أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-414-8
ISBN الدورة:
الصفحات: ٧٠٣
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام (١) : « حَجَّةٌ خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَمْلُوءٍ ذَهَباً يُتَصَدَّقُ بِهِ حَتّى يَفْنى ». (٢)
٦٨٩٥ / ٣٣. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْفُضَيْلِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام (٣) يَقُولُ : « لَا ، وَرَبِّ هذِهِ الْبَنِيَّةِ ، لَايُحَالِفُ (٤) مُدْمِنَ (٥) الْحَجِّ بِهذَا (٦) الْبَيْتِ حُمّى وَلَافَقْرٌ أَبَداً ». (٧)
٦٨٩٦ / ٣٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (٨) ، قَالَ :
__________________
(١) في « بخ ، بف » والوافي : « عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال » بدل « قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام ».
(٢) الكافي ، كتاب الصلاة ، باب فضل الصلاة ، ح ٤٧٩٢ ؛ والتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٣٦ ، ح ٩٣٥ ، بسندهما عن أبي بصير ، مع زيادة في أوّله. وفي الكافي ، كتاب الزكاة ، باب منع الزكاة ، ضمن ح ٥٧٥١ ؛ والتهذيب ، ح ٤ ، ص ١١٢ ، ضمن ح ٣٣٠ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٦٩٤ ، المجلس ٣٩ ، ضمن ح ٢١ ، بسند آخر ؛ التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢١ ، ح ٦١ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسير. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٠٩ ، ح ٦٣٠ ، مرسلاً ؛ الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٢١ ، ح ٢٢٣٧ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام ، وفي الأخيرين مع زيادة في أوّله. وفيه ، ص ١٢ ، ضمن ح ١٥٩٤ ، مرسلاً الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٣١ ، ح ١١٧٩٥ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١١٧ ، ح ١٤٣٩٣.
(٣) في « بث ، بخ ، بف » والوافي : « عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : سمعته » بدل « قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام ».
(٤) هكذا في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » والوافي والوسائل. وفي « ى » والمطبوع : « لايخالف ». والمحالفة : المعاهدة والملازمة. راجع : لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٥٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٧٠ ( حلف ).
(٥) « مدمن الحجّ » أي مُديمه ؛ من الإدمان بمعنى الإدامة ، أو مواظبه وملازمه ، من قولهم : أدمن فلان كذا إدماناً ، أي واظبه ولازمه. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١١٤ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٠٠ ( دمن ).
(٦) في « ظ ، بخ ، بف ، جد » والوافي : « لهذا ». وفي الوسائل : « هذا ».
(٧) الكافي ، كتاب الحجّ ، باب فضل الحجّ والعمرة وثوابهما ، ح ٦٨٧٠ ، بسنده عن ربعيّ بن عبدالله ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢١٨ ، ح ١١٧٦٣ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١٣٤ ، ح ١٤٤٥٠.
(٨) في « بخ ، جن » وحاشية « ى ، بث ، جن » : « عبيدالله ». والظاهر أنّ محمّداً هذا ، هو محمّد بن عبد الله الأشعري المذكور في أصحاب الرضا عليهالسلام والذي روى عنه أحمد بن محمّد بن أبي نصر في التهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٥٣ ، ح ١٠٩٤. راجع : رجال الطوسي ، ص ٣٦٥ ، الرقم ٥٤١١ ؛ وص ٣٦٧ ، الرقم ٥٤٦٨.
قُلْتُ لِلرِّضَا عليهالسلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ (١) ، إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ آبَائِكَ عليهمالسلام أَنَّهُ قِيلَ لِبَعْضِهِمْ : إِنَّ فِي بِلَادِنَا مَوْضِعَ رِبَاطٍ (٢) يُقَالُ لَهُ : قَزْوِينُ ، وَعَدُوّاً (٣) يُقَالُ لَهُ (٤) : الدَّيْلَمُ ، فَهَلْ مِنْ جِهَادٍ؟ أَوْ هَلْ مِنْ رِبَاطٍ؟ فَقَالَ : « عَلَيْكُمْ بِهذَا الْبَيْتِ ، فَحُجُّوهُ » ثُمَّ قَالَ : فَأَعَادَ عَلَيْهِ الْحَدِيثَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، كُلَّ ذلِكَ يَقُولُ : « عَلَيْكُمْ بِهذَا الْبَيْتِ ، فَحُجُّوهُ » ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ : « أَمَا يَرْضى أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِهِ ، يُنْفِقُ عَلى عِيَالِهِ ، يَنْتَظِرُ أَمْرَنَا ، فَإِنْ أَدْرَكَهُ كَانَ كَمَنْ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم بَدْراً ، وَإِنْ لَمْ يُدْرِكْهُ كَانَ كَمَنْ كَانَ (٥) مَعَ قَائِمِنَا فِي فُسْطَاطِهِ (٦) هكَذَا وَهكَذَا؟ » وَجَمَعَ بَيْنَ سَبَّابَتَيْهِ.
فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليهالسلام : « صَدَقَ ، هُوَ عَلى مَا ذَكَرَ ». (٧)
٦٨٩٧ / ٣٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ غَالِبٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ سُوقَانِ مِنْ أَسْوَاقِ الْآخِرَةِ ، وَالْعَامِلُ (٨)
__________________
(١) في الوسائل ، ح ١٤٤١١ : ـ « جعلت فداك ».
(٢) في « بخ ، بف » : « ورباط ». وفي الوافي : « الرباط هو الإقامة على جهاد العدوّ ، وارتباط الخيل وإعدادها. قالالقيتبي : أصل المرابطة أن يربط الفريقان خيولهم في ثغر كلّ منهما معدّاً لصاحبة. فسمّى المقام في الثغور رباطاً ». وراجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٢٧ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ١٨٥ ( ربط ).
(٣) في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف » : « وعدوّ ».
(٤) في « بخ ، بف » والوافي : « لهم ».
(٥) في حاشية « بث » : + « حجّ ».
(٦) قال الجوهري : « الفُسطاط : بيت من شَعَر ، وفيه ثلاث لغات : فُسْطاط وفُسْتاط وفُسّاط ، وكسر الفاء لغة فيهنّ ». وقال الزمخشري : « هو ضرب من الأبنية في السفر ، دون السرادق ». راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٥٠ ؛ الفائق ، ج ٣ ، ص ٢٩ ( فسط ).
(٧) الكافي ، كتاب الجهاد ، باب الجهاد الواجب مع من يكون ، ح ٨٢٢٥ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن محمّد بن عبدالله ، وبسند آخر عن الرضا عليهالسلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٣١ ، ح ١١٧٩٦ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١٢٢ ، ح ١٤٤١١ ؛ وج ١٥ ، ص ٤٧ ، ح ١٩٩٥٨.
(٨) في الوسائل : « العامل » من دون الواو.
بِهِمَا فِي جِوَارِ اللهِ ، إِنْ أَدْرَكَ مَا يَأْمُلُ (١) ، غَفَرَ اللهُ لَهُ ؛ وَإِنْ قَصَرَ بِهِ أَجَلُهُ ، وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ ». (٢)
٦٨٩٨ / ٣٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ (٣) زَعْلَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ ابْنِ الطَّيَّارِ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « حِجَجٌ تَتْرى (٤) وَعُمَرٌ تُسْعى (٥) يَدْفَعْنَ (٦) عَيْلَةَ (٧) الْفَقْرِ وَمِيتَةَ السَّوْءِ ». (٨)
٦٨٩٩ / ٣٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَ (٩) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ
__________________
(١) في « ظ ، جد » : « يؤمّل ».
(٢) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٢١ ، ح ٢٢٣٢ ، مرسلاً عن الباقر عليهالسلام ، مع اختلاف. وراجع : التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٦١ ، ح ١٦٠٧ الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٢٠ ، ح ١١٧٧٠ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١٠٠ ، ح ١٤٣٤٧.
(٣) في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جد ، جن » والوسائل وحاشية المطبوع : « الحسين ». وتقدّم محمّد بن الحسنزعلان في الكافي ، ح ٤٠٨ و ٢٢٨٦ ، ومحمّد بن الحسن بن علاّن في الكافي ، ح ٤٨٢٥.
(٤) « تترى » أي متواترين ومتتابعين وتراً بعد وتر ـ والوتر : الفرد ـ وواحداً بعد واحد ، أو متفرّقاً غير متواترين ؛ من التواتر ، أو من المواترة ، وهو المتابعة مع فترات ، أي لا تكون المواترة بين الأشياء إلاّ إذا وقعت بينها فترة ، وإلاّ فهي مداركة ومواصلة. ويصرف « تترى » ولا يصرف ، فمن لم يصرفه جعل الألف للتأنيث كغضبى ، ومن صرفه لم يجعلها للتأنيث كألف معزى. والتاء الاولى منقلبة عن واو. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٨١ ( تتر ) ؛ لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٧٦ ؛ المصباح المنير ، ص ٦٤٧ ( وتر ).
(٥) في مرآة العقول ، ج ١٧ ، ص ١٣٤ : « قوله : تسعى ، لعلّ المراد : تسعى فيهنّ. وقيل : هو فعلى من التسع ، أي العمر التي تكون الفصل بين كلّ منهما وسابقتها ولا حقتها تسعاً ، بناء على كون الفصل بين العمرتين عشرة ، فإذا لم يحسب يوم الفراغ من الاولى والشروع من الثانية يكون بينهما تسع ».
(٦) في الوافي : « تدفعن ».
(٧) في « بح » : ـ « عيلة ». والعَيْلة : الحاجة والفاقة ؛ يقال : عال الرجل يعيل عيلة : إذا احتاج وافتقر. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٧٩ ؛ لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٤٨٨ ( عيل ).
(٨) الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢١٨ ، ح ١١٧٦٥ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١٢٤ ، ح ١٤٤١٥.
(٩) في السند تحويل بعطف « محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان » على « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ».
مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « أَتَى النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم رَجُلَانِ : رَجُلٌ (١) مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَرَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ ، فَقَالَ الثَّقَفِيُّ (٢) : يَا رَسُولَ اللهِ ، حَاجَتِي ، فَقَالَ (٣) : سَبَقَكَ أَخُوكَ الْأَنْصَارِيُّ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ (٤) ، إِنِّي عَلى ظَهْرِ (٥) سَفَرٍ ، وَإِنِّي عَجْلَانُ ، وَقَالَ (٦) الْأَنْصَارِيُّ : إِنِّي قَدْ أَذِنْتُ لَهُ ، فَقَالَ (٧) : إِنْ شِئْتَ سَأَلْتَنِي ، وَإِنْ شِئْتَ نَبَّأْتُكَ؟ فَقَالَ : نَبِّئْنِي (٨) يَا رَسُولَ اللهِ.
فَقَالَ : جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الصَّلَاةِ ، وَعَنِ (٩) الْوُضُوءِ ، وَعَنِ السُّجُودِ (١٠)
فَقَالَ الرَّجُلُ : إِي وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ (١١)
فَقَالَ : أَسْبِغِ الْوُضُوءَ (١٢) ، وَامْلَأْ يَدَيْكَ مِنْ رُكْبَتَيْكَ ، وَعَفِّرْ جَبِينَكَ (١٣) فِي التُّرَابِ (١٤) ، وَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ.
وَقَالَ (١٥) الْأَنْصَارِيُّ : يَا رَسُولَ اللهِ ، حَاجَتِي.
__________________
(١) في « بف » : ـ « رجل ».
(٢) هكذا في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد » والوافي والوسائل. وفي « ى ، جن » والمطبوع : « الثقيفي ». والمنسوب إلى ثقيف هو الثقيفي. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٣٤ ( ثقف ) ؛ الأنساب للسمعاني ، ج ١ ، ص ٥٠٨.
(٣) في « ظ » والنوادر : « قال ».
(٤) في « جن » : ـ « يا رسول الله ».
(٥) في الوسائل : ـ « ظهر ».
(٦) في « ظ ، ى ، بح ، بف ، جد » وحاشية « بث » والوافي والنوادر : « فقال ». وفي « بث » : + « له ».
(٧) في « بث » : + « له ».
(٨) في الوسائل : « أنبأتك؟ قال : أنبئني » بدل « نبّأتك؟ فقال : نبّئني ».
(٩) في « بخ ، بف » : ـ « عن ».
(١٠) في « ظ ، بح ، بخ ، جد » : « المسجد ».
(١١) في الوافي : + « نبيّاً ».
(١٢) إسباغ الوضوء : إتمامه. وقيل : هو إبلاغه مواضعه ، وتوفية كلّ عضو حقّه. وفي المرآة : « إسباغ الوضوء : الإتيان بالمستحبّات والأدعية ». راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٢١ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٤٦ ( سبغ ).
(١٣) في « ى » : « وجهك ». وفي « بخ ، بس » والوسائل : « جبينيك ».
(١٤) تعفير الجبين في التراب : مسحه حال السجود عليه ، من العَفَر ، وهو التراب. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٥١ ؛ مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٤٠٨ ( عفر ).
(١٥) في حاشية « بث » والنوادر للأشعري : « فقال ».
فَقَالَ (١) : إِنْ شِئْتَ سَأَلْتَنِي ، وَإِنْ شِئْتَ نَبَّأْتُكَ؟
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ (٢) ، نَبِّئْنِي.
قَالَ (٣) : جِئْتَ (٤) تَسْأَلُنِي عَنِ الْحَجِّ ، وَعَنِ الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ ، وَالسَّعْيِ (٥) بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَرَمْيِ الْجِمَارِ ، وَحَلْقِ الرَّأْسِ ، وَيَوْمِ عَرَفَةَ.
فَقَالَ الرَّجُلُ : إِي وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ (٦)
قَالَ (٧) : لَاتَرْفَعُ نَاقَتُكَ خُفّاً إِلاَّ كَتَبَ اللهُ (٨) بِهِ (٩) لَكَ (١٠) حَسَنَةً ، وَلَاتَضَعُ خُفّاً إِلاَّ حَطَّ بِهِ عَنْكَ (١١) سَيِّئَةً ، وَطَوَافٌ بِالْبَيْتِ وَسَعْيٌ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ تَنْفَتِلُ (١٢) كَمَا وَلَدَتْكَ أُمُّكَ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَرَمْيُ الْجِمَارِ ذُخْرٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَحَلْقُ الرَّأْسِ لَكَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَيَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمٌ يُبَاهِي اللهُ (١٣) ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ الْمَلَائِكَةَ ، فَلَوْ حَضَرْتَ ذلِكَ الْيَوْمَ (١٤) بِرَمْلِ عَالِجٍ (١٥) وَقَطْرِ السَّمَاءِ وَأَيَّامِ الْعَالَمِ ذُنُوباً ، فَإِنَّهُ تَبُتُّ (١٦) ذلِكَ الْيَوْمَ ».
__________________
(١) في « ى ، بح ، بخ ، بف ، جن » والوافي : « قال ».
(٢) في « ظ » : ـ « يا رسول الله ».
(٣) في « ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » والوافي : « فقال ».
(٤) في حاشية « بث » : « خرجت ».
(٥) في « بح » : « وعن السعي ».
(٦) في « ى ، بح ، بخ ، بف » وحاشية « جن » والوافي : + « نبيّاً ».
(٧) في « بخ ، بف ، جد » وحاشية « بح » والوافي : « فقال ».
(٨) في « ظ ، ى ، بس ، جد ، جن » : ـ « الله ».
(٩) في « بخ ، بف » والوافي : ـ « الله به ».
(١٠) في « بف » والوافي : + « به ».
(١١) في « بخ ، بف » والوافي : « حَطّ عنك به ».
(١٢) في حاشية « بث » : « تنتقل ». وفي النوادر : « ينقيك ». و « تنفتل » ، أي تنصرف. قال الجوهري : « فتله عن وجهه فانفتل ، أي صرفه فانصرف ، وهو قلب لفت ». راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٨٨ ( فتل ).
(١٣) في « ى » : ـ « الله ».
(١٤) في « ظ » : ـ « اليوم ».
(١٥) قال الجوهري : « عالج : موضع بالبادية به رمل ». وقال ابن الأثير : « هو ما تراكم من الرمل ودخل بعضه في بعض ». الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٣٠ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٨٧ ( علج ).
(١٦) في « ظ ، ى ، بث ، بف ، جد » : « يبّت ». وفي « بخ » وحاشية « بف » : « يبثّ ». وفي « بس » والوافي : « تبثّ ». وقوله « تبتّ » أي تقطع ؛ من البَتّ بمعنى القطع. وقرأه العلاّمة الفيض بالثاء المثلّثة ، حيث قال : « تبثّ ، كأنّه من البثّ بمعنى النشر والتفريق على البناء للمفعول ، نظيره ما في لفظ آخر : تناثرت عنه الذنوب ». وقرأه العلاّمة
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : « لَهُ (١) بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُو (٢) إِلَيْهَا ، يُكْتَبُ (٣) لَهُ حَسَنَةٌ ، وَيُمْحى (٤) عَنْهُ سَيِّئَةٌ ، وَيُرْفَعُ (٥) لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ ». (٦)
٦٩٠٠ / ٣٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ (٧) :
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : مَا يَقِفُ أَحَدٌ عَلى تِلْكَ الْجِبَالِ : بَرٌّ وَلَافَاجِرٌ ، إِلاَّ اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ ، فَأَمَّا الْبَرُّ فَيُسْتَجَابُ لَهُ فِي آخِرَتِهِ وَدُنْيَاهُ ، وَأَمَّا الْفَاجِرُ فَيُسْتَجَابُ لَهُ فِي دُنْيَاهُ ». (٨)
٦٩٠١ / ٣٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
__________________
المجلسي : « تُبْتَ » بسكون وفتح التاء المخفّفة ، حيث قال : « قوله عليهالسلام : تبت ذلك اليوم ، الظاهر أنّه من التوبة ، أي تُبْتَ منها ذلك اليوم وخرجتَ من إثمها. ويحتمل أن يكون من التبّ بمعنى الهلاك ، كقوله تعالى : ( تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) أي هلكت وذهبت تلك الذنوب. والأوّل أظهر ». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٤٢ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٩٢ ( تبت ) مرآة العقول ، ج ١٧ ، ص ١٣٤.
(١) في « بف » : ـ « له ».
(٢) في « ى » : ـ « يخطو ».
(٣) في الوافي : « تكتب ».
(٤) في الوافي : « تمحى ».
(٥) في الوافي : « ترفع ».
(٦) النوادر للأشعري ، ص ١٣٩ ، ح ٣٦٠ ، مرسلاً ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٣١ ، ح ١١٧٩٧ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٤٦٤ ، ح ٧٠٨٣.
(٧) في الوسائل : « الحسن بن عليّ بن الجهم ». وهو سهو ؛ فإنّ الحسن هذا هو الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين ، روى كتابه الحسن بن عليّ بن فضّال. راجع : رجال النجاشي ، ص ٥٠ ، الرقم ١٠٩ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٢٣ ، الرقم ١٦٣.
(٨) قرب الإسناد ، ص ٣٧٦ ، ضمن ح ١٣٣٠ ، بسند آخر. الكافي ، كتاب الحجّ ، باب فضل الحجّ والعمرة وثوابهما ، ح ٦٨٨١ ، بسند آخر عن الرضا عليهالسلام ، من دون الإسناد إلى أبي جعفر عليهالسلام ، وفيهما مع اختلاف يسير. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢١٠ ، ح ٢١٨٠ ، مرسلاً عن أبي جعفر عليهالسلام الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٢٢ ، ح ١١٧٧٦ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١٦٠ ، ح ١٤٥٢٦ ؛ وج ١٣ ، ص ٥٤٥ ، ح ١٨٤٠٥.
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الْحَاجُّ ثَلَاثَةٌ ، فَأَفْضَلُهُمْ نَصِيباً رَجُلٌ غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ (١) مَا تَقَدَّمَ مِنْهُ (٢) وَمَا تَأَخَّرَ ، وَوَقَاهُ اللهُ عَذَابَ الْقَبْرِ (٣) ؛ وَأَمَّا الَّذِي يَلِيهِ ، فَرَجُلٌ غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْهُ ، وَيَسْتَأْنِفُ الْعَمَلَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ ؛ وَأَمَّا الَّذِي يَلِيهِ ، فَرَجُلٌ حُفِظَ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ (٤) ». (٥)
٦٩٠٢ / ٤٠. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً (٦) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا مِنْ سَفَرٍ أَبْلَغَ مِنْ (٧) لَحْمٍ وَلَادَمٍ (٨) وَلَاجِلْدٍ وَلَاشَعْرٍ مِنْ سَفَرِ مَكَّةَ ، وَمَا أَحَدٌ يَبْلُغُهُ حَتّى تَنَالَهُ الْمَشَقَّةُ (٩) ». (١٠)
٦٩٠٣ / ٤١. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ (١١) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْحَاجُّ عَلى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ : صِنْفٍ يُعْتَقُ مِنَ النَّارِ ، وَصِنْفٍ يَخْرُجُ مِنْ ذُنُوبِهِ كَهَيْئَةِ يَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ، وَصِنْفٍ يُحْفَظُ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ ، وَهُوَ
__________________
(١) في « بف » : « ذنوبه ».
(٢) في « ظ » : ـ « منه ».
(٣) في الخصال : « النار ».
(٤) في حاشية « بث » : + « وهو أدنى ما يرجع به الحاجّ ».
(٥) الخصال ، ص ١٤٧ ، باب الثلاثة ، ح ١٧٧ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن المفضّل بن صالح ، عن جابر الجعفي. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٢٦ ، ح ٢٢٥٣ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢١٤ ، ح ١١٧٥٤ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١٠١ ، ح ١٤٣٤٨.
(٦) في « بخ » : ـ « جميعاً ».
(٧) في « ظ ، ى ، بح ، بس ، جد » والوافي : « في ».
(٨) في « بح » : ـ « ولا دم ».
(٩) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. ولكن في المطبوع جاء نصّ الحديث الآتي بدل هذا ، واورد هذا النصّ في الحديث الآتي.
(١٠) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٢٩ ، ح ٢٢٧٣ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٣٦ ، ح ١١٨٠١ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١١١ ، ح ١٤٣٨١.
(١١) السند معلّق على سابقه. وينسحب إليه الطريقان المذكوران إلى ابن أبي عمير.
أَدْنى مَا يَرْجِعُ بِهِ (١) الْحَاجُّ ». (٢)
٦٩٠٤ / ٤٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا أَخَذَ (٣) النَّاسُ مَوَاطِنَهُمْ (٤) بِمِنًى ، نَادى مُنَادٍ مِنْ قِبَلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : إِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ أَرْضى ، فَقَدْ رَضِيتُ ». (٥)
٦٩٠٥ / ٤٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ (٦) : « إِذَا أَخَذَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ بِمِنًى ، نَادى مُنَادٍ : لَوْ تَعْلَمُونَ بِفِنَاءِ مَنْ حَلَلْتُمْ ، لَأَيْقَنْتُمْ بِالْخَلَفِ (٧) بَعْدَ الْمَغْفِرَةِ ». (٨)
٦٩٠٦ / ٤٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ
__________________
(١) في « ى » : ـ « به ».
(٢) الكافي ، كتاب الحجّ ، باب فضل الحجّ والعمرة وثوابهما ، ح ٦٨٦٨ ، عن عليّ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله عليهالسلام. ثواب الأعمال ، ص ٧٢ ، ح ٩ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ومحمّد بن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله عليهالسلام. وفي التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢١ ، ح ٥٩ ؛ والنوادر للأشعري ، ص ١٣٧ ، ضمن ح ٣٥٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. المقنعة ، ص ٣٨٨ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليهالسلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢١٤ ، ح ١١٧٥٣ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٩٤ ، ح ١٤٣٢٨.
(٣) في الوسائل : « حفظ ».
(٤) في الوسائل : « منازلهم ».
(٥) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٠٩ ، ح ٢١٧٣ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٢٤ ، ح ١١٧٨٢ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٩٨ ، ح ١٤٣٣٨.
(٦) في « ظ ، بث ، بخ ، بف ، جد » : « قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام » بدل « عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : قال ». وفي « ى ، بح ، جن » والوافي والكافي ، ح ٦٨٨٤ : ـ « قال ».
(٧) مرّ ترجمة « الفناء » و « الخلف » ذيل ح ٦٨٨٤.
(٨) الكافي ، كتاب الحجّ ، باب فضل الحجّ والعمرة وثوابهما ، ح ٦٨٨٤. وفي الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٠٩ ، ح ٢١٧٤ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٢٤ ، ح ١١٧٨١ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٩٤ ، ح ١٤٣٢٩.
حَفْصٍ (١) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ لِي (٢) :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَشِيَّةً مِنَ الْعَشِيَّاتِ (٣) ، وَنَحْنُ بِمِنًى ، وَهُوَ يَحُثُّنِي عَلَى الْحَجِّ وَيُرَغِّبُنِي فِيهِ : « يَا سَعِيدُ ، أَيُّمَا عَبْدٍ رَزَقَهُ اللهُ رِزْقاً مِنْ رِزْقِهِ (٤) ، فَأَخَذَ ذلِكَ الرِّزْقَ ، فَأَنْفَقَهُ عَلى نَفْسِهِ وَعَلى عِيَالِهِ ، ثُمَّ أَخْرَجَهُمْ قَدْ ضَحَاهُمْ بِالشَّمْسِ (٥) حَتّى يَقْدَمَ بِهِمْ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ إِلَى (٦) الْمَوْقِفِ ، فَيَقِيلَ (٧) ، أَلَمْ تَرَ فُرَجاً تَكُونُ (٨) هُنَاكَ ، فِيهَا خَلَلٌ ، وَلَيْسَ (٩) فِيهَا أَحَدٌ؟ ».
فَقُلْتُ : بَلى جُعِلْتُ فِدَاكَ.
فَقَالَ : « يَجِيءُ بِهِمْ قَدْ ضَحَاهُمْ حَتّى يَشْعَبَ (١٠) بِهِمْ تِلْكَ الْفُرَجَ ، فَيَقُولُ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى لَاشَرِيكَ لَهُ ـ : عَبْدِي ، رَزَقْتُهُ (١١) مِنْ رِزْقِي ، فَأَخَذَ ذلِكَ الرِّزْقَ ، فَأَنْفَقَهُ ، فَضَحى (١٢) بِهِ نَفْسَهُ وَعِيَالَهُ ، ثُمَّ جَاءَ بِهِمْ حَتّى شَعَبَ بِهِمْ هذِهِ (١٣) الْفُرْجَةَ الْتِمَاسَ مَغْفِرَتِي ، أَغْفِرُ لَهُ
__________________
(١) تقدّم ذيل ح ٦٥٠٩ ، أنّ احتمال كون الصواب « عمر أبي حفص » ـ المراد به عمر بن أبان الكلبي ـ ، غير منفيّ ، فلاحظ.
(٢) هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » والوافي والوسائل. وفي المطبوع : ـ « لي ».
(٣) في الوسائل : « العشايا ».
(٤) في « بخ » : « عنده ».
(٥) في اللغة : ضَحِيتُ وضَحَيْتُ للشمس ، أي برزت لها وظهرت. وقرأ العلاّمة الفيض بالتشديد ، حيث قال : « قدضحّاهم بالشمس ، أي أبرزهم لحرّها. والضحى بالضمّ والقصر : الشمس ». راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٠٧ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٧٧ ( ضحا ).
(٦) في الوافي : « على ».
(٧) قرأ العلاّمة الفيض في الوافي : « فيقبل » بالباء الموحّدة كما في نسخة « جد » وحاشية « بح ». وقال الفيض : « قوله : ألم تر ، جملة معترضة ، والتقدير : فيقبل بهم حتّى يشعب بهم تلك الفرج. والفرجة بالضمّ : الثلمة في الحائط ونحوه. والخلل : منفرج ما بين الشيئين ».
(٨) في أكثر النسخ : « يكون ».
(٩) في « ظ ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن » والوسائل : « فليس ».
(١٠) في « بخ ، بس ، بف » : « تشعب ». والشَّعْبُ : الصدع في الشيء ، والرتق ، والتفريق ، والجمع ، والإصلاح ، وهومن الأضداد ، والمراد هنا الإصلاح. قال العلاّمة الفيض : « الشعب : الرتق والجمع والإصلاح ؛ يعني عمّر تلك المواضع بعبادته وعبادة أهل بيته وملأها به وبهم وسدّها ». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٥٦ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٧٧ ( شعب ).
(١١) في « بخ » : « رزقه ».
(١٢) في « بخ » : « وضحى ».
(١٣) في « ظ » : « بهذه » بدل « بهم هذه ».
ذَنْبَهُ (١) ، وَأَكْفِيهِ مَا أَهَمَّهُ (٢) ، وَأَرْزُقُهُ » قَالَ سَعِيدٌ مَعَ أَشْيَاءَ قَالَهَا نَحْواً مِنْ عَشَرَةٍ. (٣)
٦٩٠٧ / ٤٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ (٤) :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ مَاتَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ ذَاهِباً أَوْ جَائِياً ، أَمِنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ». (٥)
٦٩٠٨ / ٤٦. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ (٦) ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحْرِزٍ ، قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : أَبُو الْوَرْدِ ، فَقَالَ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : رَحِمَكَ اللهُ ، إِنَّكَ (٧) لَوْ (٨) كُنْتَ أَرَحْتَ بَدَنَكَ مِنَ الْمَحْمِلِ (٩)
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « يَا أَبَا الْوَرْدِ ، إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَشْهَدَ الْمَنَافِعَ الَّتِي قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ ) (١٠) إِنَّهُ لَايَشْهَدُهَا أَحَدٌ إِلاَّ نَفَعَهُ اللهُ (١١) ؛ أَمَّا أَنْتُمْ ، فَتَرْجِعُونَ
__________________
(١) في « بخ » : « ذنوبه ».
(٢) في « بخ ، جن » : « ما همّه ». وفي حاشية « بث » : « ممّا أهمّه ».
(٣) الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٣٤ ، ح ١١٧٩٩ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٣٦ ، ح ١٨٣٩٢.
(٤) في « بث ، بخ ، بف » وحاشية « جن » : « عبد الله بن سنان ».
(٥) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٣ ، ح ٦٨ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن سنان. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٢٩ ، ح ٢٢٦٩ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٣٦ ، ح ١١٨٠٢ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١٠٠ ، ح ١٤٣٤٦ ؛ وص ١٠٧ ، ذيل ح ١٤٣٧٢ ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٣٠٢ ، ح ٥٥.
(٦) في « بث » : + « بن يحيى ».
(٧) في الوافي : ـ « إنّك ».
(٨) في « بف » : « لو أنّك » بدل « أنّك لو ».
(٩) في الوافي : « أرحت بدنك من المحمل ؛ يعني من التمكّن فيه والاستقرار في ظلّه ؛ لئلاّ يصيبك تعب الركوب وحرّ الشمس ، فأجابه عليهالسلام بأنّ في شهود تلك المواضع ـ التي هي منافع بالحضور بها والمشاهدة لها والنظر إليها ـ فضلاً لا يحصل بالتمكّن في المحمل والاستراحة تحت الظلّ والغيبة عن البصر والاختفاء عن النظر ». وفي هامشه عن ابن المصنّف : « ومن المحتمل أن يكون مراد الرجل بإراحة البدن الإقلال من الحجّ وترك إدمانه ». وفي المرآة : « قوله عليهالسلام : أرحت بدنك ، أي بترك الحجّ ؛ فإنّ ركوب المحمل يشقّ عليك ».
(١٠) الحجّ (٢٢) : ٢٨.
(١١) في « ظ ، جد » : ـ « الله ».
مَغْفُوراً لَكُمْ ، وَأَمَّا غَيْرُكُمْ ، فَيُحْفَظُونَ فِي أَهَالِيهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ ». (١)
٦٩٠٩ / ٤٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُنْدَبٍ ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِذَا كَانَ الرَّجُلُ مِنْ شَأْنِهِ الْحَجُّ (٢) كُلَّ سَنَةٍ ، ثُمَّ تَخَلَّفَ سَنَةً ، فَلَمْ يَخْرُجْ (٣) ، قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ (٤) عَلَى الْأَرْضِ لِلَّذِينَ (٥) عَلَى الْجِبَالِ : لَقَدْ فَقَدْنَا صَوْتَ فُلَانٍ ، فَيَقُولُونَ (٦) : اطْلُبُوهُ ، فَيَطْلُبُونَهُ ، فَلَا يُصِيبُونَهُ ، فَيَقُولُونَ : اللهُمَّ إِنْ كَانَ حَبَسَهُ دَيْنٌ ، فَأَدِّ (٧) عَنْهُ ، أَوْ مَرَضٌ فَاشْفِهِ ، أَوْ فَقْرٌ فَأَغْنِهِ ، أَوْ حَبْسٌ فَفَرِّجْ عَنْهُ ، أَوْ فِعْلٌ (٨) فَافْعَلْ بِهِ ، وَالنَّاسُ يَدْعُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ، وَهُمْ يَدْعُونَ لِمَنْ تَخَلَّفَ (٩) ». (١٠)
٦٩١٠ / ٤٨. أَحْمَدُ (١١) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ (١٢) :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام يَقُولُ : يَا مَعْشَرَ مَنْ لَمْ يَحُجَّ ، اسْتَبْشِرُوا بِالْحَاجِّ (١٣) ، وَصَافِحُوهُمْ ، وَعَظِّمُوهُمْ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ يَجِبُ عَلَيْكُمْ ،
__________________
(١) الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٣٥ ، ح ١١٨٠٠ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١٠١ ، ح ١٤٣٥٠.
(٢) في المحاسن : + « في ». (٣) في « ظ » : « لم يخرج ».
(٤) في المحاسن : + « هم ». (٥) في المحاسن : + « هم ».
(٦) في الوافي : « يقولون ». (٧) في « ظ ، بث ، بح ، جد » والمحاسن : « فأدّه ».
(٨) في « بس » والوسائل : + « به ». (٩) في « ى » : « يخلف ».
(١٠) المحاسن ، ص ٧١ ، كتاب ثواب الأعمال ، ح ١٤٤ ، عن محمّد بن عبدالحميد. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢١٢ ، ح ٢١٨٤ ، مرسلاً ، مع اختلاف الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٣٧ ، ح ١١٨٠٧ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١٣٤ ، ح ١٤٤٥١.
(١١) السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد ، عدّة من أصحابنا.
(١٢) في الوافي : « عبيد الله ». والخبر رواه البرقي في المحاسن ، ص ٧١ ، ح ١٤٢ ، عن عمرو بن عثمان عن عليّ بن عبد الله ، عن خالد القلانسي عن أبي عبد الله عليهالسلام. وهو الظاهر ؛ فقد روى عمرو بن عثمان عن عليّ بن عبد الله البجلي عن خالد [ بن ماد ] القلانسي عن أبي عبد الله عليهالسلام عن عليّ بن الحسين عليهالسلام في الكافي ، ح ٦٨٦٣ ؛ والتهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٦٨ ، ح ١٦٤٠ ، ومضمون الخبرين هو ما يترتّب على الحجّ من الثواب وثواب بعض الأعمال بمكّة.
(١٣) في الوافي : + « إذا قدموا ».
تُشَارِكُوهُمْ فِي الْأَجْرِ ». (١)
٢٩ ـ بَابُ فَرْضِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ
٦٩١١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، قَالَ :
كَتَبْتُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام بِمَسَائِلَ بَعْضُهَا مَعَ ابْنِ بُكَيْرٍ ، وَبَعْضُهَا مَعَ أَبِي الْعَبَّاسِ.فَجَاءَ الْجَوَابُ بِإِمْلَائِهِ : « سَأَلْتَ (٢) عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) (٣) يَعْنِي بِهِ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ جَمِيعاً ؛ لِأَنَّهُمَا مَفْرُوضَانِ ».
وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ ) (٤)؟
قَالَ : « يَعْنِي بِتَمَامِهِمَا أَدَاءَهُمَا ، وَاتِّقَاءَ مَا يَتَّقِي الْمُحْرِمُ فِيهِمَا ».
وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ (٥) تَعَالى : ( الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ) (٦) : مَا يَعْنِي بِالْحَجِّ الْأَكْبَرِ؟
فَقَالَ : « ( الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ) : الْوُقُوفُ (٧) بِعَرَفَةَ (٨) وَرَمْيُ الْجِمَارِ (٩) ، وَالْحَجُّ الْأَصْغَرُ : الْعُمْرَةُ ». (١٠)
__________________
(١) المحاسن ، ص ٧١ ، كتاب ثواب الأعمال ، ح ١٤٢ ، عن عمرو بن عثمان. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٢٨ ، ح ٢٢٦٤ ، مرسلاً عن عليّ بن الحسين عليهالسلام الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٢٩٩ ، ح ١٤٣٠٢ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٤٤٥ ، ح ١٥٢١٩.
(٢) في « بخ » والوافي : « سألته ».
(٣) آل عمران (٣) : ٩٧.
(٤) البقرة (٢) : ١٩٦.
(٥) في « بخ ، بف » وحاشية « بح » : « قول الله ».
(٦) التوبة (٩) : ٣.
(٧) في الوسائل ، ح ١٨٤١٦ : « الموقف ».
(٨) في حاشية « بث » : « بعرفات ».
(٩) في المرآة : « غرضه عليهالسلام من ذكر وقوف عرفة ورمي الجمار أنّ المراد به الحجّ المقابل للعمرة ؛ فإنّ كلّ حجّ يشتمل عليهما ».
(١٠) علل الشرائع ، ص ٤٥٣ ، ح ٢ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، إلى قوله : « لأنّهما مفروضان ». وفي الكافي ، كتاب
٦٩١٢ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ (١) ، عَنِ الْفَضْلِ أَبِي الْعَبَّاسِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام (٢) : ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ ) (٣) قَالَ : « هُمَا مَفْرُوضَانِ (٤) ». (٥)
٦٩١٣ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : الْحَجُّ عَلَى الْغَنِيِّ وَالْفَقِيرِ؟
فَقَالَ : « الْحَجُّ عَلَى النَّاسِ جَمِيعاً (٦) كِبَارِهِمْ وَصِغَارِهِمْ ، فَمَنْ كَانَ لَهُ عُذْرٌ ، عَذَرَهُ
__________________
الحجّ ، باب الحجّ الأكبر والأصغر ، ح ٧٠١١ ؛ والفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٨٨ ، ح ٣٠٤١ ؛ والتهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٥٠ ، ح ١٤٧١ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٢٩٥ ، ح ٢ ، بسند آخر ، من قوله : « وسألته عن قوله تعالى : الْحَجِّ الْأَكْبَرِ » مع اختلاف. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٩١ ، ح ١١٠ ، عن عمر بن اذينة ، إلى قوله : « لأنّهما مفروضان ». وفيه ، ص ٨٧ ، ح ٢٢٠ ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، وتمام الرواية هكذا : « في قوله : وأتمّوا الحجّ والعمرة لله ، قال : إتمامهما إذا أدّاهما يتّقي ما يتّقي المحرم فيهما ». تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٧٦ ، ح ١٦ ، عن عبدالرحمن ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ؛ وفيه ، ح ١٧ ، عن ابن سرحان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسير ؛ وفيه ، ص ٧٧ ، ح ١٨ ، عن ابن اذينة ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، مع اختلاف ، وفي الثلاثة الأخيرة من قوله : « وسألته عن قوله تعالى : الْحَجِّ الْأَكْبَرِ » الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٤٩ ، ح ١١٨٤٤ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٧ ، ح ١٤١٠٨ ؛ وفيه ، ج ١٣ ، ص ٥٥٠ ، ح ١٨٤١٦ ؛ وج ١٤ ، ص ٢٦٣ ، ح ١٩١٥١ ، من قوله : « وسألته عن قوله تعالى : الْحَجِّ الْأَكْبَرِ » إلى قوله : « ورمي الجمار ».
(١) في « بح ، جن » والوسائل : ـ « بن عثمان ».
(٢) في الوسائل والتهذيب : + « في قول الله عزّوجلّ ».
(٣) البقرة (٢) : ١٩٦.
(٤) في المرآة : « قوله عليهالسلام : هما مفروضان ، أي المراد بالآية الأمر بالإتيان بهما تامّين ، فيدلّ على كونهما مفروضين ».
(٥) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٥٩ ، ح ١٥٩٣ ، بسنده عن أبان ، عن الفضل أبي العبّاس. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٨٨ ، ح ٢٢٤ ، عن أبان ، عن الفضل بن أبي العبّاس ، من دون الإسناد إلي أبي عبدالله عليهالسلام الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٤٩ ، ح ١١٨٤٥ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٨ ، ح ١٤١٠٩.
(٦) في المرآة : « قوله عليهالسلام : على الناس جميعاً ، يمكن حمله على من كان مستطيعاً وإن لم يكن غنيّاً عرفاً. والأظهرحمله على الأعمّ من الوجوب والاستحباب المؤكّد ».
اللهُ (١) ». (٢)
٦٩١٤ / ٤. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ (٣) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْعُمْرَةُ وَاجِبَةٌ عَلَى الْخَلْقِ بِمَنْزِلَةِ الْحَجِّ عَلى مَنِ اسْتَطَاعَ ؛ لِأَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ ) وَإِنَّمَا نَزَلَتِ (٤) الْعُمْرَةُ بِالْمَدِينَةِ ».
قَالَ : قُلْتُ لَهُ (٥) : ( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ ) (٦) أَيُجْزِئُ ذلِكَ عَنْهُ؟ قَالَ : « نَعَمْ (٧) ». (٨)
٦٩١٥ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِيِّ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :
عَنْ أَخِيهِ مُوسى عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَرَضَ الْحَجَّ عَلى أَهْلِ الْجِدَةِ (٩) فِي
__________________
(١) « عذره الله » ، أي رفع عنه اللؤم. وقال ابن الأثير : « حقيقة عذرتُ : محوتُ الإساءة وطمستها ». راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٩٧ ؛ المصباح المنير ، ص ٣٩٨ ( عذر ).
(٢) الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٥٠ ، ح ١١٨٤٦ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١٧ ، ح ١٤١٣٠.
(٣) السند معلّق على سابقه. وينسحب إليه الطريقان المذكوران إلى ابن أبي عمير.
(٤) في الوسائل : « انزلت ».
(٥) في « ظ » : ـ « له ».
(٦) البقرة (٢) : ١٩٦.
(٧) في العلل : « وأفضل العمرة عمرة رجب » بدل « قال : قلت له : فمن تمتّع ـ إلى ـ قال : نعم ». وفي المرآة : « يدلّ على الاكتفاء بالعمرة المتمتّع بها عن العمرة المفردة ، ولا خلاف فيه بين الأصحاب ».
(٨) علل الشرائع ، ص ٤٠٨ ، ح ١ ، بسنده عن ابن أبي عمير وحمّاد وصفوان بن يحيى وفضالة بن أيّوب ، عن معاوية بن عمّار. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٥٠ ، ح ٢٩٤١ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « العمرة مفروضة مثل الحجّ ، فإذا أدّى المتعة فقد أدّى العمرة المفروضة ». الكافي ، كتاب الحجّ ، باب ما يجزي من العمرة المفروضة ، ح ٨٠١٩ ، بسند آخر عن أبي الحسن عليهالسلام ، مع اختلاف يسير. التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٣٣ ، ح ١٥٠٢ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٨٧ ، ح ٢١٩ ، عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام ، وفي الأخيرين مع اختلاف وزيادة الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٥٠ ، ح ١١٨٤٧ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٩ ، ح ١٤١١١.
(٩) « الجِدَةُ » : الغنى والثروة ؛ يقال : وَجَدَ في المال جِدَةً ، أي استغنى وصار ذا مال. ووجد يجد جدة ، أي استغنىغنى لا فقر بعده. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٤٧ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ١٥٥ ( وجد ).
كُلِّ عَامٍ (١) ، وَذلِكَ قَوْلُهُ (٢) عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ ) (٣) ».
قَالَ : قُلْتُ : فَمَنْ لَمْ يَحُجَّ مِنَّا ، فَقَدْ كَفَرَ؟
قَالَ : « لَا (٤) ، وَلكِنْ مَنْ قَالَ : لَيْسَ هذَا هكَذَا ، فَقَدْ كَفَرَ ». (٥)
٦٩١٦ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ (٦) اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَرَضَ الْحَجَّ (٧) عَلى أَهْلِ الْجِدَةِ فِي كُلِّ عَامٍ ». (٨)
__________________
(١) قال الشيخ في الاستبصار ، ذيل هذا الحديث : « فالوجه في هذه الأخبار أحد شيئين : أحدهما أن تكون محمولةعلى الاستحباب دون الفرض والإيجاب. والثاني أن يكون المراد بذلك كلّ سنة على طريق البدل ؛ لأنّ من وجب عليه الحجّ في السنة الاولى فلم يحجّ وجب عليه في الثانية ، وكذلك إذا لم يحجّ في الثانية وجب عليه في الثالثة ، وكذلك حكم كلّ سنة إلى أن يحجّ ، ولم يعن أنّ عليه في كلّ سنة على وجه التكرار ». واكتفى في التهذيب بذكر الثاني. وقال العلاّمة المجلسي في المرآة : « ويمكن حمل الفرض على الاستحباب المؤكّد ، أو على أنّه يجب عليهم كفاية أن لا يخلو البيت ممّن يحجّه ، فإن لم يكن مستطيعاً لم يحجّ ، يجب على من حجّ أن يعيد ؛ لئلاّ يخلو البيت من طائف ».
(٢) في « ظ ، ى ، بح ، بخ ، بف ، جد » والوافي والتهذيب : « قول الله ».
(٣) آل عمران (٣) : ٩٧.
(٤) في الوافي : « إنّما لم يكفر تارك الحجّ ؛ لأنّ الكفر راجع إلى الاعتقاد ، دون العمل ؛ فقوله تعالى : ( وَمَنْ كَفَرَ ) أي ومن لم يعتقد فرضه ، أو لم يبال بتركه ؛ فإنّ عدم المبالاة يرجع إلى عدم الاعتقاد ».
ووجّهه العلاّمة المجلسي بأنّ هذا الكفر بمعنى ترك الفرائض وارتكاب الكبائر ، ثمّ نقل وجوهاً اخر في المرآة بقوله : « وقيل : المراد بالكفر هنا كفران النعمة. وقيل : اطلق الكفر هنا تغليظاً وتأكيداً على سبيل المبالغة. وقيل : المراد من « كفر » : من أنكر الحجّ ووجوبه ، لا من تركه بدون استحلال ».
(٥) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٦ ، ح ٤٨ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١٤٩ ، ح ٤٤٨ ، معلّقاً عن عليّ بن جعفر الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٥٠ ، ح ١١٨٤٨ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١٦ ، ح ١٤١٢٨.
(٦) في التهذيب والاستبصار : « أنزل » بدل « إنّ ».
(٧) في « بح ، بخ ، بف ، جد » والوافي : + « والعمرة ».
(٨) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٦ ، ح ٤٦ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١٤٨ ، ح ٤٨٦ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٥١ ، ح ١١٨٤٩ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١٧ ، ح ١٤١٣٢.
٦٩١٧ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ يُونُسَ :
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام ، قَالَ : « لَيْسَ عَلَى الْمَمْلُوكِ حَجٌّ وَلَا عُمْرَةٌ حَتّى يُعْتَقَ ». (١)
٦٩١٨ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ (٢) ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي جَرِيرٍ الْقُمِّيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْحَجُّ فَرْضٌ عَلى أَهْلِ الْجِدَةِ فِي كُلِّ عَامٍ ». (٣)
٦٩١٩ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَرَضَ الْحَجَّ (٤) عَلى أَهْلِ الْجِدَةِ فِي كُلِّ عَامٍ (٥) ». (٦)
__________________
(١) الكافي ، كتاب الحجّ ، باب حجّ الصبيان والمماليك ، ح ٧٠٦٢ ؛ والتهذيب ، ج ٥ ، ص ٤ ، ح ٦ ؛ وقرب الإسناد ، ص ٣١٣ ، ذيل ح ١٢١٨ ، بسند آخر عن ابن محبوب ؛ الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٣١ ، ذيل ح ٢٨٨٧ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب. التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٨٢ ، ذيل ح ١٧١٥ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليهالسلام ، مع اختلاف يسير. راجع : الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٣١ ، ح ٢٨٨٩ ؛ وص ٤٣٥ ، ح ٢٩٠٠ ؛ والتهذيب ، ج ٥ ، ص ٤ ، ح ٥ و ٧ و ٨ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١٤٧ ، ح ٤٧٩ و ٤٨٠ الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٨٥ ، ح ١١٩٣٥ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٤٨ ، ح ١٤٢٠٣.
(٢) في التهذيب والاستبصار : + « بن يحيى ».
(٣) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٦ ، ح ٤٧ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١٤٨ ، ح ٤٨٧ ، معلّقاً عن الكليني. علل الشرائع ، ص ٤٠٥ ، ذيل ح ٥ ، بسنده عن يعقوب بن يزيد الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٥١ ، ح ١١٨٥٠ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١٧ ، ح ١٤١٣١.
(٤) في الوافي : + « والعمرة ».
(٥) لم ترد هذه الرواية في « بخ ».
(٦) الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٥١ ، ح ١١٨٤٩ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١٦ ، ح ١٤١٢٩.
٣٠ ـ بَابُ اسْتِطَاعَةِ الْحَجِّ
٦٩٢٠ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) (١) قَالَ (٢) : مَا السَّبِيلُ؟
قَالَ : « أَنْ يَكُونَ لَهُ مَا يَحُجُّ بِهِ ».
قَالَ : قُلْتُ : مَنْ (٣) عُرِضَ عَلَيْهِ مَا يَحُجُّ بِهِ (٤) ، فَاسْتَحْيَا مِنْ ذلِكَ : أَهُوَ مِمَّنْ (٥) يَسْتَطِيعُ إِلَيْهِ (٦) سَبِيلاً؟
قَالَ : « نَعَمْ ، مَا شَأْنُهُ أَنْ (٧) يَسْتَحْيِيَ وَلَوْ يَحُجُّ عَلى حِمَارٍ أَجْدَعَ (٨) أَبْتَرَ (٩) ، فَإِنْ كَانَ يُطِيقُ أَنْ يَمْشِيَ بَعْضاً وَيَرْكَبَ بَعْضاً ، فَلْيَحُجَّ ». (١٠)
__________________
(١) آل عمران (٣) : ٩٧.
(٢) في « ى ، بث ، بح ، بخ ، جد » والوافي والوسائل والتهذيب ، ح ٣ والاستبصار ، ح ٤٥٥ : ـ « قال ».
(٣) في الاستبصار ، ح ٤٥٥ : « فمن ».
(٤) في « ى » : ـ « به ».
(٥) في « ظ ، جد » : « من ».
(٦) في « جن » : ـ « إليه ».
(٧) في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بس » والوافي والتهذيب ، ح ٣ والاستبصار ، ح ٤٥٥ : ـ « أن ».
(٨) في « ظ ، ى ، بس ، جن » : « أجذع ». وفي التهذيب ، ح ٣ ، والاستبصار ، ح ٤٥٥ : ـ « أجدع ». والجَدْع : قطع الأنف والاذُن واليد والشفه ، قال ابن الأثير : « وهو بالأنف أخصّ ، فإذا اطلق غلب عليه ؛ يقال : رجل أجدع ومجدوع : إذا كان مقطوع الأنف ». راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٩٣ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٢٤٦ ( جدع ).
(٩) الأبتر : المقطوع الذَنَب من أيّ موضع كان من جميع الدوابّ ؛ من البَتْر ، وهو استئصال الشيء قطعاً. وقال الخليل : « البتر : قطع الذنب ونحوه إذا استأصلته ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ١٣٠ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٧ ( بتر ).
(١٠) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٣ ، ح ٣ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١٤٠ ، ح ٤٥٥ ، معلّقاً عن الكليني. وفي الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤١٩ ، ح ٢٨٥٩ ؛ والمحاسن ، ص ٢٩٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٦٧ ؛ والتوحيد ، ص ٣٥٠ ، ح ١١ ، بسند
٦٩٢١ / ٢. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَثْعَمِيِّ ، قَالَ :
سَأَلَ حَفْصٌ الْكُنَاسِيُّ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ـ وَأَنَا عِنْدَهُ (١) ـ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) (٢) : مَا يَعْنِي بِذلِكَ؟
قَالَ : « مَنْ كَانَ صَحِيحاً فِي بَدَنِهِ ، مُخَلًّى سَرْبُهُ (٣) ، لَهُ زَادٌ وَرَاحِلَةٌ (٤) ، فَهُوَ مِمَّنْ يَسْتَطِيعُ الْحَجَّ » أَوْ قَالَ : « مِمَّنْ كَانَ (٥) لَهُ مَالٌ ».
فَقَالَ لَهُ حَفْصٌ الْكُنَاسِيُّ : فَإِذَا (٦) كَانَ صَحِيحاً فِي بَدَنِهِ ، مُخَلًّى (٧) سَرْبُهُ ، لَهُ زَادٌ وَرَاحِلَةٌ ، فَلَمْ يَحُجَّ (٨) ، فَهُوَ مِمَّنْ يَسْتَطِيعُ الْحَجَّ (٩)؟
قَالَ : « نَعَمْ ». (١٠)
__________________
آخر ، من قوله : « من عرض عليه ما يحجّ به » إلى قوله : « أجدع أبتر ». التوحيد ، ص ٣٤٩ ، ح ١٠ ، بسند آخر ، إلى قوله : « قال : نعم ». وفي التهذيب ، ج ٥ ، ص ٣ ، ح ٤ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١٤٠ ، ح ٤٥٦ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٩٢ ، ح ١١٤ ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام ؛ وفيه ، ص ١٩٣ ، ح ١١٥ ، عن أبي اسامة زيد الشحّام ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، مع زيادة في آخره ، وفي كلّ المصادر ـ إلاّ التهذيب ، ح ٣ والاستبصار ، ح ٤٥٥ ـ مع اختلاف يسير. المقنعة ، ص ٤٤٨ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليهالسلام ، وتمام الرواية فيه : « من عرضت عليه نفقة الحجّ فاستحيا فهو ممّن ترك الحجّ مستطيعاً إليه السبيل » الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٦٣ ، ح ١١٨٨٥ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٣٤ ، ح ١٤١٦٩ ، إلى قوله : « قال : أن يكون له ما يحجّ به ».
(١) في « بس » : ـ « وأنا عنده ».
(٢) آل عمران (٣) : ٩٧.
(٣) « مخلّى سربه » ، أي غير مضيّق عليه. والسَّرْبُ : الطريق. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٤٦ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٥٦ ( سرب ).
(٤) في الاستبصار : + « فلم يحجّ ».
(٥) في الاستبصار : « كان ممّن » بدل « ممّن كان ».
(٦) في « ظ » : « إذا ». وفي « بس » والتهذيب والاستبصار : « وإذا ».
(٧) في الوسائل : + « في ».
(٨) في الاستبصار : ـ « فلم يحجّ ».
(٩) في الوافي : « العبارتان المتبادلتان متقاربتان ، ولعلّ هذا صار سبب النسيان. فهو ممّن يستطيع الحجّ ، يعني بعد ذهاب ماله ».
(١٠) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٣ ، ح ٢ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١٣٩ ، ح ٤٥٤ ، معلّقاً عن الكليني. التوحيد ، ص ٣٥٠ ، ح ١٤ ، عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن
٦٩٢٢ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الشَّامِيِّ ، قَالَ :
سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (١) : ( مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) (٢)؟
فَقَالَ : « مَا يَقُولُ النَّاسُ؟ ».
قَالَ (٣) : فَقِيلَ (٤) لَهُ (٥) : الزَّادُ وَالرَّاحِلَةُ.
قَالَ : فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « قَدْ سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام عَنْ هذَا ، فَقَالَ : هَلَكَ النَّاسُ إِذاً لَئِنْ كَانَ مَنْ كَانَ لَهُ زَادٌ وَرَاحِلَةٌ قَدْرَ مَا يَقُوتُ (٦) عِيَالَهُ ، وَيَسْتَغْنِي بِهِ عَنِ النَّاسِ يَنْطَلِقُ (٧) إِلَيْهِ (٨) ، فَيَسْلُبُهُمْ (٩) إِيَّاهُ (١٠) لَقَدْ هَلَكُوا (١١) ، فَقِيلَ لَهُ : فَمَا السَّبِيلُ؟ قَالَ : فَقَالَ :
__________________
أبي عبدالله عليهالسلام ، ملخّصاً. وفي رجال الكشّي ، ص ١٤٧ ، ضمن ح ٢٣٤ ؛ والخصال ، ص ٦٠٥ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ٩ ، بسند آخر. عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١٢٤ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن الرضا عليهالسلام. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٩٢ ، ح ١١١ ، عن عبدالرحمن بن سيابة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ؛ تحف العقول ، ص ١٤٧ ، عن الرضا عليهالسلام ، وفي الخمسة الأخيرة إلى قوله : « له زاد وراحلة فهو ممّن يستطيع الحجّ » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٦٤ ، ح ١١٨٨٨ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٣٤ ، ح ١٤١٧٠.
(١) في الوافي : +( وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ).
(٢) آل عمران (٣) : ٩٧.
(٣) في الاستبصار : ـ « قال ».
(٤) في الوسائل والتهذيب والاستبصار : « فقلت ».
(٥) في « بخ ، بف » والوافي : ـ « له ».
(٦) في « بح » والفقيه والتهذيب والاستبصار وتفسير العيّاشي : + « به ».
(٧) « ينطلق » أي يذهب ؛ من الانطلاق ، وهو الذهاب. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥١٨ ( طلق ).
(٨) في « ى ، بح ، بخ ، بف ، جد ، جن » والوافي والوسائل والتهذيب وتفسير العيّاشي : « إليهم ».
(٩) في « بح » والوافي وتفسير العيّاشي والعلل : « فيسألهم ».
(١٠) قال العلاّمة الفيض في الوافي : « معنى الحديث : لئن كان من كان له قدر ما يقوت عياله فحسب وجب عليه أن ينفق ذلك في الزاد والراحلة ، ثمّ ينطلق إلى الناس يسألهم قوت عياله ، لهلك الناس إذن. وفي بعض النسخ من الكتب الأربعة : ينطلق إليه ، أي إلى الحجّ ، فيسلبهم إيّاه ؛ يعني يسلب عياله ما يفوتون به ، لقد هلكوا ؛ يعني عياله ، وهو أصوب وأصحّ وأوضح ».
(١١) في الوسائل والفقيه والتهذيب والاستبصار وتفسير العيّاشي والعلل : + « إذا ».
السَّعَةُ فِي الْمَالِ إِذَا كَانَ يَحُجُّ بِبَعْضٍ ، وَيُبْقِي بَعْضاً يَقُوتُ بِهِ (١) عِيَالَهُ ؛ أَلَيْسَ قَدْ فَرَضَ اللهُ الزَّكَاةَ ، فَلَمْ يَجْعَلْهَا إِلاَّ عَلى مَنْ (٢) يَمْلِكُ (٣) مِائَتَيْ دِرْهَمٍ ». (٤)
٦٩٢٣ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : إِنِّي شَيَّعْتُ أَصْحَابِي إِلَى الْقَادِسِيَّةِ (٥) ، فَقَالُوا لِي انْطَلِقْ مَعَنَا وَنُقِيمُ عَلَيْكَ ثَلَاثاً ، فَرَجَعْتُ وَلَيْسَ عِنْدِي نَفَقَةٌ ، فَيَسَّرَ اللهُ وَلَحِقْتُهُمْ.
قَالَ : « إِنَّهُ مَنْ كُتِبَ عَلَيْهِ (٦) فِي الْوَفْدِ (٧) ، لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ لَايَحُجَّ وَإِنْ كَانَ فَقِيراً ، وَمَنْ (٨) لَمْ يُكْتَبْ (٩) ، لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَحُجَّ وَإِنْ كَانَ غَنِيّاً صَحِيحاً ». (١٠)
٦٩٢٤ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
__________________
(١) في الوسائل والفقيه والتهذيب : « لقوت » بدل « يقوت به ». وفي الاستبصار : ـ « به ».
(٢) في « بخ » : « لمن ».
(٣) في التهذيب والاستبصار : « ملك ».
(٤) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢ ، ح ١ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ١٣٩ ، ح ٤٥٣ ، معلّقاً عن الكليني. علل الشرائع ، ص ٤٥٣ ، ح ٣ ، بسنده عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤١٨ ، ح ٢٨٥٨ ، معلّقاً عن أبي الربيع الشامي. وفي تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٩٢ ، ح ١١٣ ؛ والمقنعة ، ص ٣٨٤ ، مرسلاً عن أبي الربيع الشامي ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٢ ، ص ٢٦٤ ، ح ١١٨٨٩ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٣٧ ، ح ١٤١٨٠.
(٥) « القادسيّة » : من بلاد العرب ، أو قرية بين الكوفة وعُذَيب. قيل : إنّما سمّيت بذلك لأنّها نزل بها قوم من أهلقادس من أهل خراسان. ويقال : إنّ القادسيّة مرّ بها إبراهيم عليهالسلام ، فوجد بها عجوزاً فغسلت رأسه ، فقال : قُدِّسْتِ من أرض ، فسمّيت بالقادسيّة ، ودعا لها أن تكون محلّة الحاجّ. راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ١٧٠ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٧٣ ( قدس ).
(٦) في الوافي : « من كتب عليه ؛ يعني الحجّ ، ضمّنه معنى إيجاب القضاء والقدر ، فعدّاه بعلى ».
(٧) في « بح » : « بالوفد ». و « الوَفْد » : القادمون ، والمراد : القادمون إلى الحجّ. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠٩ ( وفد ).
(٨) في « جن » : « ولمن ».
(٩) في الوافي : + « له ».
(١٠) الوافي ، ج ١٢ ، ص ٣٤٣ ، ح ١٢٠٧٣.