في ناحية المتعلّق أو أخذناه في ناحية الوجوب ، كما أنّا لو لم نلاحظ الآنات ولاحظنا الزمان شيئاً واحداً ، فسواء أخذناه في الوجوب أو أخذناه في ناحية المتعلّق ، لا يكون لدينا إلاّحكم واحد على متعلّق واحد في زمان واحد ، ولا يكون لدينا عموم أزماني نرجع إليه في مقام الشكّ.
نعم ، هناك جهات استظهارية ، وهي كون الوجوب نفسه الموجود في أزمنة متعدّدة وجوباً واحداً مستمرّاً ، أو كون الوفاء وفاءً واحداً مستمرّاً ، أو كون الإكرام قابلاً للحدوث والتجدّد ، فتكون لنا إكرامات متعدّدة حسب تعدّد الآنات ، فما كان من قبيل الأوّل كان من قبيل الوحدة والدوام والاستمرار ، بخلاف ما يكون من قبيل الثاني. أمّا بعد التصريح مثلاً بالدوام والاستمرار بأن قيل : يجب إكرام كلّ عالم دائماً أو أبداً أو مستمراً ، فسواء جعلنا هذا الظرف ـ أعني دائماً أو أبداً ـ متعلّقاً بالإكرام أو جعلناه متعلّقاً بالوجوب نفسه ، لا يكون لنا كبرى مؤلّفة من الأيّام ، ولا مؤلّفة من الإكرامات ولا من الوجوبات ، بل تنحصر كبرانا بالكبرى المؤلّفة من نفس الموضوع أعني العلماء ، وحاصلها أنّ كلّ عالم يجب له الإكرام الدائمي ، أو أنّ كلّ عالم له الوجوب الدائمي للإكرام ، فنقول : إنّ زيداً عالم ، وكلّ عالم له وجوب الإكرام الدائمي أو له الوجوب الدائمي ، فلو فرضنا أنّ زيداً قد خرج من هذه الكبرى يوم السبت ، واحتملنا خروجه بالمرّة أو أنّ خروجه منحصر بيوم السبت ، لم يمكننا التمسّك له فيما عدا يوم السبت بتلك الكبرى ، للعلم بخروجه عن محمولها الذي هو وجوب الإكرام الدائمي أو الوجوب الدائمي للاكرام ، من دون فرق في ذلك بين كون يوم السبت هو أوّل أيّام زيد أو وسطها أو آخرها.