صفوة الصفا أنا كفو الوفاء أنا إرث الموارث أنا أنفث النافث أنا الإمام المبين أنا الدرع الحصين أنا موضح الحقيقة أنا حافظ الطريقة أنا واضع الشريعة أنا مظنّة الوديعة أنا بشارة البشير أنا البرعم النذير أنا الشفيع بالمحشر أنا الصادع بالحق أنا الباطن بالصدق أنا مبطل الأبطال أنا مذلّ الاقبال أنا الضارب بذي الفقار أنا النقم على الكفّار أنا مخمد الفتن أنا مصدر المحن.

فعندها صاح سويد بن نوفل الهلالي صيحة عظيمة وجلت منه القلوب واقشعرت منه الأجساد من نازلة نزلت به فهلك في وقته وساعته فأعقب عليه‌السلام في كلامه قال : حمدا مؤيّدا وشكرا سرمدا لخالق الامم وبارئ النسم ، وجعل يكرّر ذلك مرارا فقام إليه الفضلاء وأحدق به العلماء يقبّلون مواطئ قدميه ويكرّرون القسم الأعظم عليه بإتمام كلامه الذي انتهى إليه ، فقالعليه‌السلام:

معاشر المؤمنين أبمثلي يستهزئ المستهزءون أم عليّ يتعرّض المتعرّضون؟ أيليق لعلي أن يتكلّم بما لا يعلم أو يدّعي ما ليس له بحق؟ وأيم الله لو شئت لما تركت عليها كافرا بالله ولا منافقا برسول الله ولا مكذّبا بوصيه إنّما أشكو بثّي وحزني إلى الله وأعلم والله ما لا تعلمون ، قال : فقام إليه المقداد بن الأسود الكندي وقال : يا مولاي أقسمت عليك بالهيكل العاصم وبنور أبي القاسم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلّا أتممت لنا باقي كلامك الذي انتهيت بنا إليه ، فقال عليه‌السلام : بعد حمد الله الجبّار والصلاة على النبي المختار ما أبت (٥) العطار قد سبق المضمار وجرت الأقدار ونفث القلم ووعدت الامم واستنشق الأدم وعصمت الكظم وحكم الخالق ورشق الراشق ووقب الواقب وغسق الغاسق وبرق البارق وحققت الظنون وفتن المفتون المغبون وذهب المنون وشجت الشجون بما أن سيكون ، ألا إنّ في المقادير من القرن العاشر سيحبط علج بالزوراء من بني قنطور بأشرار وأيّ أشرار وكفّار أي كفّار وقد سلبت الرحمة من قلوبهم وكلفهم الأمل إلى مطلوبهم فيقتلون الأبله ويأسرون الأكمه ويذبحون الأبناء ويستحيون النساء ويطلبون شذاذ بني هاشم ليساقوا معهم في الغنائم وتستضعف فتنتهم الإسلام وتحرق نارهم الشام فآها لحلب بعد حصارهم وآها لخرابها بعد دمارهم وستروى الظباء من

__________________

(٥) في بعض النسخ : ابتر.