(٧١) قوله قدسسره : ( مع أن الإنصاف أنّ النّظر والاستدلال بالبراهين ... إلى آخره ) (١). ( ج ١ / ٥٧٤ )
__________________
(١) قال الفاضل الكرماني ١ :« أقول : هذا الانصاف الذي فتح به لو تم لتم جري دليل الإنسداد في الأصول الإعتقاديّة وكفاية الظنّ فيها بأن يقال :معاصروا النّبي ٦ والأئمة : كانوا متمكّنين من تحصيل العلم بالمعارف وكان باب العلم فيها مفتوحا لهم بمشاهدة الآيات وظهور المعجزات واستماع القطعيّات وإزالة ما يرد عليهم من الشكوك والشبهات ونحن فاقدوا كل ذلك فإن عمدة الأدلة على إثبات الصانع القديم الواجب بالذات هو انه لولاه لزم الدور أو التسلسل وفي بطلان التسلسل نظر كما اعترف الجزائري به في أوّل كتابه بقوله : « وفي بطلانهما نظر ».
وقد اعترف رئيس الحكماء أبو علي سينا بأن المعاد الجسماني لا يفي بإثباته العقل وغاية ما يمكن إثباته في أمر النبوّة هو مطلق النبوّة أمّا الخاصّة فلا ، وأمّا المعجزات فليس لنا إليها سبيل إلاّ هذا الكتاب العزيز الذي بأيدينا.
وقد اختلف العلماء الذين صرفوا أعمارهم في ذلك في بيان وجه إعجازه حتى قال بعضهم : بأنه يمكن الإتيان بمثله إلاّ أن الله يصرف عن ذلك.
فإذا كان هذا حالهم فكيف يمكن إثبات أنه معجز لغيرهم فإذا انسدّ باب العلم القطعي في هذا الزمان بإجمال ما تقدّم من البيان مع وفور القاء الشبهة والشكوك مع أتباع الشيطان ، والتكليف بالأصول باق لم يرتفع ولا شيء أقرب إلى القطع وأصلح لأن يقوم مقامه عند امتناعه من الظن ، فالعقل القطعي الحكم ها هنا يحكم بالإكتفاء بالظن والإقتناع به ، فثبت