والسجود النفساني : فراغ القلب من الفانيات ، والاقبال بكنه الهمّة علىٰ الباقيات ، وخلع الكبر والحمية ، وقطع العلائق الدنيوية ، والتحلّي بالاخلاق النبوية » (١).
هذا وقد ورد في القرآن الكريم ما يشير إلىٰ ضربين من السجود وهما :
١ ـ سجود اختيار : وهو خاص بالانسان وبه يستحق الثواب نحو قوله تعالى : ( فَاسْجُدُوا للهِ وَاعْبُدُوا ) (٢) أي تذللوا له ، وهو المراد بالتعريف الاصطلاحي المتقدم (٣).
٢ ـ سجود تسخير : وهو للإنسان والحيوان والنبات والجماد وعلىٰ ذلك قوله تعالىٰ : ( وَللهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا ) (٤) وقوله تعالىٰ : ( وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ) (٥).
ولم يُرد الباري عزَّ وجل أنّ المذكور في هذه الآية الشريفة يسجد سجود البشر في صلاته ، وإنّما أراد تعالىٰ أنّ تلك الأشياء غير ممتنعة من
__________________
(١) غرر الحكم ودرر الكلم / عبدالواحد الآمدي ١ : ١٢٢ / ٢٢٣٤ و ٢٢٣٥ ، مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ١٤٠٧ ه ، ١٩٨٧م ط ١. ومستدرك وسائل الشيعة / الميرزا حسين النوري ٤ : ٤٨٦ / ٥٢٣٢ باب ٢٣ من أبواب السجود ، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهمالسلام لإحياء التراث ـ ١٤٠٧ ه ط ١.
(٢) سورة النجم : ٥٣ / ٦٢.
(٣) معجم مفردات ألفاظ القرآن / الراغب الاصفهاني : ٢٢٩ مادة ( سجد ).
(٤) سورة الرعد : ١٣ / ١٥.
(٥) سورة الرحمن : ٥٥ / ٦.