• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • مع النبيّ في جهاده وغزواته
  • طلائع الرّحيل
  • عبل الذّراعين شديد القسورة

    كليث غابات كريه المنظرة (١)

    أضرب بالسّيف رقاب الكفرة

    أكيلهم بالسّيف كيل السّندره » (٢)

    ولم يختلف الرواة في أنّ هذا الشعر للإمام (٣) ، وقد حكى هذا الشعر قوّة بأس الإمام عليه‌السلام وشجاعته ، وتقدّم إليه الإمام فبادره بضربة قدّت البيضة والمغفر ورأسه ، وسقط إلى الأرض صريعا يتخبّط بدمه ، فأجهز عليه وتركه جثّة هامدة ، وبذلك فقد كتب الله النصر للإسلام ، وفتحت حصون خيبر ، وأذلّ اليهود ولقّنهم درسا قاسيا يذكرونه بأسى ولوعة على امتداد التاريخ.

    وسرّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سرورا بالغا بهذا النصر المبين الذي أعزّ الله به المسلمين وقهر أعداءهم اليهود ، وصادف في ذلك اليوم رجوع جعفر بن أبي طالب من الحبشة ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ما أدري بأيّهما أنا أسرّ أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر » (٤)؟

    غزوة بني قريظة :

    وبنو قريظة من شرائح اليهود الذين يشكّلون خطرا على المسلمين ويكيدونهم في وضح النهار وغلس الليل ، وقد هبط جبرئيل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأمر من الله تعالى أن ينازلهم الحرب ويستأصل شأفتهم (٥) ، وخفّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لحربهم ، وقدّم الإمام أمير المؤمنين أمامه وهو يحمل رايته ، فسار لهم ، فلمّا دنا من

    __________________

    (١) العبل : الضخم.

    (٢) السندرة : اختلف في معناها ، فقال ابن الاعرابي : هي المكيال ، والمعنى : أنّي أقتلكم قتلا واسعا كثيرا ، وقال غيره : هي امرأة كانت توفي الكيل ، أي أقتلكم قتلا وافيا.

    (٣) خزانة الأدب ٦ : ٦٥.

    (٤) شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ٤ : ١٢٨.

    (٥) السيرة النبوية ـ ابن هشام ٢ : ٣٣٣.