• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • مع النبيّ في جهاده وغزواته
  • طلائع الرّحيل
  • الأزهار .. وبادرت السيّدات من نساء المسلمين إلى عيادتها فقلن لها :

    كيف أصبحت من علّتك يا بنت رسول الله؟ ..

    فرمقتهنّ بطرفها ، وأجابتهنّ بصوت خافت مشفوع بالأسى والحسرات :

    « أجدني كارهة لدنياكم ، مسرورة لفراقكنّ ، ألقى الله ورسوله بحسراتكنّ فما حفظ لي الحقّ ، ولا رعيت منّي الذّمّة ، ولا قبلت الوصيّة ، ولا عرفت الحرمة ... » (١).

    وحكت هذه الكلمات مدى آلامها وشجونها من تقصير القوم بحقّها ، فما حفظوا حقّها ولا رعوا وصيّة النبي فيها.

    وبلغ من كراهتها لنساء القوم أنّهنّ طلبن حضورهنّ عند وفاتها فقلن لها :

    يا بنت رسول الله ، صيّري لنا في حضور غسلك حظّا؟

    فأبت وقالت بمرارة :

    « أتردن أن تقلن فيّ كما قلتنّ في أمّي ، لا حاجة لي في حضوركنّ ... » (٢).

    الزهراء في ذمّة الخلود :

    وطافت بزهراء الرسول موجات عاتية من الآلام على فقد أبيها وغصب حقّها ، فقد برح بها المرض وأضرّ الأسى بقلبها الرقيق المعذّب ، وقد فتكت بها الآلام ، ومشى إليها الموت سريعا وهي في فجر الصبا وروعة الشباب .. فقد حان موعد اللقاء بينها وبين أبيها الذي طلبت لقياه بفارغ الصبر.

    وصيّتها :

    ودعت زهراء الرسول الإمام ، فلمّا مثل عندها أوصته بأمور كان منها :

    __________________

    (١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٩٥.

    (٢) حياة الإمام الحسن بن عليّ عليهما‌السلام ١ : ١٨٢.