بأطرافهما وينثران في الجنّة »
.
ولذا ابَّنهما أمير المؤمنين عليهالسلام حيث ذكرها وذكر أباه
أبا طالب عليهالسلام
منشداً :
أعَيْنَيَّ جودا بارك الله فيكما
|
|
علىٰ هالِكَينِ ما ترىٰ
لهما مثلا
|
علىٰ سيّد البطحاء وابن رئيسها
|
|
وسيّدة النسوان أوّل من صلّىٰ
|
مهذّبة قد طيّب الله خيمها
|
|
مباركة والله ساق لها الفضلا
|
مصابهما أدجى لها الجو والهوا
|
|
فبتُّ أقاسي منهما الهمّ والثكلا
|
لقد نصرا في الله دين أحمد
|
|
علىٰ من بغىٰ في الدين قد
رعيا إلّا
|
وهكذا قضت أمّ المؤمنين خديجة عليهاالسلام نحبها بعد جهاد مرير
في خدمة الدين الحنيف ، وتركت من المآثر الخالدة ما تنوء به الجبال ، فهي المرأة التي آثرها الله
عزّوجلّ بالدور العظيم في بناء الإسلام رمزاً للوفاء والمحبّة والايثار لزوجها الحبيب محمّد صلىاللهعليهوآله
، وهي أوّل امرأة صدقت به صلىاللهعليهوآله
وآمنت به ، وبذلت مالها ونفسها ، وهان كل شيء عندها في سبيله ، مُطْلقةً كلمتها الأخيرة وهي علىٰ فراش الموت قائلة له وظلال الموت ترفرف عليها : (يا رسول الله ... إني قاصرة في حقّك فاعفني ، ولم أكن قد أدّيت حقّك ، إن كان لي شيء أطلبه منك فهو رضاك) .
فسلامٌ عليك يا أُمّ المؤمنين يوم ولدت
ويوم تبعثين ، وقد أسكنك الله في الجنة في بيت من قصب لا نصب فيه ولا صخب ، وعند زوجك محمّد صلىاللهعليهوآله
_____________