حبّ اكرام عالم الضمني من جامع اكرام عالمٍ إلى فرده وهو العالم الفاسق ، وهو واضح البطلان. والتفكيك في دعوى السراية بين متعلّق الحبّ الاستقلالي والضمني مع كونهما معاً مطلقين لا وجه له ، فالصحيح عدم السراية فيهما معاً.
وعلى هذا الأساس لا مجال للكسر والانكسار في مبغوضية الفرد أيضاً بين مصلحة الجامع المنطبق فيه ومفسدة الفرد ، خلافاً لظاهر كلام الاستاذ الشهيد المنقول عنه في الهامش.
والظاهر أنّ ذلك منه مبني على قبول سراية الحبّ إلى الفرد ، فيلزم الكسر والانكسار فيه ، امّا إذا أنكرنا ذلك فلا وجه للكسر والانكسار لا في الفرد المبغوض ولا الجامع المحبوب ؛ لعدم التنافي بين تأثيريهما في الحبّ والبغض لا بلحاظ نفس حبّ الجامع وبغض الفرد ، ولا بلحاظ اقتضائهما لفعل الجامع وترك الفرد ، وهذا واضح.
وبهذا يثبت الجواز بالملاك الأوسع الشامل للمسألة الاولى ، بحيث يتعقل حرمة الفرد ووجوب الجامع بنحو صرف الوجود ، غاية الأمر المكلّف امّا أن يأتي بالجامع بنحو صرف الوجود في غير الفرد المحرم ويترك ذلك الفرد ، فيكون ممتثلاً لكليهما ، أو يأتي بالجامع في ضمن الفرد المحرم فيكون عاصياً للحرمة وممتثلاً للوجوب.
ثمّ انّ البيان الذي ذكره المحقق العراقي قدسسره في المقام للامتناع في تقريرات بحثه (١) يتألف من مقدمتين :
__________________
(١) نهاية الأفكار ١ : ٤٢٥ ـ ٤٢٧.