بالسجود فأطاع فنجا (١) ».
إنّ كثرة السجود تدلّل علىٰ استمرار تذلّل العبد لربه العظيم وطلب المغفرة وتطهيره من الذنوب لما في السجود من تجسيد حقيقة العبودية بعد نفي التكبر والتمرّد والعصيان.
جاء رجل إلىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله ، كثرت ذنوبي وضعف عملي ، فقال له صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أكثر من السجود ، فإنّه يحتّ الذنوب كما تحتّ الريح ورق الشجر » (٢).
جاء في الحديث التأكيد علىٰ ضرورة إطالة السجود لمن أراد أن تكون له الجنة هي المأوىٰ.
فقد روىٰ ثقة الإسلام الكليني رضياللهعنه بسنده عن أبي عبدالله عليهالسلام أنّه قال : « مرَّ بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم رجل وهو يعالج بعض حجراته فقال : يا رسول الله ألا أكفيك ؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : شأنك ، فلما فرغ قال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : حاجتك ؟ قال : الجنة، فأطرق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم قال : نعم ، فلمّا ولى قال له : يا عبدالله
__________________
(١) الخصال / الشيخ المفيد : ٦١٦. وجامع أحاديث الشيعة ٥ : ٤٧٦ ـ ٤٧٧ / ٨٣٥٤. ومثله عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم راجع علل الشرائع ٢ : ٣٤٠ / ٢.
(٢) أمالي الصدوق : ٤٠٤/ ١١ المجلس ٧٥ منشورات الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت ١٤٠٠ ه ط ٥. ومستدرك الوسائل ٤ : ٤٧٠ / ٥١٨٨ باب ١٨.