ينفعك
، ثمّ تلحّ عليّ بالمسألة فأعطيك ما سألت فتستعين به على معصيتي ، فأهمّ بهتك سترك فتدعوني ، فأستر عليك ، فكم من جميلٍ أصنع معك ، وكم من قبيحٍ تصنع معي ، يوشك أنْ أغضب عليك غضبةً لا أرضىٰ بعدها أبداً .
وممّا يدلّ على
تأثيرها في باطن الإنسان وقلبه وروحه :
ما ورد في النصوص :
أنّه : ما من شيء أفسد للقلب من خطيئته ، إنّ القلب ليواقع الخطيئة فلا تزال به حتّىٰ تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله ،
( فلا تزال به ، أي : لا يزال يتكرّر جنس الخطيئة حتّىٰ يغلب عليه ، أو لا تزال تلك الخطيئة
الواقعة تؤثّر ؛ لعدم التوبة حتّىٰ تغلب عليه ، وصيرورة أعلاه أسفله : إمّا كناية عن
كونه نحو الظرف المقلوب لا يستقرّ في شيء فلا يستقرّ الإيمان والمعارف في القلب ، أو المعنىٰ
ينقلب توجّه القلب من جهة الحقّ والدين التي هي العليا إلى جهة الدنيا التي هي السفلىٰ.
وأنّه : ما من عبدٍ
مؤمنٍ إلّا وفي قلبه نكتة بيضاء ، فإن أذنب وثنّى ، خرج من تلك النكتة سواد ، فإن تاب انمحت ، وإن تمادىٰ في الذنوب اتّسع ذلك السواد
حتّىٰ يغطّي البياض ، فاذا غطّى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبداً ،
وهو قول الله : ( كَلَّا بَلْ رَانَ
عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )
.
وأنّ العمل السّيىٔ
أسرع في صاحبه من السّكين في اللحم .
____________________________