الراغبون.
ثّم ليعلم أنّه ليس
الغرض : تأليف كتاب في علم الأخلاق على وتيرة ما ألفه فيه علماؤنا الأخيار قدسسره فإنّهم قد اهتمّوا ببيان أصول السجايا والطبائع ، وقسمتها قسمة أولية إلى أقسام أربعة ، ثمّ ذكر الانقسامات الثانوية الطارئة عليها وهكذا ، وبيان كيفية تولد بعضها عن بعض وانشعاب بعضها عن بعض. وقد أقلّ بعض المؤلفين عند ذكر نفس الصفة من إيراد الآيات والنصوص فيها ، أو ذكر فيما أورد ما لم يثبت عندنا صحّته من الأخبار ، لكنّا أعرضنا عن تلك المراحل فذكرنا عند بيان كلّ فضيلة ورذيلة بحثاً إجماليّاً شارحاً لحقيقتها ، ثمّ أوردنا فيه من الكتاب الكريم والسنّة المأثورة عن النبي الأقدس وأهل بيته المعصومين عليهمالسلام مقداراً غير مخلٍّ للغرض لقلّته ، وغير
مملٍّ لكثرته ، واعتمدنا في إيضاح حقيقة الصفة المبحوث عنها وعلل وجودها وآثارها الدنيوية والأخرويّة على ما تستفيده ألباب القارئين وأفكار الباحثين من النصوص الواردة فإنّ في قول الله تعالى وكتابه الناطق وكلام نبيّه الصادق وأهل بيته عليهمالسلام غنىً وكفايةً عن بحث الباحثين وتقريظ الواصفين ولذلك سمّيناه بـ « دروس في الأخلاق » لا تأليفاً في علم الأخلاق. ونشكره تعالى عدد ما يبلغ رضاه على أن عرّفنا نفسه بعرفان ما تيسّر فهمه لعقولنا من صفات جلاله وجماله ، وعلى أن عرّفنا ملائكته القائمين بتدبير أمر العالم من السماء إلى الأرض بإرادته ، وعرّفنا أنبيائه ورسله ، ولا سيّما خاتم رسله ، وألهمنا الاذعان بما اُنزل عليهم من كتبه وشرائعه ، وعلّمنا كتابه المصدّق لما بين يديه من الكتب والمهيمن