• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • مع النبيّ في جهاده وغزواته
  • طلائع الرّحيل
  • بني هاشم لا تطمعوا النّاس فيكم

    ولا سيّما تيم بن مرّة أو عدي

    فما الأمر إلاّ فيكم وإليكم

    وليس لها إلاّ أبو حسن علي

    أبا حسن فاشدد بها كفّ حازم

    فإنّك بالأمر الذي يرتجى علي (١)

    ومن المؤكّد أنّه لم تكن معارضة أبي سفيان ناشئة عن إيمان بحقّ الإمام وإخلاص له ، فإنّه بعيد عن ذلك كلّ البعد ، وإنّما كانت عواطف كاذبة أراد بها الكيد للإسلام والبغي عليه ، وتمزيق صفوف المسلمين ، ولذا أعرض الإمام عنه ولم يعر لكلامه أي اهتمام.

    لقد كانت علاقة أبي سفيان بأبي بكر وثيقة للغاية ، فقد روى البخاري أنّ أبا سفيان اجتاز على جماعة من المسلمين فيهم أبو بكر وسلمان وصهيب وبلال فقال بعضهم :

    أما أخذت سيوف الله من عنق عدوّ الله مأخذها؟

    فزجرهم أبو بكر قائلا :

    أتقولون هذا لشيخ قريش وسيّدهم؟

    ومضى أبو بكر مسرعا إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبره بمقالة القوم في أبي سفيان ، فردّ عليه النبي قائلا : « يا أبا بكر ، لعلّك أغضبتهم ، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت الله ... » (٢).

    ودلّت هذه البادرة على الصلة الوثيقة بينهما ، كما كانت الصلة وثيقة للغاية بين أبي سفيان وعمر ، فقد أفرد عمر غرفة في داره فرشها بأحسن فرش ، ولم يسمح

    __________________

    (١) شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ٦ : ٧.

    (٢) صحيح البخاري ٢ : ٣٦٢.