قال الشيخ الطبرسي رحمهالله : ( ثمّ لامهم
سبحانه على ردّهم أمره وذكر أن غرضه من البعثة الطاعة ، فقال (
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ )
أي لم نرسل رسولاً من رسلنا ( إِلَّا لِيُطَاعَ )
عني به أن الغرض من الإرسال أن يطاع الرسول ويتمثّل بما يأمر به ثمّ أنّه يرى قوله تعالى (
بِإِذْنِ اللهِ )
أي بأمر الله الذي دلّ على وجوب طاعتهم ) .
وقال العلّامة الطباطبائي رحمهالله : ( وممّا يدلّ على
عصمتهم عليهمالسلام
قوله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا
مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ ) حيث جعل كون الرسول مطاعاً غاية الإرسال ، وقصر العناية فيه ، وذلك يستدعي بالملازمة البيّنة تعلّق إرادته تعالى بكلّ ما يطاع فيه الرسول صلىاللهعليهوآله
وهو قوله أو فعله ، لأنّ كلّ منهما وسيلةً معمولة متداولة في التبليغ ، فلو تحقّق من الرسول خطأ في فهم الوحي أو في التبليغ كان ذلك إرادة منه تعالى للباطل ، والله سبحانه لا يريد إلّا الحقّ ) .
وقد وافقنا على ذلك الفخر الرازي ، فقال
: ( الآية دالّة على أن الأنبياء عليهمالسلام
معصومون عن المعاصي والذنوب لأنّها دلّت على وجوب طاعتهم مطلقاً ، فلو أتوا بمعصيةٍ لوجب علينا الاقتداء بهم في تلك المعصية ، وكونها معصية يوجب كونها محرّمة علينا ، فيلزم توارد الإيجاب والتحريم على الشيء الواحد وأنّه محال ) .
الآية السابعة : قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )
.
___________