وفي حديث آخر عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال في وصف أهوال يوم القيامة : « ... حتىٰ إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة ان يُخرجوا من كان يعبد الله فيخرجونهم ، ويعرفونهم بآثار السجود ، وحرّم الله علىٰ النار أن تأكل أثر السجود ، فيخرجون من النار ، فكل ابن آدم تأكله النار إلاّ أثر السجود.. » (١).
ورد عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته الطاهرين عليهمالسلام استحباب تغيير مكان الصلاة باستمرار وخصوصاً في الأماكن المقدسة ، وذلك لأن الأرض تشهد للمصلي عند الله تبارك وتعالىٰ ، ولا سيّما البقعة التي يضع عليها جبهته سجوداً لله جلَّ وعلا ، عن أبي ذر الغفاري رحمهالله في حديث وصية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « يا أبا ذر ، ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض إلاّ شهدت له بها يوم القيامة..
يا أبا ذر ما من صباح ولا رواح إلاّ وبقاع الأرض ينادي بعضها بعضاً : يا جارة ، هل مرَّ بكِ اليوم ذاكر لله عزَّ وجلَّ ، أو عبد وضع جبهته عليك ساجداً لله تعالى ؟ فمن قائلة لا ، ومن قائلة نعم ، فإذا قالت نعم ، اهتزّت وانشرحت وترىٰ أنّ لها فضلاً علىٰ جارتها » (٢).
وعن الإمام الصادق عليهالسلام قال : « صلّوا في المساجد في بقاع مختلفة ،
__________________
(١) فتح الباري بشرح صحيح البخاري ٢ : ٥٥٢ / ٨٠٦.
(٢) أمالي الشيخ الطوسي : ٥٣٤.