ما جرى منه في أمر فدك ، وقد تقدم القول فيه مفصلا فلا نعيده (١).
أنه قال عمر بن الخطاب ـ مع كونه وليا وناصرا لأبي بكر ـ : كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها (٢) ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه (٣) ، ولا يتصور في
__________________
(١) أقول : لقد سلف منا في أول الكتاب ذكر جملة من المصادر تبعا لشيخنا العلامة ـ طاب ثراه وللباحث عن هذا الموضوع أن يراجع المطولات من كتب الحديث والتاريخ والتراجم ليرى من ذلك الغرائب ، فانظر مثلا : مروج الذهب ٣ ـ ٢٥٢ ، معجم البلدان ٤ ـ ٢٣٨ ، شرح النهج لابن أبي الحديد ٤ ـ ٧٧ ـ ١٠٠ ، المختصر في أخبار البشر ١ ـ ١٧٨ ، وذكر ذلك المرحوم السيد الفيروزآبادي في كتابه السبعة من السلف : ٣٥ ـ ٣٦.
وحسبنا في المقام ما قاله الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ ـ ٣٩ عن عمر ، قال : لما قبض رسول الله (ص) جئت أنا وأبو بكر إلى علي عليهالسلام ، فقلنا : ما تقول فيما ترك رسول الله ٦؟. قال :نحن أحق الناس برسول الله ٦ ، قال : فقلت : والذي بخيبر؟. قال : والذي بخيبر. قلت : والذي بفدك؟. قال : والذي بفدك. فقلت : أما والله حتى تحزوا رقابنا بالمناشير فلا!!.
وقد رواه الطبراني في الأوسط ، وقد فصلها بمصادرها شيخنا الأميني ـ رحمهالله ـ في غديره ٧ ـ ١٩٠ ـ ١٩٧ ، فراجع.
(٢) ما الذي أباح لعمر أو لغيره من الصحابة قولهم في خلافة أبي بكر : إنها كانت فلتة وقى الله المسلمين شرها ، كما جاء في صحيح البخاري ، باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت ١٠ ـ ٤٤ [ ٨ ـ ٢٠٨٠ ] ، منسد أحمد ١ ـ ٥٥ ، تاريخ ابن كثير ٥ ـ ٢٤٦ ، تاريخ الطبري ٣ ـ ٢٠٠ ـ ٢٠٥ ، سيرة ابن هشام ٤ ـ ٣٣٨ ، السيرة الحلبية ٣ ـ ٣٨٨ ـ ٣٩٢ ، كامل ابن الأثير ٢ ـ ١٣٥ و ٣٢٧ ، أنساب البلاذري ٥ ـ ١٥ ، تيسير الوصول ٢ ـ ٤٢ ـ ٤٤ ، نهاية ابن الأثير ٣ ـ ٢٣٨ ، الرياض النضرة ١ ـ ١٦١ ، الصواعق المحرقة : ٥ و ٨ ، وقال : سند صحيح ، تمام المتون للصفدي : ١٣٧ ، تاج العروس ١ ـ ٥٦٨. وجاء في بعض المصادر : فلتة كفلتات الجاهلية فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه ، كما في التاريخ للطبري ٣ ـ ٢١٠ ، والتمهيد للباقلاني ١٩٦ ، وشرح ابن أبي الحديد ٢ ـ ١٩ ، وغيرها ، وقد أشار إلى كلتا العبارتين في الغدير ٥ ـ ٣٧٠ و ٧ ـ ٧٩.
(٣) كما جاء في الصواعق المحرقة : ٢١ ، والتمهيد : ١٩٦ ، وشرح ابن أبي الحديد ١ ـ ١٢٣ ـ ١٢٤ ،