يتلفظ بلسانه ولا يمنعه التقية والخوف من أن يتلفظ بلسانه فيما بينه وبين الله ، إنما تمنعه التقية من أن يسمعه غيره ، وليس من شرط الايمان أن يسمعه الغير في صحته من التكليف ، وانما يشترط سماع الغير له ليكف عن نفسه وماله.
الرابعة : روي البخاري ومسلم عن عروة بن الزبير قال : قلت بينا رسول الله (ص) بفناء الكعبة اذ اقبل عقبة بن أبي معيط فاخذ بمنكب رسول الله (ص) ، ولوى ثوبه في عنقه فخنقه به خنقاً شديداً ، فأقبل ابو بكر فاخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله (ص). وقال :
أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم.
وفي لفظ الترمذي : الى أن يقول ... فقال علي : والله ليوم أبي بكر خير من مؤمن آل فرعون. إن ذلك رجل كتم ايمانه فأثنى الله عليه في كتابه ، وهذا ابو بكر اظهر ايمانه وبذل ماله دونه لله عز وجل ..
ـ ويعلق القرطبي ـ :
قلت : قول علي (ع) أن ذلك رجل كتم إيمانه ... يريد في أول أمره. بخلاف الصديق فإنه أظهر إيمانه ولم يكتمه ، وإلا فالقرآن يصرح بأن مؤمن آل فرعون أظهر إيمانه لما ارادوا قتل موسى على ما يأتي بيانه ... ] (٣٧).
٢ ـ ابن كثير الدمشقي :
[ وقد كان هذا الرجل يكتم إيمانه عن قومه ـ القبط ـ فلم
__________________
(٣٧) الجامع لاحكام القرآن ـ له : ج ١٥ ص ٢٠٠ ، ٢٠١.