الآية الثامنة عشرة : قوله تعالى : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (١) يعني فإنهم يرجعون أي الأئمة إلى الدنيا (٢).

الآية التاسعة عشرة : قوله تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) (٣) عن القمي : (الْإِنْسانَ) رسول الله ، (بِوالِدَيْهِ) إنّما عنى الحسن والحسين عليهما‌السلام ثم عطف على الحسين فقال : (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً) ووضعته كرها وذلك أنّ الله أخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبشّره بالحسين قبل حمله وأنّ الإمامة تكون في ولده إلى يوم القيامة ، ثمّ أخبره بما يصيبه من القتل والمصيبة في نفسه وولده ، ثمّ عوضه بأن جعل الإمامة في عقبه وأعلمه أنّه يقتل ثمّ يرده إلى الدنيا وينصره حتّى يقتل أعداءه ويملكه الأرض وهو قوله تعالى : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) (٤) الآية ، وقوله تعالى : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) (٥) فبشّر الله تعالى نبيّه : إنّ أهل بيتك يملكون الأرض ويرجعون إليها ويقتلون أعداءهم ، فأخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة عليها‌السلام بخبر الحسين وقتله فحملته كرها ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : فهل رأيتم أحدا يبشّر بولد ذكر فتحمله كرها أي إنّها اغتمّت وكرهت لما أخبرت بقتله ووضعته كرها لما علمت من ذلك وكان بين الحسن والحسين طهر واحد وكان الحسين في بطن أمّه ستّة أشهر وفصاله أربعة وعشرون شهرا وهو قول الله تبارك وتعالى : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) (٦) (٧).

الآية العشرون : قوله تعالى : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها) (٨) في تفسير الفرات عن قول الله تعالى : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها) قال : محمد رسول الله : (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها) قال : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام : (وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها) هم آل محمّد صلوات الله عليهم وهما الحسن والحسين (٩).

__________________

(١) سورة الزخرف : ٢٨.

(٢) تفسير القمّي.

(٣) سورة الاحقاف : ١٥.

(٤) سورة القصص : ٦.

(٥) سورة الأنبياء : ١٠٥.

(٦) سورة الاحقاف : ١٥.

(٧) تفسير القمي : ٢ / ٢٩٧.

(٨) سورة الشمس : ٢.

(٩) تفسير العياشي : ٢ / ٢٥٧.