على أبي قبيس في ذلك الوقت ».

(٦) في « ى » : « فطاف ».

(٧) في الوافي : « فصلّيا ».

(٨) الرَّدْم : ما يسقط من الجدار المتهدّم ، وكلّ ما لُفِقَ بعضه ببعض فقد رُدِم. وقال الطريحي : « كان ردماً ، أي كان لاحيطان له ، كأنّه من تردّم الثوب ، أي أخلق واسترقع فكأنّه متردّم ». راجع : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٣٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٦٦ ؛ مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ٧٢ ( ردم ).

(٩) « صدر الناس » أي انصرفوا ورجعوا ؛ من الصَّدَر ، وهو رجوع المسافر من مقصده. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٣٣٥ ( صدر ).

(١٠) في « جن » : « إليه ».

(١١) في « بث ، بف » والوافي : « فكشفا ». وفي حاشية « بث ، بح » : « وكشفنا ».

٥٤

بِنَاءَهَا عَلَيْهِ ، وَأَنْزَلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ (١) أَرْبَعَةَ أَمْلَاكٍ يَجْمَعُونَ إِلَيْهِ الْحِجَارَةَ (٢) ، فَكَانَ (٣) إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ عليهما‌السلام يَضَعَانِ الْحِجَارَةَ ، وَالْمَلَائِكَةُ تُنَاوِلُهُمَا حَتّى تَمَّتِ اثْنَي عَشَرَ ذِرَاعاً ، وَهَيَّئَا لَهُ بَابَيْنِ : بَاباً يُدْخَلُ مِنْهُ ، وَبَاباً يُخْرَجُ مِنْهُ ، وَوَضَعَا عَلَيْهِ عَتَباً (٤) وَشَرَجاً (٥) مِنْ حَدِيدٍ عَلى أَبْوَابِهِ ، وَكَانَتِ (٦) الْكَعْبَةُ عُرْيَانَةً ، فَصَدَرَ إِبْرَاهِيمُ وَقَدْ سَوَّى الْبَيْتَ ، وَأَقَامَ إِسْمَاعِيلُ.

فَلَمَّا وَرَدَ عَلَيْهِ النَّاسُ ، نَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ مِنْ حِمْيَرٍ أَعْجَبَهُ (٧) جَمَالُهَا ، فَسَأَلَ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ يُزَوِّجَهَا إِيَّاهُ ، وَكَانَ لَهَا بَعْلٌ ، فَقَضَى اللهُ عَلى بَعْلِهَا الْمَوْتِ (٨) ، وَأَقَامَتْ بِمَكَّةَ حُزْناً عَلى بَعْلِهَا ، فَأَسْلَى اللهُ ذلِكَ عَنْهَا (٩) ، وَزَوَّجَهَا إِسْمَاعِيلَ ، وَقَدِمَ إِبْرَاهِيمُ الْحَجَّ (١٠) ، وَكَانَتِ امْرَأَةً مُوَفَّقَةً (١١) ، وَخَرَجَ إِسْمَاعِيلُ إِلَى الطَّائِفِ يَمْتَارُ لِأَهْلِهِ طَعَاماً (١٢) ، فَنَظَرَتْ‌

__________________

(١) في « ظ ، بس ، جد » : + « عليه ».

(٢) في « جن » : « يجمعون الحجارة له ».

(٣) في « بح » وحاشية « بث » : « وكان ».

(٤) العَتَبُ : جمع العَتَبة ، وهي اسْكُفَّة الباب السفلى ، وهي الخشبة التي توطأ. وقيل : العتبة العليا ، والخشبة التي‌فوق الأعلى : الحاجب ، والاسكفّة : السفلى. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٧٧ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٥٧٦ ( عتب ).

(٥) في « ظ » : « وسرحاً ». وفي « ى ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » : « وسرجاً ». والشَّرَجُ : عُرَى المصحف ، والعيبة والخباء ، ونحوها ممّا يُشْرَج ويدخل بعضه ببعض. وقال العلاّمة الفيض : « وكأنّه اريد به الحلقة ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ٩٠١ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٠٥ ( شرج ).

(٦) في « بخ » والوافي : « فكانت ».

(٧) في « بخ » : « عجبه ». وفي « جن » : « أعجبته ».

(٨) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « بالموت ».

(٩) قال الجوهري : « سلاّني فلان عن همّي تسلية وأسلاني ، أي كشفه عنّي ». وقال ابن منظور : « سلاه وسلا عنه‌وسليه ... : نسيه. وأسلاه عنه وسلاّه فتسلّى ». راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٨١ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٩٤ ( سلا ).

(١٠) في « بخ ، بس ، بف » : « للحجّ ».

(١١) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : موفّقة ، في بعض النسخ بتقديم القاف على بناء الإفعال المجهول ، من أوقفه على الأمر : أطلعه عليه ، أي كانت ملهمة للخير. وفي بعضها بتقديم الفاء ، وهو أظهر ».

(١٢) « يمتار لأهله طعاماً » أي يجلب لهم ؛ من المِيرة ، وهو جلب الطعام. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٢١ ؛ لسان العرب ، ج ٥ ، ص ١٨٨ ( مير ).

٥٥

إِلى شَيْخٍ شَعِثٍ (١) ، فَسَأَلَهَا عَنْ حَالِهِمْ (٢) ، فَأَخْبَرَتْهُ بِحُسْنِ حَالٍ (٣) ، فَسَأَلَهَا (٤) عَنْهُ خَاصَّةً ، فَأَخْبَرَتْهُ بِحُسْنِ الدِّينِ ، وَسَأَلَهَا (٥) : مِمَّنْ أَنْتِ؟ فَقَالَتْ : امْرَأَةٌ مِنْ حِمْيَرٍ ، فَسَارَ إِبْرَاهِيمُ وَلَمْ يَلْقَ إِسْمَاعِيلَ ، وَقَدْ كَتَبَ إِبْرَاهِيمُ كِتَاباً ، فَقَالَ : ادْفَعِي هذَا إِلى بَعْلِكِ إِذَا أَتى إِنْ شَاءَ اللهُ ، فَقَدِمَ عَلَيْهَا إِسْمَاعِيلُ ، فَدَفَعَتْ إِلَيْهِ الْكِتَابَ ، فَقَرَأَهُ (٦) ، فَقَالَ : أَتَدْرِينَ مَنْ هذَا (٧) الشَّيْخُ؟ فَقَالَتْ (٨) : لَقَدْ رَأَيْتُهُ جَمِيلاً ، فِيهِ مُشَابَهَةٌ (٩) مِنْكَ ، قَالَ : ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ ، فَقَالَتْ : وَا سَوْأَتَاهْ (١٠) مِنْهُ ، فَقَالَ : وَلِمَ؟ نَظَرَ إِلى شَيْ‌ءٍ مِنْ مَحَاسِنِكِ؟ فَقَالَتْ (١١) : لَا ، وَلكِنْ (١٢) خِفْتُ أَنْ أَكُونَ قَدْ قَصَّرْتُ ، وَقَالَتْ (١٣) لَهُ الْمَرْأَةُ ـ وَكَانَتْ عَاقِلَةً ـ : فَهَلاَّ تُعَلِّقُ عَلى هذَيْنِ الْبَابَيْنِ سِتْرَيْنِ : سِتْراً مِنْ هَاهُنَا ، وَسِتْراً مِنْ هَاهُنَا؟ فَقَالَ لَهَا (١٤) : نَعَمْ ، فَعَمِلَا لَهُمَا سِتْرَيْنِ طُولُهُمَا اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعاً ، فَعَلَّقَاهُمَا (١٥) عَلَى الْبَابَيْنِ ، فَأَعْجَبَهُمَا (١٦) ذلِكَ ، فَقَالَتْ : فَهَلاَّ (١٧) أَحُوكُ (١٨) لِلْكَعْبَةِ ثِيَاباً فَتَسْتُرَهَا (١٩) كُلَّهَا ؛ فَإِنَّ هذِهِ الْحِجَارَةَ (٢٠)

__________________

(١) « شَعِثٍ » أي مغبرّ الرأس ؛ من الشَعَث ، وهو مصدر الأشعث ، وهو المغبرّ الرأس ، أو متلبّد الشعر ، من قولهم : شعث الشعر شَعَثاً فهو شَعِثٌ ، من باب تعب ، أي تغيّر وتلبّد لقلّة تعهّده بالدهن. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٨٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٣١٤ ( شعث ). (٢) في « جن » : « حالها ».

(٣) في « جن » : « حالها ».

(٤) في « ظ ، بث ، بخ ، بف ، جد ، جن » : « وسألها ». وفي « بس » : « ويسألها ».

(٥) في « بح » : « فسألها ». (٦) في « بح » : « فقرأ ».

(٧) في « ظ ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جد » والوافي : « ذلك ».

(٨) في « بخ » والوافي : « قالت ». (٩) في « جد » وحاشية « بث » والمرآة : « مشابه ».

(١٠) في « بخ ، بف » والوافي : « يا سوأتاه ».

(١١) في « ظ ، بخ ، بف ، جد » والوافي : « قالت ».

(١٢) في « بف » : ـ « ولكن ».

(١٣) في « بف » والوافي : « فقالت ».

(١٤) في « ى » : ـ « لها ».

(١٥) في الوافي : « فعلّقهما ».

(١٦) في الوافي عن بعض النسخ : « فأعجبها ».

(١٧) في « بح » : « هلاّ ».

(١٨) « أَحُوكُ » أي أنسج. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٨٢ ( حوك ).

(١٩) في « بخ » : « وتسترها ». وفي « جن » : « فيسترها ». وفي الوافي : « ونسترها ».

(٢٠) في الوافي : « الحجار ».

٥٦

سَمِجَةٌ (١) ، فَقَالَ لَهَا إِسْمَاعِيلُ : بَلى ، فَأَسْرَعَتْ فِي ذلِكَ ، وَبَعَثَتْ (٢) إِلى قَوْمِهَا بِصُوفٍ كَثِيرٍ (٣) تَسْتَغْزِلُهُمْ ».

قَالَ (٤) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « وَإِنَّمَا (٥) وَقَعَ اسْتِغْزَالُ النِّسَاءِ مِنْ ذلِكَ (٦) بَعْضِهِنَّ لِبَعْضٍ (٧) لِذلِكَ » قَالَ : « فَأَسْرَعَتْ وَاسْتَعَانَتْ فِي ذلِكَ ، فَكُلَّمَا (٨) فَرَغَتْ مِنْ شُقَّةٍ (٩) عَلَّقَتْهَا (١٠) ، فَجَاءَ الْمَوْسِمُ (١١) وَقَدْ بَقِيَ وَجْهٌ مِنْ وُجُوهِ الْكَعْبَةِ ، فَقَالَتْ لِإِسْمَاعِيلَ : كَيْفَ نَصْنَعُ بِهذَا الْوَجْهِ الَّذِي لَمْ تُدْرِكْهُ الْكِسْوَةُ؟ فَكَسَوْهُ خَصَفاً (١٢) ، فَجَاءَ (١٣) الْمَوْسِمُ ، وَجَاءَتْهُ الْعَرَبُ عَلى حَالِ مَا كَانَتْ تَأْتِيهِ ، فَنَظَرُوا إِلى أَمْرٍ أَعْجَبَهُمْ ، فَقَالُوا : يَنْبَغِي لِعَامِلِ هذَا الْبَيْتِ أَنْ يُهْدى إِلَيْهِ ، فَمِنْ ثَمَّ (١٤) وَقَعَ الْهَدْيُ ، فَأَتى كُلُّ فَخِذٍ (١٥) مِنَ‌

__________________

(١) « سَمِجَةٌ » أي قبيحة ؛ من سَمُجَ الشي‌ءُ سماجة ، أي قبح. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٢٢ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٩٨ ( سمج ).

(٢) في الوافي : « فبعثت ».

(٣) في « بخ » : ـ « بصوف كثير ».

(٤) في « ظ ، بث ، بس ، جن » : « فقال ».

(٥) في « ى » : « إنّما » بدون الواو.

(٦) في « بخ ، بس ، بف » : ـ « من ذلك ».

(٧) في « بث » : « من البعض ». وفي « بح ، بخ » والوافي : « من بعض ».

(٨) في « ظ ، جد » : « وكلّما ». وفي الوافي : « فلمّا ».

(٩) الشُقّة ـ بالضمّ ـ : القطعة من الثوب ، أو هي نصف ثوب ، أو هي السبيبة المستطيلة من الثياب. وضبطها الفيروزآبادي بالضمّ والكسر وترجمها بالمعنى الأخير. وقال العلاّمة الفيض : « الشقّة من الثوب ـ بالكسر ـ : ما شقّ مستطيلاً ». راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٩٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٩٢ ( شقق ).

(١٠) في « بخ ، جن » والوافي : « علّقها ».

(١١) قال الجوهري : « موسم الحاجّ ، مجمعهم ، سمّي بذلك لأنّه مَعْلَمٌ يُجتمع إليه ». الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٥١ ( وسم ).

(١٢) الخَصَف : جمع الخَصَفة ، وهي الجلّة التي تعمل من الخُوص ، يكنز فيها التمر ، وكأنّها فَعَلٌ بمعنى مفعول ؛ من الخَصْف ، وهو ضمّ الشي‌ء إلى الشي‌ء ؛ لأنّه شي‌ء منسوج من الخُوص. والمراد هاهنا هو الستر المنسوج من ليف النخل. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٥٠ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٧ ( خصف ).

(١٣) في « ظ ، جد » : « وجاء ».

(١٤) في الوافي : « ثمّة ».

(١٥) قال الجوهري : الفَخِذ في العشائر : أقلّ من البطن ، أوّلها الشَعْب ، ثمّ القبيلة ، ثمّ الفصيلة ، ثمّ العمارة ، ثمّ

٥٧

الْعَرَبِ بِشَيْ‌ءٍ يَحْمِلُهُ (١) مِنْ وَرِقٍ (٢) وَمِنْ أَشْيَاءَ غَيْرِ ذلِكَ حَتّى اجْتَمَعَ شَيْ‌ءٌ كَثِيرٌ ، فَنَزَعُوا (٣) ذلِكَ الْخَصَفَ ، وَأَتَمُّوا كِسْوَةَ الْبَيْتِ ، وَعَلَّقُوا عَلَيْهَا بَابَيْنِ (٤) ، وَكَانَتِ (٥) الْكَعْبَةُ لَيْسَتْ بِمُسَقَّفَةٍ ، فَوَضَعَ (٦) إِسْمَاعِيلُ فِيهَا أَعْمِدَةً مِثْلَ هذِهِ الْأَعْمِدَةِ (٧) الَّتِي تَرَوْنَ مِنْ خَشَبٍ ، وَسَقَّفَهَا (٨) إِسْمَاعِيلُ بِالْجَرَائِدِ (٩) ، وَسَوَّاهَا بِالطِّينِ ، فَجَاءَتِ الْعَرَبُ مِنَ الْحَوْلِ ، فَدَخَلُوا الْكَعْبَةَ ، وَرَأَوْا عِمَارَتَهَا ، فَقَالُوا : يَنْبَغِي لِعَامِلِ (١٠) هذَا الْبَيْتِ أَنْ يُزَادَ ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ جَاءَهُ (١١) الْهَدْيُ ، فَلَمْ (١٢) يَدْرِ إِسْمَاعِيلُ كَيْفَ يَصْنَعُ (١٣) ، فَأَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهِ (١٤) : أَنِ (١٥) انْحَرْهُ وَأَطْعِمْهُ الْحَاجَّ ».

__________________

البطن ، ثمّ الفخذ ». وقيل : هو دون القبيلة وفوق البطن ، وهو مذكّر ؛ لأنّه بمعنى النفر. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٦٨ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٦٤ ( فخذ ).

(١) في « بح ، جن » : « تحمله ».

(٢) الورق ، كفلس وحبر وكتف وجبل : الدراهم المضروبة ، أو الفضّة المضروبة ، أو الفضّة مضروبة كانت أو غير مضروبة ، أو الدراهم خاصّة. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ٥٦٤ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ١٧٥ ( ورق ).

(٣) في « ظ ، بس ، بف ، جد » والوافي : « ونزعوا ».

(٤) في مرآة العقول ، ج ١٧ ، ص ٣٦ : « قوله عليه‌السلام : وعلّقوا عليها بابين ، أي علّقوا على الكسوة سترين للبابين ، فلاينافي ما مرّ من أنّه هيّأ له بابين ، على أنّه يحتمل أن يكون التهيئة سابقاً والتعليق في هذا الوقت ، أو يكون المراد بالسابق تهيئة مكان البابين ».

(٥) في « بف » : « فكانت ».

(٦) في « جن » : + « فيها ».

(٧) في « جن » : ـ « هذه الأعمدة ».

(٨) في « بخ ، بف » والوافي : « فسقّفها ».

(٩) الجرائد : جمع الجريدة ، وهي واحدة الجريد ، فعيل بمعنى مفعول ، وهو الذي يُجْرَد عنه الخُوص ـ أي ورق النخل ـ ولا يسمّى جريداً مادام عليه الخوص ، وإنّما يسمّى سَعَفاً. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٥٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٩٦ ( جرد ).

(١٠) في « بخ ، بف » والوافي : « لعامر ».

(١١) في « بح » والوافي : « جاء ».

(١٢) في « بف » : « لم ».

(١٣) في « ى ، بح ، بخ ، بس » والوافي : + « به ».

(١٤) في « ظ » : ـ « إليه ».

(١٥) في « ى » : ـ « أن ».

٥٨

قَالَ : « وَشَكَا إِسْمَاعِيلُ إِلى إِبْرَاهِيمَ قِلَّةَ الْمَاءِ ، فَأَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى إِبْرَاهِيمَ (١) : أَنِ (٢) احْتَفِرْ بِئْراً يَكُونُ مِنْهَا شَرَابُ الْحَاجِّ ، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ (٣) عليه‌السلام ، فَاحْتَفَرَ قَلِيبَهُمْ (٤) ـ يَعْنِي زَمْزَمَ ـ حَتّى ظَهَرَ مَاؤُهَا (٥) ، ثُمَّ قَالَ جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام : انْزِلْ يَا إِبْرَاهِيمُ ، فَنَزَلَ بَعْدَ جَبْرَئِيلَ ، فَقَالَ : يَا إِبْرَاهِيمُ اضْرِبْ فِي أَرْبَعِ زَوَايَا الْبِئْرِ ، وَقُلْ : بِسْمِ اللهِ ».

قَالَ : « فَضَرَبَ إِبْرَاهِيمُ عليه‌السلام فِي الزَّاوِيَةِ الَّتِي تَلِي الْبَيْتَ وَقَالَ (٦) : بِسْمِ اللهِ ، فَانْفَجَرَتْ عَيْنٌ ، ثُمَّ ضَرَبَ فِي الزَّاوِيَةِ الثَّانِيَةِ ، وَقَالَ (٧) : بِسْمِ اللهِ ، فَانْفَجَرَتْ عَيْنٌ ، ثُمَّ ضَرَبَ فِي الثَّالِثَةِ ، وَقَالَ : بِسْمِ اللهِ ، فَانْفَجَرَتْ عَيْنٌ ، ثُمَّ ضَرَبَ فِي الرَّابِعَةِ ، وَقَالَ : بِسْمِ اللهِ ، فَانْفَجَرَتْ عَيْنٌ ، وَقَالَ (٨) لَهُ جَبْرَئِيلُ : اشْرَبْ يَا إِبْرَاهِيمُ ، وَادْعُ لِوَلَدِكَ فِيهَا بِالْبَرَكَةِ ، وَخَرَجَ (٩) إِبْرَاهِيمُ عليه‌السلام وَجَبْرَئِيلُ جَمِيعاً مِنَ الْبِئْرِ ، فَقَالَ لَهُ (١٠) : أَفِضْ (١١) عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ ، وَطُفْ حَوْلَ الْبَيْتِ ، فَهذِهِ سُقْيَا سَقَاهَا (١٢) اللهُ وُلْدَ إِسْمَاعِيلَ ، فَسَارَ إِبْرَاهِيمُ ، وَشَيَّعَهُ‌

__________________

(١) في الوافي : « إليه يا إبراهيم ».

(٢) في « ى ، بخ » والوافي : ـ « أن ».

(٣) في « ى » : ـ « جبرئيل ».

(٤) القليب : البئر قبل أن تطوى ؛ يعني قبل أن تبنى بالحجارة ونحوها ، تذكّر وتؤنّث. وقيل : القليب عند العرب : البئر العاديّة القديمة ، مطويّة كانت أو غير مطويّة. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٠٦ ؛ المصباح المنير ، ص ٥١٢ ( قلب ).

(٥) في المرآة : « لعلّ ماء زمزم كان أوّل ظهوره بتحريك إسماعيل عليه‌السلام رجله على وجه الأرض ، ثمّ يبس فحفر إبراهيم عليه‌السلام في ذلك المكان حتّى ظهر الماء. ويحتمل أن يكون الحفر لازدياد الماء فيكون المراد بقوله عليه‌السلام : حتّى ظهر ماؤها ، أي ظهر ظهوراً بيّناً بمعنى كثر ، ومنهم من قرأ : ظهّر ، على بناء التفعيل من قبيل موّتت الإبل ».

(٦) في « جن » : « قال » بدون الواو.

(٧) في « بف » : « قال » بدون الواو.

(٨) في « بث ، بخ ، بس ، بف » والوافي : « فقال ».

(٩) في « بث ، بح ، بخ ، بس ، بف » والوافي : « فخرج ».

(١٠) في « ظ » : ـ « له ».

(١١) في « ى » : « وأفض ». وقوله : « أَفِضْ » أمْرٌ من الإفاضة بمعنى الصبّ ؛ يقال : أفاض الماء على نفسه ، أي أفرغه عليها وصبّه. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٩٩ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٨٥ ؛ ( فيض ).

(١٢) في الوافي : « سقى » بدون الضمير.

٥٩

إِسْمَاعِيلُ حَتّى خَرَجَ مِنَ الْحَرَمِ ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ ، وَرَجَعَ إِسْمَاعِيلُ إِلَى الْحَرَمِ ». (١)

٦٧٣٢ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدَوَيْهِ (٢) بْنِ عَامِرٍ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ بَشِيرٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَا عليهما‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَمَرَ إِبْرَاهِيمَ بِبِنَاءِ الْكَعْبَةِ ، وَأَنْ يَرْفَعَ قَوَاعِدَهَا ، وَيُرِيَ النَّاسَ مَنَاسِكَهُمْ ، فَبَنى إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ الْبَيْتَ كُلَّ يَوْمٍ سَافاً (٣) حَتَّى انْتَهى (٤) إِلى مَوْضِعِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ ».

قَالَ (٥) أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « فَنَادى أَبُو قُبَيْسٍ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام : إِنَّ لَكَ عِنْدِي وَدِيعَةً ، فَأَعْطَاهُ الْحَجَرَ ، فَوَضَعَهُ (٦) مَوْضِعَهُ ، ثُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام أَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللهِ ، إِنَّ (٧) اللهَ يَأْمُرُكُمْ (٨) أَنْ تَحُجُّوا هذَا الْبَيْتَ ، فَحُجُّوهُ (٩) ، فَأَجَابَهُ مَنْ يَحُجُّ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ أَجَابَهُ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ».

قَالَ : « وَحَجَّ (١٠) إِبْرَاهِيمُ عليه‌السلام هُوَ وَأَهْلُهُ وَوَلَدُهُ ، فَمَنْ زَعَمَ (١١) أَنَّ الذَّبِيحَ هُوَ إِسْحَاقُ ،

__________________

(١) علل الشرائع ، ص ٥٨٦ ، ح ٣٢ ، بسنده عن عليّ بن مهزيار ، مع اختلاف يسير. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٣٢ ، ح ٢٢٨٢ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، من قوله : « فلمّا كان من قابل أذن الله لإبراهيم عليه‌السلام في الحجّ » مع اختلاف الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٣٧ ، ح ١١٦٧٤ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٢٢٩ ، ح ١٤٦٦٦ ، إلى قوله : « ثمّ أراهما المناسك وما يعملان به ».

(٢) في « بس » : « عبد الله ». وفي الوسائل : « عبد ربّه ».

(٣) قال الجوهري : « الساف : كلّ عَرَق ـ وهو الصفّ من اللَّبِن أو الحجر ـ من الحائط ». وقال ابن منظور : « الساف‌في البناء : كلّ صفّ من اللَّبِن ». وقال العلاّمة الفيض : « ويقال بالفارسيّة : چينه ». راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٧٨ ؛ لسان العرب ، ج ٩ ، ص ١٦٦ ( سوف ).

(٤) في « بث ، بح ، بخ ، بف » : « انتهوا ».

(٥) في « ظ ، بح ، جد » : « فقال ».

(٦) في « بح » : + « في ».

(٧) في « بث ، بس ، بف » والوافي : « وإنّ ».

(٨) في « ظ ، ى ، بخ ، بس ، جد ، جن » : « أمركم ».

(٩) في « جد » : « فحجّوا ».

(١٠) في « جن » : « وقال : حجّ له » بدل « قال : وحجّ ».

(١١) في « بح » : « يزعم ».

٦٠