تكون علاقة واحد بواحد بلحاظ جميع مفردات وأبعاض الكلام الواحد على مستوى المدلول التصوري للألفاظ حتى المشتركة.
وإن شئت قلت : هذا خلف وحدة الأطراف الاخرى في التراكيب والجمل دالاًّ ومدلولاً وعدم تعددها ، فإن اريد استعمال اللفظ في أكثر من معنى بنحو الاستقلال بحيث يكون كل معنىً منها طرفاً في نسبة مستقلة مع الطرف الآخر فهذا محال ؛ لأنّ تعدد النسبة في الذهن تستلزم تعددها وتعدد لحاظ طرف كل منها عن الاخرى ، وإن اريد ذلك بنحو بحيث يكون في قوّة تكرار النسبة والطرف المشترك فهذا معقول ، إلاّأنّه ليس من استعمال اللفظ في أكثر من معنى ، بل من التقدير بحرف عطف ونحوه ، وهو من تكرار الدال والمدلول وخارج عن هذا البحث.
والحاصل : استعمال اللفظ في أكثر من معنى لا يعقل إلاّبنحو تكرار النسبة وهو من التقدير أو الجمع بينهما في طرف النسبة الواحدة ، وهو من الاستعمال في المجموع ، وما يذكر من الأمثلة على الاستعمال في أكثر من معنى ، من قبيل : ( مررت بعينين جارية وباصرة ) أو الشعر المعروف :
أي المكان تروم ثمّ من الذي |
|
تمضي له فأجبته المعشوقا |
ويريد بالمعشوق قصر المتوكّل بسامرّاء ، ومعناه الاشتقاقي وهو معشوقه معاً ، كلّها ترجع إلى التكرار والتقدير ، حيث انّ هناك نسبتين في الجملة تحتاج كل واحد منها إلى طرف مستقل ، فيكون تعدد النسبة التامة في المثال الثاني والناقصة الوصفية في المثال الأوّل قرينة على تكرّر المعنى والاستعمال ، وكلّ منهما في معنى واحد أيضاً لا أكثر ؛ ولهذا لا يفهم وقوع المعنيين معاً طرفاً لكلتا النسبتين ، مع انّ الاستعمال في معنيين يقتضي ذلك ، فتدبّر جيداً.