وجمعت بينه وبينها في منزلي ، فأقام عندي أياماً ثمّ مضىٰ إلىٰ والده عليهماالسلام ، ووجّهت بها معه (١).
تزوّج الإمام العسكري عليهالسلام بالسيدة نرجس عليهاالسلام ، ومضت بهما الأيّام وغمرتهما السعادة الإلهيّة ، وفي أثنائها رحلَ الإمام الهادي عليهالسلام ، شهيداً مظلوماً إلىٰ بارئه ، فتبوّأَ الإمام العسكري عليهالسلام منصب الإمامة.
ومضت الأيام والسيدة نرجس في كنف الإمام العسكري عليهالسلام ، حيث البركات النازلة عليهما صباح مساء ، وما أن حملت بمولودها المبارك حتىٰ غمرتها هالة من النور والجمال ، ولذا سُمّيت صقيل ، وفي أحد الأيام بعث الإمام العسكري عليهالسلام إلىٰ عمّته حكيمة بنت محمّد بن علي عليهالسلام. فقال : يا عمّة ، اجعلي إفطارك الليلة عندنا ، فإنّها ليلة النصف من شعبان ، وإنّ الله تبارك وتعالىٰ سيظهر في هذه الليلة الحجّة ، وهو حجّته في أرضه.
قالت : فقلت : ومن أُمّه؟ قال لي : « نرجس ». قلت : جعلت فداك ما بها أثر ؟ فقال : « هو ما أقول لك ».
قالت : فجئت فلما سلّمت وجلست جاءت تنزع خفّي وقالت لي : يا سيدتي كيف أمسيت ؟ فقلت : بل أنت سيدتي وسيدة أهلي ! قالتْ : فأنكرتْ قولي وقالتْ ما هذا يا عمّة ؟ قالتْ : فقلتُ لها : يا بنية إنّ الله سيهب لك في ليلتك هذه غلاماً سيداً في الدنيا والآخرة ، قالت : فخجلتْ واستحيتْ !
_____________
(١) إكمال الدين وإتمام النعمة / الصدوق ٢ : ٤٢٦ / ٢ ، نوادر الأخبار / الفيض الكاشاني : ٢١٥.