« ومنبري علىٰ ترعة من ترع الجنّة » ، ثمّ قال الصادق عليهالسلام : « لأنّ قبر فاطمة عليهاالسلام بين قبره ومنبره ، وقبرها روضة من رياض الجنّة ، وأنه ترعة من ترع الجنّة » (١).
كما رُوي أنها دُفنت بالبقيع ، ومستند ذلك الحديث الوارد في أمالي الطوسي بأسانيد عن ابن عباس في دفن الإمام الحسن المجتبىٰ عليهالسلام ، فأتينا به قبر أُمه فاطمة فدفناه إلىٰ جنبها (٢).
وعلى الجملة ، فإنّ موضع قبرها غير معلوم ، وذلك ما أوصت به عليهاالسلام كما تقدّم.
تعدّدت الروايات في تحديد تاريخ وفاة الزهراء عليهاالسلام ، وخلاصتها أنها توفّيت عليهاالسلام بعد أبيها صلىاللهعليهوآله بثلاثة أشهر ، وقيل بعده صلىاللهعليهوآله بثمانية أشهر ، أو بشهر ، أو بخمسة وسبعين يوماً ، أو بستّة أشهر. (٣)
أوصت الزهراء عليهاالسلام أن تُدفن ليلاً ، وأن لا يشهد الشيخان تشييع جنازتها ، لتعلن للأجيال بأنها ماتت وهي غضبىٰ عليهما ، ولذا عندما سُئل الأمير عليهالسلام من قِبل الأصبغ بن نباتة عن علّة دفن الصدّيقة فاطمة ليلاً ؟ قال عليهالسلام : « إنّها كانت
_____________
(١) بحار الأنوار ٤٣ : ١٨٥ / ١٧.
(٢) الأمالي / الطوسي : ١٥٩ / ١٩ المجلس السادس.
(٣) راجع : بحار الأنوار / المجلسي ٤٣ : ٢١٥ / ٤٥ وما بعده.