الا عمال تأثيرا في أبدان الخلق وعقولهم ، فهذا هو السحر ، وأجرى على لسان الانيياء و الاوصياء آيات وأدعية وأسماء وأعمالا تدفع ضرر ذلك عنهم ، فالمراد بقوله : « فجاء الطبيب » أي العالم بما يدفع السحر بالآيات والادعية ، ويحتمل أن يكون بعض أنواع السحر يدفع بعمل الطب أيضا.
قوله عليهالسلام : « إن المرض على وجوه شتى » لعله عليهالسلام جعل مرض الاطفال من القسم الاول ، لانه ابتلاء للابوين لينظر كيف صبرهم وشكرهم ، والحاصل أنه عليهالسلام أبطل ماتوهمه السائل وبنى عليه كلامه من أن المرض لايكون إلا عقوبة لذنب. قوله عليهالسلام : « وأشربة وبية » أي مورثة للوباء وهو الطاعون ، وأصله الهمز. قوله : « شاخ » أي صارشيخا ، ودق بصره أي ضعف ، أي ضعف ، أوعلى بناء المجهول أي عمى قوله عليهالسلام : « ولم يألوا » أي ولم يقصروا.
قوله عليهالسلام : « غرلا » هوجميع الاغرل بمعنى الاقلف : الذي لم يختتن. ويقال : مرجت الدابة أمرجها بالضم مرجا : إذا أرسلتها ترعى ، وقال قوم : فعل قوم : فعل وأفعل فيه بمعنى.
قوله عليهالسلام : « أكثر من معرفة من تجب عليه معرفته » أي الطبيعة التي يقولون إنها الصانع ، أوالدهر ، ويحتمل أن يكون هذا بيان مذاهب جماعة منهم يقولون بالصانع وأنه حل في الاجسام كما يدل عليه ماذكره آخرا.
قوله عليهالسلام : « على غير الحقيقة » أي بغير صانع ومدبر ، لان ماجعلوه صانعا فهو ليس بصانع حقيقة ، وأما شباهتهم بالنصارى فمن جهة قولهم بالحلول ، وإن الارواح بعد كمالها تتصل بالاجرام الفلكية. قوله : « لم يزل ومعه طينة موذية » قال صاحب الملل والنحل : الديصانية أصحاب ديصان أثبتوا أصلين : نورا وظلاما ، فالنور يفعل الخير قصدا واختيارا ، والظلام يفعل الشر طبعا واضطرارا ، فما كان من خير ونفع وطيب وحسن فمن النور ، وماكان من شروضر ونتن وقبح فمن الظلام ، (١)
__________________
(١) في المصدر هنازيادة تركها المصنف اختصارا ، وهى هكذا : وزعموا أن النور حى عالم قادر حساس دراك ، ومنه يكون الحركة والحياة ، والظلام ميت جاهل عاجز جماد جراد لافعل لها*