• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • مع النبيّ في جهاده وغزواته
  • طلائع الرّحيل
  • يا خير طفل ومولود ومنتخب

    في العالمين إذا ما حصل البشر

    إن لم تداركها نعماء وتنشرها

    يا أرجح الناس حلما حين يختبر

    امنن على نسوة قد كنت ترضعها

    إذ فوك تملؤه من محضها الدرر

    إذ كنت طفلا صغيرا كنت ترضعها

    وإذ يزينك ما تأتي وما تذر (١)

    ووهبهم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما كان له ولبني عبد المطّلب ، واستجاب المهاجرون والأنصار وبنو سليم لرغبة النبيّ فوهبوا حصّتهم ، ولم يستجب غيرهم لذلك ، ثمّ قسّم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الإبل والغنم ، وازدحموا عليه حتى اختطفت رداؤه ، ثمّ قال : « ردّوا عليّ ردائي أيّها النّاس ، فو الله! لو كان لي عدد شجر تهامة نعم لقسّمتها عليكم ، ثمّ لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ».

    ولم يعط النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأنصار شيئا ، فوجدوا في أنفسهم وضاقوا ذرعا ، وأمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سعد بن عبادة بجمع الأنصار ، فلمّا مثلوا عنده قال لهم : « ما حديث بلغني عنكم؟! ألم آتكم ضلاّلا فهداكم الله بي؟ وفقراء فأغناكم الله بي؟ وأعداء فألّف بين قلوبكم ... »؟

    فانبروا جميعا قائلين :

    بلى والله! يا رسول الله ، لله ورسوله المنّ والفضل ...

    وخاطبهم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلطف وحنان قائلا :

    « ألا تجيبوني؟ .. ».

    بما ذا نجيبك؟

    ونظر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لهم بولاء وإخلاص قائلا :

    « والله! لو شئتم لقلتم ، فصدقتم : أتيتنا مكذّبا فصدّقناك ، ومخذولا فنصرناك ،

    __________________

    (١) الكامل في التاريخ ٢ : ١٨٢.