رجل : يا أمير المؤمنين ألا فأديل ونقلناها عنك ونتحدّث فيها بعدك ونسأل عن معانيها فلا ندري ما هي فقال : هيهات هيهات لنسب لا سبب وعدل عادل هذا علم لا حدّ له جاش تياره فبعذر يجري فيقذف ما فيه لم يسعني السكوت عنه والا ما سأل عمّا أعطيت وأحاط به علمي ، ألا وفوق ذلك والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة عرضت لي وأعرضت عنها ، أنا سحاب الدنيا لوجهها فحتى متى يلحق بي اللاحق ، لقد علمت ما فوق الفردوس الاولى وما تحت السابعة السفلى وما في السماوات العلى وما بينها وما تحت الثرى ، كلّ ذلك علم الإحاطة لا علم إخبار ، أقسم بربّ العرش العظيم لو شئت أخبرتكم بآبائكم وأسلافكم أين كانوا وممّن كانوا وأين هم وما صاروا إليه فكم من آكل منكم أكل لحم أخيه وشارب برأس أبيه وهو يشتاقه ويرتجيه غدا ، هيهات هيهات إذا انكشف المسطور ويحصّل ما في الصدور وعلم واردات الضمير وتعلمون المصير وأيم الله قد كورتم كورات وكررتم كرّات وكم من بين كرّة وكرّات وكم من آية وآيات وما بين مقتول وميّت وبعض في حواصل الطيور (١) وبعض في بطون الوحوش والناس ما بين ماض وراج ورائح وغاد ، لو كشف لكم ما كان مني في القديم الأوّل وما يكون منّي في الآخر لرأيتم (٢) عجائب مستعظمات وامورا مستعجبات وصنائع وإحاطات ، أنا صاحب الخلق الأوّل ، أنا قبل نوح الأوّل ولو علمتم ما بين آدم ونوح من عجائب اصطنعتها وامم أهلكتها فحق عليهم القول فبئس ما كانوا يفعلون ، أنا صاحب الطوفان الأوّل [أنا صاحب بابل والكارات ، أنا صاحب الحيتان] (٣) أنا صاحب الطوفان الثاني أنا صاحب السيل العرم أنا صاحب الأسرار المكتومات أنا صاحب العاد والجنات أنا صاحب ثمود والآيات أنا مدمّرها أنا مزلزلها أنا مرجفها أنا مهلكها أنا مدبّرها أنا بانيها أنا داحيها أنا مميتها أنا محييها أنا الأوّل وأنا الآخر وأنا الباطن وأنا الظاهر أنا مع الكون وقبل الكون أنا في الذر وقبل الذر أنا مع الدور وقبل الدور أنا مع القلم قبل القلم أنا مع اللوح قبل اللوح أنا صاحب الأزلية الأوّلية [أنا مترك الترك ومدلس الأدليس أنا صاحب الوقوف وبهران] أنا صاحب جابلقا وجابرسا أنا صاحب الرفرف وبهام أنا مدبّر العالم الأوّل حين لا

__________________

(١) في بعض النسخ : ابن أمل فوق ما أملتموه وملك أضعاف ما ملكتموه والناس كذلك بين رائح وغاد لو كشف.

(٢) في بعض النسخ : عظيما ودلائل بيّنات.

(٣) ما بين قوسين زيادة من نسخة أخرى.