وقوله عليهالسلام : « تطأ في خطامها » قال ابن ميثم : استعارة بوصف الناقة التي ارسلت خطامها وخلت عن القائد في طريقها فهي تخبط وتعثر وتطأ من لقيت من الناس على غير نظام من حالها. وتذهب بأحلام قومها ، قال بعض الشارحين : أى يتحير أهل زمانها فلا يهتدون إلى طريق التخلص عنها : ويحتمل أن يريد أنهم يأتون إليها سراعا رغبة ورهبة من غير معرفة بكونها فتنة.
(باب ٩)
* (مناظرات الحسن والحسين صلوات الله عليهما واحتجاجاتهما) *
١ ـ ل : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، (١) عن محمد بن قيس ، (٢) عن أبي جعفر عليهالسلام قال : بينا أميرالمؤمنين عليهالسلام في الرهبة والناس عليه متراكمون فمن بين مستفت ومن بين مستعد إذ قام إليه رجل فقال : السلام عليك يا أميرالمؤمنين ورحمة الله وبركاته : فنظر إليه أميرالمؤمنين عليهالسلام بعينيه هاتيك العظيمتين ثم قال : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته من أنت؟ فقال : أنا رجل من رعيتك وأهل بلادك. قال : ما أنت من رعيتي ولا من أهل بلادي ، ولو سلمت علي يوما واحدا ما خفيت علي. فقال : الامان يا أميرالمؤمنين. فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام : هل أحدثت في مصري هذا حدثا منذ دخلته؟ قال : لا. قال : فلعلك من رجال الحرب
__________________
(١) بضم الحاء مصغرا هو عاصم بن حميد الحناط الخنفى ابوالفضل مولى كوفى ثقة عين صدوق ، روى عن أبي عبدالله عليهالسلام ، له كتاب ، قاله النجاشى. وقال الكشى : مولى بنى حنيفة ، مات بالكوفة. قلت : يروى عنه عدة من الاصحاب منهم : محمد بن عبدالحميد والسندى ابن محمد وعبدالرحمن بن ابى نجران وصفوان بن يحيى والنضر بن سعيد واحمد بن محمد بن ابى نصر ويونس بن عبدالرحمن والنضر بن سويد ومحمد بن الوليد ويحيى بن ابراهيم بن ابى البلاد وعبدالله بن جبلة والحسن بن على الوشاء وعلى بن الحكم وابن محبوب في جماعة كثيرين. وقال ابن حجر في التقريب ص ٢٤٤ : عاصم بن حميد الكوفى الحناط بمهملة ونون صدوق من السابعة.
(٢) هو محمد بن قيس البجلى ابوعبدالله الكوفى الثقة ، روى عن ابى جعفر وأبي عبدالله عليهماالسلام ، له كتاب قضايا اميرالمؤمنين عليهالسلام ، روى عنه عاصم بن حميد الحناط ويوسف بن عقيل وعبيد ابنه.