وفيه عن أبي جعفر عليه‌السلام : إذا ظهر القائم ودخل الكوفة بعث الله تعالى من ظهر الكوفة سبعين ألف صدّيق فيكونون في النصارة (١).

طريفة : كانت لمؤمن الطاق مع أبي حنيفة حكايات كثيرة فمنها أنّه قال له يوما : يا أبا جعفر تقول بالرجعة؟ فقال : نعم ، فقال له : أقرضني من كيسك هذا خمسمائة دينار وإذا عدت أنا وأنت رددتها إليك فقال له في الحال : أريد ضمينا يضمن لك أنّك تعود إنسانا وإنّي أخاف أن تعود قردا فلا أتمكّن من استرجاع ما أخذت (٢).

وفي البحار عن محمد بن مسلم قال : سمعت حمران بن أعين وأبا الخطّاب سمعا أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : أوّل من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي عليه‌السلام وإنّ الرجعة ليست بعامّة وهي خاصّة لا يرجع إلّا من محض الإيمان محضا أو محض الشرك محضا (٣).

وفيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام : إنّ إبليس قال : أنذرني إلى يوم يبعثون فأبى الله ذلك عليه فقال : إنّك من المنذرين إلى يوم الوقت المعلوم ظهر إبليس لعنه الله في جميع أشياعه منذ خلق الله آدم إلى يوم الوقت المعلوم وهي آخر كرّة يكرّها أمير المؤمنين ، فقلت : وإنّها لكرّات؟

قال : نعم إنّها لكرّات وكرّات ما من إمام في قرن إلّا ويكرّ معه البرّ والفاجر في دهره حتّى يديل الله المؤمن [من] الكافر فإذا كان يوم الوقت المعلوم كرّ أمير المؤمنين عليه‌السلام في أصحابه وجاء إبليس في أصحابه ، يكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات يقال له الروحاء قريب من كوفتكم فيقتتلون قتالا لم يقتل مثله منذ خلق الله عزوجل العالمين ، فكأنّي أنظر إلى أصحاب علي أمير المؤمنين عليه‌السلام قد رجعوا إلى خلفهم القهقرى مائة قدم ، وكأنّي أنظر إليهم وقد وقعت بعض أرجلهم في الفرات فعند ذلك يهبط الجبّار عزوجل (٤) في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر برسول الله أمامه بيده حربة من نور فإذا نظر إليه إبليس يرجع القهقرى ناكصا على عقبيه فيقول له أصحابه : أين تريد وقد ظفرت؟ فيقول : إنّي أرى ما لا ترون انّي أخاف الله ربّ العالمين ، فيلحقه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيطعنه طعنة بين كتفيه فيكون هلاكه

__________________

(١) البحار : ٥٢ / ٣٩٠ ح ٢١٢ عن غيبة السيد علي.

(٢) فهرست النجاشي : ٥٣ / ١٠٧.

(٣) تصحيح الاعتقاد : ٢١٥.

(٤) هبوط الجبّار تعالى كناية عن نزول آيات عذابه كما في البحار.