(نجمة) جمع قوماً من أصحابه فقال لهم : « والله ما اشتريت هذه الأمة إلّا بأمر الله ووحيه ! »
فسُئِل عن ذلك ، فقال : « بينما أنا نائم ، إذ أتاني جدّي وأبي عليهماالسلام ومعهما شُقَّة حرير فنشراها ، فإذا هي قميص وفيه صورة هذه الجارية ! فقال جدّي : يا موسىٰ ، ليكونن من هذه الجارية خير أهل الأرض من بعدك ، ثمّ أمراني أن اسمّيه عليّاً ، وقالا لي : إنّ الله تعالىٰ يظهر به العدل والرأفة ، طوبىٰ لمن صدّقه ، وويلٌ لمن عاداه وجحده وعانده » (١).
وكانت السيدة نجمة في غاية العبادة والتقىٰ ، وقد دلّت علىٰ ذلك الرواية الواردة عن أُم الإمام الكاظم عليهالسلام (حميدة) حيث قالت عنها : إنّ نجمة لمّا ولدت الرضا عليهالسلام كان يرتضع كثيراً ، وكان تامّ الخلقة ، فقالت : أعينوني بمرضعة ، فقيل لها : أَنقص الدر ؟ قالت : لا والله ما نقص ، ولكن عليَّ وردٌ من صلاتي وتسبيحي ، وقد نقص منذ ولدت (٢).
وبعد ، فقد كانت نجمة رضي الله عنها قرينة لنسمة من محمّد صلىاللهعليهوآله الإمام الكاظم عليهالسلام ، ووعاءً لبضعة من محمّد صلىاللهعليهوآله الإمام الرضا عليهالسلام.
لم نعثر علىٰ تاريخ وفاة أُم الإمام الرضا عليهالسلام في شيء مما وصل إلينا من كتب التاريخ ، بيد أنا نقدّر جهادها العظيم وصبرها في حياتها علىٰ المعاناة الكبرىٰ
_____________
(١) إثبات الوصية / المسعودي : ١٧٩.
(٢) بحار الأنوار ٤٩ : ٥ / ٧.