عن أُم سلمة ، قالت : اشتكت فاطمة عليهاالسلام في وجعها ، فخرج عليٌّ عليهالسلام لبعض حاجته فقالت لي فاطمة عليهاالسلام : « يا أُمّاه اسكبي لي غسلاً » ، فسكبت لها غسلاً ، فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل ، ثمّ قالت : « يا أُماه أعطيني ثيابي الجدد » ، فأعطيتها فلبستها ، ثمّ قالت : « يا اُماه قدّمي لي فراشي وسط البيت » ففعلت ، فاضطجعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدّها ثمّ قالت : « يا أُماه إني مقبوضة الآن ، وقد طهرت فلا يكشفني أحد » ، فقبضت مكانها (١).
وفي رواية أُخرىٰ أنه في اليوم الأخير من حياتها عليهاالسلام كان يبدو عليها الارتياح ، فقامت من فراشها ونادت أولادها وغسّلت لهم ، ثمّ عانقتهم طويلاً وقبّلتهم ، ثمّ أمرتهم بالخروج لزيارة قبر جدّهم صلىاللهعليهوآله ، وكانت أسماء بنت عميس تتولّىٰ خدمتها وتمريضها ، فطلبت منها وبصوت واهٍ ضعيفٍ أن تهيء لها ماء لتغتسل ، فبادرت أسماء إلىٰ إحضار الماء ، فاغتسلت عليهاالسلام ولبست أحسن الثياب وبدأ عليها الحبور ، فظنّت أسماء أنّها تماثلت للشفاء ، ولكن سرعان ما عاودها القلق والاضطراب وتبدّدت ظنونها عندما طلبت منها أن تنقل لها الفراش إلىٰ وسط البيت ، فقامت أسماء وهي تتعثّر بأذيالها ووضعت لها الفراش في وسط البيت ، وقد أثارتها الدهشة ، وكانت بادية علىٰ وجهها لشدّة ما ساءها وانتابها من القلق الشديد عندما رأت السيدة الزهراء عليهاالسلام قد اضطجعت علىٰ
_____________
(١) بحار الأنوار ٤٣ : ١٨٨.