بالبكاء وتقول وا أبتاه وا رسول الله! ابنتك فاطمة تكذب ويقتل جنين في بطنها ، وخروج أمير المؤمنين عليه‌السلام من داخل الدار محمرّ العين حاسرا حتّى ألقى ملاءته عليها وضمّها إلى صدره وقوله لها : يا بنت رسول الله قد علمت أنّ أباك بعثه الله رحمة للعالمين فالله الله أن تكشفي خمارك وترفعي ناصيتك فو الله يا فاطمة لئن فعلت ذلك لا أبقى الله على الأرض من يشهد أن محمّدا رسول الله ولا موسى ولا عيسى ولا إبراهيم ولا نوح ولا آدم ولا دابّة تمشي على وجه الأرض ولا طائر في السماء إلّا أهلكه الله ، ثمّ قال : يا بن الخطّاب لك الويل من يومك هذا وما بعده وما يليه ، اخرج قبل أن أشهر سيفي فأفني عابر الامّة فخرج عمر وخالد بن وليد وقنفذ وعبد الرحمن بن أبي بكر فصاروا من خارج وصاح أمير المؤمنين بفضّة يا فضّة مولاتك فاقبلي منها ما تقبله النساء فقد جاءها المخاض من الرفسة وردّ الباب فأسقطت محسنا ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : فإنّه لاحق بجدّه رسول الله فيشكو إليه حمل أمير المؤمنين عليه‌السلام لها في سواد الليل والحسن والحسين وزينب وكلثوم إلى دور المهاجرين والأنصار يذكّرهم بالله ورسوله وعهده الذي بايعوا الله ورسوله وبايعوا في أربعة مواطن في حياة رسول الله وتسليمهم عليه بإمرة المؤمنين في جميعها فكلّ يعده بالنصر في يومه المقبل ، فإذا أصبح قعد جميعهم عنه ثمّ يشكو إليه أمير المؤمنين عليه‌السلام المحن العظيمة التي امتحن بها بعده وقوله : لقد كانت قصّتي مثل قصّة هارون مع بني إسرائيل وقولي كقوله لموسى يا ابن أم إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمّت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين ، فصبرت محتسبا وسلّمت راضيا وكانت الحجّة لهم في خلافي ونقضهم عهدي الذي عاهدتهم عليه يا رسول الله واحتملت يا رسول الله ما لم يحتمل وصيّ نبي من سائر الأوصياء من سائر الامم حتّى قتلوني بضربة عبد الرحمن بن ملجم وكان الله الرقيب عليهم في نقضهم بيعتي وخروج طلحة والزبير بعائشة إلى مكّة يظهران الحجّ والعمرة وسيرهم بها إلى البصرة وخروجي إليهم وتذكيري لهم الله وإيّاك وما جئت به يا رسول الله فلم يرجعا حتّى نصرني الله عليهما حتّى أهرقت دماء عشرين ألفا من المسلمين وقطعت سبعون كفّا على زمام الجمل فما لقيت في غزواتك يا رسول الله وبعدك أصعب منه أبدا لقد كان من أصعب الحروب التي لقيتها وأهولها وأعظمها فصبرت كما أدّبني الله بما أدّبك به يا